أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عمامي - النزيف.... نحو الحرب الأهلية














المزيد.....

النزيف.... نحو الحرب الأهلية


محمد عمامي

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عموما تعتبر الشروط الملائمة لانقلاب المسار الثوري المنتكس إلى حرب أهلية، شروطا جاهزة. وهو الاحتمال الغالب إذا لم تتوفر ارادة شعبية حرّة ومستقلة عن بارونات الحكم لتغيير مجرى الاحداث وإعادة تعديل موازين القوى لصالح قوى الثورة.

* الدولة القائمة ضعيفة وغير متناسقة في هياكلها. والبوليس والجيش منقسمان بين رموز نظام بن علي والخوانجية وما يستتبع ذلك من تدخلات لانظمة استبدادية عربية وامبريالية امريكية/اوروبية.. ووسائل الضبط أعجز عن تخبيل الناس كما كانت تفعل قبل 17 ديسمبر 2010. إنّ العطب في مختلف أجهزة الدولة يجعلها تعاني عسرا شديدا في فرض نظام الطاعة والهيمنة لفائدة الرأسمالية ونخبها البيروقراطية الحاكمة.

* المسار الثوري تعطل وكبح بفعل استعادته من قبل محترفي السياسة والاجهزة البيرووقراطية للمنظمات الجماهيرية من نقابات وأحزاب ومنظمات حقوقية بعد أن عجز البوليس على ايقافه.. ولكن مع كونه يدور في حلقة مفرغة وغير قادر على التقدم، فهو لم يقع بعد تصفيته تماما، ولا زال يمثل تهديدا جديا للاثرياء والدولة التي تحرس مصالحهم. وهو ما يجعلهم يركنون إلى الاستعانة بشبكات الاجرام والارهاب وميليشيات الظلاميين مستعملينها كي يفكوا خناقهم من حين لآخر وكي يعيدوا للدولة مشروعية القمع والضبط والتسلط.
إنّ كل اعتصام أو تعطيل في نشاط بعض وحدات الانتاج (فسفاط قفصة مثلا) وكل اضراب أومظاهرة شعبية تذكر بماض قريب لم يمّح بعد من ذاكرة المواطنين ولا من ذاكرة أعدائهم؛ ولكنها أيضا - وهو الخطر- تهدد بانبلاج أشكال نضالية ارقى، يمكنها أن تنشأ عن تطور بسيط لتلك التحركات الاحتجاجية؛ أما أخطرها على الاطلاق فهو استيلاء المواطنين المعتصمين على المؤسسات والمصالح المدرّة للارباح وادارتها ذاتيا من قبلهم ولصالحهم.

إنّ خطر التحول من الاحتجاج إلى ارساء سلطات بديلة هو الخطر الاعظم الذي تخشاه الثورة المضادة فتسارع إلى تحويل الحرب الطبقية إلى حرب أهلية، يصبح بموجبها الكل في حرب مع الكل. ويقوم الفرز فيها على أسس انتماءات عمودية يتبع فيها الفقراء اغنياءهم، والمحكومون حكامهم والتابعون زعماءهم والمنفذون مدراءهم.

* تتبلور، إذن، انتماءات هُوُوية تتطور في تعارض مع مصلحة الجماهير الشعبية، فيتبع المتشيعون لأحزاب أو لملل دينية أو طائفية أو لمراكز تمويل وزبائنية.. وتطغى تلك الانتماءات على الانتماءات الطبقية والمصلحة الفعلية للطبقات والفئات الاجتماعية المتصارعة.

* يواصل المغفّلون في الاحزاب اليسارية اللهاث وراء سلم اجتماعية يظنونها الرد المناسب على الانحطاط الهووي والتدحرج نحو حرب الكل ضد الكل. ويبذلون الجهود المضنية كي يقنعوا مربي العفاريت كي يتخلوا على عفاريتهم ويجنحوا للتوافق ضمن وحدة وطنية لا يراها هؤلاء إلا حولهم ومن أجلهم. إنهم ليسوا معنيين بما هو دون ذلك، والا فهم أول من يضرب الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعية فيدفعون نحو حالة الفوضى والهمجية كي يمنعوا انبلاج منظومة جديدة يفقدون بموجبها امتيازاتهم وهيمنتهم.

* عوامل التنافر والتجاذب وعدم التماسك الاجتماعي في تفاقم مطّرد، تدعمه حالة الانحطاط في قطاع التعليم وانتشار الجهل والتعصب وشروط الانفصام عن العصر والانتصار لهويات محلية أو اقليمية أو ماضوية. وهو أمر تغذيه دعاية شيوخ التجهيل وممولو الارهاب الفكري والانحطاط الثقافي.

* هي ذي بعض الملاحظات السريعة حول مسألة ستكون حتما محورا رئيسيا لدراسات واستشرافات أراها حارقة في المستقبل القريب، خاصة مع تفسخ الحدود بين تونس والبلدان المجاورة وانصهارها التدريجي والوجوبي في محيط عربي اسلامي يغرق أكثر فأكثر في دوامة الحروب الهووية والتشرذم والانحطاط على جميع الاصعدة.



#محمد_عمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازوشية الزواحف الوطنية
- في الكوابح الذاتية للثورة
- أطروحات سريعة من وحي ثورة مغتصبة
- البركوس
- الثورة الاجتماعية في مواجهة مسخها -الديمقراطي-
- البرنامج المباشر للثورة الاجتماعية والسياسية بالبلاد التونسي ...
- الهبة الشعبية الجديدة ودروس 32 أكتوبر 2011
- تونس ترتقي إلى مصاف الفريسة المتميّزة
- السلطة -للكفاءات الوطنية-والشارع للشعب الكريم!
- الإتحاد العام التونسي للشغل بين الوفاق البيروقراطي وتجذر قوا ...
- نداء إلى من اختار أن يسبح ضد التيار
- الثورة في خطر، نداء ما قبل الإنتحار الجماعي.
- القوى الثورية وحرب استنزاف حكم الالتفاف
- مسيرة اليوم للاتحاد العام التونسي للشغل، وماذا بعد؟
- رسالة مفتوحة إلى مناضلات ومناضلي النقابيين الأتحاد العام الت ...
- قراءة أولية لمشروع دستور حزب النهضة: نحو جمهورية إسلامية سني ...
- قراءة أولية لمشروع دستور حزب النهضة: نحو جمهورية إسلامية سني ...
- مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل: دار لقمان على حالهاً(2)
- مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل: دار لقمان على حالهاً (1)
- ديموقراطية الحكماء وديموقراطية الدهماء


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عمامي - النزيف.... نحو الحرب الأهلية