أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - داود السلمان - حسقيل قوجمان صوت يهودي عراقي مدوي














المزيد.....

حسقيل قوجمان صوت يهودي عراقي مدوي


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 08:16
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كنت اتابع ما يكتبه، هنا وهناك، منذ فترة ليست بالقصيرة، رأيته يمتاز بالرأي الثاقب وقوة الحجة، يحمل فكرا نيرا، ويمتلك في لبه مساحة واسعة من العلم والثقافة والابداع وشتى فنون المعارف الاخرى . شدتني كتاباته انشداد الظمآن للنمير العذب، ما جعلني اراجع بعض الكتب والمصادر التي يذكرها سواء في الهوامش او في متون كتاباته، لا اخفي في انني انشددت الى تلك الكتابات، وغيرت وجهة نظري في مبادئ وقضايا كنت انظر لها من زاوية ضيقة. وكيف لايكون كذلك وهو المفكر والسياسي والماركسي العراقي حسقيل قوجمان .
كنت قد شحذت همتي بأن اجند قلمي واكتب عن يهود العراق الذين هٌجروا من وطنهم الام ظلما وعدوانا، على وفق مؤامرات دبرت باليل حتى يخلو العراق من اهم مكون واساسي في هذا البلد، وقد تم ذلك، وانا اشبه هذا التهجير بالتهجير القسري الذي جرى اليوم للعديد من العراقيين في مناطق مختلفة من البلاد سواء على يد (القاعدة) او على يد (الدواعش) او على يد المليشيات المتطرفة الخارجة عن القانون .
فكتبت اول مقال اعتبرته كمقدمة لما انا بصدده ، ثم ابدأ بشخصيات يهودية عراقية كان ولا يزال لها تأثير مباشر في الساحة السياسية والثقافية معا . ان كل الذين كتبوا قبلي في هذا المجال يبدأون كتاباتهم عن الاموات الذين رحلوا عنا بصمت، اولا، وبحسب التاريخ الزمني، فارتأيت ان اكسر هذه القاعدة فاكتب اولا عن الاحياء ، ثم اعود ادراجي فاكتب عن الراحلين، فقررت ان ابدأ بالمفكر والسياسي حسقيل قوجمان.
كتب حسين السكاف مقدمة قصيرة عنه وهو في يجري حوارا معه :" حسقيل قوجمان، مفكر سياسي، عاش الحياة السياسية العراقية الحديثة منذ نشأتها بداية القرن المنصرم، ودخل السجون العراقية لأكثر من عشرة سنوات، عاصر كبار وأوائل السياسين العراقيين من مؤسسي الأحزاب والمنظمات، كتب العديد من المقالات السياسية وترجم الكثير من الدراسات والمقالات. له أكثر من كتاب سياسي، نذكر منها " ثورة 14 تموز في العراق وسياسة الحزب الشيوعي - نشر في المملكة المتحدة 1985 " وله أيضاً " ماركس وماديته الديالكتيكية - نشر في المملكة المتحدة 1981 " وكذلك " ستالين كما فهمته - نشر في المملكة المتحدة عام 2000 " وكان قبل ذلك قد أصدر قاموس عربي - عبري في ثلاث مجلدات. وهو أيضاً باحث موسيقي عراقي تعد مؤلفاته من البحوث المهمة في تناول تاريخ الموسيقية العراقية ورجالاتها الذين تركوا بصماتهم الواضحة على مسيرة الأغنية والموسيقى العراقية".
ولد حسقيل في بغداد سنة 1921 ونشأ فيها وترعرع في ازقة بغداد حتى اكمل دراسته الابتدائية ، وقضى تلك السنوات الجميلة مع اترابه من المسلمين والمسيحيين واليهود ، يوم كانت تلك الاديان المتعددة متحابة ، ولا تفرقهم تلك المسميات وتجمعهم ارض واحدة ولغة واحدة ووطن واحد اسمه العراق.
انتمى حسقيل الى الحزب الشيوعي العراقي في عام 1944؛ واعتقل بعد إعدام فهد عام 1949، يوسف سلمان يوسف، الذي كان أول سكرتير للحزب الشيوعي العراقي ؛ ظل في السجن أثناء العهد الملكي حتى الإطاحة بالملكية في العراق عام 1958 ولكنه تعرّض للاعتقال مرة أخرى في عام 1959 ؛ وقد أطلق سراحه عام 1961 ليسافر إلى إيران ومن هناك سافر إلى إسرائيل من خلال إحدى الوكالات اليهودية .(الموسوعة الحرة).
ما قصة العود الذي صنعه داخل السجن؟
في لقاء صحفي معه يحدثنا قوجمان عن هذه القصة الطريفة ؛ فيقول: ((في سجن نقرة السلمان بنينا أول عود في تاريخ السجون العراقية. بنينا العود من مواد أولية مثل قطعة من الخشب المعاكس ومنخل وقطعة من عمود " كرك " الخباز وقبقاب. لم أكن من الخبراء في النجارة ولكن دوري اقتصر على تحديد المقاييس للاعضاء الذين قاموا بالعمل. ولم تكن لنا أوتار يمكن استخدامها للعزف فاستعملنا بعض الأسلاك النحاسية التي توفرت في السجن وفتلنا إثنين منها لجعلها اكثر سمكا. ولكني استطعت مع ذلك العزف بهذا العود البدائي في الحفلات مرافقة المغنين. وفي سجن الكوت بنينا العود الثاني بنفس الطريقة السابقة وكان العود في هذه المرة احسن من العود الاول لاننا اكتسبنا خبرة من بناء العود الأول ولأن الظروف في سجن الكوت سمحت لنا بالحصول على اوتار حقيقية. وكنت ايضا عازف العود في الحفلات ومدرس النشيد والاغاني السجنية. وللمرة الأولى في تاريخ السجون جرى تلحين حقيقي لنشيد جديد في السجن. فكل الأناشيد والاغاني السجنية كما جاء سابقا كانت كلمات ثورية يؤلفها بعض السجناء من الشعراء ويغنونها على لحن إحدى الأغاني عراقية المعروفة كأغاني الأنصار. وفي منتصف سنة 1953 كان موعد مهرجان الشبيبة في برلين فقررنا أن نحتفل في نفس اليوم. وكان بيننا محام من البصرة ينظم الشعر فنظم نشيدا بالمناسبة وقمت أنا بتلحينه. ولكننا لم نستطع الاحتفال بالمهرجان لان الهجوم الذي انتهى بمجزرة في سجن الكوت بدأ قبل تأريخ المهرجان. وعندما أعادونا إلى سجن نقرة السلمان ثانية، حين نقلونا من سجن الكوت، بنينا العود الثالث في تأريخ السجون، وكان أنجح من سابقيه كثيراً إذ كان أقرب الأعواد الثلاثة التي بنيناها الى العود الحقيقي، لا من حيث الشكل، إنما من حيث الصوت وإمكانية العزف. وكنت انا عازف العود فرافقت المغنين الشعبيين الذين كانوا يجيدون الغناء الريفي وفي مقدمتهم الشاعر زاهد محمد والسجين كاظم فرهود. كانا هذان السجينان يجيدان غناء الابوذية بشتى انغامها وأطوارها، وكنت ارافقهم اثناء غنائهم في الحفلات. وكان الأكراد يحبون رقصتهم المفضلة " سي بيي " وكنت اعزف لهم لمرافقتهم في هذه الرقصة التي كان يشترك فيها بعض العرب أيضا. وكان قسم من السجناء من جنوب العراق يحبون رقصة الدبجة فكنت ارافقهم في ذلك ولكن ذلك كان يحصل ايام العيد في الساحة الكبيرة للسجن وليس اثناء الحفلات الليلية)).
والى ساعة كتابة هذا المقال وصاحب هذه السيرة حي يرزق وهو في سن التسعين من العمر نتمنى لع العمر المديد لما لوجوده من اهمية تاريخية وثقافة حيث لازال قلمه ينهمل عذبا في تغذية الساحة الفكرية.
[email protected]



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان) الحلقة(1)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية في تفسيره (الميزان) الحلقة(2)
- ميزانية مصابة بالشلل
- حششوا حتى يأتيكم اليقين
- الا يتدبرون العراق ام على...؟
- حكومة مظرطة
- سبع سنوات غير كافية ايها القضاء
- اعطوني وزيراً مثل حسقيل؟ !
- تزوير العملة...وماذا بعد؟
- من يعالج اسناننا بعد اليوم ؟
- حرمة بالبرلمان ترفض التقسيم !
- يهود العراق وحلم العودة
- من اسرار التحليل النفسي (3) الكتابة تعالج الضعوطات النفسية
- النظام السوداني يتداعش
- النظام السعودي سرطان فاستئصلوه
- اعدام النمر ماذا يعني ؟
- الا يكفيك ما سرقته يا نصٍّاب؟
- عجول ميتة يا مفترين
- من خرافات واساطير التاريخ(6)
- فراغٌ متعطشٌ للضوء


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - داود السلمان - حسقيل قوجمان صوت يهودي عراقي مدوي