الكسْلهْ

قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 11:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

-
عرفــت الكسله في بغداد ، كما عرفت فــي البصرة ولها في كل واحدة مـن هاتيـن المدينتين طقوس خاصة من حيث الأكلات والوقت الذي يخرجون فيه ومدة الكسله، ففي بغــداد كانت النسـاء البغداديات يقمن بها فيما بين العيدين ولمدة أسبوع فتأخذ النساء اطفالهن وهم بملابس العيد الزاهية ومعهن السماورات وعدة الشـاي والقدور التي تحـوي غالبــا الدولمــة او كبة الحلب او عروك وغيرها من الاكلات البغدادية مع بعض الافرشة الخفيفة حيـث يتخــذن مجالسهن فــي ظلال الاشــجار قرب الســواقي او في ساحات المزار المقصود.
-
ويشيرالمرحوم عزيزالحجيه في كتابه ( بغداديات ) الى التقويم الخاص بالكسلات البغدادية بالآتي: اختصاص يوم السبت بزيارة مرقد الامام الكاظم في الكاظمية والاحد بزيارة مريم بنت عمران في كرادة مريم في جانب الكرخ والاثنين بزيارة مرقدي الشيخ عمر السهر وردي والسيد ابراهيم والثلاثاء بزيارة مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني في محلة باب الشيخ في الرصافة والاربعاء بزيارة مرقد ابو رابعة في الاعظمية والشيخ جنيد في جانب الكرخ والخميس بزيارة مرقد السيد ادريس في الكرادة الشرقية في جانب الرصافة والجمعة بزيارة مرقد الامام الاعظم ابي حنيفة بالأعظمية.
-
إن أصل تسمية الكسله ومعناها غير معلوم وربما تكون التسمية متأتية من الراحة او الاستراحة التي يجدها الناس في تلك الطقوس.وأقرب الاحتفالات التي تمارسها بعض الشـــعوب الــى الكسـله هي الاحتفال بعيد النيروز أو النوروز (اليوم الجديد) في الحادي والعشرين من آذار في كل سنة وهــذا اليوم هو أول أيّام السّنة الفارسيّة والكرديّة، حيث يقوم الإيرانيون والأكراد بالاحتفال بهذا اليوم بإقامة الطّقوس المختلفة، فيلبسون الثّياب المزركشة والزّاهية ويخرجون إلى المتنزهات للاستمتاع بجمال الطّبيعة حيث الخضرة والماء.
-
وللبصرين طقوسهم الخاصة بالاحتفال بيوم النــوروز حيث يعــدون فــي ليلته " صواني الكليجة " وفي نهاره يلبس الرجال والنساء والأطفال أزهى الملابس ويخرجون بمواكب كرنفالية ثم يتخذون من رصيف شط العرب مجالس فرح لهم.
-
في خمسينات وستينات القرن الماضي عشنا ( الكسله ) في هيت، ولهــــا عند الهيتيات طقوس خاصــة ، وكنّا نردد منولوج (للكسله اطلعت يا ناس البنيه).
-

#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل