أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رمانسية التدين !!














المزيد.....

رمانسية التدين !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 14:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رمانسية التدين !
يكمن الخطر المحدق بالعالم العربي والإسلامي ويهد أمنه واستقراره وسلامته ، في ما يعيشه في الآونى الأخيرة ، من تبني شعوبه الدين الذي ياتي من تحت عمامة مدعي الأيمان ، على جناح السياسة فيلغي العقل ، القادر وحده من ترير الدين من بالسياسة والأقدار الهابطة من السماء الى الأرض ، والتي سيصبح معها الواقع مكباً للأكاذيب والخداع والتضليل والأستغباء الشامل ويصبح العقل اسيراً ، لا يستطيع مسايرة التغيرات التي يعرفها العالم من حوله ،ولا يزداد إلا تمسكا بمظاهر التدين والتباهي بقشوره المتشددة ، ويفضلها على الإسلام المعتدل ، ما جعلنا لا نرى بيننا ، إلا مظاهر التدين المعقدة ، في مقابل دين اليسر والسماحة ، وغدونا لا نسمع ، أينما وجهنا وجوهنا وفي كل المحافل ، غير الخرافات المزخرفة والأساطير الملونة حول الدين المختطف ، والفتاوى الغريبة في موضوعاته البسيطة وأموره الواضحة ، والأقاويل المتشددة المشحونة بالحقد والكراهية ، حيث لا حديث بين الناس إلا عن الدين الممسوخ ، الدين في كل شيء، الدين في تقييم العمل، الدين في تقييم الاشخاص ، الدين في تحديد العلاج ، الدين لمدح فلان ، والدين لقدح علان، إلى أن أضحى هذا الدين واحد من أهم مصادر مشاكلنا التي تبدلت معها الأدوار ، فأصبح الجميع خطيبا مفوها ، والكل فقيها وشيخا بليغا ، وقلبت المعادلات وتضاربت البديهيات ، فنطق العامي الأبكم بأسمه ، وتغنى الأخرص بالدفاع عنه ، وتجاوزت المتغيرات والطارئات كل التوقعات ، فأفتى الحمقى والجهلة بلسانه ، وأصبح التناقض ترادفاً والأضداد تطابقاً ، فعمل الكل باسمه على خرابه وتقسيمه وتقزيمه ، وقطع المتخمون به الطرق تحت دواعي الخوف عليه ، وقتل المغالون فيه ونهبوا لنصرته ، وخربوا البلدان من أجل انتشاره ، إلى أن اضحى المسلمون مابين مشرد ومهجر ومقتول ومفجوع ، وغدت بلاد الإسلام دماء واشلاء متناثرة هنا وهناك.. وغدا مجرد نقاش بسيط مع أي كان من المتأسلمين ، في أي حي شعبي بأي مدينة مغربية أو دوار هامشي من بوادي مدنه النائية ، لا يخرج عن ترهات ما تشبع به أتباعه من تعاليم ما انزل الله بها من سلطان ، سمتها الأساسية ، الحقد على المرأة ، وتهميش الحوار المتمدن، ورفض إعتدال الإسلام ، وتفضيل المتشدد منه ، الذي يود الكثيرون من اتباعه –لولا خوف عقاب المخزن- أن يخرجوا لتطبيقه بحد السيف على البسطاء والضعفاء لنصرته .
كم هو مؤسف حقا –كما قال لي الصحفي والصدق الفيلالي الصادق، بعد أن أنطقته غيرته على الإسلام -أن نرى أمتنا تنساق بمحض إرادتها إلى مآسي العهود الغابرة، ولا تدافع عن قضايا شعوبها من أكل وشرب وصحة وتعليم وما شابه ذلك من القضايا الأساسية ، وتقضي وقتها تناصب العداء للعالم أجمع لأسباب غيبية، وتشعلها حربا ضروسا تأتي على الأخضر واليابس يكون وقودها الناس والحجارة من بلدان إسلامية ، مدعية في البداية والنهاية، أنها ضحية مؤامرات أجنبية. يا لها من لخبطة فكرية . إنتهى كلام الأستاذ الفيلالي.
فهل تساءلنا في هذا الخضم ، عن رأي الشريعة في توصيف مايجري ؟ وما موقف أهل الحل والعقد ورجال الدين المتنورين ، من الأضرار والاصابات التي تلحقها هذه "الرومانسية الدينية" –إن صح التعبير- ببسطاء المواطنين ؟ والتي استطاعت أن تحدث في أذهانهم كل هذا الارباك والتشويش ، وتخلط في عقولهم أوراق توصيف الدين الحنيف ، وتجعل منه ، دينا لا يقوم إلا على البكاء على المنصات ، والرقص على جراح الفقراء والمساكين ، والذين تحولوا إلى سلعة يتاجر بها زمرة من المترفين ، الذين يجنون منها أموال السدج من الشعب ، عبر صفقات يبرمونها باسم الله ، ويدافعون عنها بالبندقية والسيف وتخريب المدن والأوطان ، وما هي السبل الناجعة للحد من هذا الوضع المسيء للدين الإسلامي الذي اصبح رديفاً للإرهاب ؟ وهل هو بالتظاهر ضد الظاهرة ؟ أم بالتمرد عليها ؟ أم هو بالصمت وانتظار أن يحدث الله امرا ؟ وذاك أضعف الإيمان !!
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح ليس كباقي الصباحات على شاطئ المهدية!!
- المجتمعات الأكثر تدينا هي الأكثر فسادا!!
- رد على نقد!!
- اصلاح المناهج والبرامج والمقررات الدينية، الحدث العظيم !!
- مراجعة مناهج ومقررات تدريس التربية الدينية، تجديد للخطاب الد ...
- لا عيد حب لدى أمة فيها المرأة مجرد عورة !!
- صورة من الزمن الجميل !
- الاحتجاج سلوك بشري !!
- فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!
- معلمو المدارس الخاصة .
- من يقف ضد الإستهتار بالعقل المغربي ؟؟
- من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.
- الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .
- الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!
- ما هكذا ترعى حقوق الفقراء يامسؤولينا !!
- واقع حريات الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- -الكلام الزين كيتعطى في الدية-
- المغاربة أمام القانون سواء، وسواسة حتى هما !!
- الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!
- لماذا يهان معلمو هذا الوطن ومستقبله وبُناته ؟


المزيد.....




- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - رمانسية التدين !!