أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - المجتمعات الأكثر تدينا هي الأكثر فسادا!!














المزيد.....

المجتمعات الأكثر تدينا هي الأكثر فسادا!!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 00:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المجتمعات الأكثر تدينا هي الأكثر فسادا!!
بإتباع التحليل الذي يراعي أو يميل إلى تطبيق المنهج النسقي ، نجد أن المجتمعات الأكثر تدينا أو التي تدعي التدين وتعلن انها من حماته ، وتتميز وجوه رجالها منسائها بعلامات الصلاة ، ولا تفارق ايديهم السبحة والمسواك ، هي الأكثر فسادا في الإدارة ، والأكثر إرتشاء في القضاء، والأكثر كذبا في السياسة، والأكثر هدرا للحقوق، والأكثر طلما وتحرّشا بالنساء ، والأكثر اعتداء على المحارم والأطفال ، ونجد في النهاية أنها هي الأكثر وقاحة ، حيث أنها لا تخجل عند استقصاء المسببات الحقيقة الملموسة لما تعرفه من ظواهر سلبية ومخالفات سلوكية ، من فساد ورشوة وسرقة وتحرش وعنف أسري ، فردية كانت أو مجتمعية ، من الهروب والتجرد من مسؤولياتها ، وتتخلص من البحث عن الأجوبة العلمية الواقعية لتشخيص مشكلاتها و تردها ، من غير عناء التقص ، أو جهد التحليل ، إلى ضعف الوازع الديني ، مرددة الازمتة الأزلية المحفزظة عن ظهر قلب:"سبب فساد الأخلاق هو نقص الدين" .
ولذلك ألفنا أن نرى الفرد في مثل هذه المجتمعات ، كلما شعر ببعده عن الدين وتقصيره في تنفيذ تعاليمه وتطبيق مبادئه الحقيقية ، يعمل ما في وسعه ، لكي يثبت للأخرين –ليس لنفسه أو ربه-بأنه متدين ومشغول بالدين ومهتم به ، فيظهر للناس أنه أكثر منهم تدينا وأقواهم اهتماما به ، بينما قلبه لا يحمل إلا الكراهية ، ولسانه لا يفتر عن الغيبة الإفتراء ، ولا يتورع عن إبادة من يقف في وجه مصالحه أو يعارض خططه ، فيكثر التحدث في أمور الدين ، ويبالغ في السؤال فيه وعنه ، بل ويحول أي نقاش سياسي أو علمي إلى نقاش ديني ، دون أن يفكر في إثبات ذلك التدين بالفعل والعمل على أرض الواقع ، باحترامه للأخر المختلف معه بالحب والتسامح والعفو والصفح والتعاون ، لأن أعظم ما يمكن أن يقدمه المتدين الصادق لغيره ، ليس فقط أن يفرض عليه عقائده ، وإنما أن يترجم تلك العقائد إلى تصرفات يومية و إنسانية بسيطة ، لأن العقائد لا تفرض على الجماهير بسهولة ، لأنها ليست مسبحة درويش ، ولا عمامة متمشيخ ، ولا سجادة متعبد ، تمنح هدية ، ولأن التدين هو حالة سمو روحي وخلقي ، روح و مادة ، دين و دنيا ، سلوك و عمل ، وقار واستقامة ، تخطيط و تنظيم ، تنمية وإنتاج ، إتقان و إحسان ، وتفكير متوازن يطابق ما بين اعتقاد المتدين وسلوكه العملي ويترجم عقيدته إلى تصرفات يومية إنسانية ، تجعله منه إنسانا حسن الخلق ، متكامل الشخصية ما بين علاقته بربه وعلاقته بالناس ، الأمر الذي لا نجده ، مع الأسف الشديد، إلا عند من لا يدعي الكمال والصفاء ولا يرسم لنفسه تلك الصورة النورانية النقية وحسن الخلق ، من غير المسلمين الذين يعيشون تلك الحالات والصفاة ، ويطبقونها على أرض الواقع ، فيظهر فضلهم ويتبين نبل أخلاقهم في تعاملهم مع من دونهم ، بفعلهم و خلقهم ، وليس بنطقهم ومقالهم ، الذي صدق ابن تيمية حين قال فيهم : "فلا يغرنكم من قرأ القرآن ، إنما هو كلام نتكلم به ، ولكن انظروا من يعمل به"
فالعيب إذن ، ليس في الدين الإسلامي ، بل العيب كل العيب في الأشخاص ، في البشر وفي طريقة فهمهم للدين ، وفي الخطاب الديني وفي الدعاة الذين فشلوا منذ عقود طويلة أو قرون في إصلاح هذا الخلل وهذه التشوهات الفكرية والعقائدية والأخلاقية والإنسانية في الكثير من بلاد العرب والمسلمين ، حتى ساد بها كل ما يخالف جوهر الدين الاسلامي الحقيقي ، وبصورة مرعبة ، من قتل وتحرش جنسي وكره وبغض وطائفية ، وأصبح معها معظم المسلمين يخشون العيب أكثر من الحرام ، ويحترمون الاصول قبل العقول ، ويقدسون رجل الدين أكثر من الدين نفسه– كما قال مصطفـــى محمـود - ، فتحولوا إلى أقل الشعوب تقدما وتحضرا وإنسانية وأخلاقا ، وأكثرهم جهلا وفقرا ومرضا.
فكم هي صادمة المقارنة بين ما نحن فيه وعليه الآن من ضياع حقيقي للحياة الدينية التي تمتاز بروح الصراع الذيني ومعاركه اليومية التي تحولت إلى وسيلة هدم وتحطيم وتهشيم لكل جميل في حياة الناس ، والتي تعدت مستوى التجريح الشخصي والتكفير ووصلت إلى القتل والتقتيل ، وما كان عليه تعامل الناس في ماضي الزمان ، مع بعضهم بعضاً بقلوب طيبة جُبلت على حب الخير للآخرين ، حيث نجد أن أولئك الرواد كانوا خير من جسَّد أخلاقية الدين الحق الملتزم بالبعد الإنساني الرفيع.
اللهم ثبت قلوب المتدينين على المودة والمحبة والتسامح والعفو والصفح والتعاون ، وطهر جوارهم من الحقد والغل والكراهية ، واحفظ هذا البلد الآمن من فتن من لا يعيشون واقعه بكل حقائقها ، وإبقيه سالما من مكائد من يصرون على العيش في أساطير وأوهام التشدد والمغالاة في الدين ، الذي نهى عنها النَّبِى صلى الله عليه وسلم في حديثه :"إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ" ، إنك على كل شيء قدير ..
حميد طولست[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على نقد!!
- اصلاح المناهج والبرامج والمقررات الدينية، الحدث العظيم !!
- مراجعة مناهج ومقررات تدريس التربية الدينية، تجديد للخطاب الد ...
- لا عيد حب لدى أمة فيها المرأة مجرد عورة !!
- صورة من الزمن الجميل !
- الاحتجاج سلوك بشري !!
- فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة الحضارات !!
- معلمو المدارس الخاصة .
- من يقف ضد الإستهتار بالعقل المغربي ؟؟
- من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت.
- الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .
- الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!
- ما هكذا ترعى حقوق الفقراء يامسؤولينا !!
- واقع حريات الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- -الكلام الزين كيتعطى في الدية-
- المغاربة أمام القانون سواء، وسواسة حتى هما !!
- الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!
- لماذا يهان معلمو هذا الوطن ومستقبله وبُناته ؟
- تسيد المال يقلب موازين الحياة ومكاييل المنطق !!
- الشيء بالشيء يذكر


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - المجتمعات الأكثر تدينا هي الأكثر فسادا!!