أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - استدلالات الطباطبائي الفلسفية الحلقة(6)














المزيد.....

استدلالات الطباطبائي الفلسفية الحلقة(6)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 11:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان)الحلقة(6)
المبحث الخامس: المعجزة
(تكملة)
قال الطباطبائي: من المعلوم وقوع أفعال خارقة للعادة الجارية للمشاهدة والنقل، فقلّما يوجد منّا من لم يشاهد شيئاً من خوارق الأفعال أو لم ينقل إليه شئٌ من ذلك - قليل أو كثير- إلّا أنّ البحث الدقيق في كثير منها يبيّن رجوعها إلى الأسباب الطبيعيّة العاديّة، فكثير من هذه الأفعال الخارقة يتقوّى بها أصحابها بالاعتياد و التمرين كأكل السموم وحمل الأثقال والمشي على حبل ممدود في الهواء إلى غير ذلك، وكثير منها تتّكي على أسباب طبيعيّة مخفيّة على الناس مجهولة لهم كمن يدخل النار ولا يحترق بها من جهة طلاية الطلق ببدنه أو يكتب كتاباً لا خطّ عليه ولا يقرأه إلّا صاحبه، وإنّما كتب بمايع لا يظهر إلّا إذا عرض الكتاب على النار إلى غير ذلك. وكثير منها يحصل بحركات سريعة تخفي على الحسّ لسرعتها فلا يرى الحسّ إلّا أنّه وقع من غير سبب طبيعيّ كالخوارق الّتي يأتي بها أصحاب الشعبذة. فهذه كلّها مستندة إلى أسباب عاديّة مخفيّة على حسّنا أو غير مقدورة لنا، لكنّ بعض هذه الخوارق لا يحلّل إلى الأسباب الطبيعيّة الجارية على العادة كالإخبار عن بعض المغيّبات، وخاصّة ما يقع منها في المستقبل وكأعمال الحبّ والبغض والعقد والحلّ والتنويم والتمريض وعقد النوم والإحضار والتحريكات بالإرادة ممّا يقع من أرباب الرياضات وهي اُمور غير قابلة للإنكار، شاهدنا بعضاً منها ونقل إلينا بعض آخر نقلاً لا يطعن فيه، وهو ذا يوجد اليوم من أصحابها بالهند وايران والغرب جماعة يشاهد منهم أنواع من هذه الخوارق والتأمّل التامّ في طرق الرياضات المعطية لهذه الخوارق والتجارب العمليّ في أعمالهم وإرادتهم يوجب القول بأنّها مستندة ألى قوّة الإرادة والإيمان بالتأثير على تشتّت أنواعها، فالإرادة تابعة للعلم والاذعان السابق عليه، فربّما توجد على إطلاقها وربّما توجد عند وجود شرائط خاصّة ككتابه شئ خاصّ بمداد خاصّ في مكان خاصّ في بعض أعمال الحبّ والبغض، أو نصب المرآة حيال وجه طفل خاصّ عند إحضار الروح أو قراءة عوذة خاصّة إلى غير ذلك، فجميع ذلك شرائط لحصول الإرادة الفاعلة، فالعلم إذا تمّ علماً قطعاً أعطى للحواسّ مشاهدة ما قطع به. ويمكنك أن تختبر صحّة ذلك بأن تلقّن نفسك أنّ شيئاً كذا أو شخصاً كذا حاضر عندك تشاهده بحاسّتك ثمّ تتخيّله بحيث لا تشكّ فيه ولا تلتفت إلى عدمه ولا إلى شئ غيره فإنّك تجده أمامك على ما تريد. وربّما توجد في الآثار معالجة بعض الأطبّاء الأمراض المهلكة بتلقين الصحّة على المريض.
وإذا كان الأمر على هذا فلو قويت الإرادة أمكنها أن تؤثّر في غير الإنسان المريد نظير ما توجده في نفس الإنسان المريد إمّا من غير شرط وقيد أو مع شئ من الشرائط.
ويتبيّن بما مرّ اُمور:
أحدها: أنّ الملاك في هذا التأثير تحقّق العلم الجازم من صاحب خرق العادة وأمّا مطابقة هذا العلم للخارج فغير لازم كما كان يعتقده أصحاب تسخير الكواكب من الأرواح المتعلّقة بالأجرام الفلكيّة، ويمكن أن يكون من هذا القبيل الملائكة والشياطين الّذين يستخرج أصحاب الدعوات والعزائم أسمائهم ويدعون بها على طرق خاصّة عندهم، وكذلك ما يعتقده أصحاب إحضار الارواح حضور الروح فلا دليل لهم على أزيد من حضورها في خيالهم أو حواسّهم دون الخارج وإلّا لرآه كلّ من حضر عندهم و للكلّ حسّ طبيعيّ. وبه تنحلّ شبهة اُخرى في إحضار روح من هو حيّ في حال اليقظة مشغول بأمره من غير أن يشعر به والواحد من الإنسان ليس له إلّا روح واحدة. وبه تنحلّ أيضاً شبهة اُخرى وهي: أنّ الروح جوهر مجرّد لا نسبة له إلى زمان ومكان دون زمان ومكان. وبه تنحلّ أيضاً شبهة ثالثه، وهي: أنّ الروح الواحدة ربّما تحضر عند أحد بغير الصورة الّتي تحضر بها عند آخر. وبه تنحلّ أيضاً شبهة رابعة، وهي: أنّ الأرواح ربّما تكذب عند الإحضار في أخبارها و ربّما يكذّب بعضها بعضاً. فالجواب عن الجميع: أنّ الروح إنّما تحضر في مشاعر الشخص المحضر لا في الخارج منها على حدّ ما نحسّ بالأشياء المادّيّة الطبيعيّة.
ثانيها: أنّ صاحب هذه الإرادة المؤثّرة ربّما يعتمد في إرادته على قوّة نفسه وثبات إنيّته كغالب أصحاب الرياضات في إرادتهم فتكون لا محالة محدودة القوّة مقيّدة الأثر عند المريد وفي الخارج، وربّما يعتمد فيه على ربّه كالأنبياء والأولياء من أصحاب العبوديّة لله وأرباب اليقين بالله فهم لا يريدون شيئاً إلّا لربّهم وبربّهم، وهذه إرادة طاهرة لا استقلال للنفس الّتي تطلع هذه الإرادة منها بوجه ولم تتلوّن بشئ من ألوان الميول النفسانيّة ولا اتّكاء لها إلّا على الحقّ فهي إرادة ربّانيّة غير محدودة ولا مقيّدة.
والقسم الثاني: إن أثّرت في مقام التحدّي كغالب ما ينقل من الأنبياء سميّت آية معجزة وإن تحقّقت في غير مقام التحدّي سميّت كرامة أو استجابة دعوة إن كانت مع دعاء، والقسم الأوّل إن كان بالإستخبار والإستنصار من جنّ أو روح أو نحوه سمّي كهانة وإن كان بدعوة أو عزيمة أو رقية أو نحو ذلك سمّي سحراً.
ثالثها: أنّ الأمر حيث كان دائراً مدار الإرادة في قوّتها وهي على مراتب من القوّة والضعف أمكن أن يبطل بعضها أثر البعض كتقابل السحر والمعجزة أو أن لا يؤثّر بعض النفوس في بعض إذا كانت مختلفة في مراتب القوّة وهو مشهود في أعمال التنويم والإحضار، هذا وسيأتي شطر من الكلام في ذلك.(راجع: ج1ص241-243)



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(5)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(4)
- صخم وجهك وكول آني حداد
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان)الحلقة(3)
- حسقيل قوجمان صوت يهودي عراقي مدوي
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان) الحلقة(1)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان) الحلقة(2)
- ميزانية مصابة بالشلل
- حششوا حتى يأتيكم اليقين
- الا يتدبرون العراق ام على...؟
- حكومة مظرطة
- سبع سنوات غير كافية ايها القضاء
- اعطوني وزيراً مثل حسقيل؟ !
- تزوير العملة...وماذا بعد؟
- من يعالج اسناننا بعد اليوم ؟
- حرمة بالبرلمان ترفض التقسيم !
- يهود العراق وحلم العودة
- من اسرار التحليل النفسي (3) الكتابة تعالج الضعوطات النفسية
- النظام السوداني يتداعش
- النظام السعودي سرطان فاستئصلوه


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - استدلالات الطباطبائي الفلسفية الحلقة(6)