أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر














المزيد.....

الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5061 - 2016 / 1 / 31 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


كانت في كل يوم لي جولة فيما ، تترصع به صفحات اصدقائي في موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" من اشعار وخواطر تحمل هموما انسانية ، تتخطى لغتها المحلية بالمضمون ، لترقى الى لغة كونية في خلجاتها الانسانية الراقية .. ومن هذا اقول : ان الشعر فضاءات مفتوحة تستلم البث الانساني من انسان الى اخر عبر لغة تواضع عليها مجتمع ما ، بيد ان الشاعر يشقق هذه اللغة ويغاير بها ، وضمن سياقها المعروف ، ليجتذب له المتلقي ، لهذا يقول القيرواني عن الشعر : (ما اطرب وهز النفوس وحرك المشاعر) ، فإنْ لم يكن صادق التعبير لم يفعلْ ذلك ، لأنّ كذبَ المقال لا يسعدُ باكياً ولا يحرك ساكناً ، وكلما كان الكلام صادق العبارة كانَ أشدّ وقعاً وأبلغُ تأثيراً في هزّ النفوس وتحريك المشاعر وقال الدكتور احسان عباس " : (الشعر في ماهيته الحقيقيه تعبير أنساني فردي يتمدّد ظلّه الوارف في الأتجاهات ألأربعه ليشمل ألأنسانية بعموميتها) ، فان الشعر لغة الخيال والعواطف له صلة وثقى بكلّ مايسعد ويمنح البهجه والمتعه السريعه أو ألألم العميق للعقل البشري أنّه اللغة العالية الّتي يتمسك بها القلب طبيعيا مع مايملكه من أحساس عميق نظرا لِمَا للشعر من أهمية ودور بارز في الحضور الإنساني، بمختلف بيئاته، وأزمنته، وفكره، وتوجهاته، فقد أُولي عناية خاصة واهتماما كبيرا من لدن كثير من الحضارات، ومن أهمها الحضارة الإسلامية ولسانها العربي خاصة. ومما يدلل على هذا الاهتمام، عنايتهم بمختلف توجهاتهم ومشاربهم وثقافاتهم - قديما وحديثا - في تعريف الشعر، فهنالك من نظر إليه من حيث ألفاظه ونظمه، والبعض من حيث جرسه وقافيته، وآخر أهتم بمعانيه وتراكيبه، و ركَّز البعض على تأثيره وسحره، وآخرون اهتموا ببيانه وقيمته، ومنهم من ربطه بالعاطفة والأحاسيس وخلجات النفس.. الخ. و معنى الشعرفي تعدد وجوه استعمال لفظة " الشعر" الذي جمعه " أشعار" في اللغة، فمن ذلك أنه العلم، والفطنة، والإدراك، والاطلاع، والإعلام، والدراية .. ،" وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم" ، وسمِّي الشَّاعر شاعراً" لأنه يفطِن لما لا يفطن لـه غيرُهُ. ويعرف ابن سينا الشعر بكونه "كلام مخيل مؤلف من أقوال موزونة متساوية وعند العرب مقفاة"، وهو بهذا التعريف يجعل التخييل أولا والوزن ثانيا هما قوام الشعر، أما القافية فهي خاصية الشعر العربي يمكن ان نقول القديم. ويرى ابن سينا أن التخييل هو السمة الخاصة التي تميز الشعر عن النثر، ولا يصبح القول شعرا بمجرد أن يكون موزونا، يقول في هذا الصدد: "قد تكون أقاويل منثورة مخيلة وقد تكون أوزانا غير مخيلة لأنها ساذجة بلا قول، وإنما يجود الشعر بأن يجتمع فيه القول المخيل بالوزن". ويرى ابن سينا أن التخييل هو السمة الخاصة التي تميز الشعر عن النثر، ولا يصبح القول شعرا بمجرد أن يكون موزونا، يقول في هذا الصدد: "قد تكون أقاويل منثورة مخيلة وقد تكون أوزانا غير مخيلة لأنها ساذجة بلا قول، وإنما يجود الشعر بأن يجتمع فيه القول المخيل بالوزن". ويضيف الباحث علي العلوي بأن اعتبار ابن سينا "الشعر كلام مخيل" يجد تبريره أو صلته بطبيعة فن الشعر في فلسفته، ذلك أن القوة المتخيلة قد تمتعت عند ابن سينا بمكانة خاصة، إذ إن مركزها المهم في عملية الإدراك ينبع من تسلطها على صور المحسوسات المحفوظة في قوة الخيال التي تعمل فيها بالفصل والتركيب، بل إن سلطانها يمتد إلى المعاني الجزئية التي تدركها قوة الوهم وتحتفظ بها قوة التذكر". ويضيف الباحث علي العلوي بأن اعتبار ابن سينا "الشعر كلام مخيل" يجد تبريره أو صلته بطبيعة فن الشعر في فلسفته، ذلك أن القوة المتخيلة قد تمتعت عند ابن سينا بمكانة خاصة، إذ إن مركزها المهم في عملية الإدراك ينبع من تسلطها على صور المحسوسات المحفوظة في قوة الخيال التي تعمل فيها بالفصل والتركيب، بل إن سلطانها يمتد إلى المعاني الجزئية التي تدركها قوة الوهم وتحتفظ بها قوة التذكر". اسوق هذه المقدمة ، لتكون ملائمة لكل الاشعار التي تنشر في صفحات اصدقائي .. ومنهم الشاعرة دليلة حياوي ، التي تعيش اجواء البحث عن الذات ، وقد تجد المعادل الموضوعي لخلجاتها الانسانية عند الاخر ، لذا ترسم صورة مقربة ذات بحث جمالي للاخر ، ومن ثم تحاول اللقاء به ... تقول :

(يا هذا..
ادنُ مني..!
ولا تحجب عينيك عني!
القدر قادك لمملكتي..
وإنّي
بتُّ أجهلني..
بتُّ لا أعرف من يسكنني!
أملاك بأجنحةٍ.. ؟
أمْ ماردٌ؟ وألفُ جِنّي؟
ناري كادت تلسعكَ..!
والصبايا تطوقكَ..!
بخصلات مموجةٍ..
وأخرى ناعمةٍ..
ولمحٍ أخْضرَ وبُنّي
ادنُ يا هذا مني!
ادنُ! فالمهجر جمعنا..
وعشق الجمال والفنّ
والفخر بمهدنا..
الذي أرسى ما أرسى بيننا..
مرتلاً: "فصّلي للحبّ قوانين وسِنّي!)

نلاحظ محاولة الشاعرة هنا بطريقة صوفية ، للاندماج بالاخر ، كون هذا الاخر يحمل مواصفات ذات الشاعرة ، كالمهجر وعشق الجمال والفن ، جعلهما في محراب ترتيل سيمفونية الحب وقوانينه المقدسة ، لدرجة الصلاة للحب ، كونه جزء من الذات الالهية الجميلة ، التي تبث جمالها على الذات البشرية ، لهذا تؤكد بقولها :

(أسمع نداء روحك لي..
وأجراسا تحثها دواخلي:
"رنّي! يا هاته ورنّي!
هو الرجلُ الحلمُ..
الذي استشفه قبلك القلمُ..
فاعلني حربك المقدسةَ..
وفتوحاتها شّني!
حلٌّ لك يا مرابطيةً..
أن تعيشي أمجاداً أندلسيةَ..
وتصدحي بهواكِ وتغنّي
وكما سعدت مدى الدهر لأقوامٍ..
قد يسعد قلبك في أيامٍ..
فلا تخفي أنواره ولا تضُنّي!"
ادنُ يا هذا.. ادنُ منّي.)

فالحصيلة التي نخرج بها من هذه المقطوعة الشعرية لدليلة حياوي انها تعطي لنفساها سمات البشر ، مكانيا كوجود ، وهو اقرار منها بانها بشر ، ثم تسمو بحبها للجمال ، والجمال صفة الهية ، وهذا الصراع والقلق ، يعطيها امتياز التميز ، لانها شاعرة تشْعُرُ ما لا يَشْعُرُ غيرها أَي تعلم ، وهي ميزة الشاعر الذي يبحث عن ذاته ويبحث عن حقيقة الجمال ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حليمة الجبوري L بين الرحيل وانتظار عزفِ رشاتِ المطر
- الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا
- الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر
- تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، ...
- الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...
- الشاعرة ايلينا المدني/بين الحب والجمال والاناقة الروحية
- الحزن امرأة ، افتراض شعري
- رفيف الفارس ... الوجع الشعري والتمسك والحياة
- الشاعرة واجدة العلي .. قلق وانفعال وسخرية هادئة
- الشاعرة منى العاصي/ والبحث عن اوجه الحقيقة
- الشاعرلقمان محمود يعيش الحياة باحثا عن جمالها في الحب
- الشاعر لينا شدود/تقود ثورة احتجاجية
- الكاتبة ميمي قدري/تخوض تجربة كتابية جديدة
- الشاعرة عواطف بركات/ بالأنسنة خلقت علاقة مع الاشياء شعريا


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر