محمد عادل زكي
الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 01:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الاقتصاد السياسي الكلاسيكي كان يؤمن بأن التفرقة بين العمل المنتج والعمل غير المنتج هي تفرقة بين العمل المنتج للثروة المادية (بالمعنى العام للثروة كما سيقول رامساي) والعمل غير المنتج لهذه الثروة المادية. ومن ثم فإن عمل النجار على سبيل المثال يعد عملاً منتجاً، ولكن عمله في سبيل اكتساب مهارات النجارة لا يعد عملاً منتجاً! وتلك المفارقة جعلت جون ستيوارت ميل يعيد النظر في الاصطلاح، مبرزاً خطأ الاقتصاد السياسي حينما "أقام أفكاراً كبرى على مفاهيم رخوة ابتداءً من تصنيفات تعسفية". ومن ثم اعتبر ج. س. ميل أن العمل المبذول في سبيل اكتساب مهارات عملية الإنتاج من قبيل العمل المنتج.
J. S. Mill, Essays on Some Unsettled Questions of Political Economy: On the Words Productive and Unproductive (London: Longmans, Green, Reader and Dyer, 1874),
ولكن، تلك الإضافة، في تصوري، يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مألوفة، لأنها ستؤدي إلى اعتبار العمل الذي يبذله الشخص من أجل تعلم الطب عملاً منتجاً إنما فعل التطبيب نفسه لا يعد عملاً منتجاً! لأن (فعل) التطبيب ذاته لا ينتج ثروة مادية. كما أن صنع الآلة الموسيقية يعد عملاً منتجاً، أما فعل العزف نفسه فلا يعد كذلك. ولذلك أذهب، كما بينت بالمتن، إلى اعتبار العمل منتجاً إذا كان من شأنه أن يزيد القيمة في حقلي الإنتاج المادي والخدمي دونما فارق، وأعتبر ازدياد القيمة هو شرط تحقق (اصطلاح العمل المنتج) أما العمل الذي يخلق معادل قيمة عمله فحسب (أي معادل أجره) فلا اعتبره عملاً منتجاً إنما هو محض مجهود إنساني. ومن ثم يصبح العمل المنتج هو كل مجهود إنساني واع يزيد القيمة. يخلق قيمة زائدة في حقلي الإنتاج.
#محمد_عادل_زكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟