ما هي متطلبات المرأة بناء الحب الحقيقي

احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 01:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يعتقد كثير من الرجال بأن المرأة لغز يصعب فهمه، وعالم غامض من العسير معرفة طلاسمه وسبر أغوار معانيه ، وبناء على تلك الخلفية يجد الرجل نفسه في حيرة وتردد حيال تصرفات المرأة وأمام تفسير سلوكها ومواقفها . وهكذا تتعقد العلاقة بين الجنسين ويصبح عامل الزمن عنصرا إضافيا للنفور والتباعد وتفاقم المشاكل اليومية تعسر الحياة خلافا لما تصوره الزوجان قبل الارتباط لحياة ملؤها الحب والتفاهم والانسجام.
الحقيقة أيها الرجل موجودة في مكان آخر مختلف تماما عن ذاك الذي تبحث فيه، كثير من الرجال يثقون بإمكاناتهم المادية فيغلب عليهم الاعتقاد بقدرة المال على جلب السعادة والرضا وامتلاك قلب المرأة بالإنفاق عليها ، والواقع لا يخفي أهمية المال في كسب الثناء وإظهار الرضا وتقديم الخدمات مقابله ، لكن الحب الحقيقي كثيرا ما يستعصي على المادة وإلا لاستطاع كبار السن الحصول على قلوب العذارى ولما أمكن شاب من الارتباط بشابة مثله.
خصلتان سيئتان تتوفر عليهما نفسيات بعض النساء أولاهما الاكتفاء بالمظهر وتجاوز الصفات السيئة و الخبيثة لدى بعض الرجال وثانيهما تناسب الخضوع طردا مع القسوة والظلم والتكبر من طرف الرجل.
ولكي تبني الحب الحقيقي وتمتّن العلاقة الزوجية على أساس الوفاء والإخلاص والمودة والرحمة هاك عشر نقط عليك وعيها والتقيد بها:
1 ـ النساء شقائق الرجال : قبل الارتباط تأكد مما تريده وما هي طبيعة الحياة التي تتمنى العيش بكنفها ، لأنك عندما تكون واعيا لمتطلباتك النفسية والجسدية وتطلعاتك المستقبلية تكون أكثر قدرة على تحديد خياراتك وتوضيح متطلباتك، فمثلا إذا كنت شابا مثقفا وطموحا وتفكر بأسرة مرموقة يتطلع أفرادها لتبوء مكانة فكرية وعلمية مرموقة فلا تفكر بالارتباط بفتاة زاهدة بالتعلم مزهوة بزخارف الحياة جل همومها الزينة والموضة.
2 ـ المرأة أبسط بكثير مما تظن سيدي: تميل معظم النساء إلى التفسيرات المباشرة والحلول الأقل تعقيدا رغم رجاحة عقولهن وربما كان هذا سبب تفوقهن في مجالات عدة ، فمثلا عندما يتأخر الرجل عن موعد عودته من العمل أول ما تفكر به الزوجة هو أمر ذو صلة مباشرة بها أو بمكانتها عند الزوج كإمكانية تفضيله تلبية اتصال أمه به وذهابه لمنزل أهله، أو أنه تأخر بسبب مرافقة زميلته في العمل، لذلك عليك التوجه مباشرة لقلبها وطمأنتها دون البحث مليا في أسباب عميقة ودوافع خفية.
3 ـ كل النساء قاطبة تحب الرجل الكريم: لكن مفهوم الكرم هنا نسبي ، إذ ينبغي أن تقتنع المرأة بحقيقة الكرم عند موقف ما أو تصرف ما؛ فمثلا عندما يقدم زوج مليونير سيارة هدية لزوجته فقد لا تعتبرها كرما إلا إذا كانت ذات مواصفات عالية ، في حين ستعتبر زوجة أخرى مجرد ثوب جميل قدمه رجل لامرأته وهو بحاجة ملحة لحذاء جديد مثلا.
4 ـ العلاقة الحميمة ضرورية دائما: يتفاوت الرجال والنساء في حضور الرغبة الجنسية ، ففي حين يميل الرجال للتفكير بصورة مستمرة إلى التفسيرات الجنسية لما حوله، تميل أكثرية النساء للتفسيرات العاطفية والرومانسية، والرجل الناجح هومن يحول التفسيرات الجنسية في حياته الزوجية إلى لحظات عاطفية ورومانسية، وتذكر بأن قاعدة ـ استخدمه وإلا فقدته ـ صحيحة تماما هنا.
5 ـ الكرامة : يظن غالبية الرجال بتفوقه المعنوي ناهيك عن المادي على المرأة وذلك لمجرد كونه ذكر، فيتصرف بطريقة فوقية متعالية تقابلها النساء عموما بالخضوع وأحيانا بالتمرد، لكن الخاضعة للمتعالي تشعر بداخلها بكرامة مهدورة أي بالإذلال والضعة ما يفقد روح الحب والود بين الزوجين، فإذا أردنا دوام الحب والسكينة والطمأنينة الداخلية ، فلابد من الشعور العالي بالكرامة والمكانة الرفيعة للمرأة في قلب الرجل ، وحذار من إهدارها خاصة أمام الأهل أو الغرباء.
6 ـ جدد حياتك : الالفة والاعتياد أمران طبيعيان في سياق التعامل بين الزوجين بل هما ضروريان لتخطي الحواجز وتجاوز الرسميات في العلاقة، لكن حذار من صبغ كل مفاصل العلاقة بهما ، فشرارة الحب تخمد وتبرد في ظلهما ، من هنا وجب إدخال عناصر جديدة أو غير اعتيادية ، كالتعرف على أصدقاء جدد أو الذهاب لأماكن لم يسبق ارتيادها، أو تغيير الروتين الاعتيادي للعطل والاجازات أو اضفاء أشكال جديدة أو إضافية على العادات اليومية كأماكن تناول الغذاء أو الاستعاضة عن الساعات الطويلة خلف التلفاز بنشاطات وألعاب جماعية.
7 ـ الصحة والنشاط: الجمال مرتبط عضويا بالصحة والنشاط ، كما أن ممارسة الحياة بصورة طبيعية وحيوية متوقف على سلامة الجسد وتعافيه، لذلك وجب علينا الانتباه بصورة دائمة للتحلي بأسلوب حياة صحية ونشطة، فالجسم السليم يحفز صاحبة لطلب الممارسات الصحية ويحرض النفس على التطلع لمزيد من السعادة والتفاعل.
8 ـ تلبية متطلبات المرأة : افهم متطلبات المرأة ، فالحياة ليست فقط أكل وشرب وملبس، المرأة عموما تهتم بالذكريات والمناسبات، وتكترث بتذكر التواريخ والحوادث كأول مرة التقيتها وأول هدية قدمتها لها وأول قبلة وما إلى ذلك، ومواعيد ميلادها وذكرى زواجها. هي يهمها ملاحظة تغيير لون شعرها أو الانتباه للفستان الجديد الذي ترتدي، وحذارِ من الملاحظات الشخصية المباشرة حتى ولو كانت محقة فالمرأة هنا كالطفل بحاجة دائما للتشجيع والمديح والدعم العاطفي . ومن المهم بصورة متكررة إشعار المرأة بتقديرك لعملها في المنزل أو خارجه وتجنب الاستخفاف والاستهزاء ولو كان على سبيل المزاح.
9 ـ فك عقدة لسانك: نعم اللسان الحلو يخرج الحية من وكرها، فإذا مررت بحالة حب فلا تجعل لسانك حاجبا بينك وبين زوجتك بل أفصح لها عن مشاعرك ومكنونات قلبك، ولا تبخل بكلمات الاعجاب والاستحسان ، لكن أيضا تعلم الاصغاء جيدا لما تقول وخاصة عندما تفتح قلبها لك.
10 ـ المشاركة الفاعلة: يظن بعض الرجال بأن اهتمامات المرأة تافهة عموما ، كمتابعتها للدراما أو لأخبار النجوم أو لآخر صيحات الموضة أو الحرص على حضور توقيع كتاب مثلا أو الحصول على صورة تذكارية من كاتبة مشهورة، عزيزي الزوج أنت بالمقابل تهتم بأمور تراها زوجتك تافهة أو غير مهمة ، فما ذا يعني أن تجري مجموعة كبيرة من الرجال خلف كرة ، ولماذا يجن جنونك إذا خسر فريقك المفضل ، انظر بحيادية لمواقفكما المتباينة ستجد الفارق بين متابعة مسلسل تلفزيوني لا يقل مكانة عن متابعة مباراة كرة القدم.

#احسان_طالب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل