أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!














المزيد.....

فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!
إنه لمن العداء للسوية البشرية ، تحريم الحب وتجريم الوئام بين البشر ، وإنه لمن البعد عن المدنية والتحضر ، وأد الفرحة وقتل البهجة في نفوس الآدميين ، وإنه لمن إفساد الحياة الإنسانية ، تشجيع الكراهية ونشر البغضاء ، وإنه لمن الشذوذ والغباء ، الدعوة لمخالفة الغير ، وإنه لمن السخافة اعتبار كل ذلك دينا يُتقرب به إلى الله ، على اعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه يوما في أمر من أمورههم الحياتية وحدث من أحداثهم اليومية ، عن التشبه بغير المسلمين ؛ النهي الذي اسقطه فقهاء الظلام ، على كل دروب الحياة ومجالاتها، واستكتروا على الناس كل مباهج الحياة ، ومظاهر الاحتفال بها ، وعمموا ثقافة الحزن والكآبة والتجهم حتى في الأفراح والأعياد ، وحرموا عليهم الأعياد ، الوطنية منها والدينية ، ولم يتوقف بعضهم عند هذا الحد من التحريم ، بل تمادوا فيه ، إلى أن حرموا الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفعت العته الجاهلية ببعضهم إلى اعتبار الاحتفال بالزواج –الذي أمر النبي الكريم بإشهاره - بغير الدف محرم ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : "اعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف" محرمين بذلك كل أنواع الآلت الموسيقى ، ما يحرم الموسيقى على المسلمين ، مع أن الموسيقى تجعله الإنسان يستمتع بتلاوة القرآن والاذان من خلال الاصوات الحسنة ، والمقامات الموسيقية التي تتخللهما ، والتي تنقل السامع بعذوبتها الي عوالم التصوف والخشوع ومعاني الصفاء الجميل ، وترحل به الى دنيا من النقاء ..
لاشك أن المنطق السليم يقر بأن أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونواهيه لصحابته ليست كأوامر القرءان ونواهيه، فالقرآن الكريم يأمر وينهى كل الناس بكل الأزمنة ، بينما ما ورد في الحديث النبوي من أمر ونهي إنما هو في غالبه خاص بمن صدر في حقهم النهي ، ومحصور في الزمن الذي قيل فيه فقط . وما أظن أنه بإمكان من ويقول بغير هذا الكلام أن يعطي أدلة دامغة ضده ، ويمكن مناقشته والتحقق منه ، لتبقى مخالفة هذا المنطق ، مجرد ادعاءات صنع منها فقهاء الكآبة والكراهية والحقد والنفور من الاخر ، دينا إسلاميا موازيا لدين الله - ما أنزل الله به من سلطان - تسوده الهمجية والعصبية الجاهلية وتخيم عليه ظلال العصور القاتمة القديمة ، التي تدفع الجماهير لمعاداة البشرية وحضارتها ، بدعوى أن معاداتهما ومخالفتهما والنفور منهما ، من صميم السنة النبوية ، ومن نهج السلف الصالح ، الذي يناقض تمام التناقض الغاية من الآية العظيمة التي أقر فيها سبحانه وتعالى أصلاً عظيما من أصول الإسلام ، ومبدأ ضخماً من المبادئ الإنسانية السامية ، الذي هو "المساواة بين الناس" التي ترسخ مظاهر المحبة والتكاتف والتعارف والتساكن والخلق والإبداع وتحقيق قيم الخير والجمال ، والتي يقول فيها سبحانه وتعالى :"انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..." سورة الحجرات .
لكن ورغم كل هذا وغيره كثير ، نجد أن هناك شخصيات عامة كثيرة ومؤثرة في مجتمعنا ، لاتزال، مع الأسف ، تعيش على تلك العقائد والأساطير البشرية الماضوية ، وتتمسك بها ، وتعمل بكل ما تملك من الوسائل على نشرها واستثمارها على نطاقات واسعة ، على اعتبار أنها تراث الأمة وعقيدتها غير القابلة للشك أو التشكيك ، بدلا من أن تعمل على الحد من طغيان ما طفا على سطح الأحداث من أجندات العنف والطائفية التي تسعى الى زرع الكراهية ، ما جعل تخلف أمتنا من فقه الجذب الكالح ، الموسوم بكل عناوين البؤس ، ومضامين التعاسة والكآبة ، إلتى أفقدت الأمة وهجها الآدمي ، وبريقها الإنساني ، وخنقت أنوار مواهبها في ظلمة إدعاءات المدعين وتسلط المتطفلين ، الذين جزوا بالمحتمع في متاهات عمياء لا تفضي إلى طريق السلم والسلامة أبدا.
لقد آن الأوان لهذا التوجه المنخور ، والتفكير المتخلف المصاب بالصدع والتشقق ، الذي لا يقدم للبشرية ، أي مشروع إنساني، ولا مخطط حضاري ، بقدر ما يوظف معاداة البشرية وحضارتها ، للتلاعب بأحلام البسطاء والفقراء، وإخماد صرخات المظلومين، آن له أن يندحر ويسقط إلى الأبد، ويترك المجال لدين السلام والسنة السمحاء ، لتنتشر بين بني البشر !!!؟
أكتب هذا ، ونحن على أعتاب احتفال المجتماعات المتحضرة بعيد الحب ، الذي يصادف الرابع عشر من فبراير من كل عام، فكم نحن اليوم في أمس الحاجة الى ترسيخ مظاهر المحبة والتكاتف ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معلمو المدارس الخاصة .
- من يقف ضد الإستهتار بالعقل المغربي ؟؟
- من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.
- الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .
- الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!
- ما هكذا ترعى حقوق الفقراء يامسؤولينا !!
- واقع حريات الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- -الكلام الزين كيتعطى في الدية-
- المغاربة أمام القانون سواء، وسواسة حتى هما !!
- الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!
- لماذا يهان معلمو هذا الوطن ومستقبله وبُناته ؟
- تسيد المال يقلب موازين الحياة ومكاييل المنطق !!
- الشيء بالشيء يذكر
- صمود الهبة الشعبية ضد تقاعد البرلمانيين..
- لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!
- لماذا تكرهون الأمازيغ إلى هذا الحد ؟
- مداومة سوء الكلام وفحشه ..
- الى طاحت الصمعة علقوا الحجام ، وإذا طاحت صناديق التقاعد ، عل ...
- لا أخال أن وزير النقل يجز بنفسه في مثل تلك الترهات !!
- تهنئة بميلاد مشكاة إعلامية. مجلة -المرأة السياسية- .


المزيد.....




- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...
- البرلمان العربي يدين اقتحام المستعمرين بقيادة بن غفير المسجد ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام -بن غفير- باحات المسجد ال ...
- الرئاسة التركية: اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصى مرحلة أخرى ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!