أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد درويش - مايا، ليوسي، ومحمود درويش














المزيد.....

مايا، ليوسي، ومحمود درويش


خالد درويش

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


مايا، ليوسي، ومحمود درويش..

خالد درويش
كان نهار يوم أربعاء عادي، باهت، كأي يوم من أيام منتصف الأسبوع. وكنت مستغرقاً في عملي المكتبي الرتيب، منكباً على متابعة بعض ملفات "مركز المعلومات الوطني" في الصحة والتربية والتوزيع السكاني..
وصلتُ مشارف نهاية الدوام، أغلقتُ ملفاتي، وفتحتُ، كعادتي، صفحتي على موقع فيس بوك. وحين فتحت أيقونة البريد الحمراء عثرت على رسالة من الصديقة، المستشرقة البلغارية، مايا تسينوفا، عاجلتها بالردّ، وكان هذا الحوار:
مايا: نهارك طيّب يا صديقي!،
أظن أنني سأفرحك بأمرٍ أفرحني قبل قليل.

أنا: أهلاً مايا. طبعاً، فالفرح يأتيني منك عادة.

مايا: ليوسي ميندوفا، إحدى صديقاتي، مترجمة من وإلى اللغات السلافية. وهي، علاوة على ذلك، شاعرة معروفة، لها عدد من المجموعات الشعرية.
مايا: ومن بين اهتماماتها الميل الواضح نحو محمود درويش وشعره. (وهو الأمر الذي يسعدني على نحو خاص).
مايا: أنظر إلى ما أرسلَتْه لي ليوسي قبل قليل (قصيدة مهداة إلى محمود درويش، بعنوان البروة)، كتبتْ لي أنها ستنشر ما كتبَتْه بعد عدة أيام. بالتأكيد تقصد بـ "بعد عدة أيام" يوم 13/3...
مايا: هاك القصيدة..

البروة
إلى محمود درويش

أنت، يا من رأيت الأشياء من جهاتها المختلفة،
أنت، يا صبا الريح الأتية من الشرق بأجنحة الصقر وقلب اليمام،
أنت أخي.
أنت أخي الذي لا يحبونه،
لأنه يرى أعمق من السطوح، ويقول أكثر من الكلام.
أنت أخي الذي يحضّر القهوة عند منتصف الليل،
فيما أنهض أنا من شراشفي
وأمشي على الحبال الرفيعة لهذه الرائحة،
أفتح كتابك، وأركن بجانب الطاولة بهدوء،
وأشعر بقرية البروة (التي ما عادت موجودة)،
وهي تستيقظ، كما تستيقظ، عادة، كل المدن والقرى الغائبة،
لمجرد ان أحداً ما، في لحظة ما، يدعوها برقة للحضور من الغياب.
أنت أخي،
أنت الحيّ في موتك،
أنت الذي وعدت الحلم في حلمك بأن لا تموت،
وحوّلت سجنك إلى حرية،
وظلال قضبان الزنزانة إلى أعمدة من نور.

مايا: انتظر قليلا، سأحاول تحويل النص الى ملفّ وورد، كي لا تتغلب في نسخه. لأن القصيدة ستبدو مثل نصّ نثري عند النسخ المباشر.

أنا: قرأته. إنه نصّ جميل، مشحون بشاعرية عالية. شكراً لك مايا، وشكراً لها. حقاً يبعث على الحبور.

مايا: ها هي صفحتها:
https://www.facebook.com/liudmila.mindova
Liudmila Mindova

أنا: أشكرك من جديد مايا العزيزة، سأتابع صفحة ليوسي، يبدو أنها جديرة بالمتابعة.

مايا: سبق وتحدثتُ معها عنك. يبدو أنها تعرف عنك.
مايا: مجموعتها الأخيرة مكرسة للشعراء الأموات. كتبتها بعدما توفي صديقها. أظنّ أن صديقها المرحوم كاتب من سلوفينيا.

أنا: أصبحنا أصدقاء للتوّ.

مايا: أنا مسرورة لذلك، مسرورة جداً.

أنا: يا مايا، الشعراء الذين يهتمون عادة بالشعراء الموتى/ الأحياء يستوقفونني دائما. أجدُ في كتاباتهم غواية ما، جمالية عميقة.

مايا: كتبتْ لي ليوسي للتوّ، تطلب مني أن أرسل لك تحياتها، وتنوي أن تكاتبك في وقت آخر، لأنها الآن تضع الطعام على النار للطهيّ. لديها إبنة صغيرة أسمها زدرافكا.
وبمناسبة تحياتها لك، اعتبرها مناسبة لأطلب منك أن تحيّي الثلاثة الآخرين من حولك. (زوجتي وابني وابنتي).

أنا: سأفعل، مايا، شكرا لك على كل شيء.



#خالد_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان تكون صديقي
- ثلاث صور..
- وما من سماء
- يا رب الجنود
- محطات قديمة
- 10 قصائد
- عفرين
- وداعا فيصل قرقطي
- كوابيس انتفاضة الأقصى
- ندى
- سيّان
- اشياء بسيطة
- محمود درويش في صوفيا
- موت المتعبّد الصغير
- أول مرّة/6
- أول مرّة/ 5
- أوّل مرّة/4
- أول مرّة/ 3
- موتي
- أول مرة/ 2


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد درويش - مايا، ليوسي، ومحمود درويش