أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.














المزيد.....

من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 13:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.
تعد الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعية التي تتسبب في الخراب الجسيم بالبلدان ، وتلحق الأضرار البليغة بالأرواح والممتلكات ، وتغيير شكلها الطبوغرافي ، وقد تعرض عدد الكبير من بلاد الله العامرة منها والمقفرة عبر العالم ، لسلسلة من الزلازل حدثت فيها حسب توزيع جغرافي زلازلي طبيعي ، لم يسلم المغرب منه ، ومن كوارثه الطبيعية التي يعرفها المتخصصون بأنها: حدث مدمر يخلف خسائر بشرية ومادية ، نتيجة هزات سريعة ومتقطعة ناجمة عن حركات الصهارة في باطن الأرض ، بفعل تداخلات وتصادمات تقارب الصفيحتين الإفريقية والأورو آسيوية ، والتي تعتبر جبال الأطلس الكبير والمتوسط والريف من أنشط المناطق الزلزالية في شمال غرب إفريقيا .
وبناء على هذه الحقيقة العلمية المتوفرة في كل كتب علم الزلازل ، والتي تتفق كلها على أن الزلزال ظاهرة فيزيائية وليست غضبا من الله عز وجل ، كما إدعى ذلك الشيخ يحي المدغري في خطبته بمسجد حمزة بمدينة سلا، يوم 29 يناير 2016، عن الزلزال الذي ضرب سواحل الريف ليلة الاثنين 25 يناير 2016 ، الحادث المؤسف الذي كان من المنتظر منه كفقيه أن يحث المصلين على التضامن مع إخوانهم المفزوعين بالريف - كما يفعل الكفار في مثل هذه الظروف ، وفي كل بقاع العالم - ويدعوهم لتقديم العون والمعونة لمتضررين ، والتبرع لفائدة المنكوبين من إخوانهم الريفيين ، بدل النكاية بالمفجوعين المصدومين بفعل الهزة الأرضية ، التي ربط الخطيب المفوه ، حدوثها بعقاب الله وتهديده لأهل الريف بسبب ما تعرفه منطقتهم، حسب زعمه، من انتشار للمخدرات والموبقات ، وتفشٍّ للمعاصي وممارسة للرذائل ..
لاشك أن الربط الغريب بين زلزال الريف والعقاب الإلهي ، الذي جاء في الخطبة ، لا ينم عن جهل الشيخ المحترم بالمعطيات الجيولوجية المفسرة للزلازل ، ويدل على نقض في تكوينه العلمي فقط ، بل يفضح ، قلة فقهه بالدين ....لما ضمن خطبته من إساءة البالغة للذات الإلهية ، أكثر من إساءته للريفيين الذين تشفى فيهم ، وذلك بقياسه أفعال الله ، الذي "ليس كمثله شيء"، على أفعال البشر، وإسقاطه عليه كل الرغبات والمشاعر البشرية كالرغبة في الانتقام ، وجعله الذات الإلهية - في تصور تشخيصي وتشبيهي - كالإنسان ينفعل ويغضب ، ويضرب الجميع بزلزال لا يفرق بين الأتقياء والعصاة ولا يميز بين الأبرياء والمجرمين ، وهو يعلم أن الله ليس بظلام ، والشيء الذي يعتبر عن إخلال بالاحترام الواجب له سبحانه وتعالى ، ناهيك عن الإساءة بعباده الصالحين ، بتهجمه على الريفين بالزعم العلني أنهم أصحاب مخدرات وموبقات ، زيادة على تضمن الخطبة لإساءة إلى الشعب المغربي والأمة المسلم التي بدل أن يستعمل الشيخ المنبر لحثها على إعمال العقل والفكر، ونبذ تفسير ظواهر الكون بالخرافات والإشاعات، وعوض أن يستغل مثل هذه المناسبات لتحفيز المسلم، لكي ينطلق في البحث العلمي، ويسير في الأرض، للكشف عن أسرار هذه الظواهر الطبيعية، كما هو حال اليابانيين الذين استنتجوا أن الكواراث ، هي تحديات أمام العلماء ، ومحفز لهم ليطلقوا العنان لعقولهم لمواجهتها ، ولتطوير أساليب البناء لقاوم لاهتزازات الزلازل ، استغل الشيخ المغاري المنبر لنشر الجهل وتكريس الخرافة ، بتفسيره لظاهرة طبيعية -فكّ العلم ، منذ مدة ، لغزها وكشف عن أسبابها- بطريقة مغلوطة تجعل المرء يستسلم معها للتكاسل ويركن إلى النوم و الدعة ، مُطَمْئِنا نفسه ، بأنها قدرة إلهية، وغضب مقدر من الله على الفاسقين ، في إسقاط سافر لمشاعر البشر و صفاتهم على القدرة الإلهية العظمى ، كما كان معروفا عند العبريين قبل الإسلام بأكثر من 18 قرنا ،
والذي –للاسف- يكرره شيخنا اليوم بعد 32 قرنا من تاريخ كتابة سفر ايوب الذي يعود لأكثر من 11 قرنا قبل الميلاد ، ليتشفى في مآسي إنسانية ، وهو يعلم أن المغرب عرف عددا من الزلازل كان أعنفها عام 1755 ودمر أغلب المدن الساحلية المغربية، والزلزال الذي ضرب مدينة أكادير عام 1960 وخلف 12 ألف قتيل ، فماذا يقول فيها شيخنا المبجل ، هل كانوا هم أيضا يتاجرون أنداك في المخدرات ، ويرتكبون المعاصي ويقترفون الموبقات وخير ما أختم به هو الحديث النبوي الشريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم :" من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت "، رواه البخار ومسلم. الحديث الذي لا أشك في أن الشيخ المدغري يحفظه عن ظهر قلب ، ويردده كثيرا في خطبه ، لكنه مع السف ، نسي أن يطبقه في هذه المناسبة ..
ومن أجمل ما قبل في هذا:
إذا شئتَ أن تحيا ودينك سالم وحظُّك موفور وعِرضك صيِّنُ
لسانك لا تذكر به عورةَ امرئ فكلك عورات، وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايبًا لقومٍ، فقل: يا عين، للناس أعينُ

[email protected] حميد طولست



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .
- الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!
- ما هكذا ترعى حقوق الفقراء يامسؤولينا !!
- واقع حريات الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- -الكلام الزين كيتعطى في الدية-
- المغاربة أمام القانون سواء، وسواسة حتى هما !!
- الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!
- لماذا يهان معلمو هذا الوطن ومستقبله وبُناته ؟
- تسيد المال يقلب موازين الحياة ومكاييل المنطق !!
- الشيء بالشيء يذكر
- صمود الهبة الشعبية ضد تقاعد البرلمانيين..
- لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!
- لماذا تكرهون الأمازيغ إلى هذا الحد ؟
- مداومة سوء الكلام وفحشه ..
- الى طاحت الصمعة علقوا الحجام ، وإذا طاحت صناديق التقاعد ، عل ...
- لا أخال أن وزير النقل يجز بنفسه في مثل تلك الترهات !!
- تهنئة بميلاد مشكاة إعلامية. مجلة -المرأة السياسية- .
- معاشات البرلمانيين والوزراء والهاجس الانتخابي الضيق!!
- الوزير المناسب في الوزارة المناسبة .
- ما أقسى فقد من اعتدنا على قربهم !!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.