أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حمزه الجناحي - هجرة الامس وهجرة اليوم ..شتان بينهما














المزيد.....

هجرة الامس وهجرة اليوم ..شتان بينهما


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 01:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الكثير من الادوات والعوامل اوصلت الشاب العراقي الى التفكير بجدية للخروج من وطنه وتحقيق هذا الحلم مهما كانت نتائج هذا التوجه والتي لم تكن نتائجه السيئة في كل الاحوال افضل مما هو عليه اليوم ..
اهم هذه العناصر او العوامل هو العامل التكنولوجي الذي اوصل لكل الشباب وبسهولة صور الحياة التي تعيشها شريحة الشباب من اقرانه ومن هم بعمره وبمستواه في الدول الاخرى والبون الشاسع بين ما هو عليه وبين هؤلاء الذين هم يعيشون حياتهم بترف ورفاهية هذه الصور نقلت عن طريق التلفزة والقنوات الفضائية السهلة التحكم بها ومن كل دول العالم وعن طريق الشبكة العنكبوتية التي دخلت الى العراق بعد العام 2003 وأصبحت سهلة المنال وسهلة التداول هي ايضا وبالتالي اصبح الشاب يستطيع الولوج والدخول الى العالم لمتمدن الاخر من دول المهجر ودول بعد البحار الذي لم يفكر بها يوما قبل الان لا هو ولا ابائه ..
بالإضافة الى الارث الثقيل الذي ورثه هؤلاء الشباب عن ابائهم وهم يرون مجتمع او حكومة او دولة او حتى العائلة تعيش الالم والقهر واحيانا الموت في وطن تكالبت عليه الوحوش وأصبح المواطن والعائلة معرض في كل لحظة الى الموت او القتل عن طريق هؤلاء الذين يعتاشون على الالام والأحزان العراقية سواء من الطبقة السياسية او محركات الايدلوجيات والأجندات التي تصدر للمجتمع العراقي وهي مختلفة كليا عن الوضع الحقيقي لما هو معروف في مجتمع لدولة عريقة مثل العراق .
اليأس من العودة الى المسار الصحيح صار يعيش في تفكير الشاب الذي تخرج من كليته ومعهده وهو ينتظر ان يكون مفيدا للمجتمع وعاملا ومقدما خدماته وتحقيق احلامه وطموحاته ليجد نفسه مرميا على قارعة الطريق هو وشهادته ولامن يهتم به ويسأل عليه بل بدأ يرى ان وطنه يعيش حالة من الانهيار وهو يسارع بخطى نحو الهاوية ليضيع ما تبقى من الامل وصار بسهولة يرى الوضع الاقتصادي المتردي وتفشي الفساد والرشوة والسرقة والتجاوز على المال العام ومن اعلى الطبقات وأصبح كل من يريد الوقوف بوجه هذا العامل عاجزا لا يستطيع الا ان ينسحب قبل ان يداس ويندرس تحت الاقدام العملاقة السارقة .
في العام 2003 كان الشاب الذي عمره 22 عاما بعمر التاسعة او العاشرة وهذا العمر هو عمر الطفولة ووصل هذا الشاب وشب على مخلفات مجتمعية مؤلمة ليصطدم بها وهو في عمر الحلم وعمر العنفوان والشموخ والثورة الشبابية فوجد نفسه انسان مهمش منذ الطفولة بعد التغيير حتى العام الذي هو فيه بعد تخرجه من الجامعة ,,
التصوير المشوه للحياة في الدول الاخرى والتي اوصلت الشاب الى المدى الاخير من الانطلاق نحو الهدف صورت للمهاجر انه ذاهب الى النعيم والحياة السعيدة والحصول على مبتغاة وعلى ما يريده وبيسر وبسهولة التي تفصله عن تلك الحياة خطوة واحدة وبعض من الشجاعة ,, لقد حلم انه يستلم كل ماهو جميل من أموال ومساعدات تصل الى حيث هو ساكن ويوميا صباحا تطرق بابه الفتيات الحسان وتوفر له كل تلك التي كان محروم عنها يجده ببساطة في متناول اليد ..
اخيرا ان المساهمة الفعالة المقصودة ام الغير مقصودة من قبل الحكومة العراقية التي ترى ابناءها يغادرون وطنهم ولم تحرك ساكن ولم تعالج مشاكلهم بل هي حتى لم تتبع اخبارهم وتمنع انجرافهم نحو ذالك الوهم زاد من شعور الشاب العراقي بأنه مجرد رقم او نكرة في مجتمع لا يهتم له أحد ولا احد يفكر فيه ,, ناهيك عن سهولة الخروج الى الدول الجارة ومنها تركيا وبدون عناء وبأموال بسيطة ليجد نفسه وقد تلقفته المافيات وتجار البشر وتجار البحر والمهربين وهو يمضغ بهدوء من قبل افواه هؤلاء قبل افواه اسماك بحر ايجه وأمواجه العالية التي تطيح بتلك العبارات الخردة .
اذن ان الاسباب التي جعلت من الشاب العراقي يترك بلاده وهي في أمس الحاجه له وقد ضاعت احلامه وتطلعاته ليجد نفسه يبحث عنها في مكان آخر بعيد عن ارضه وعائلته اغلبها اسباب حديثة العهد ولدت في العراق الجديد عراق الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وبشكل جعل التفكير بالهجرة من أجل العيش مثله مثل الشباب في دول اخرى وليس من اجل الخلاص من الموت والمطاردات البوليسية ومحاربة الانتماءات كما كان الحال في العهد الدكتاتوري الذي هو الاخر كان سبب لهجرة جيل ليس كالجيل الحالي جيل يريد التغيير يريد ان يعيش ويعبر عن الرأي ويتمتع بحرية تكوين الاحزاب والانتماء جيل المثقف والكاتب والعبقري والأستاذ والمخترع والمقارع للنظام بكل أنواع الاسلحة المتوفرة من الكلمة الى السلاح .
نعم هناك فرقا بين هجرة هؤلاء الشباب اليوم و اولاءك اللذين كانت احلامهم تموت في صدورهم ومن يستطيع الهرب عليه أن يدفع ضريبة باهظة الثمن ربما تصل الى افراد اسرته وذويه فلا مقارنة ولا قياس بين تلك الهروبات الشبابية نحو الخلاص وبين هذه الهجرة الذي يحلم بها شباب اليوم من أجل اهداف بعيدة المقارنة والمقاربة عن تلك .
ولعل الدول المستقبلة آنذاك تختلف كثيرا عن اليوم عندما كانت الابواب مشرعة لشريحة الشباب المناضل والنخبة والتي تهرب الى العالم الاول والتي تجد نفسها وقد تبوأت المكان المناسب لها على العكس مما يجري الآن والذي أدى بعودة بعض المهاجرين العراقيين لانهم غير متحصنين بالعلم والأدب والثقافة والشهادة وبالتالي فهم غير مرغوب فيهم شاءوا ام ابو في دول المهجر ..

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقراء العراق لايحتاجون لنصيحتكم .
- (من ذاكرة الوجع) ديوان كتب عن كل العشاق .
- السيد العبادي تأكد من شهادات التكنوقراط القادمين .
- اخر العملاء المطيعيين .
- اثيل النجيفي وعقدة تحرير الموصل بمشاركة الحشد .
- رجاءا ما أجت الاشارة .
- هذا ما حرره الحشد من مدنكم ماذا حررتم أنتم ؟
- المنطقة التي يهدد بها داعش ضحاياه !
- راتب الموظف العراقي يستمر اذا !!!
- السيد مسعود لقد اضعت المشيتين
- تحالف امريكا ضد داعش تحالف من ورق .
- اوباما يمنع بايدن من بيع مسكنه ! ومسئولينا يبيعون وطنهم !
- السيد الزيباري تصريحك مستغرب في هذا الوقت .
- تفجيرات مساجد بابل الاخيرة امر دبر في الظلام .
- تحرير الرمادي بدأها الحشد الشعبي وأنهاها الجيش العراقي .
- من هم الايغوريين وكم تدفع داعش لهم ?
- العيد الثاني لصوم الايزيدية توشح بالسواد .
- لماذا اهدى بوتين القرآن لحسن روحاني ؟
- بين برتقالة نوري سعيد وكواتم المطار..طارت الطيارة .
- وزير خارجية السعودية يهدد ثانية .


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حمزه الجناحي - هجرة الامس وهجرة اليوم ..شتان بينهما