أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد كاظم غلوم - منازعات ستيف جوبز قبيل الرمق الاخير















المزيد.....

منازعات ستيف جوبز قبيل الرمق الاخير


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 00:25
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


منازعات " ستيف جوبز " قبيل الرمق الأخير


كثيرا ما أتتبع اخبار العلماء والادباء والمبدعين الكبار في كل انشطة الحياة سواء من مفكّري السلف او من الخلف وقد اغور في حياتهم الخاصة ومامروا به من مسالك هذه الحياة الغريبة الأطوار بمفارقاتها ، في أيام سعدها القليلة وأيام نحسها الكثيرة وقد لفتت نظري الكلمات التي قالها " ستيف جوبز " أيقونة تكنولوجيا الكومبيوترات في عالمنا العولمي وهو على فراش المرض مصابا بسرطان البنكرياس من النوع النادر الذي يستحيل علاجه ؛ ارتأيت ان أنقل جانبا منها ، فهي حصيلة موجزة لمسيرة حياة رجل عبقريّ دامت اكثر من خمسة عقود
هذا العالِم الكبير مؤسس شركة أبل الذائعة الصيت في الالكترونيات وقد رسخ بصمة واضحة في الرقيّ البشريّ لعالم وتجارب هذا الانسان الذي وضع الكوننة خاتما في إصبعه وإصبعنا نحركهُ كيفما نشاء
ولكي اكون دقيقا انقل كلماته ومشاعره وبعض وصاياه بالترتيب فقرة فقرة إيضاحا للقارئ العزيز وليأخذ منها مايستسيغه ويرمي ما لايروق في خانة " السبام " على حدّ قول الراحل " جوبز "
1— رغم كلّ النجاح الباهر الذي حققته في عالم الأعمال الالكترونية فحياتي خير أنموذج للرقيّ العقلي والمالي لكنني لم أفرح سوى فترات قصيرة وكل ثرائي الهائل الذي اعتدته لم يجلب لي سعادة غامرة كما كنت أتمنّى
2— كل هذه الشهرة والثروة التي جنيتها مفاخرا تبدوان شاحبتين وبلا معنى في مواجهة موتٍ قريب مني مثل حبل الوريد ، ففي تلك اللحظات التي أكون فيها سقيما طريح الفراش تتداعى سنيّ حياتي امام ناظري وأهزأ على نفسي كيف لي ان افخر بكل ماحققته طالما ان الموت سيأخذني على حين غرّة ، آه ، كم كان رهاني خاسرا
3— كثيرا ما انظر الى هذا الجهاز الطبّيّ الذي يُبقيني حيّا حتى هذه الساعة في مشفاي وارى ضوءه الاخضر يهمهم ويدقّ معلنا اقتراب رحيلي ؛ وها هي أنفاس الموت تختلط مع أنفاسي في شهيقها وزفيرها . واذا كانت أموالي المتراكمة قد قوّمتني وأنا حيّ معافى فما نفع ثروتي العاجزة وهي لاتقدر أن تعيد لي بضعة أيام مضافة أعيشها خارج مشفاي الان
4— اعلن اني أخطأت خطأ فادحا بجمع كل هذا الغنى الذي لامعنى له وكان عليّ ان أسير في طريق آخر وأتابع امورا كثيرة لاتحصى غير جمع المال ؛ مثل توطيد العلاقات الإنسانية والصداقات الحميمة او رعاية الفن والأدب والانجازات الكبرى لصالح أخوّتنا ونظرائنا في الخلق او حتى تحقيق احلامي الشبابية التي ضيّعتها في خضم انشغالي بزيادة رصيدي وتعزيز ثروتي التي عجزت ان تنفعني وتطيل من أمدي
عليّ ان اعترف اني كنت كائنا ملتويا وهذه هي سوءات ملاحقة الثروة
5— وانا في هذه الحال قد انحنى ظهري ولم أعد أفكر بالمال ثم اني محال ان اجمع كل تلك الثروة المتراكمة التي ادّخرتها في حياتي وآخذها معي الى العالم الاخر وكل ذخيرتي التي سأنقلها بعد موتي هي ذكرياتي المكتنزة بالحب لا بالمال التي لملمتها من سنواتي في الكدح والكفاح والدراسة والبحث المضني وهي كما احسب الغنى الحقيقي لي
6— اعلن وانا على سرير المرض وأوصي بتوسعة المحبة ولتكن صدوركم رحبة وقلوبكم مخازن للمودة ولتستمروا بنشر الحب حتى يخترق كل بقاع الأرض قاطعا آلاف الأميال ليصل الى كل إنسان ولو كان منزويا في ابعد مكان فلا حدود للحياة لو رافقها الحب لأنه مصدر القوة الإنسانية ومبعث النور الكامن في النفس البشرية
افتحوا كل حواسّكم التي وهبها الله لكم للحب فهي مفتاح لأبواب القلوب وحاذروا السعي وراء الثروة واقتنعوا بالكفاف فإنها لا تقدّم سوى الأوهام .
أيها الانسان ؛ لاتضيّع تلك الارادة القوية الكامنة في قلبك على هيأة عزيمة وتفانٍ فيك لتركض وتمسك وهما
7— أحبوا عائلتكم الصغيرة ، الزوجة والأطفال ، وأصدقاءكم المقرّبين ومن خلالهم كي يعبر الحب إلى الإنسانية وهي العائلة الكبرى وأحسنوا معاملة أنفسكم مثلما تحسنوا معاملة الغير وحافظوا على البيئة والمخلوقات الأخرى التي تشاركنا العيش بهذه المعمورة
8— ان سرير المرض هو السرير الاغلى في عالمنا ، لن تجد ابدا من يرضى ان تعطيه مرضا وينام بديلا عنك مهما أكرمته وكافأته ماليا ، ربما تجد من يقود لك سيارتك او يُعينك على كسب المال او يوفّر طعامك لكنك محال ان تلقى من يمرض عوضا عنك ،... كثيرا ما تستطيع ان تعثر على أشياء فقدتها في غفلة ما لكن شيئا واحدا لاتستطيع استرجاعه أبدا وهي الحياة والبقاء حتى في أحلك الظروف ، حتى المؤمنون بالنعيم والجنان يطمحون الى الخلود في الدار الاخرى .
9— عندما يدخل الانسان الى غرفة العمليات الجراحية (هذه العبارة قالها وهو يدخل الى غرفة العمليات لزراعة كبد صناعي في جسدهِ ) يدرك جليّا بان كتابا واحدا فقط يتمثّل امام عينيه وعليه ان يقرأه بإمعان ودراية تامتين الا وهو كتاب الحياة الصحية النموذجية وكم اعتب على نفسي لأني نسيته في أعلى رفوف مكتبتي ولم أكلّف نفسي عناء الارتقاء إليه وقراءته لأني كنت مكبّا على عملي ومشغولا بثروتي الهائلة التي صدعت رأسي مرارا وعليكم انتم ان تولوا رعاية هذا الكتاب وتقرأونهُ حتى النهاية مهما كانت مشاغلكم جمّة ، ومع ان الموت محتّم فما اجمل ان نلقاه ونحن بأتمّ عافية كي لانتعب أنفسنا بالأسقام في مراحل العمر الأخيرة على الأخصّ ولا نرهق من يحيط بنا من أسرنا وأحبابنا
هذا هو مجمل ماقاله جوبز في فترة علاجه وإقامته في المشفى وقد تساءلت مع نفسي وقلت في سرّي ؛ لو لم يمرض هذا العبقريّ فهل سيفكر بالشكل الذي يفكّره المريض المعنّى ؟؟؟ أترى هل كان كانت هذه المعاناة الشديدة وهو مضطجع على فراش المرض قد حفّزته على العودة الى بُعدهِ الإنساني الشارد بعيدا ، اما كان الاجدر به ان يلاحق إنسانيته المفقودة ويظفر بها مادام في عزّ قوته وفرط عافيته ؟؟ !!
هذه هي اذاً معضلة الانسان الكبرى الذي لايتقن درس الحياة الاّ بعد فوات الاوان فلا نشعر بالوجع وتأنيب الضمير الاّ عندما يصيبنا الهوان والضعف والارتخاء
ما اجمل ثوب الحياة لولا انه قابل للتمزق والاتساخ سنة اثر أخرى
ما أستره لولا قصره وما أضيقه لو تهدلت كروشنا وتورّمت أبداننا سقما وانتفاخا بالمال
مجدا وخلودا لك ياستيف نعرف انك أحببتَ زوجتك " لورين " حبّا أسطوريّا " ، انت لم تمت الاّ جسداً والبقاء الدائم لكل عبقري ومخترع أضفى منفعة للبشرية وأراح عنها عناء الجهد والكدح وأسعد النفوس وأوسع الضحكة والمرح في وجوه بني جنسهِ

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان - أملٌ كذوب -
- حروفي الولهى إليهن / بمناسبة عيد المرأة
- عربة الترويكا والحصان العراقيّ
- مجرمو وخوَنة الشعر
- جهشةُ بكاءٍ قبيل النزَع الأخير
- هكذا تعتاش الصديقة الحميمة تركيا على مصائبنا
- هل أصبح الفيسبوك والمواقع الاجتماعية مواخير لمرتاديها ؟؟
- قصيدةٌ بعنوان - نسيجٌ ناصع -
- وإذا العشيقةُ وهبتْ
- أنا وصديقي الحميم أخصائيّ أمراض القلب
- هل من مؤشرات لتشديد قوانين الهجرة والإقامة في اوروبا ؟؟
- فياغرا شعرية لشيخ عاشق
- انتظارٌ وصداعٌ أمام بوابة التفتيش
- أيها الآباء والأمهات كفّوا عن إغراق أطفالكم
- هل سترقص الديمقراطية فرحا في العراق ؟؟
- بين ثوّار العولمة الجديدة وثوار حركات التحرر الوطني
- المستشارة الالمانية ميركيل سليلة نسوة الانقاض
- يومٌ مثقلٌ بالنشوة
- قصيدةٌ بعنوان - حُلُمٌ يخاتلُ طريدتهُ -
- العراق ورداؤه العشائريّ المهلهل


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد كاظم غلوم - منازعات ستيف جوبز قبيل الرمق الاخير