تحسين يحيى أبو عاصي
الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 16:11
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
منحنا الزمن شهادات العار
هنا في بقعة من بقاع العالم وفي القرن الواحد والعشرين .. إنسانية مذبوحة ، أطفال عُراة ، وآثار الجوع والأوساخ تغطي أجسادهم النحيلة في العراء ، وهم كتلة من العظام والجلد ، يصارعون من أجل البقاء .. ويهرول الغرب لإنقاذ ما يمكن انقاذه ، وأموال دول النفط تتناما في بنوك الغرب ، يفتخرون بمسابقة أجمل تيس وناقة وحصان ، عائلات ينهشها التخلف والجهل بسبب غياب شمس الإنسانية من عقولهم ، يلقون بأطفالهم في الشوارع ليموتوا بسبب اعتقادهم بأنهم مسحورين ، وأن أرواحا شريرة من الأشباح والسحرة تتقمصهم ، لتعود بنا الذاكرة إلى ما قبل الف وخمسمائة سنة حيث وأد البنات وبيع الاطفال ، طفولة يتم نبذها بدون ذنب ترتكبه ، فما اظلمك أيها التاريخ !
أطفال أبرياء مُعذبين لا ذنب لهم ، مُتهمون بالسحر ، فيُقتلون ويُعذَّبون بسبب أمراضهم النفسية أو الجسدية التي قذفهم الزمان بها ، فيعتقد ذووهم أنهم مسحورين ؛ ويلقون بهم إلى الشوارع تخلصا من السحر الذي اعتراهم ، بدون وازع من رحمة أو ضمير !!
ونحن نتباهى في شراء الياختات الفخمة ، والسيارات الحديثة ، والشقق الفارهة ، وما ننفقه في أفراحنا ، ونلقي بأطعمتنا في الحاويات ، وأطفال العالم يموتون جوعا ، ليمنحنا الزمن شهادات العار ، وهو يحكم على عقولنا ، وقد نزعنا الانسانية من قلوبنا من بعد أن هبطنا على سطحي القمر والمريخ ، اخترقنا الفضاء ولكننا لا زلنا نعيش الفضاء الداخلي وخواء القلب والروح .. فيا أيها الإنسان اكتشف ذاتك ولا تُلق بنفسك إلى الموت طائعاً ، أبها البشر كونوا إنسانيين لعلنا نحيى ولا نموت ، أحبكم فلا تظلموني .الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ودمتم بخير وسعادة .
د. تحسين يحيى أبو عاصي - فلسطين -
#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟