أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالسلام سامي محمد - عزو الفراش !!














المزيد.....

عزو الفراش !!


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


عندما كنا تلامذة المرحلة المتوسطة كان مدير المدرسة قاسيا في تعامله معنا إلى أقصى الحدود ،، و كان يحاسبنا على كل شيء صغير أو كبير ،، و في بعض المرات كان يستخدم حتى اسلوب الاهانة و الضرب مع الطلاب أثناء عدم التزامهم بقوانين و تشريعات المدرسة و الهيئة التدريسية ،، و كان هذا الاسلوب التربوي التعليمي !! حينها من ألاساليب المتبعة و المتعاملة عليها في معظم مدارس العراق ،، و كان هذا الامر شيئا طبيعيا في كل المدارس كما ذكرت ،، لكن إلى جانب قساوة المدير و الهيئة التدريسية فكانت مدرستنا تستند كثيرا على فراش المدرسة لتمرير القوانين و لتنفيذ التشريعات المدرسية ،، فقد كان فراش مدرستنا المدعو عزو أكثر قساوة بكثير مع الطلبة من الجميع و حتى من لمدير نفسه !! ،، و كيف لا ،، و ان صاحبنا عزو الفراش كان رجل الاعتماد للمدير و كان يستمد شرعية حكمه و قوة سلطته التنفيذية و صرامة أوامره الانضباطية من خلال الدعم و الاسناد المباشر من المدير و من الهيئة التدريسية للمدرسة !! ،، و من بين الامور التي تذكرني دائما و بأستمرار ببواب المدرسة صاحبنا المعروف عزو الفراش و ببطشه و صرامة سلطته الفولاذية في تمرير الأوامر على الطلبة ،، هو أنه كان يقف دائما و يوميا ،، و في كل صباح بكير و مثل حرس الانضباط ،، و قبل البدء و الشروع بالدوام الرسمي للمدرسة ،، و عوضا عن المدير و الهيئة التدريسية في منتصف المدخل الرئيسي أو في منتصف الباب العام للمدرسة ،، و كانت مهمته الرئيسية هناك ،، هو استخدام سلطته التنفيذية ،، و صرف و تسويق هيبته و جبروته على رؤوس الطلاب لتنفيذ أوامر المدير و اوامره الشخصية و بكل دقة و سرعة و بمزيد من الخضوع و الخنوع و الطاعة و الاحترام ،، فكان من طبعه الملتزم المتزمت انه كان يجعل من نفسه عصبي المزاج ،، و متشدد الوجه و متوتر الأعصاب ،، و أنه كان يصرخ دائما و بكل قوة من باب المدرسة على جميع الطلبة القادمين صباحا الى الدوام ،، لكي يعجلوا من خطواتهم للدخول مباشرة و بصورة مستقيمة إلى الصفوف لأخذ مقاعدهم الدراسية و قبل فوات الأوان !! ،، و كان صرامة عزو الفراش و التزامه الدقيق بواجباته المهنية و الانضباطية يسمح له بأن يكون شخصا امينا و مقتدرا يعتمد عليه من قبل المدير و الهيئة التدريسية ،، و كان مبالغته الكبيرة في تنفيذ و تمرير اوامر المدير على الطلبة يعطي له السلطة الكاملة و الجرأة غير المحدودة للقيام بتهديد و توبيخ و تحذير الطلبة على وجوب تنفيذ الاوامر و بدقة متناهية و سرعة !! ،، بل كان وقوف المدير من وراءه بقوة يعطي له الحق الكامل في عدم السماح و رفض الطلبة من الدخول إلى المدرسة في حالة تأخرهم عن الدوام المدرسي و لو لمدة دقيقة واحدة فقط !! ،، و كان يستثنى من احكامه القانونية و الانضباطية فقط ابناء الاغوات و أبناء رؤساء العشائر و ابناء اصحاب النفوذ و الشأن و السلطة و الجاه و القرار !! و ما حصل معي يوما من الايام و عن طريق الصدفة ،، هو انني تأخرت إحدى المرات عن الدوام لمدة اقل بكثير من الدقيقة الواحدة ،، حيث وصلت يومها إلى باب المدخل الرئيسي للمدرسة الذي كات يسيطر عليه عزو الفراش في اللحظة الاخيرة من انتهاء المدة القانونية لدق و ضرب الجرس أو لدق و ضرب جهاز التنبيه او التحذير !! ،، اذ كنت حينها على مقربة جدا و على مسافة قصيرة جدا من المدخل العام ،، و كانت المسافة بيني و بين الباب الذي كان يسيطر عليه عزو الفراش كما قلت تقدر بحوالي اقل من المتر الواحد ،، لكن عندما اراني عزو الفراش و انا في عجلة من امري للحاق بالدوام المدرسي قبل وقوف الجرس عن الضرب !! و قبل ان يقوم عزو بسد الباب على وجهي !! ،، حينها بدأ عزو بل و قبلها بلحظات كثيرة باطلاق الصراخ و العويل بأتجاهي و بكل قواه الجسدية و العضلية من الفتحة الصغيرة التي كانت تفصل بينه و بين الباب العام ،، لكي اعجل من امري و لكي اسرع من خطواتي للدخول إلى المدرسة قبل انتهاء دق الحرس بصورة أكثر !! ،، لكن و لسوء حظي و كما ذكرت توقف الجرس عن الدق في اللحظة الأخيرة التي حاولت فيها إدخال قدمي اليمنى إلى فتحة الباب !! ،، و في تلك اللحظة و ما بعزو الفراش إلا و ان يقوم بسد الباب على وجهي المتوتر المسكين و بكل قوة و سرعة مع القيام في نفس اللحظة بالصراخ علي ( لا ،، لا ،، لا خلص ،، لقد تأخرت ممنوع ،، ممنوع ،، ممنوع الدخول ،، لقد تأخرت عن وقت الدوام ،، إذهب ،، اذهب ،، انصرف من هنا ،، انقلع ،، ولي !!! ) ،، و في هذه اللحظة حاولت أن ادفع الباب بالقوة لكي أتكلم معه حتى يسمح لي بالدخول !! ،، لكن صاحبنا عزو الفراش الصارم الملتزم جدا بلحظات دق و انتهاء الجرس !! و الملتزم جدا بلحظات بدء و انتهاء اوقات الدوام !! ،، قفل الباب علي من الداخل ،، و منعني من الدخول إلى المدرسة ليوم كامل !! ،، بالرغم من قيامي بالرجاء و تقديم طلب الاعتذار !! ،، ألا إن صاحبنا عزو الفراش و الكل في الكل !! ما كان يعرف يوما من الايام ماذا كان يعني له كلمة التسامح !! و ماذا كان المقصوظ من تقديم طلب الرجاء و الاعتذار !! .



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علة الشرق !!
- احذروا قراءة هذا المقال خوفا على صحتكم !!
- وصية من وصايا جدي المرحوم !!
- البراعة في التمثيل !!
- الشعب في اقليم كوردستان بأنتظار المزيد !!
- الله يكون في عون الحكومة !!
- العراق و لعنة العمالة الابدية !!
- الأديان و كيفية تخدير العقول !!
- الكلب هو كلب .. و لكن !!
- العقلاء يخططون و الحمقى ينفذون !!
- كل عام نتمنى فيه الخير !!
- من حياة البداوة الى حياة التمدن !!
- كل عام و الفيسبوك بخير !!
- و يسألونك !!
- كلمة في العلم !!
- المعتقدات البشرية ،، من طابعها التعددي الى الشمولية !!
- حل الاحزاب الكوردية فورا هو مطلب جماهيري و قومي ملح !!
- علمائنا و علمائهم !!
- الإسلام لا يمثل الإسلام !!
- النفاق الديني عند المسلمين !!


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالسلام سامي محمد - عزو الفراش !!