تنويمات الأحزاب الكردستانية في انتظار معجزة احياء البرلمان الميت!!

سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هكذا يأتي الخراب .. حين لا يستطيع النائب ان يمثل شعبه ولا حتى نفسه ؟!
- خمسة اشهر والبرلمان الكردستاني معطل تماما، ومتوقف عن أداء واجبه التشريعي والرقابي، كما عن ممارسة دوره الأبرز في محاسبة الحكومات (وهو ما لم يحدث أبدا)، متوجا بذلك سنوات من الضعف والتلكؤ وتنفيذ مقررات وارادات ومصالح الاحزاب حتى لو تقاطعت مع مصالح الامة الكردستانية.
- تقول حركة التغيير ومعها الأحزاب الشريكة بحكومة كردستان النائمة في بحر امتيازاتها الحزبية والغارقة في وحول لجان مواجهة الفساد الدعائية ومنشورات مشاريع الاصلاح الوردية: ان قرار تعطيل البرلمان وطرد وزراء حركة التغيير من الحكومة التي فاقمت أزمات الاقليم، اتخذ في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وهو وحده يتحمل كامل المسؤولية عن انهيار المؤسسة التشريعية.
- ويرد مسؤولون بالحزب الديمقراطي، على تلك التصريحات بالقول، أنهم اضطروا لمنع دخول رئيس البرلمان الى اربيل وطرد وزراء حركة التغيير من الحكومة: لو لم نفعل ذلك لسارت الأمور على نحو اسوأ، ولدخل الاقليم مرحلة الانفلات الأمني، ووجدنا انفسنا امام خيار تقسيم الاقليم مجددا.
- خمسة اشهر، ومعظم النواب نائمون، او منشغلون بالتصريحات الاعلامية، متحولين من تمثيل الأمة وحماية مصلحة المجتمع ومراقبة ومحاسبة الحكومات، الى تمثيل احزابهم والدفاع عن مواقفها والتطبيل لها بالحق او الباطل.
- خمسة اشهر والأحزاب القومية الوطنية التقدمية الديمقراطية التغييرية، تتحدث عن اجتماعات ومبادرات ولقاءات ومهرجانات ومؤتمرات وجلسات ومخاطبات ومشاريع، لحل الازمات السياسية، دون ان تتقدم خطوة واحدة الى الأمام.
- خمسة أشهر، والحكومة تشبه اي شيء وكل شيء، الا ان تشبه الحكومات حتى في دول العالم الرابع والخامس.
- خمسة اشهر والاحزاب التي وعدت مؤيديها ايام الانتخابات بخير وفير وبدولارات تنزل على بيوت المواطنين كالمطر وبمكافآت وامتيازات وهدايا وصناديق سيادية وحسابات مصرفية تودع فيها اموال العائدات النفطية لكل فرد، تبيع للناس شعارات الصبر والصمود والتحدي وتمط بمواعيد استلامهم لرواتبهم وتقطع ما تشاء منها وتلغي ما تشاء، زارعة الفقر والعوز والحاجة في كل مكان بعد سنوات من الاسراف الأمي.
- خمسة اشهر والناس تفر خوفا ويأسا شمالا وجنوبا، وتغرق بحرا وبرا في هجرة مجهولة المصير، اودت بأحلام أكثر من 300 انسان، واوقعت آلاف اللآف في مصيدة مافيات التهريب التي سلبتهم كل دولار يملكونه.
- خمسة اشهر، والعالم الغربي المتحضر ينظر الينا بعين الحيرة، ففي بيانات ثورية نعلن قرب تشكيل الدولة القوية الآمنة الغنية، وفي بيانات توسلية نعلن حاجتنا العاجلة للدعم المالي والعسكري حتى لا ينهار كل شيء.
- خمسة اشهر والدول الكبرى تنظر الينا مندهشة: كيف ندمر بصراعاتنا السياسية بعضنا؟.. وكيف نهدر باسم البناء وتحت سقف القومية قوت شعبنا؟... وكيف نعطل مؤسساتنا الشرعية؟.. وكيف نصر على الاحتفاظ بجيوشنا الحزبية ومواقعنا ومقاعدنا وامتيازاتنا الحزبية؟.
- خمسة اشهر، والقادة يظهرون على الفضائيات، يتحدثون عن الأمة والمصلحة العليا والنضال الطويل والمستقبل المشرق... يصرحون ويتفلسفون، ويتمنطقون، ويبررون، ويتحذلقون، أمام الأمة، بلا حرج ولا ضيق ولا أسى.
- خمسة أشهر، من الخوف الكامن في مسارات الحاضر والمستقبل، ومن انعدام الثقة وتبخر الأمل، ومن الظلام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخراب الاداري... خمسة أشهر كانت كافية اخيرا لتدفع نائب رئيس البرلمان، ليعلن اليوم "شعوره بالاحراج" فقط لا غير !!.

#سامان_نوح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل