أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سماح هدايا - في يوم المرأة العالمي















المزيد.....

في يوم المرأة العالمي


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 14:43
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


في يوم عيد المرأة العالمي
العالم يحتفل بعيد المرأة، ومازالت مشاكل المرأة قائمة غالباً في كثير من دول العالم، وتتفاقم وتتسع في دول النزاعات والحروب، التي تتحمل جزءاً من مسؤولية نزاعاتها دول كبرى ذات نفوذ عالمي. سوريا مغتصبة ومضطهدة ومنكبوبة. ونساء سوريات في مواجهة العدوان والدمار والعنف والاضطهاد وسلب الحقوق.
صحيح أن الثورة السورية أتاحت للمرأة كسر الأدوار التقليدية، والخروج ضد قوى الاستبداد القهر وراء مطالب التحرر؛ لكنّ هذه الفرصة الذهبية للتحرّر، لم تحظ بالدعم الحقيقي المجدي من القوى الحقوقية الدولية، بل حصل العكس، استمرار طغيان نظام الأسد الاستبدادي، الذي مارس أشد أشكال العنف وارتكب جرائم ضد الإنسانيّة، وأتاح المجال لتطور حالة الارهاب التي تؤذي بشدة الطفل والشيخ والعاجز والمرأة بالإضافة للرجل . وصحيح أن منظمات دولية انسانية وحقوقية وتمكينية، نهضت وشاركت لتساعد المراة في سوريا في مكافحة العنف الجنسي والجنوسي والحقوقي، ولكن ذلك حصل ضمن رؤيتها وأهدافها ورسائلها الخيرية أو السياسية؛ وليس ضمن رؤية أصيلة لمشاكلنا، ولم تضع يدها على الجرح الحقيقي لتعالجه، وعملت سطحيا وجزئيا، ونفّذت إجراءات نفسية واجتماعية وسياسية مهمة؛ لكنّها ظلت هامشية، تتعامل مع العوارض، لا الأسباب الجوهرية والعلل المتمثلة في منظومة القهر والاستبداد السياسي التي تقمع المرأة؟
فأين الحلول والنتائج من عمل هذه المنظمات الدولية في تحقيق رفع الاعتداء والعنف عن المرأة، وعبر خمس سنوات تتدفق أعداد كبيرة من نساء سوريا وأطفالها لاجئة نازحة بلا مأوى آمن ، عرضة للاستغلال والاسترقاق الجنسي؟ ألم تفقد شعارات مكافحة العنف ضد المرأة كثيرا من مصداقيتها باستمرار بقاء آلاف النساء معتقلات ومغيبات في سجون الأسد وفروع الأمن والتشبيح في ظروف مخيفة لانتهاك وحشي نفسي وجسدي ، وفي غياب لأدنى الحقوق؟ وماذا عن قضية الرعاية النفسية والصحية للاجئات في عشرات المخيمات داخل سوريا وخارجها؟ وماذا عن الاسترقاق الجنسي واستغلال النساء والأطفال مع اتساع الحاجة والجهل . وماذا بشأن أمن النساء والأطفال اللاجئين الذين يضطرون لخوض أهوال البحار ومخاطر الغرق هربا من إرهاب النظام وحربه؟. كل هذه الظواهر المأساوية سببها نظام يحارب شعبه.
الدفاع عن حقوق المرأة ونيل حريتها وكرامتها، يبدأ بإسقاط نظام الطاغية والطغيان الذي يؤسس لمنظومة الاستبداد والقهر، ويؤدي إلى ما حصل في سوريا من أهوال. صحيح أن المشكلة السورية حلولها عالمية، لكن حلولها الجوهرية بيد السوريين، أولا؛ لذلك على المرأة الاعتماد على ذاتها وعلى قوتها كحراك نسائي وطني ناهض، ينبغي أن يعي التحديات؛ مثل:
- الاستمرارفي الثورة ومقاومة العدوان والاستبداد بكل اشكال المقاومة المشروعة.
- كسر القالب الجامد للتفكير االمتمثل في النظر لقضايا المرأة من الخارج، شكليا، وبمضمون سطحي، وبإجراءات مجزوءة مقطوعة عن سياقها الإنساني والمجتمعي، بشعارات جاهزة لا ديمومة لها، ولا تحمل حلولا جذرية لمشاكل المرأة. وإعادة النظر للمرأة، كإنسان كامل متكامل، له حقوقه وعليه واجبات؛ لديه طاقة عاطفية وذهنية عالية يمكن اسثمارها بإيجابية فاعلة. المرأة لها تجارب وأحاسيس وطموحات وضمير وعقل، ويثمر عملها، واقعيا، عندما يلتصق بسياق مجتمع ووطن وباستحقاقات إنسانية.
- عدم الانجرار للتبسيط الساذج لقضايا المرأة وللتصورات الذهنية النمطية والجاهزة؛ مثل الصور النمطية للحجاب، بين ظلامية ارتدائه وتحررية خلعه، وما يرافق ذلك من خطاب غير منطقي بين أصولية دنية متشددة، وأصولية استشراقية متشددة.. فأساس الحركة النسائية التحررية ليس التدين أوعدمه وإنما حقوق الإنسان والمرأة.
- إنتاج المرأة يحتاجه المجتمع وتحتاجه المرأة؛ ومثلما التربية داخل البيت في غاية الأهمية؛ فإن إنناج المرأة الاجتماعي والمجتمعي والفكري والاقتصادي والسياسي في غاية الأهمية. وهذا لا يتحقق إلا بالنضال الفردي والجماعي والاجتماعي والمجتمعي، وتتكلل الجهود النسوية التحررية بالنجاح عندما يكون العمل جديا ومنهجيا وجماعيا، مرتبطا بالاستحقاقات التاريخية. الجهود التحررية مطلوبة من المجتمع كله؛ لكن الجهود التي ستبذلها المراة أعلى؛ لأن التحديات أمامها أشد بسبب معركة اجتماعية عامة ضد الجهل والقهر ومعركة خاصة لنيل حقوقها كامرأة.
- التحدي الأكبر أن تثق المرأة بدورها الإنساني وبدورها القيادي وقدراتها، مهما قيل من أن المرأة أتقص واقل عقلا ورشادا؛ فما يجعل المرأة أنقص هو رأيها بأن الرجل أرفع شأنا وهي اقل منزلة. وعليها أن تقاوم التحيّز ضدها في العمل وفي التعلم وفي الإدارة والسياسة والتشريع. والعمل ضد هذا التحيز شأن عالمي لأن ظاهرة التحيز لا تقتصر على بلادنا. لكنْ، في بلادنا مازالت النسوة، في الأغلب، غير فاعلات في التغلّب علىه وعلى وذهنية الاسئثار الذكوري، نتيجة الصراعات السياسية التحررية التي يخوضها المجتمع والصراعات الثقافية والاجتماعية. والرهان هنا على قدرة المراة التنظيمية والنفسية والفكرية وعلى عملية التنمية والتمكين للخروج بتغيير حقيقي مستفيدة من واقع الثورة.
- الاستحقاق التاريخي الذي تواجهه المرأة السورية أن تكون حاضرة في الشأن السياسي وفاعلة فيه. هذا يتطلب آليات عمل مكثّف لنضال مستمر في سياق تمكين سياسي، كيلا يبقى تمثيل المرأة ضعيفا وحتى لا تبقى تجربة مشاركتها في البرلمانات والمؤسسات التشريعية والتنفيذية هزيلة وشكلية، وذلك ينطبق على الشؤون غير السياسية، بسعي المرأة لتحقيق كفاءة كبيرة من أجل تقلّد المناصب العليا المؤّثرة في الإدارات المختلفة للمؤسسات التعليمية والبحثية والاقتصادية وغير ذلك.
- النضال الفكري والقانوني لتعديل الحقوق المتساوية في الدستور، وتعديل القوانين بما يضمن حقوق المرأة. صحيح أن العالم قطع أشواطا في موضوع حقوق المرأة وأننا مازلنا نسير ببطء ،لكن خوض هذه العملية الطويلة لتحقيق إنجازومكتسب حقيقي، لا ينفصل عن مكافحة اجتماعية لجور العادات والتقاليد البالية الجائرة التي يجري شرعنتها بالمقدس الديني وهي غير في سياق آخر مرتبط بالجهل والاستبداد.
د. سماح هدايا



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع فصل دم باهظ الأثمان
- الحروب وصور جديدة
- حرب استنزاف من أجل الحياة
- تفسيرات غير محيرة
- كيف سيخرج الشعب من عنق الزجاجة؟
- السّؤال المتبقي
- النكبة بالكرامة الإنسانية قبل نكبة العروبة والإسلام والأقليا ...
- فعل ثقافي وفكري ومجتمعي في عقد سياسي
- عامنا الجديد ...صراع حياة ...
- التطرّف مكنون السلطات الاستبدادية
- هل يحتاج الأمر فصاحة وذكاء حتى نعرف أبسط الحقوق؟
- سياقات مجزوءة من زمن متجمّد
- ثنائية التضاد والتوافق-الأمة والأقليات-
- هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق ال ...
- أسئلة في الهوية والثقافة
- صناعة الحب في زمن الحرب
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر
- التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله


المزيد.....




- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح
- “منحة 450 ريال عماني هُنــــــا spf.gov.om“ التسجيل في منفعة ...
- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - سماح هدايا - في يوم المرأة العالمي