حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 14:05
المحور:
الادب والفن
صباح ليس كباقي الصباحات على شاطئ المهدية!!
هلّت إشراقة الشمس الصباحية على شاطئ" المهدية "، بكل حب وأمل وتحفيز للهمم، متغلبة بحرارتها وانعكاسات أشعتها على الضباب المنتشر ، مبددة ظلامه المتراكم في الأجواء ، بما بثته فيها من حيويّة ونشاط وعزيمة قوية، وتطلع لولادة يوم جديد متميز بالدفئ والحنان على هذا شاطئ الخاوي مما كان يزينه نهاية الأسبوع ، من أجساد المصطافين ، وصدور الناهدات شبه العاريات الوافدات من كل الأصقاع ، للتعبد في محراب شمس الصباح المبتسمة الحانية ..
جو شاطئ المهدية الصباحي ، جو استمتاع بالحياة ، لا يدري به إلا من استيقظ فيه على أصوات الأمواج الهادرة ، ولا يحس به إلا من ملأ أجواء روحه بنسائم هوائه الهامسة النقية ، ولا يدركه إلا من شاهد تراقص نوارسه في سمائه العليلة ، ومن استمع بأناشيد عصافيره السعيدة الشجية ، التي تضفي لمسات جمال سحرية على المكان وعلى كل ما فيه وامزجة من فيه من رواده ، أكثر الناس إدراكا لمميزاته ، وأشدهم إحساساً بجماليات صباحاته ، وأكثرهم تمتعاً بفتنه .
في هذا الجو الصيفي المبهر بإمتياز ، تبوأت وزوجتي صدر أحد المقاهي ، التي تقدم بأشهى ما عندها من أطاييب المأكولات والشراب ، نستمتع بها ومتع الشاطئ التي تهنا بها النفوس ، وعيوننا من تحت النظارات الشمسية الداكنة ، والقبعات الفرنسة الأنيقة ، تلتهم بنهم وشراهة نقاء اللحطات الصباحية المشرقة الطرية ، وكأنها تخشى زوالها بغروب الشمس نهاية النهار ، وتعود بنا رتابة الحياة ، إلى مللها ، ويعود كل شيء بدون تدريج ، إلى ما كان عليه، وتنسينا نواميس الكون ومشاغل الحياة ، المضيعة للصباحات المضئة ، أننا نعمنا بصباحات جميلة على رماله شاطئ المهدية الرائعة .
فلا عجب ان تستقطب "المهدية" الرواد من كل حدب وضوب للتمتع بما يفتن العين ويسر الخاطر ، وصباحكم قرائي سعيد بأجواء أسعد وإلى صباحات أخرى بحول الله..
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟