أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالسلام سامي محمد - الأديان و كيفية تخدير العقول !!













المزيد.....

الأديان و كيفية تخدير العقول !!


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 17:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القول الشائع و الاعتقاد السائد عند اكثرية المسلمين المبتلين بظاهرة الفقر و الجوع و المرض ،، و المنهمكين بالحروب و الكوارث و الويلات ،، فان الإيمان السائد و المعروف عندهم و القول الذي يرددونه جميعا و دائما هو ( ان الله من طرفه هو الذي يبتلي عبده المؤمن الصالح بالكثير من المصائب و الكوارث و البلاء و سوء الاقدار ،، و بالكثير من الأمراض و الأوجاع و الاهات و المعانات و ذلك حبا لله في عبده المؤمن المطيع اكثر من غيره ،، و شفقة و رحمة منه عليهم يوم لا فيه رحمة غير رحمته ،، و كذلك اختبارا لهم لمدا تحملهم لتلك المصائب المكتوبة و الاقدار غير المعروفة ،، و امتحانا لهم لمدا قوة ايمانهم بالله ) ،، كما انهم يرددون دائما ان كل تلك المصائب و الاقدار و الشرور التي يبتلي بها الله عبده المؤمن تأتي معظمها من الله او من الشيطان لغرض تعويضهم باضعاف مضاعفة من الحسنات يوم الحساب العظيم ،، و كل ذلك حتى يتأرجح كفة ميزان الحق و العدالة و الحساب عنده يوم القيامة لصالحهم و لصالح حسناتهم و لصالح أعمالهم الصالحة ،، و لكي يفوزوا في نهاية المطاف بسعة رحمته و بنعيم جنانه ،، هذا هو الاعتقاد السائد عند اكثرية المسلمين و المؤمنين بالاديان ،، هذا من طرف !! و اما من الطرف الاخر فانهم يعتقدون و يؤمنون ايضا ان مصائب و اقدار المؤمن في هذه الدنيا هي دائما اكثر بكثير من مصائب و اقدار و شرور اهل الشرك و الكفر و الالحاد ،، و ان الله لا يبتلي كثيرا عبده الملحد و المرتد و الكافر في هذه الدنيا بالكثير من تلك المصائب و الكوارث و الويلات لأنه ( اي الله ) ترك للكفار و الملحدين و المشركين النعيم في الحياة الدنيا ،، و ترك لهم كل ما فيها من سعادة بال و راحة حال ،، و سخر لهم كل ما فيها من خزائنه المليئة بالحظ و السعادة و الاموال ،، و كل ما فيها من منافع و طيبات و مسرات و افراح و ملذات للإستمتاع بها لتلك الفترة الدنيوية القصيرة الزائلة !! ،، و كل ذلك حتى يلهيهم الشيطان عن ذكر الله ،، و يبعد الايمان عن قلوبهم الفاسدة الفاسقة القاسية الشريرة ،، و يدفعهم اكثر فاكثر بأتجاه حب الدنيا و أموالها و كنوزها ،، و حب كل ما فيها من رجس و معاص و غرور ،، و ملذات و محرمات و سرور على حساب حبهم للخير و الإيمان و الاخرة و كل ما فيها من خير و بركة و خلود و أشجار و ثمار و انهار ،، و خمور و حوار و جوار و غلمان ،، و كل هذا و ذاك حتى يصب الله اخيرا بنار حقده عليهم و جل كربه و عظمة غضبه فيهم و ليدخلنهم يومئذ خالدين خاسئين في نار جهنم و بئس المصير !! ،، نعم هكذا ،، و بهذه الطريقة الساذجة الغريبة غير المنطقية يفكر اكثرية الفقراء و المساكين و المعدومين المؤمنين ،، و هكذا ايضا يقوم الدين و تتولى العقيدة الدينية بوظيفة غسل عقول و ادمغة الناس الفقراء و المعدومين ،، و بمهمة تخدير عقولهم و تعطيل حركة خلايا ادمغتهم ،، فعوضا عن البحث وراء الاسباب الفعلية و المنطقية لكل من ظاهرة الفقر و الجوع و الامراض ،، و بدلا من القيام بتفسير منطقي و عقلاني لأسباب حدوث المصائب و الكوارث ،، و بدلا عن القيام في دراسة الظروف و الملابسات و الاخطاء و الجوانب المتعلقة و التداعيات التي تسبب و التي تجلب على الناس بالكثير من الفقر و الجوع و الامراض و الاوباء و المصائب و الاهات و المعانات ،، فأن الأديان تعلق كل هذه الأشياء و الامور على شماعة الحظ و القضاء و القدر و شماعة الله و الشيطان . صحيح ان الكثير من الكوارث و المصائب يصعب التكهن بها أو التكهن بلحظة وقوعها ،، كما انه صحيح ايضا صعوبة تفادي و تجنب كل الحوادث و الكوارث و المعانات و الازمات بصورة تامة و كلية ،، لكن عدم المام الاديان و العقائد الدينية بمعظم حقائق الأمور ،، و عدم معرفتها الكلية للأسباب و التداعيات تجعل من الكوارث و المصائب ان تبقى و ان تستمر ،، بل تجعل منها ان تعيد بنفسها و ان تتكرر دائما و ابدا و باستمرار ،، فعندما تجعل العقائد الدينية و حينما يجعل المسلم او المؤمن من الله و الشيطان او من سوء الحظ و الاقدار سببا رئيسيا و اوليا في وقوع اكثرية الحوادث و الكوارث و في معظم المعانات البشرية ،، فان الكوارث و الحوادث ستتكرر ايضا و باستمرار بشكلها المعروف او بشكل آخر ،، كما ان المعانات و الاهات و المآسي البشرية لا يمكن التهرب او التقليل من اثارها و حدتها ابدا و من المستحيل ايضا السيطرة عليها او التحكم بها ابدا كذلك ،، أي أن المعانات البشرية ستبقى كما هي أو ستتكاثر و تزداد ،، لأنها ستبقى من دون بحث و تقص و ستظل من دون دراسات و ابحاث و حلول و إلى يوم الدين،، و كذلك نفس الشيء بالنسبة للاوبئة و الامراض و جرائم القتل و الاغتصاب ،، و ظاهرة الفقر و الجوع و الظلم و القهر و التعسف ،، و حوادث السير و الطرق و التصادم ،، و الكثير من الكوارث الاخرى التي تسببها الحروب و الغزوات و الزلازل و البراكين و الفيضانات و غيرها و غيرها ،، فان جميعها كما اسلفت ستبقى كما هي من دون اية دراسات او حلول و ستتكرر في كل مرة و كذلك في كل العصور ،، اما العلم و العلماء فان طريقة فهمهم و طريقة تفسيرهم و رؤيتهم للحياة ،، و طريقة التعاطي مع كل المسائل و الامور و الحوادث و الأحداث ،، و اسلوب التعامل مع كل ما يحدث في هذه الحياة من مسائل و امور و مستجدات ،، و مع كل ما يهدد البشرية و الجنس البشري و الطبيعة من مخاطر و تحديات و تهديدات ،، تختلف اختلافا جذريا مع تلك التي تتعاطى من خلالها الاديان و المعتقدات ،، و مع تلك التي تؤمن بها اهل الاديان المعتقدات ،، و مع كل المؤمنين المتورطين بالفقر و الجوع و الأوبئة و الكوارث ،، و مع كل المؤمنين بالخرافات و الخزعبلات و الترهات .



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلب هو كلب .. و لكن !!
- العقلاء يخططون و الحمقى ينفذون !!
- كل عام نتمنى فيه الخير !!
- من حياة البداوة الى حياة التمدن !!
- كل عام و الفيسبوك بخير !!
- و يسألونك !!
- كلمة في العلم !!
- المعتقدات البشرية ،، من طابعها التعددي الى الشمولية !!
- حل الاحزاب الكوردية فورا هو مطلب جماهيري و قومي ملح !!
- علمائنا و علمائهم !!
- الإسلام لا يمثل الإسلام !!
- النفاق الديني عند المسلمين !!
- لماذا أرفض الايمان بالأديان و المذاهب الدينية جملة و تفصيلا ...
- الشعور بالنقص هو السبب من وراء الكراهية العميقة !!
- لا للصمت و السكوت على جرائم أردوغان الفاشي !!
- دائرة الأمن !!
- حقيقة الاسلام و بكل اختصار
- نحن أبناء الخير و الشمس و النار .
- التغيير قادم رغم العراقيل !!
- المعنى العصري الاشمل للحضارة !!


المزيد.....




- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالسلام سامي محمد - الأديان و كيفية تخدير العقول !!