كتابة الأبحاث والرسائل الجامعية والدراسات نصائح وأفكار

احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 21:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

كثيراً ما يتعثر الطالب الجامعي عند الشروع في كتابة رسالة التخرج أو الماجستير، وما ذلك إلا لغياب رزمة من الأفكار الضرورية والخطوات الأساسية اللازمة للشروع للعمل ومن ثمة الاستمرار والإنجاز.
ومن أجل الحصول على أفضل النتائج أقترح رزمة من النصائح والأفكار والأدوات المهمة والضرورية:
لا بد لي بداية من الإاشارة إلى أهمية اتباع منحى كلي في الدراسة وأقصد ما هو قائم على عناصر رئيسة : 1 ـ الفهم 2 ـ التطوير ـ 3 ـ الممارسة ، حيث بات من غير الممكن البدء بكتابة الرسائل الجامعية أو الأبحاث بالاعتماد على حفظ المعلومات حفظا ببغائيا دون فهم واستيعاب للمعنى وتطبيقاته النظرية والعلمية ، ولن يكون مجديا الجمود والتقوقع وفق أليا ت وأدوات بحثية جامدة، إذا لا بد من مسايرة التطور العلمي وتطوير الذات عبر اكتساب مهارات ومعارف جديدة ، أما عن أهمية الممارسة فلننظر إلى الفرق البيّن بين مجاز جامعي يمارس عملا بعيدا عن اختصاصه وآخر سلك سبيل تطبيق ما تعلمه من خلال ممارسة اختصاصه عمليا.
الأفكار التمهيدية:
1 ـ البيلوغرافك: المكتبات والبيانات
أنشئ مكتبتك الخاصة ـ ورقية ورقمية ـ بالمسائل الرئيسة والفرعية ولا تكتفي بالمصادر الإلكترونية فقط فللمراجع الورقية فوائد لا تحصى . ضمن بحثك الرسوم و البيانات والمخططات ما يساعد كثيرا في التوضيح والشرح ويقدم قيمة اضافية للبحث تسهل الاعتماد عليه ولاستقاء منه
2 ـ لا تتصور أنه يمكنك انجاز بحثك لمجرد التفكير به، أو الرغبة بالقيام به حتى ولو كانت جامحة، فالمسألة مسألة عمل دؤوب ومستمر إذ لا بد لك من الإرادة والعزيمة.
3 ـ مهما بلغ طموحك وإمكانياتك لا ترغم نفسك على إنجاز العمل دفعة واحدة .
4 ـ تأكد بأنك بحاجة لبذل ساعات طوال ومجهودات ضخمة لإتمام الانجاز.
5 ـ ستتمكن من تحقيق بحث مفيد ورصين حال امتلاكك للأدوات اللازمة والضرورية ( التمكن من المادة التي تشتغل عليها ، امتلاك المراجع والمصادر الأولية ثم التفصيلية ، التمكن من اللغة وتحديدا لغة الموضوع ، سيكون من الضروري معرفتك بالمصطلحات الرئيسة والصياغات المتكررة ،ومن المفيد حصولك على خبرات ذاتية في المجال ،ومن الأفيد الاستجابة للمعروض من الخبرات السابقة للآخرين .
6 ـ من الأهمية بمكان تبادل الرأي خلال إنجار مادتك البحثية وتأكد بأنه للحوارات المباشرة فائدة قصوى لا تتأتى بالقراءة فقط
7 ـ أبقِ على نوافذ التواصل الفكري والعقلي مفتوحة دائمة ، وعدد مصادرك ومراجعك ، أي لا تكتفي بمدرسة واحدة دون غيرها.
8 ـ اعلم بأنك لن تستخلص بحثا قيما دون منهج أو على الأقل دون منهجية ، فالعشوائية قد تساعدك في البداية وتوصلك لبعض الأفكار العامة ، بيد أن الاستمرارية والحصول على نتائج متكاملة متناقضة مع العشوائية.
9 ـ إن الإستفادة من المصادر والمراجع الأجنبية مترجمة أم بلغتها الأصلية نقطة في غاية الأهمية، وستغني مادتك العلمية بفوائد جمة، وتطلعك على عوالم مجهولة لديك في صلب الموضوع ،وكم سيكون مفيدا أن تمتلك لغة أجنبية حية تتواصل من خلالها مع مصادر ومراجع لا حدود لها.
10 ـ تواضع، صحيح أنه يحق لك تصور سقف طموح يقارب الثريا، وصحيح أن مشاهير وعظماء ابتدأوا مشوارهم مثلك ووصلوا ، والصحيح أيضا أن صعود السلم يبتدئ من الأسفل وحتى و لو امتلكت وسيلة لتضعك على رأس السلم، فاعلم بأنها لم تقلك من السماء بل من الأرض.
التفصيلات الأولية:

1 ـ الإنفوغرافيا:
نهج إبداعي يعتمد
التفكير البصري و تدعيم الفكرة بالصور والبيانات؛ اختلاط المعرفة بالعقل البصري ،أي ربط الفكرة بالصور أو الفيديو والاستفادة من التطور التكنولوجي والرقمي حيث سيكون من المعيب لأي بحث في الألفية الثالثة الاكتفاء بالوسائل التقليدية والقديمة فقط، وهنا علينا ملاحظة أهمية الشكل وأسلوب العرض لقيمة البحث ومكانته.
2ـ عنوان أو موضوع البحث :
هي مسألة في غاية الأهمية، فلكي تصل لمكان ما عليك معرفة أسم المكان الهدف قبل بدء المسير، أي ابحث عن فكرة رئيسة تستقطب طرائق ومسارات البحث.
3 ـ خطة البحث:
هي الطريق الذي سيصل بك إلى حيث تريد، وهذا يعود لطبيعتك الشخصية وخلفيتك العلمية ، حيث ستختار الطريق المتسق معهما وتذكر بأن ذلك سيحدد ملامح النتائج التي ستصل إليها.
4 ـ المطالب والأهداف :
ترّكز كثير من مراكز البحث الأكاديمي، كالجامعات على ضرورة تحديد المطالب الرئيسة والفرعية لخطة البحث، أي تحديد الأهداف المرام الوصول إليها ، وهذا منهج صحيح وكلاسيكي ، ويمكنك ترك بعد المطالب الفرعية أو الجزئية دون تحديد ، بحيث تظل مفتوحة وفقا لتطور سير الدراسة وما يمكن أن تظهره من كشوف محجوبة.
5 ـ أنواع الأبحاث :
كما هو شائع فالأبحاث أنواع، كالبحث الإجرائي والبحث التجريبي والبحث الفلسفي ،أو البحث الاستقصائي ؛ سيكون من الضروري تحديد مجال بحثك ، فمثلا إذ كان بحثك اجتماعيا كان من الضروري القيام ببحث إجرائي ، أما إذا كان بحثك علميا تجريبيا فأنت بحاجة ماسة لبيئة مناسبة كالمخابر والمعامل للقيام بالتجارب اللازمة.
6 ـ مدة البحث وحجمه:
لا تترك الأمور على الغارب بل حدد حجم بحثك بعدد الكلمات كأن يكون مثلا عشرة ألاف كلمة ، كذلك عيّن وقت البداية وزمن النهاية. ألزم نفسك بالمدة المحددة ، وعيّن عددا مقررا من الساعات تقوم خلالها يوميا بالعمل، ولتكن كل تلك المحددات واقعية وعملية تتناسب وحجم المادة المراد اتمامها والفرصة الزمنية المتاحة والممكنة
7 ـ المستهدفون من البحث:
أكاديميا لا بد لك من تحديد المستهدفين من بحثك، أي الشرائح العمرية والعلمية والاجتماعية المراد الوصول إليها أو التي يراد التعامل معها. فذاك سيكون مفيدا جدا في تحديد حدود البحث وملامحه الأساسية.
8 ـ البيئة البحثية:
لكي تحقق النجاح المطلوب لا بد من انخراطك في بيئة علمية وفكرية وثقافية ذات مستوى عالٍ وملائم لموضوع دراستك، حيث أن لتلك البيئة مهام ضرورية يأتي في مقدمتها التشجيع والتحفيز والتحريض على الشغل والاستمرار فيه ورفع سقف الأهداف ما سيعني تطورا ايجابيا للدراسة. فالبيئة العلمية ، كالجامعات والمكتبات ومراكز الدراسات ضرورة للباحث كضرورة النبات للماء، وإلى جانب تلك المؤسسات اسعَ للانخراط في زمالة ملائمة تحيطها تلك الأجواء الثقافية والنقدية .
9 ـ المشرفون :
هم عنصر حيوي من كيان البحث وأقصد بهم الأساتذة والمختصون والخبراء في مدار الدراسة المراد إنجازها، وتتوقف على العلاقة بالمشرفين مستوى النتائج والشكل العام للبحث، وينبغي على الباحث الإستفادة القصوى من خبرات وعلوم المشرفين، ولكن حذار من تطرفين : الأول الاستخفاف بالمشرفين ومقدرتهم العلمية والابداعية، والثاني المبالغة في اقتفاء أثرهم واعتبارهم مرجعا نهائيا شبه معصوم. في كلتا الحالتين ستجد نفسك إما مقيدا أو مشتتا.
10 ـ الأدلة والبراهين:
أي بحث بدون أدلة لا معنى له، فالأدلة تدعم بحثك وتثبت مصداقيته ، والمقصود هنا هو ما يثبت صحة ما وصلت إليه من نتائج، وهي أيضا البراهين العلمية والعقلية على ما ذهبت إليه من تصورات وأفكار، وهي أيضا المستند الحقيقي لما تطرحه، فتخيل مثلا أن تجري بحثا عن تطور الكائنات الحية دون إرفاقِ صور لأدمغة السمكة والتمساح والطائر لبيان مستوى التطور، أم أن تكتب مادة عن أضرار التدخين دون الاستفادة من الإحصاءات وصور الفوارق بين رئتي المدخن والشخص السليم.
مثال آخر فلو أردت البحث في أثر طرائق التدريس بمادة دراسية بعينها فأنت ببساطة يلزمك إجراء اختبارين لمجموعة من الطلاب يدرسون تلك المادة قبل التطبيق وبعده.
نصائح عامة :
يهتم المشرفون على الرسائل الجامعية كثيرا بالتنظيم والترتيب وحسن التبويب والتقسيم وكثيرا ما يظلم الباحث بسبب فوضى تنظيمه لبحثة أو رداءة التبويب والتقسيم أو اقتراف بعض الأخطاء الشكلية،
الأخطاء الطباعية مضرة للغاية، لكن الأخطاء الإملائية تحط من قيمة البحث. ما يدعو للتدقيق والاستفادة من مختصين بالتدقيق اللغوي
تأكد عند كتابة العناوين الجانبية والمختصرات من دقة الدلالة ولا تحاول إضفاء قيمة إضافية للفقرة من خلال تضخيم العنوان بما لا تحتويه الفقرة أدناه.
ينبغي أن تكون العناوين الجانبية بحجم أكبر من الفقرات المكتوبة تحتها، ولا تصح المبالغة في تكبير حجم الحروف للعناوين الجانبية.
ابدأ عناوين الفصول بصفحة جديدة ولا تبدأ بمنتصف الصفحة أو أسفلها.
انتبه جيدا لتنظيم المسافات بين السطور وبين الفصول والفقرات فلا ينصح بضغط السطور ما يصعب القراءة والمتابعة ولا بتباعدها كثيرا بما يوحي برغبة في الإطالة غير الضرورية .
اليوم كل الرسائل تكتب وتقدم رقميا ما يسهل كثيرا في التنظيم والتبويب ما يدعو للاستفادة من الخيارات المطروحة في نظام الوورد والأكسس ـ بيانات ، ومن البديهي ترقيم الصفحات وتسلسلها العام .ما يعني أنه ينبغي على الباحث الالمام بصورة جيدة بتقنيات الطباعة الرقمية وتعلمه لمستوى مناسب من علوم الكمبيوتر .
لكتابة الهوامش طريقتين الأولى: الهوامش الخاصة بكل صفة تكتب بأسفلها وتكون مرقمة بتسلسل كل صفحة على حدى ، والثانية تكتب الهوامش بتسلسل رقمي لكامل الفصل أو الباب أو القسم وتلحق بأخر الفصل وتعطى أرقام متسلسلة من بدء الفصل حتى آخره
يستحسن إدراج ملاحق ضرورية، لكنها ليست من صلب البحث ، بآخر الفصول وببداية صفحة جديدة
احرص على كتابة اسم الباحث بوضوح ومكان بارز من غلاف الرسالة كذلك الاعتناء بكتابة أسماء المشرفين
يستحسن كتابة إهداء بصفحة جديدة بعد صفحة العنوان الواضح للرسالة أو الدراسة بصفة مستقلة
أخيرا تأكد بأن الشكل جزء من المضمون وجزء من الموضوع كما أنه في الواقع جزء من شخصية الباحث والبحث

#احسان_طالب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات