أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رامى عزيز - العلاقات المصرية – الإسرائيلية والخروج عن النص















المزيد.....

العلاقات المصرية – الإسرائيلية والخروج عن النص


رامى عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 03:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


طيلة أكثر من 35 عام هى عمر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وملف العلاقات بين البلدين هو مقصور على ملفات معينة عسكرية وأمنية أو حتى إقتصادية ولكنها تدار بايدى الجهات الأمنية المصرية، وغير مسموح وجود أى شكل من أشكال التعاون الشعبى أو الثقافى أو الأعلامى بين الشعبين، وهنا تطل علينا علامات الأستفهام؟؟
وبقراءة متأنية للمشهد سنجد ان هناك أطراف مستفيدة من حصر العلاقات وإبقائها على المستوى الرسمى فقط، فبموجب إتفاقية "كامب ديفيد" يحصل الجيش المصرى سنوياً على مبلغ 1.2 بليون دولار، وهذا المبلغ لا يدخل أى جزء منه فى موازنة الدولة، ولا يستفيد منه الشعب المصرى بأى شئ، وفى أغلب الظن انه لا يذهب إلى ميزانية الجيش أيضاً، بل يتوه ويختفى فى بند العمولات والمكافات للقيادات العليا.
حتى إشكال التعاون الأقتصادى الأخرى التى تمت بين مصر وإسرائيل كانت تتم عبر قنوات مخابراتية، ولا يسمح للأفراد والمستثمرين العاديين الأقتراب منها، وعلى رأسها كانت شركة غاز شرق المتوسط الذى كان يترأسها المليارديرالهارب ضابط المخابرات السابق حسين سالم، الصديق الشخصى المقرب للرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وكانت ومازالت ورقة العلاقات مع إسرائيل تستغل كورقة مساومة وضغط داخلياً وخارجياً، فمبارك ظل يحتكر هذه العلاقات فى يده هو فقط غير سامح بوجود أى شكل من العلاقات على المستوى الشعبى، ليرسل برسائل لإسرائيل والخارج المتمثل فى الولايات المتحدة، بأن هناك حالة من الرفض والكره لإسرائيل وأن الشعب يريد الغاء معاهدة السلام وقتال اليهود، ولكن بقائى هو صمام الأمان، وأنه الوحيد القادر على حماية هذه الأتفاقية. ولذا كان مبارك يبتز ويساوم بهذه الورقة لتمرير العديد من الأمور على الصعيدين الداخلى والخارجى.
وعلى الطرف الأخر نجد المعارضة الإسلامية من الأخوان والتيارات والجماعات الإسلامية الأخرى كانت ومازالت تستخدم هذا الملف كورقة ضغط على الأنظمة الحاكمة بأنها انظمة ضعيفة تعمل لحساب إسرائيل، وبأنها هى الوحيدة والقادرة على التصدى لليهود وتحرير الأقصى لو وجدت فى السلطة، وكان الطلاب المنتمين لهذه الجماعات يخرجوا فى المظاهرات الجامعية رافعين الشعارات المؤججة لمشاعر الكراهية و التحريض ضد اليهود قائلين " خيبر.. خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" و "على القدس رايحين شهداء بالملايين" وكان النظام يتواطئ مع هؤلاء تاركهم ينظموا مثل هذه المظاهرات، كرسالة لإسرائيل والولايات المتحدة فى ضرورة المساعدة فى بقائه أطول فترة ممكنة فى سدة الحكم. ولكن سرعان ما أنكشف حقيقة تلك التيارات عندما سقط مبارك أذا صرحوا بأنهم يحترموا جميع الأتفاقيات الدولية وعلى رأسهم إتفاقية كامب ديفيد

وحتى التيارات الضعيفة من المعارضة المدنية التى لا تجد لها شعبية فى الشارع هذه الأيام مثل الناصرين والقوميين، عندما يحالوا اثبات وجودهم فى المشهد، عن طريق أحداث بعض الضجيج لكى يجذب اليهم الأضواء التى أنحسرت عنهم من زمن بعيد، فما منهم الإ استدعاء شعارات الكراهية والتحريض ضد اليهود وإسرائيل التى كان يرددها قدوتهم الرئيس الفاشل "جمال عبد الناصر" الذى كان يقول " سنلقى بإسرائيل فى البحر"، وأتذكر بعض الشعارات لتلك التيارات الحنجورية التى كانت تقول فى إشارة لعبد الناصر أيضاً " أبو خالد يا حبيب بكره هندخل تل أبيب" ورحل أبو خالد تارك الهزيمة لمصر ولم ندخل تل أبيب.
ومؤخراً مرت هذه العلاقات بحادثتين على التوالى وهما:
الأولى: نشر السيد أفيخاى أدرعى – المتحدث بأسم الجيش الإسرائيلى صورة تجمعنى به على صفحته الشخصية فى موقع التواصل الأجتماعى فيس بوك، بعلمى وموافقتى، وقد سبقت أدرعى فى نشر هذه الصورة على حسابى الشخصى قبلها بيوم، ضمن الصور التى التقطها فى إسرائيل أثناء زيارتى ضمن وفد من الصحفيين والإعلاميين العرب المقيمين فى أوروبا، التى نظمت بواسطة وزارة الخارجية الإسرائيلية بمعرفة السيد. حسن كعبية المتحدث بأسم الخارجية لوسائل الإعلام العربية، والذى شغل منصب قنصل إسرائيل بجمهورية مصر العربية فى فترة سابقة.
وما نشرت هذه الصورة حتى قوبلت بعاصفة من الهجوم والنقد والسباب والتهديد، الغير مبررين، فزيارتى كانت لدولة تربطنا بها علاقات دبلوماسية كاملة، ولنا بها سفارة وسفير، والعكس. وأدرعى بجانب صفته العسكرية فهو المتحدث الإعلامى أى هو الشخص المسئول عن التحدث لوسائل الإعلام والصحفيين. الأمر الذى تبعه تقديم العديد من البلاغات فى حقى إلى النائب العام المصرى تطالب بضرورة وضع أسمى على قوائم ترقب الوصول وضرورة التحقيق معى.


الثانية: دعوة النائب والإعلامى توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلى بالقاهرة حاييم كورين، لتناول العشاء فى منزله، الأمر الذى قُوبل بحملة وصلت إلى حرب شعواء، وصلت إلى الأعتداء عليه بالضرب بالحذاء داخل قاعة مجلس النواب، من قبل النائب الناصرى كمال أحمد فى مشهد عبثى يلخص الوضع فى مصر. ليس هذا وحسب لم يكتفى مجلس النواب بهذا بل قاموا، فى جلسة سريعة ما بين ليلة وضحها بإسقاط العضوية عن النائب. توفيق عكاشة، بدون أى سند دستورى او قانونى، غير حجتهم بلقاء بالسفير الإسرائيلى وأضراره بالأمن القومى، وهنا التساؤل:" هل السفير الإسرائيلى فى مصر شخص غير معلوم وجوده، أو يمارس نشاط ضد الدولة المصرية؟" حتى يتذرع مجلس النواب بمثل هذا القول فى أسباب إقالته للنائب. توفيق عكاشة.

وفى نفس الوقت الذى ترفض فيه الدولة أى تواصل، بين اى أشخاص أو مؤسسات غير رسمية مع الجانب الإسرائيلى، فهى تحتكر هذا الحق لنفسها، ففى الحادى عشر من فبراير/ شباط الماضى التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، بوفد من قيادات المنظمات اليهودية بالولايات المتحدة وبحسب تصريحات رئيس الوفد "أثنى السيسى على رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو واصفاً آيه بانه يتمتع بمهارت وقدرات قيادية عظيمة"، وسبق ذلك لقاء السيسى بشخصيات يهودية بارزة على الصعيد الدولى مثل هنرى كسينجر، دينس روس. بالأضافة إلى لقائه بنفس السفير الذى اُسقطت عضوية عكاشة بسبب لقائه به. مما يضر بصورة مصر كثيراً امام العالم والمجتمع الدولى، فهل بهذه الخطوة يريد البرلمان إرسال رسالة مفداها بأننا لا نحترم المعاهدات والمواثيق الموقعة من طرفنا؟؟. لأن التصويت على إسقاط عكاشة هو ليس تصويت على إسقاط شخص وعضو بالبرلمان، قدر ما هو تصويت على رفض للسلام وللمعاهدة التى تنص عليه.
فهل سيستخدم البرلمان صلاحيته التى تتيح له إسقاط الرئيس للقائه بهؤلاء، ام أن اسقاط عكاشة هو رسالة تهديد لكل من يحاول الخروج بملف العلاقات بين مصر وإسرائيل من يد السلطة؟؟. أم ان البرلمان الذى ينتمى غالبية اعضائه إلى قائمة فى حب مصر، المكونة بمعرفة الأجهزة الأمنية لا يقدر على فعل هذا!!.
وأخيراً بعد الأحداث الأخيرة فى ملف العلاقات غير الرسمية بين مصر وإسرائيل، أتضحت وانكشفت حقيقة العديد من الأشياء، وأتضح وأنكشف حجم التحريض والكراهية المتاصلة داخل المجتمع المصرى تجاه الأخر فى كل تصرفاته بدأمن مناهج التعليم وصولاً بالبرلمان الذى من المفترض بانه يمثل الشعب. ولكن يبقا هذا الملف مفتوح وبه العديد من المؤثرات الأخرى المتعددة ما بين هو داخلى وخارجى وأقليمى.



#رامى_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة البابا تواضروس إلى أورشليم: الفعل ورد الفعل
- رحله إلى الجنة
- كارثة البرلمان القادم
- بي بي: -إيران هي العدو وليست الولايات المتحدة-.
- أذربيجان.. وتجربة التعايش والتعددية الثقافية والدينية
- السعودية وحلم قيادة المنطقة
- إنها الحرب المؤجلة
- الكساسبة وبولا
- مسافة السكة
- اليافطة
- فن صناعة آلالهه
- إلى متى؟؟!!
- المقاولة وكراسة الشروط
- لا تفنى ولا تستحدث


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رامى عزيز - العلاقات المصرية – الإسرائيلية والخروج عن النص