أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!














المزيد.....

الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!
ما كاد جسدي المتعب ، يلامس مقعد القطار ، الذي استقلته للعودة من سفرية مضنية حافلة باللقاءات والنقاشات الصاخبة والمثمرة ، حتى اختطفت عيني غفوةُ ، تحولت بسرعة إلى نوم عميق ، بدأت معه سلسلة من التخيلات غير المتماسكة ولا المنطقية ، والشبيهة بتهيؤات المجانين ، إلى التسلل إلى ذهني ومروادة نفسي ، في محاولة لإشباع رغباتها المكبوتة خاصة تلك التي يكون إشباعها صعبا في الواقع ، حيث رأيتني أتابع إحدى دورات البرلمان ، الذي غصت كل جنبات مدرجاته -كما يحدث عند افتتاح كل دورة تشريعية بحضور ملك البلاد حفظه الله - بالوزراء وممثلي الشعب من الغرفتين ، وذلك لمناقشة موضوع الساعة الذي شغل الأمة ولازال ، والمتعلق بمعاشات الوزراء بمعاشات الوزراء والبرلمانيين .
إلى هنا فالأمر عادي وطبيعي ، لكن الغريب والمذهل فيه حقا ، هو انخراط وزراء الحكومة الـ 39 وبرلمانيي كل التكتلات السياسية ، وجميع المتتبعين في موجة ، بل في طوفان ، من التصفيق الطويل لرئيس الحكومة على إعلانه لموقف حكومته الرسمي غير المسبوق ، الذي جعل من حب الوطن أولوية ، وقرارها الصارم المذهل ، القاضي بامتناع كل الوزراء وجميع البرلمانيين وعموم المسؤولين السامين ، عن استلام رواتبهم ، والتنازل عن كل مخصصاتهم والتبرع بتعويضاتهم وكافة الامتيازات ، للحفاظ على خزينة البلاد من الإفلاس ، والتغلب على أزماتها المالية ، والقضاء على الفقر بها ، وإسعاد محتاجيها ومساكينها المسحوقين .
لم أصدق ما سمعت أذناي ، ولا ما شاهدت عيناي ، والتفتت صوب الواقف بجانبي مستفسرا الأمر ، عله يكون أفهم مني !!، لكني وجدته هو أيضا ، أغرق مني في بحر من الدهشة والاستغراب ، وكان جوابه مضطربا : "إنها الهداية ، إنها الهداية ، إنها هداية القادر سبحانه وتعالى ، الذي غير النفوس ، وأودع في قلوب قادة هذا الوطن ومسئوليه وأصحاب القرار من الرحمة ما جعلهم يعلنون التوبة عن كل ما فُعل بـ"مزاليط" هذا البلد ومظلوميه ، طيلة العقود الماضية ، ودفع بهم ليكونوا رحماء بالفقراء ، ويشاركوهم محنهم وينقدوهم من بؤسهم وشقائهم. انخرطت في تصفيق هستيري طاغ ، دفع بأحد المسافرين إلى تنبهني بقوله :"سبحان الله آسي محمد ، سبحان الله".. صحوت مفزوعا أمام نظرات استغراب المسافرين ، وأيقنت ساعتها أن كل ذلك كان مجرد حلم ، من تأثير تلك النقاشات الطويلة والمستفيضة لنفس الموضوع الذي استغرقته لقاءات اليومين الأخيرين ، والتي جعلتني كالجوعان الذي لا يحلم إلا بالأكل ، كما في المثل الشعبي القائل "الجيعان كيحلم بالطواجن ديال الحم والدجاج " أو المثل الذي سؤل فيه جوعان عن مجموع سبعة زائد سبعة ، فأجاب" 14 دالخبر ".
خاطبتي إحدى المسافرات قائلة : الله يجعلو خير وسلام إن شاء الله ، شكرت لها اهتمامها .. تمنيت أن يتحقق جزء مما حلمت به ، فيتنازل كل النافذين من الوزراء والنواب والموظفين "السامين"، والوصوليين والانتهازيين الموالين للمخزن، المسبحين بحمده صباح مساء، ببعض مما يحصلون عليه مما تغدق به البلاد عليهم من العطايا الحاتمية السخية ، ولو فعلوا ذلك ، لساهموا في القضاء على الفقر في بلادهم ، ولاختلفت إحصائيات ونسب الفقراء جذريا ولن يبقى منهم إلا العدد اليسير،
فيا أيها المقتدرون ، إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، وإنه بالفقراء تدخلون الجنة.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يهان معلمو هذا الوطن ومستقبله وبُناته ؟
- تسيد المال يقلب موازين الحياة ومكاييل المنطق !!
- الشيء بالشيء يذكر
- صمود الهبة الشعبية ضد تقاعد البرلمانيين..
- لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!
- لماذا تكرهون الأمازيغ إلى هذا الحد ؟
- مداومة سوء الكلام وفحشه ..
- الى طاحت الصمعة علقوا الحجام ، وإذا طاحت صناديق التقاعد ، عل ...
- لا أخال أن وزير النقل يجز بنفسه في مثل تلك الترهات !!
- تهنئة بميلاد مشكاة إعلامية. مجلة -المرأة السياسية- .
- معاشات البرلمانيين والوزراء والهاجس الانتخابي الضيق!!
- الوزير المناسب في الوزارة المناسبة .
- ما أقسى فقد من اعتدنا على قربهم !!
- تداعيات -جوج فرنك- على بعض مجريات الأحداث !!
- ثقافة الاعتذار وثقافة -أنصر أخاك ظالما أم مظلوما-!!
- أعذروا السيدة الوزيرة فإنها لا تعلم !!
- هل يصبح شباط الرئيس 16 للحكومة المغربية رقم 31 ؟
- على هامش حريق شارع الحسن الثاني بفاس ، وتأخر رجال المطافئ !!
- هيبة الدولة من هيبة مؤسساتها !!
- لرؤية البصرية هي أساس التصديق !!


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!