|
خارطة الطريق بقيادة زوجتي أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ، وأكسبني الله رضاها ، اللهم آمين سبع مرات
تحسين يحيى أبو عاصي
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 04:54
المحور:
كتابات ساخرة
- من فانتازيا الأدب الساخر- تزوج أحد زعماء الوطن العربي الكبير، ولكنه لم يتمكن من زوجته في ليلة الزفاف ، وأحضروا له كل الأطباء لتبييض وجهه مع صاحبة الصون والعفاف ولكن على غير فائدة ، ذهب إلى العطار لعله ينقذه من ورطته ؛ فيحصل على وصفة من وصفات الطب العربي ، وقد أرَّق الضعف الجنسي مضاجعه ، ونغّص عليه حياته ، حتى أصبح في بيته كماً مهملا لا قيمة تُذكر له ، ولكنه اتصل أخيرا بالرئيس الأمريكي بوش ، لعله يجد لديه وصفة تساعده الدخول على عروسته ، شاكيا له تأخر الطب عند العرب ؛ بسبب سوء حال البلاد والعباد ، رغم شهرة العرب الكبيرة بفحولتهم الجنسية ، فوصف له بوش وصفة لا نظير لها في عالم الدخلة وبياض الوجه ، ألا وهي خارطة الطريق ، لقد أصبح اليوم في كل بيت أكثر من خارطة طريق ، خارطة للصرف الصحي المنزلي ، وخارطة طريق لشراء الخضروات المنزلية من السوق ، وأخرى لمصروفات البيت ، وخارطة تشرح آليات مهنة العامل ووظيفة الموظف ، وخارطة لأداء الصلاة في المسجد ، وخارطة للتزاور والتراحم وتحديد معالم العلاقة بين الأهل والجيران .... حتى أصبح على كل وجه منا ذكر وأنثى خارطة طريق ، وفي كل بين وشارع وحي توجد خارطة ، وكل ذلك من أجل تحقيق العولمة والشرق الأوسط الجديد فعاش القائد ، وعاش الوطن ، وعاشت الأمة العربية ، وعاش الوطن العربي الكبير . ما أكثر خرائط الطرق اليوم ، وعلى رأسها المبادرة العربية الرائدة في تعزيز كرامة الأمة العربية ، وصدقت المغنية الكبيرة جوليا بطرس عندما غنت أغنية فين الملايين ... فين .... فين الملايين ... لا شك أن الراعي الماهر هو الذي يجيد رعي قطيعه ، فربما غدا نسمع عن مبادرة جديدة ، أو خارطة طريق أخرى أردنية أو يمنية ، أو كويتية أو فرنسية أو روسية ، من أجل أم العيون السود إسرائيل ولتحيى الأمة العربية (( الله – الزعيم – الوطن )) . لقد رسمت لي زوجتي خارطة طريق ، بمبادرة عربية نسوية بامتياز، وطلبت مني ألا أحيد عنها قيد أنملة ، وإلا سيكون عقابي الهجر في الفراش والحرمان من كل شيء ، وربما الضرب والتنكيل ، أو الحصار وقطع المساعدات ، وعلى الأقل مصروفي الشهري ، لأننا اليوم نعيش في عصر يكثر فيه قول : ما بيجيبها غير نسائها ، فعاشت نساء الوطن العربي . وبمبادرة عربية نسائية ناجحة مائة في المائة ، أمرتني زوجتي بأن أعلق خارطة الطريق على جدران الغرفة لأحتفي بها كلما زارني زائر ، فانصعت مذعنا لجلالتها وسمو معاليها ، وكيف لا انصاع لها وهي أميرة المؤمنين في بيتي العربي الكبير . تذكرت الكثير من خوارط أو خارطات أو مخارط أو خرططات أو خرابيط الوطن . تذكرت مدينة اللد التي تعرضت للمذابح ، فقد ذبح المئات من سكانها في مجازر عديدة ، طالت حتى من احتمى بالمساجد والكنائس، كما حصل في مجزرة مسجد دهمش ، وهي واحدة من بين نحو 77 مجزرة اقترفتها العصابات اليهودية في فلسطين خلال نكبة عام 48. حيث كانت حوالي 70 جثة مكدسة في غرفة تابعة لصحن المسجد ، فيما بدت جدرانها ملطخة بالدماء ، وآثار الرصاص منتشرة فيها ، ورائحة الجثث المتعفنة ملأت كل مكان ، وعشرات من جثث أخرى تم حرقها في النار . (فعاشت المبادرة العربية وخارطة الطريق ) . تذكرت ما أكده المؤرخ “الإسرائيلي” بيني موريس في كتابه “ولادة مشكلة اللاجئين”. بأن كثيرا من المهاجرين الفلسطينيين شربوا بولهم من شدة العطش أثناء رحيلهم (فعاشت المبادرة العربية وخارطة الطريق ) تذكرت قصة صبية فلسطينية عمرها 19 سنة ، اغتصبوها اليهود واحدا تلو الآخر فأصيبت بالجنون ، (فعاشت المبادرة العربية وخارطة الطريق ) . وتذكرت قصة بنت فلسطينية خطفها اليهود من بين أهلها لتعمل خادمة ، تقدم الخمر والطعام في فنادقهم ، وعندما رأت في المكان عاملا عربيا أوصته أن يبلغ عنها بأمانة رسالتها الشفهية : (( هل ترضون ذلك لبناتكم أيها العرب ؟ )) ، (فعاشت المبادرة العربية وخارطة الطريق ) . فهل نجد في خوارط ومبادرات نساء اليوم ملاذا آمنا لشعبنا !!؟ . خشيت أن أُذكر أم المؤمنين بذلك فتطردني من البيت ، أو تصفني بالمتخلف والجاهل والمغلق ، والأعمى والمتحجر واللطخ ، والرجعي والسطحي وما شابه هذه النعوت الظالمة المظلمة . فهل تُضيِّع المبادرة العربية وخارطة الطريق ما تبقى من فلسطين ، كما ضاعت فلسطين بين البقرة والحمار.... وهل يفهم مَن في الدار!؟ . عاش السلام خيار استراتيجي . عاش المشروع الأمريكي . عاش النظام الجديد . عاشت العولمة . عاش السلام مع إسرائيل . عاشت التبعية لأمريكا . عاش النظام العربي الرسمي . عاشت الدول العربية دولة تنطح دولة ودولة وراء دولة . والله يحمي لي أم المؤمنين
عظم الله أجركم في موتاكم أحبكم فلا تظلموني الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا ودمتم بخير وسلامة ملاحظة : مَن لم يفقه ولم يتذوق رسالة ومعاني الأدب الساخر فلا يلمنا وشدي حيلك يا بلد
#تحسين_يحيى_أبو_عاصي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوحدة الوطنية بين الأموات – أدب ساخر -
-
من الشعب الفلسطيني إلى قادته - من فانتازيا الأدب الساخر-
-
أشرف فياض كافر بكم لكنه ليس بكافر
-
هل عرفتم الآن يا سادة من المفعول به !!؟ - أدب ساخر -
-
مررت على الأمة العربية فردا فردا – أدب ساخر -
-
أيها الناس انظروا إلى الجَمال لتحيوا من جديد
-
نأمل أن ترتقي عقليات التخلف والجهل إلى درجة استيعاب الزمن
-
أيها المتعبون في الأرض
-
الوطن السعيد وشعار الكلسون – أدب ساخر -
-
المنسف العربي والمنسف السياسي – أدب ساخر -
-
التيس والراية الحمراء – لا أقصد أحدا بعينه -
-
الوطنية في الميزان الفلسطيني
-
يا هذا لا تتوضأ بالدم ثم تصلي في المحراب صلاة الفجر مع العصر
...
-
يا أبن غزة لا تعترض فتنطرد من مسرح العبث
-
هل يعيش قادة شعبنا الفلسطيني في كرفانات مثل شعبهم ؟
-
إلى حملة مشاعل الإنسانية والمحبة في كل أنحاء العالم
-
تذكير لمن يدَّعي الاسلام
-
متى ستغضبون يا عرب ويا علماء السلاطين !!!؟؟؟.
-
نماذج فلسطينية لا يمكن قهرها وعلى تنظيماتنا الصمت
-
رسالة الحب ليس حديث الضعفاء
المزيد.....
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|