|
قراءة في اللادينية – 7 - الأخلاق مُستتبَعة ً من: علم النفس – مدرسة: كارل جوستاف يونج.
نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 07:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قراءة في اللادينية – 7 - الأخلاق مُستتبـَعة ً من: علم النفس – مدرسة: كارل جوستاف يونج.
تُقدِّم ُ المنظومة ُ الدينية الأخلاق َ على شكل ِ تعليمات ٍ و قوانين تُصدِرها الحضرة ُ الإلهية للبشر، ترتبط ُ بمشيئة ِ الإله و تحديده لما هو: صالحٌ و طالح، و باعتبار الوحي ِ أداة َ التبليغ و حُجَّته المُلزمة في ذات ِ الوقت، و تُسبغ ُ على هذه التبليغات قُدسية ً تتمكَّن ُ من قلوب ِ العابدين لتبني في داخلهم هياكل َ نفسية ً ترتبط ُ بهذه التبليغات و تصوغ ُ رؤيتهم للحياة و ردود َ أفعالهم الشمولية.
أشهر ُ القوانين ِ الإلهية هي الوصايا العشرة لليهود، و تبدأ ُ بأمر ِ عبادة ِ الإله اليهودي وحده (يُنسب ُ الأمر ُ للقرن الثالث عشر قبل الميلاد) دون أن تنفي وقتَها وجود َ آلهة ٍ أُخرى، فهذا النفي لا يظهر ُ لأوَّل ِ مرَّة سوى في سفر أشعياء النبي لكاتبه الثاني في القرن السادس قبل الميلاد أي بعد أمر ِ العبادة ِ الأوَّل بسبعة ِ قرون، و تنتهي (أي الوصايا العشرة) بالنهي عن اشتهاء ما للغير سواء ً كان كُممتلك مالي (بالنهي عن حسد الآخر) أو كارتباط شخصي (بالنهي عن اشتهاء نساء الآخر).
أمَّا أبسط ُ منظومات ِ القوانين الإلهية فهو نظام ُ: "أبناء ِ نوح" أو ما يُعرف ُ بـ "المنظومة النوحية"، و هو النِّظام ُ الذي يعتقد ُ اليهود ُ أنَّه ُ القانون الأوَّلي المُوجَّه ُ للعالم ِ أجمع من غير اليهود، و الذي قد تسلَّمه ُ موسى نفسُه من الإله لكي يضمن َ بواسطتِه ُ كلُّ مُلتزم ٍ و عابد ٍ الوُصول َ إلى درجة "الأُمَمِي ِّ البار"، أما كلمة ُ البار فهي دلالة ُ على أن الأُممي غير اليهودي يسير بحسب ِ الفكر ِ الإلهي و ينسجم ُ مع مقصد ِ الألوهة، و بالتالي و إن كان خارج الدائرة ِ القومية الدينية للقبائل العبرانية إلا أنه داخل دائرة المقصد الإلهي، اي بطريقة ٍ ما: مُنسجم ٌ مع الإطار ِ العام للمنظمة ِ الدينية.
(أورد ُ للقارئ ِ الكريم قوانين َ "أبناء نوح" السبع للاضطلاع و هي: لا تنكر الإله، لا تُجدِّف عليه، لا تقتل، لا تخض في علاقات ٍ جنسية ممنوعة، لا تسرق، لا تأكل حيوانا ً حيَّا ً، أقِم محاكِم و أنظمة ً قانونية لضمان طاعة القوانين).
منشأ ُ القانون الأخلاقي في المنظومة ِ الدينية هو الكيان ُ الإلهي المُفارِق ُ للطبيعة ِ البشرية، و لن تجد َ تفسيرا ً في النصِّ الديني الُموحى للوصايا يتَّفق ُ مع الإطار الفلسفي أو الجذري لماهية ِ الفعل ِ المنهيِّ عنه أو المأمور ِ باتِّباعِه، لأنَّ التفسير الوحيد هو في حقيقتِه ِ إقرار ٌ لمبدأ ِ مفارقة الأُلوهة للواقع و ترسيخ ٌ لحقِّها في تقرير ِ ما يجب ُ أن يُتبّع و ما على العابد ِ أن ينتهي عنه، و بدون ِ حاجَة ٍ لبيان ٍ الحكمة ِ أو السَّبَب ِ أو المنفعة. و أمَّا ما يقوم ُ به العابدون َ لاحقا ً من بحث ٍ في الأسباب ِ المُوجبة لاتِّباع ِ المأمور به، و الانتهاء ِ عن ِ المنهيِّ عنه إنَّما هو اجتهاد ٌ شخصي ٌّ لا وحي ٌ مُنزَل، و إن كان َ يملؤ ُ كُتبا ً و مُجلَّدات ٍ و يتَّخِذ ُ أسماء ً مثل َ: المشنا و الجمارا و التلمود و كتابات الآباء القديسين و التأمُّلات و الدسقوليات و السِّير و التفاسير و الصِّحاح و المساند، إلى آخره من الأسماء التي لا يدَّعي أصحابُها أنَّها كُتب ٌ موحاة مع أن َّ جمهور العابدين و المُشتغلين بالدِّين يولونها قدسية ِ النصوص المُوحاة بحسبهم.
إن َّ هذا التغليف َ الإلهي للقوانين ِ الأخلاقية و إن كان َ مُريحا ً في إعفائِه ِ للباحث ِ من عناء ِ الغوص ِ نحو الجذور ِ و الأسباب، إلّا أنه يبقى غير مُقنع ٍ و لا مُشبِع ٍ لتساؤلات ِ العقل المُلحَّة، و اضطرابات ِ النفس ِ الجائشة ِ بنتائج ِ التفاعُلات ِ الديناميكية ِ لجدلية الإنسان ِ و الواقع الطبيعي، و لا بُد َّ للساعي المُجتهِد من تنقيب ٍ دقيق ٍ عن أُصول ِ الأخلاق ِ الإنسانية، و جُذورها، و بواعِثها. و في هذا المَقام ِ العقلي، مقام ِ الفضول ِ المعرفي التَّوَّاق ِ لاستكشاف ِ ماهيِّة ِ الإنسان بدلالة ِ ما يجعلُه ُ لنفسه من أخلاق، لا نملك ُ إلَّا أن نُفارق َ المنهج ِ الديني المُستسلم َ لتفسيرِ: المشيئة ِ الإلهية، لننطلق َ إلى المنهج ِ اللاديني المُتأصِّل َ في الحتميات ِ البيولوجية ِ للكائن الحي كعامود ٍ مدماك ٍ أوَّل َ، و في القدرة ِ العقلية ِ البشرية وعيا ً مُنطلقا ً من البيولوجيا و مُرتقيا ً فوقها دون َ أن يُفارقها كعامود ٍ مدماك ٍ ثانٍ.
في المنظومة ٍ اللادينية لا بُدَّ أن تنتج ُ المُخرجات ُ عن أسباب ٍ مُنشئةٍ، هي في ذاِتها تجلِّيات ٌ لطبيعة ٍ مادِّية ٍ مُرتبطة ٍ بالواقع ِ البشري ِّ المُجتمعي التفاعلي الذي يتشابك ُ فيه ِ الفرد ُ مع المجموعة، و يكتسب ُ هويَّتَه ُ من خلالِها و تكتسب ُ هويَّتها الجمعية من خلال فرديَّته. في هذه المنظومة ِ لا ثبات َ إلَّا لقانون ٍ واحد ٍ هو قانون ُ: حتميَّة ِ التغير. فالثبات ُ يتعارض َ مع طبيعة ِ الكائن ِ الحيِّ الذي يتحرَّك ُ ضمن مُجتمع ٍ خارجي، و كيان ٍ داخليٍّ كيميائي ٍ بيولوجي أزيد ُ عليه لفظ َ: إلكتروني كهربائي.
و من السابق ِ لا بُدَّ لفهم ِ منشأ ِ الأخلاق أن َّ نفهم َ النفس البشرية َ على مستواها الثاني: كمُستوى نوع (النوع هنا هو: الإنسان العاقل Homo Sapiens)، و قبلَهُ على مُستواها الأوَّل: كمُستوى فرد ٍ في النَّوع. و إنَّما جعلت ُ الفرد مُستوى ً أوَّل َ لأنَّه ُ الأصل في البحث و منه ُ نلج ُ إلى النوع، و يستحيل ُ بدونِه ِ أو قبلَهُ أن نتناول النوع.
تناول ِ المُعطى البشري في المنظومة ِ اللادينية ِ على هذين ِ المُستوين لا بُد َّ أن يقودنا بالضرورة ِ إلى مدرسة العالم النفسي: كارل جوستاف يونج.
بدأ يونج كتلميذ ٍ و صديق ٍ لعالم ِ النفس الأشهر: سيجموند فرويد، و تحمَّس لمدرسته النفسية، و تأمَّل َ فيها، و درسها، ثم َّ ما لبث َ أن بنى على أساساتِها، و فارقها في بعض ِ جُزئياتهِا حتى أتى بجديدِه ِالذي بِه ِ جاءت القطيعة ُ بينه و بين مُعلِّمِه ِ فرويد، كشهادَة ٍ للاختلاف ِ في المنهج و الاستنتاج و النتائج. و هذا حال ُ العلم ِ و الُعلماء فإنَّهم مُخلصون َ للحقيقة ِ إينما تكون لا للأفراد ِ و لا للقيمة ِ الشخصية و لا للاعتبارات ِ الاجتماعية.
يرى يونج أن َّ الشخصية َ النَّفسية تتركَّبُ من ثلاثَة ِ مُكوِّنات ٍ هي:
- الوعي conscious. - الـلاوعي الفردي (الشخصي) private unconscious. - اللاوعي الجمعي collective unconscious.
الوعي conscious هو الجزء ُ المعني بالخبرات الحياتية ِ التي يتعرَّضُ لها الإنسان، و فيه يتركَّز ُ "الأنا" كاستعلان ٍ للوعي، أو لنقل كآلية ٍ تُقرِّر ُ ما يريد أن يبقيه الإنسان في حيِّز المشاعر و التفكير، و ما يريد أن ينفيه إلى الطبقة التالية، ليختبئ َ هناك دون أن يقلق بشأنِه ِ على المستوى الشعوري. "الأنا" عند كارل يونج هي آلية ٌ تُشبِه ُ حارس البوَّابة ما بين الشعور و الوعي و بين اللاوعي أو اللاشعور، فيقرِّر ُ ما يريده و ما لا يُريده: فأمَّا ما لا يُريده فيتمُّ الزج ُّ به إلى مُستودع التركيب النفسي إلى اللاوعي الفردي، و أمَّا ما يريده فيبقى عاملا ًمُؤثِّرا ً في الحياة الفردية.
و بالضرورة لا بد َّ بما أننا قد فحصنا الوعي، أن نفحص الطبقة َ الثانية في الشخصية ِ النفسية عند يونج و المعروفة َ بـ اللاوعي الفردي private unconscious. تعمل ُ هذه الطبقة كمخزن ٍ للخبرات ِ التي عاشها الفرد لكنَّه ُ وضعها هناك إمَّا لأنَّه ُ لم ينتبه لها لانشغالِه، أو لقد دفع َ بها الرفض ُ الاجتماعي و الإدانة الأيدولوجية إلى هذا المستوى اللا شعوري اللا واعي حتَّى يتجنَّب الفردُ النتائج َ الوخيمة لبقائها كعامل ٍ مُؤثِّر ٍ في وعيه و صياغة ِ توجُّهاته المُباشرة و مقاصدة التي يُمكن ُ للناس ِ أن يروها. إن َّ طبقة َ اللاوعي الفردي عند يونج طبقة ٌ إيجابية ٌ في فعلِها فما يتم ُّ وضعُه ُ فيها لا بدَّ أن يعمل َ لتحقيق ِ "اكتمال ِ الفرد" و إتمام ِ نُضجه و توازُنِه ِ بطريقة ٍ أو باُخرى، فهذا هدفُها و إليه تتَّجِه ُ تفاعُلاتها. (لاحظ عزيزي القارئ الفرق َ الكبير بين يونج و فرويد في هذه الناحية ففرويد كان يرى اللاوعي كمُجرَّد ِ مخزن ٍ مُظلِم ٍ لكل ِّ ما هو سلبي و يهدف ُ لإخفاء ِ العُقَد ِ النفسية، بينما يراه يونج مخزنا ً لكل ِّ ما تم َّ إبعادُه من حيِّز ِ الشعور و الوعي: صالحا ً و طالحا ً إيجابيا ً و سلبياً، و بهدف النضوج و التوازن لا الإخفاء).
المُكوِّنان ِ السابقان ِ للشخصية ِ عند َ يونج يتكاملان ِ و يتفاعلان ِ مع ثالِثهما و هو: اللاوعي الجمعي collective unconscious، و هو الاكتشاف ُ المُذهِل الذي قدَّمه ُ للطب النفسي كآداة ٍ لمنهج ٍ جديد ٍ في فهم ِ الشخصية ِ الإنسانية.
تكمن ُ عظمة ُ هذا المُكوِّن ِ النفسي الجمعي في أنَّه ُ يمضي بخط ٍّ نفسي ٍّ تطوُّري متواز ٍ مع الخط ِّ البيولوجي التطوري للجنس ِ البشري، بمعنى أن يونج يعتقد ُ أن َّ التطوُّر البيولوجي قد رافَقَه ُ تطوُّر ٌ في البُنى النفسية التي تنتج ُ عن العقلِ البشري الذي هو نتيجة ُ تطوُّر بيولوجي للدماغ. هذا التوظيف ُ المُذهل لنظرية ِ التطور بقياس ٍ علميٍّ صائب أفضى إلى تعبير ٍ عن تاريخ التّطوُّرِ للبنى النفسية فيما يُعرَف ُ باسم: "النَّماذِج الأصيلة" أو "الأُطر البدائية" Archetypes.
ببساطة شديدة يقول يونج أن الجسد يتطور و من ضمنه الدماغ، و ما دام الدماغ ُ يتطوّر فإن الوعي يتطور أيضاً، و التطوُّر في الوعي يُنتج أنماطا ً أو أُطرا ً أو بُنى ً نفسيه مُتطوِّرة ً يرثها الإنسان ُ من جيل ٍ إلى جيل. هذه البُنى النفسية هي في حقيتها "اتجاهات لفعل ٍ ما" أو "ميل ٌ للتصرف ِ بطريقة ما إزاء َ حادث ٍ ما" أو "قواعِد ُ أوَّلية ٌ للاستجابة ِ إلى موقِف ٍ ما بطريقة مُعينَّة"،،،
،،، يونج هنا يُحلِّل ُ بطريقته النفسية الحتمية َ البيولوجية للتطور، إنَّه ُ بعبارات ٍ نفسيه، و بطب ِّ النفس يقول بكل ِّ وضوح أن الجينات تطبع ُ في الكائن ِ الحي: قابلية ً للفعل إزاء مُثير ٍ في البيئة، إنَّه ُ يقول أن البشر عبر ملاين السنين قد "اكتسبوا فهما ً للخبرات" يورِّثونه لأبنائهم يُشكِّل ما نقول عنهم اليوم: الفطرة،،،
،،، و هنا قارئ الكريم بيت ُ القصيد ِ كُلِّه!
إن الأخلاق َ في الكائن الحي ميول ٌ طبيعية في جيناته، طبعتها ملاين ُ السنين من التطور من أسلاف ٍ مُشتركة مع القرود ِ العُليا قبل حوالي إثني عشر مليون ِ عام، و قبلها ملاين ٌ كثيرة من السنين قبل أن يكون َ السلف ُ القديم ُ من الثديات، أي حينما كان َ زاحفا ً.
إن َّ الأخلاق َ الإنسانية َ نتيجة ٌ حتميَّة ٌ لسلوكيات ٍ ساعدت ِ الكائن َ الحيَّ على الاستمرار ِ و البقاء ِ في البيئة ِ الاجتماعية ِ المُعزِّزَة ِ لبقائه اي ضمن المجموعة، و حفظته ُ من البيئة ِ المُعادية خارج المجموعة. فسلوكُ التعاون ِ و الصداقة كان َ ضمانا ً لوفرة ِ الطعام و الحماية ِ من المفُترسات و لرفعِ احتمال ِ نجاح ِ فُرص الحلول المُبتكرة للمشاكل التي تعانيها الجماعة، بينما كان السلوك ُ الأناني و الانفصالي بمثابة ِ حكم ٍ بالموت ِ على الفرد ِ المُنفصِل ِ عن الجماعة ِ بإرادته.
عند َ يونج تنطبع ُ هذه السلوكيات كبُنى ً نفسية ٍ مُتطوِّرة ٍ من البُنى البيولوجية المُتطوِّرة للنوع، و يحمِلُها في شخصيته و يورثها لأبنائه، و تتفاعل ُ على مستوى اللاوعي مع لاوعي الفرد المُكتسب من حياتهِ الشخصية، و مع وعيه الإرادي الذي يقود ُ به حياته.
ينسجم ُ هذا التقديم ُ و التشخيص "اليونجي" مع استقراءات ِ التاريخ ِ و الواقع ِ للأمم ِ التي أنشأت قبل َ الأديان ِ الإبراهيمية ِ أنظمتها الإجتماعية و الأخلاقية و الدينية مثل السومرين و البابلين و الفراعنة الفرس و اليونان و الرومان، و حتّى القبائل الأمازونية و الأبورجينية ِ المعزولة ِ عن الحضارة ِ و الاتِّصال ِ بالإنسان ِ الجديد. فعند َ الفراعنة كان الفلَّاح ُ البسيط يعتقد ُ أنَّ خُلودَه في الآخرة ِ مع الآلهة مرهون ٌ بأمانته في العمل، و حفظه لنقاء مياه النيل، و عدم ظلمه للآخرين، بينما وضع َ حمورابي نظامَه الأوَّل قائما ً على اعتراف ٍ بحق ِّ الإنسان في حفظ ِ كيانِه و ترجم َ هذا الحق إلى مبدأ "العين بالعين و السن بالسن" أي مبدأ: عينُك َ مُقدَّسة فإذا ذهبت فلا بُدَّ من عين ٍ مُقدَّسة ٍ عِوضا ً عنه يُقدِّمُها الجاني للمجني عليه، و الأمثلة ٌ لا تُحصى في هذا الصدد.
إن َّ امتلاك َ الإنسان ِ العاقل ِ للدماغ و ما ينتج ُ عنه ُ من وعي ٍ و عقل ٍ و بُنى ً نفسية ٍ كفيل ٌ بأن يقودَه ُ لاستقراء اشباع ِ حاجاتِهِ ضمن الجماعة بالطريقة ِ الأمثل له ُ و لها، و بالتَّالي و بالضرورة سيُنشئ ُ الكيان ُ البشري ُّ الجمعي نظامَه ُ الديناميكي الإنساني الذي يُلبي الحاجات و يضمن ُ الاستدامة، على أساس ِ جذرُه ُ الاعتراف ُ بالطبيعة ِ البشرية التي هي هُويَّة ُ الإنسان الحقيقية.
تولد ُ الأخلاق ُ من هنا بالضبط: من التطور ِ البيولوجي، الذي يأتي بالتطوّر النفسي، الذي بواسطته يتعامل ُ الفرد ُ مع المجتمع ليبنيه بقيم ِ التعاون ِ و إيثار ِ الغير و الحرص ِ على السلام ِ و إشباع ِ الحاجاتِ الفردية في إطار ٍ جمعي، و من هنا تُبنى القُرى و المُدن و الدول، و من هنا تأتي القوانين، و بالضبط من هنا تولد ُ الأخلاق!
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة من سفر التطور – 8 – ال 4 التي تأتي بال 1.
-
وزيرٌ تحت سنِّ ال 25
-
قراءة من سفر التطور – 7 – عذرا ً توقيعك غير معروف لدينا!
-
قراءة في الوجود – 6 - الوعي الجديد كمفتاح لفهم ماهيته.
-
بوح في جدليات – 16 – حيٌّ هو باخوس.
-
قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 5 – الماهيَّة و الجذر – ج4.
-
عن: أشرقت قطنان.
-
الدكتور أفنان القاسم و خلافته الباريسية.
-
بوح في جدليات – 15 – حينَ أغمضت َ عينيكَ باكراً
-
العقل المريض – 2 - تغوُّل الخطاب الديني نموذجا ً.
-
قراءة في العلمانية – حتمية ٌ تُشبه ُ المُعضِلة.
-
كرمليس – ربَّ طليان ٍ بعد تنزيل ِ الصليب.
-
العقل المريض – ألفاظ: عاهرة، ديوث، كنموذجين.
-
بوح في جدليات – 14 – مامون.
-
عن اقتحام ِ المسجد ِ الأقصى المُستمر.
-
قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 4 – الماهيَّة و الجذر – ج3.
-
مع صديقي المسلم على نفس أرجيلة.
-
قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 3 – الماهيَّة و الجذر – ج 2.
-
قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 2 – الماهيَّة و الجذر – ج 1.
-
قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – مُقدِّمة للسلسلة.
المزيد.....
-
بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض
...
-
لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة
...
-
لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل
...
-
المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
-
مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج
...
-
إيران: هل من بديل سياسي؟
-
دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية
...
-
غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم
...
-
إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
-
ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|