أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد القادر الفار - نهاية الإلحاد 3














المزيد.....

نهاية الإلحاد 3


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 20:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*الإلحاد مؤقت على مستوى الفرد أولاً، لا أحد يظل ملحداً*

إن الإلحاد لا ينتهي نهاية واحدة، بل هي نهايات تحدث يوميا على مستوى الأفراد والجماعات. فكلّما مات ملحد انتهى إلحاده، ولم يعد الإيمان والكفر خيارين متاحين بالنسبة له، فقد قامت قيامته وشهد الغيب بنفسه.

أما بالنسبة لنا كأحياء في الظاهر فإن من عاش ملحدا ومات على إلحاده يُذكر على أنه ملحد. ولكن الحقيقة هي أنه ليس هناك بين من ماتوا من لا يزال ملحداً الآن، حتى وإن تناقل الناس ما قاله وكتبه في فترة حياته الدنيا وتباهى به الملحدون الذين لا يزالون أحياء. في اللحظة التي مات فيها ذلك الفيلسوف الملحد الكبير، لم يعد أي من كلامه الإلحادي يمثله بعد أن شهد الغيب بنفسه، بل لو كان بإمكانه أن يشهد الأحياء الذين ينتصرون لما كتبه ويمدحونه لقال لهم كفّوا عن إيلامي، فكل ما كنت أظنّه قد انتهى بالنسبة لي.

شرط الإلحاد إذا هو أن تكون حيّاً، ملزماً بحدود الظاهر. ولأن عدد الأموات هو أكثر بكثير من عدد الأحياء، فحتى لو ألحدت البشرية كلّها، فإنّ الملحدين قلة بين الأنفس، ولكنهم فوق هذا قلّة أيضا بين الأحياء.

لا يوجد ميّت ملحد. فلو قيل لك هذا الفيلسوف الملحد فلان قال كذا وكذا، فاسأل "هل مات أم لا يزال حيّاً"، فلو قيل لك أنه قد مات، فلتعلم أنه ملحد سابق، وأن كلامه الذي سمعته الآن هو في حكم المنتهي بالنسبة لقائله الأصلي.


*أفي الله شك ! *

الفرضية الإلحادية (إنكار وجود الله أو حتى التشكيك فيه) هي بمثابة عودام ناتجة عن استمرار قطار الظاهر؛ عوادم مصيرها أن تتطاير وينتهي أثرها، وهذا يحصل في حياة معظم الملحدين قبل موتهم. معظم الملحدين يتراجعون عن إلحادهم قبل موتهم، (وما أبرئ نفسي) فقد سبق لي أن تخبطت وأسأت وضللت وأضللت.

ومعاذ الله أن أحاول أن أزكّي نفسي الآن أو أسعى لتبييض صفحتها على حساب من سبق لي أن كنت مثلهم (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) وإنما أدعو لهم بأن يدركوا أنفسهم ويجيبوا دعوة الداعي وهم ما يزالون مستخلفين في الظاهر، قبل أن يصبحوا مؤمنين بالضرورة عند موتهم حين لا يعود الإيمان أو الكفر واردا بعد أن تشهد الغيب أمامك. ودعوة الداعي قد تكون مظاهر تدبير الله التي تتجلى لك مع الوقت، وفهمك لأحداث لم تكن عشوائية في حياتك وأشخاص لم تقابل أيا منهم عبثاً.

فقبل أن تشهد الغيب قطعا عند الموت، وبعد أن تعيش مدة من الزمن في هذا العالم الدنيوي وتراجع ما كان يحدث في حياتك وفي حياة غيرك، بل حتى حين تراجع تاريخ الجماعات والأمم، يظهر لك تدبير الله بشكل لا يدع مجالا للشك. تدبيره في أدق التفاصيل ومجمل الأحداث يتبين يوما بعد يوم على مستوى الفرد بالذات، ومهما تفاوتت الناس في قدرتها على الملاحظة، فإن التدبير يظهر لكل فرد على قدر إمكاناته.

وهناك مأزق يقع فيه من شاع ذكرهم بين الناس من الكتاب والمفكرين والعلماء، ممن أصدروا كتباً ونظريات وفرضيات كثيرة تنستند إلى الإلحاد، وهو مأزق يضعهم فيه كبرياؤهم؛ فهؤلاء مهما ظهر لهم من تدبير في حياتهم، قد لا يتراجعون في العلن عن إلحادهم. وبعضهم يخصّ بعض المقربين منه فقط بتراجعه عن إلحاده في أيامه الأخيرة، وهذا مما شاع وتسرب عن بعض هؤلاء. فالعزة تأخذ بالإثم، ومأزق الانتشار والشهرة هو فتنة ينجو منها خاملو الذكر، الذين يكون انسحابهم أسهل، فيدركون كم كانوا في نعمة.

في المحصلة: لا شكّ في الله، بل لا شك في وحدانيته، وكثرة الجدل حول وجود الله من عدمه تشبه فعل من يتركون الهواء الطلق النقي ويضعون أنوفهم عند فوهات الآلات التي تخرج منها العوادم ليستنشقوها، فتغبر وجوههم وتنخز صدورهم.


* منكرو وجود الله قلة، ولكن الضالين كثر*


الإلحاد، من حيث أنه إنكار أو تشكيك في وجود الواحد الأحد، هو فرضية بائسة، تكشف وهنها مواقف الضعف الإنسانية التي يلجأ فيها أثخن الملحدين إلى الله باستغاثتهم "لو كنت موجوداً أسعفنا" أو بوصف القرآن الكريم (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين). لذا فإن الانشغال بالإلحاد عن أنواع أخرى أكثر رواجا من الضلال قد لا يكون صائباً.

إن الاختلاف حول صفات الله أولا ومراده ثانيا هما أكثر أشكال الضلال الموجودة في الحياة الدنيا. فلأن الإلحاد كفرضية مهزوم بطبيعة الحال لكثرة البيّنات على وجود تدبير وإرادة ومقصد للواحد الأحد، فإن كيد الشيطان يكون في تضليل الناس بخصوص صفات الله وتضليلهم حول مراده. فأكثر الضالين المضلين هم من يشطحون في تفسير صفات الله وفهمها فيَضلون ويُضلون الناس، ومن يسيئون تفسير مراده ولا يحسنون الصنع في ما استخلفهم فيه.

إن الله سبحانه كامل الصفات جميلها وجليلها، صادق في الكلام عادل في الفعل. وإن أغلب محاولات الضالين المضلين تتمحور حول تشويه الصفات والمراد، أما وجوده ووحدانيته فهي أمور تبقى في إطار حوارات فلسفية ولاهوتية نخبوية سجالية في حالات كثيرة، بينما تقع الخطورة في ما يتعلق بعقائد العامة وممارساتهم.

*إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون*





#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية السوشال ميديا
- نهاية الإلحاد 2
- نهاية الإلحاد 1
- سلمى (8) ... عدن
- نهاية الإلحاد
- معنى التوبة، بين الفاعل والمفعول
- فيدرالية بيتر كروبوتكين
- الزوغزوانغ ... واستحالة اتباع الحق ..
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة -2
- الموقف من استمرار الوجود -4-
- الموقف من استمرار الوجود -3-
- مخافة الله... بين بوذا ومحمد
- الموقف من استمرار الوجود -2-
- الموقف من استمرار الوجود -1-
- دفاعا عن الماتريكس الحقيقي
- على أنقاض إيجو مهشم
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة
- دفاعا عن الحب المشروط
- معنى الرضا
- الحب فقط، هو ما لا يصل إليه العدم...


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد القادر الفار - نهاية الإلحاد 3