أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني














المزيد.....

حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5069 - 2016 / 2 / 8 - 09:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلنا قد قرأ عن الأطفال الذين يجندهم الإرهاب لأغراض قتالية أو لأغراض دفاعية . وآخر ما قرأت أن تنظيم الدولة قد جند الآلاف من الأطفال السوريين اليتامى للقتال في الموصل ، وإستخدمهم أيضاً كدروع بشرية في الأنبار .
إن من يقرأ التأريخ العربي والإسلامي لا يجد فيه أطفالاً مجندين ولم يستخدموهم كدروع بشرية للدفاع عن خيمهم أو صروحهم . أما الشباب المجند في هذه التنظيمات فهم غير مخيرين ، فأما أن يختاروا البطالة أو التسول أو الإبحار إلى المجهول أو قد يلتجيء إلى من يعده بخير الدنيا وخير الآخرة ، وكيف لا يقبل وهو يائس من الدنيا ومعتقد بأن وراء مهنة القتل سيكون خير الآخرة ، وأظن أن هذه المهنة هي الوحيدة المتاحة له والتي لا تطلب منه تأهيلاً أو رأسمال غير جسده وهي تتشابه بشكل أو بآخر مع مهنة الدعارة .
إن وضع الطفل العربي هو بين فكي رحى تطحنه وتحوله إلى أداة للقتل بدل كونه أحد أهم أدوات البناء ، وإستغلالهم على هذا النحو هو جريمة إنسانية ، فالمجتمعات المتحضرة تكرس كل حضارتها لأجل أطفالها وتضع الأولويات لهم في قائمة حساباتها المعنوية والمادية وتحميهم الدولة حتى من عوائلهم وتوفر لهم الرعاية الإجتماعية وخاصة لمن يفتقدوا إلى العائلة والمأوى .
إن قراءة سريعة للأنظمة السياسية العربية البائدة سواء في العراق أو مصر أو ليبيا أو تونس نجد أن القمم الرئاسية تضع الهدف الأسمى لوجودها هو الإستيلاء الكامل على السلطة والموارد المادية للبلاد ، ومن الملاحظ أيضاً إن ما يسرق من أموال الشعب يوضع في حسابات الأبناء وهذا ما أُكتشف في جميع الدكتاتوريات العربية ، فهم يسرقون اللقمة والكتاب والرفاهية من حياة أبناء شعبهم ويحولونها إلى حسابات أبنائهم
المتخمين . وحينما تأتي البدائل من تنظيمات إرهابية وسلفية وتكفيرية تُسلب أيضاً حقوق الأطفال ، ويوظفون الكيان الجسدي والمعنوى للطفل لصالحهم . ولو تساءلنا عن لب الإسلام لوجدنا أن القرآن الكريم ليس فيه نص واحد يدعو فيه إلى الإرهاب الحالي :ففي قوله تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) والتي هي أحسن هنا هي الكلمة والحوار ، وهاتان الوسيلتان تعطيان المتلقي أن يختار طريقه بكل حرية ويسر ورأسه فوق جسده لم يُسلب منه لأنه من سيفكر ويقرر .
إن اسلوب القسر لأجل صناعة القرار لم يعد وسيلة حضارية ، وما يستخدمه الدعاة في كل الأديان هو اسلوب الحوار والإقناع ، لكن الخُلق المتميز والنبيل هو أفضل الدعاة وأكثرها نجاحاً ، وإن هذا هو أساس بقاء كل الحضارات لإتاحة الفرصة للأفراد بأن يقرروا توجهاتهم السياسية والدينية . أما مهمة السلطات فهي الحماية وليس القسر ، فهي موظفة لحماية كل ما هو موجود على أرض الدولة من مخلوقات حية سواء كانت إنسانية أو حيوانية وكل مكونات الطبيعة فيها . إن من الغريب أن نجد أن الدول المتحضرة لا تحتوي فقط الأطفال الفاقدي المأوى بل تحتوي أيضاً حتى الحيوانات التي ليس لها مأوى مثل الكلاب والقطط وتضعهم في دور خاصة يجدون فيها المأوى والرعاية ، أما نحن المسلمون فنسلم أيتامنا لمن يطعمهم كرهاً وكراهية ويطبعهم بطابعه الدموي . ومن المضحك أن نري أن الكلاب السائبة والمستشرسة في بغداد العريقة قد أخذت تحتل المباني المهدمة وخاصة الحكومية والويل لمن ينازعها فيها ، وهي تتجول ليلاً كألشقاوات ، ومن المعروف أن الإنسان والحيوان أيضاً يتطبع بطابع بيئته فإذا كانت بيئته لطيفة ومتسامحة فسيكون هو أيضاً كذلك ، أما العكس فالعكس أيضاً .
وفي الواقع أن السلطات المحلية لا تهتم لسكنة البلاد بجميع أنواعهم وأجناسهم بخلاف الكلاب البوليسية المحيطة بهم . ولو قارنا بين مسؤول غربي ومسؤول عربي لوجدنا أن الأول يعتقد صادقاً بأنه مسؤول عن أصغر مخلوق في بلده مهما كان جنسه وخاصة فئة الأطفال والذين هم خميرة المستقبل والورود التي ستتفتح لتعطر المجتمع كله ، أما المسؤول العربي فهو يعتقد صادقاً أيضاً بأن الأطفال هم جنود المستقبل وحماة القصور الرئاسية فقط لا غير .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها
- طيور بلا أجنحة ( 3 )
- طيور بلا أجنحة ( 2 )
- طيور بلا أجنحة ( 1 )
- الفكر الذكوري في الفلم الأفغاني ( أُسامة ) .
- ماذا فعلتم بشباب العراق
- النرجسية والعرب
- البقاء للأقوى أم للأصلح لدى المسلمين
- الزهايمر المرضي - السياسي
- لماذا يصفق العراقيون بيد واحدة .
- كارثة الطفل العربي - العمالة -
- الأم طوعة العراقية
- هل يحتاج العالم العربي مجدداً إلى سفينة نوح
- حكم الجاهلية - إستعباد النساء
- الطفولة العراقية والحرمان
- هل أصبحنا قتلة محترفين
- العراق هو الأسوأ صحياً في منطقة الشرق الأوسط
- أغصان بلا جذور ... قصة واقعية قصيرة
- حرامية بغداد
- حينما يبيع الإرهابيون الفتيات العراقيات لِمَ لا يشتريهن العر ...


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني