أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - الكلام في مواجهة العدم














المزيد.....

الكلام في مواجهة العدم


محمد عبد القادر الفار
كاتب في الفضاء والمعنى

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 09:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اللغة كانت أكبر فتح في وجه العدم. باحتيالها على ما هو كائن، لتعطيه -بوصفها له- معنى. أعطته مفهوم "المعنى" نفسه، والقدرة على التجريد، وخلق هياكل متشعبة من المعاني من خلال الوصف الكلامي والسرد. لاحظ الجملة السابقة، ولا كلمة منها تشير إلى كينونة ما، وإنما هي تجريدات. وصف الشيء يواسي خواءه، ويرش ملحا يخلق له مذاقا بعد ان كان حشوا.

في الخلاء يموت قط فيصيب زوجه حزن لا يفهمه، انفعالات لا قدرة لها على سرد ما يحدث، وتبيان مكانه وزمانه وفصل مكوناته. القط لا يفكر باستخدام لغة تخلق تجريدات مثل "حب" أو "حزن" أو "فراق".

لينطق القط ويصف حادث موت صاحبه، وليقم -بالاستعانة باللغة- باستعادة ذكرياتهما معا. دع الأشياء تنطق، وراقب.

وصف القط لما حدث لا يمكن أن لا يحمل تأويلا ميتافيزيقيا للحدث حتى لو اقتصر وصفه على

"صديقي كان معي. صديقي لم يعد معي. صديقي كان حيا وهو الآن ميت. لم انجح في ايقاظ صديقي ليبحث معي عن شيء نأكله. أنا وحيد".

ذلك الوصف حمل اشارات مباشرة الى كينونات ولكنه حمل تجريدات اكثرها إثارة هي "الآن" و "هنا".

التأويل لا مفر منه. نبرة اللغة والاختيار من المترادفات يساهم في التأويل، كون اللغة لها مرسل ومتلق. والإثارة في المونولوج او الحوار الذاتي ان المرسل يصبح متلقيا أي يتذوق بنفسه طبخه اللغوي ويصبح لكلامه هو تأثير عليه في عملية تغذية راجعة هي التي تقف خلف تطور التفكير.

مراقب الحدث إذا كان ناطقا ويفكر باستخدام اللغة فإن تلقيه للحدث يلوي الحدث ويملؤه بعد أن كان مجرد تفاعل ميكانيكي بين مواد الأشياء. التأويل يملؤ خواء الحدث.

إن اللغة الآن أمام أخطر سؤال عدمي ألا وهو "ماذا بعد". ماذا بعد كل السرد. ماذا بعد كل ما يحدث. ماذا بعد ترليون ترليون سنة. بل هو سؤال لا ينجو منه اكثر الناس تدينا "ماذا بعد مليار مليار سنة من فرز الناس الى الجنة والنار". ماذا نسرد. وهل تضمحل اللغة مع قلة الإثارة، فنعود كالقطط.

في البدء كان الكلمة. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. وهو صاحب "كن". Let there be

وهو الذي وجهنا للكلام: اقرأ

يستمرّ العالم ما استمرّت القدرة على الكلام. لا تنفد الأحداث ما لم تنفد الكلمات. فإذا كان الزمن علة التغير وكان المكان علة التّكثّر، فإن الكلام هو علة البقاء، وهو الحافظ المحفوظ.

بالكلام خرجنا من العدم بمعجزة، وبالكلمات نتجنب العودة إلى العدم،،، بمعجزة أعجب.

قال عزّ من قائل:*ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم*



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كان هناك حياة بعد الموت، لماذا الموت أصلا؟
- نهاية الإلحاد 3
- نهاية السوشال ميديا
- نهاية الإلحاد 2
- نهاية الإلحاد 1
- سلمى (8) ... عدن
- نهاية الإلحاد
- معنى التوبة، بين الفاعل والمفعول
- فيدرالية بيتر كروبوتكين
- الزوغزوانغ ... واستحالة اتباع الحق ..
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة -2
- الموقف من استمرار الوجود -4-
- الموقف من استمرار الوجود -3-
- مخافة الله... بين بوذا ومحمد
- الموقف من استمرار الوجود -2-
- الموقف من استمرار الوجود -1-
- دفاعا عن الماتريكس الحقيقي
- على أنقاض إيجو مهشم
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة
- دفاعا عن الحب المشروط


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - الكلام في مواجهة العدم