في انتظار عاصفه ثلجيه اخر طبعه

جان نصار

الحوار المتمدن-العدد: 5054 - 2016 / 1 / 24 - 16:08
المحور: كتابات ساخرة
    

كالعاده متل كل سنه بخبرونا بقرب وصول عاصفه ثلجيه قويه على الاراضي الفلسطينيه والاردنيه واللبنانيه والسوريه وعينكم ما تشوف النور الهرج والمرج والاحتياطات الغذائيه مع المواد التمونيه لوين بتوصل, اشي خرافي وبتصدقش .فمثلا في الاردن اشترى المواطنين الاردنين خلال 3 ايام حوالي 80 مليون رغيف بس.معلبات نقرشات خضروات دجاجات لحومات انشرت وخزنت لدرجة اننا قادمين على مرحلة العصر الجليدي والعاصفه راح تستمر شي 10 سنوات.
في فلسطين كمان نفس الشي انقطع الغاز من الاسواق. الاسرائيلي وحتى القطري من اد ما اشترت الناس اسطوانات وجرات غاز مشان يدفوا.
السوبرماركات في حالة انتعاش بعد نفاذ المخزون والمنتهية الصلاحيه منه.خصوصا معلبات من زمن حرب الرئيس العراقي صدام حسين من التسعينات لما كان ناوي يحرر فلسطين بس ما ظبطت.
يا جماعه في ناس عندها بالبيوت معلبات انتهت مدة صلاحيتها من قبل سنه .هدول من مخزون العاصفه الثلجيه اللي خبرونا عنها سنة 2011 .عن جد شعوبنا جوعاني ومطرطئه.
فهموني في بيت بخلى من العدس والرز والحمص والفول وهيك شغلات.ولكو لو استمرت العاصفه شهر عنا معلبات وبقوليات بتكفي وبنوزع على المساكين .هدا اذا تذكرنا اللاجئين والمشردين من اخوتنا السورين وغيرهم من المعدومين والمسخمين. وبعدين ممكن حد يخبرنا اكم يوم بالعادي في منطقتنا خلال المتين سنه الماضيات استمرت العاصفه. شو هالجنون والفزع والخوف على ايش.
لاء والاحلى انو مدير مخابز عمان في الاردن بقول للمواطنين ما تخبوش وتخزنوش احتياطي خبز... اذا انقطعت الكهربا راح نوصلكم خبز على البيوت وبيتسا ومعجنات اذا بتحبوا.اكيد صدقنا هيك شي والمواطن حط ايدي بمي بارده او ساخنه عشان هالايام برد وراح ينام مطمئن من كلام المسؤولين الملتزمين.
اصلا المواطن بخزن خبز لانه ما عندو ثقه بكلام كل المسؤولين لاننا منسمع طحن وجعجعه وما منشوف طحين.
كل مره بقولولنا عن استعداد البلديات والاطفائيات والدفاع المدني وشركة الكهربا و و و, وانهم جاهزين للتحدي بس عند الجد ولا في منو هالكلام.
من جهه تاني بتفهم الناس لانه شوية هطول ثلج ليوم واحد على الاكثر يومين ولو وصلوا تلاتي منتعطل ومننشل وكاننا عايشين في القطب الشمالي او سيبيريا.
في العاده الدول المتحضره وهاي مادخلنا فيها احنا, بتكون طواقم الدفاع المدني والاطفائيه والكهربا شغالين ليل مع نهار.
الجرفات بتبدى تنظيف الشوارع من لحظة هطول الثلج اول باول مشان مايتجمع الثلج على الشوارع والطرقات وتستمر الحياه بشكل طبيعي.
والمواطن بالغرب مفروض وملزم كمان ينظف امام بيته.
اما ببلادنا كل طواقم الدفاع المدني والبلديات بالليل ما بتشتغليش وكل موظف او مسؤول وظيفته سلامة الطرقات وازلة الثلوج اول بأول, يا داقق بمرتوا بالفرشي مشان يتدفى او اذا معندوش داقق بشي صوبه او لافف حالوا بعشر حرمات وبقول الدفى عفى.
والمواطن تنبل وبنظفيش ادام بيته لانو مستنى الدفاع المدني او البلديه,, وهدول زيهم زي المواطن متابعين المسلسلات التركيه او المباريات الرياضيه والبرامج الترفهيه.
الصبح اذا قمنا وشوفنا الثلوج مغطي الشوارع منقول اجت من الله. تعطلت المدارس وتوقفت الاعمال وانشلت البلد وفش مسؤول او موظف بوصل على مكان عمله لانو الثلج سكر واغلق كل الشوارع . وبقولولنا وبخبرونا انو العاصفه فاجئتنا, واحنا لا مخلين لا اخضر ولا يابس ومشتريين من قبل اسبوع من وصول العاصفه.
عنا علم احنا والمسؤول من ودائرة الارصاد الجويه اللي صرعونا وخبرونا شخصيا بوصول العاصفه.
الاحلى انو كتير مرات لا بكون في عاصفه ولا ما يحزنون لانو الثلج ما بدو يوصل عنا وبفرغ حمولته على البحر او بتتغير اتجاه العاصفه.. وهات يا اكل من المخزون اللي بكفينا لسنه.
مساكين في مضايا السوريه وغيرها من البلدات ماتوا البعض جوعا لانهم لاشهر كانوا محاصرين واحنا المرفهين ما منتحمل حصار 3 ايام ثلوج هادا اذا اجى.
يا ترى في حد فكر يرمي ربطة خبز للاجئين والمسخمين في مخيمات اللجؤ وشو راح يكون مصيرهم اذا فعلا اجت عاصفه ثلجيه قويه,, والا كمان مش مستعدين واللهم نفسي.

#جان_نصار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل