أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكي - النظرية العامة للتوزيع في الاقتصاد السياسي















المزيد.....

النظرية العامة للتوزيع في الاقتصاد السياسي


محمد عادل زكي

الحوار المتمدن-العدد: 4963 - 2015 / 10 / 22 - 03:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفرضية هنا أن الرأسمالي بدأ عملية الإنتاج بمجموع قيمة مقدارها 10 وحدات، وفي نهاية العملية وجد بين يديه قيمة تفوق قيمة قوى الإنتاج الَّتي استخدمها؛ ولتكن الزيادة قدرها 22 وحدة. فكيف يتم توزيع هذه الزيادة في القيمة عند كل من آدم سميث، وديفيد ريكاردو، وكارل ماركس؟ فلنفترض أن الرأسمالي أنفق 4 وحدات لقوة العمل، و2 وحدة للمواد، و2 وحدة للآلات، و2 وحدة لإيجار الأرض. ونفترض كذلك أن قيمة الناتج الكلي تساوي10 وحدات (قيمة الرأسمال) + 22 وحدة (القيمة الزائدة)؛ فإن سميث يلقي في حقل التوزيع هذه الـ 22 وحدة، لأن هذه القيمة هي"القيمة التي يضيفها العمال إلى المواد". وهي تلك الَّتي تنحل عنده إلى أجر+ ريع + ربح. ونحن هنا نواجه بافتراضين: الأول: أن سميث يخرج الـ 10 وحدات "المسلَّفة" من حقل التداول ويردها للرأسمالي كرأسمال مسلَّف؛ كي يحولها إلى كنز، ويجعل10 وحدات من القيمة المنتجة حديثاً تحل محلها في حقل الإنتاج كأجور 4 وحدات، و6 وحدات تكاليف صيانة الرأسمال الأساسي وما تم استخدامه من الرأسمال الدائر (بوجه عام: قيمة ما استخدم من وسائل إنتاج معمرة وجارية، مع الأخذ في الاعتبار حساب الريع)؛ أما الباقي وقدره 12 وحدة، فيكون من نصيب الرأسمالي كربح، ربما دفع منه الفائدة إن وجدت. وهكذا يتم الاكتناز في كل الدورات بإخراج أحد أجزاء الرأسمال، أياً كانت طبيعته ومصدره، من دائرة الإنتاج. الافتراض الثاني: أن سميث يرى، وفقاً لفكره التنموي، أن القيمة المنتَجة مجدداً تستخدم في تشغيل عمالة جديدة، أي تستخدم في تجديد الإنتاج على نطاق متسع، ومن ثم تنحل القيمة الَّتي يضيفها الشغيلة، في إنتاج سابق، إلى أجور الشغيلة الجدد. ونحن من جانبنا نرجح الفرضية الأولى لتساوقها مع مجمل البناء النظري لآدم سميث في الادخار والاكتناز بقصد التراكم الرأسمالي ومن ثم النمو المطرد. مع الأخذ في الاعتبار أن الفرضية الثانية تمدنا بفكرة براقة عن تجديد الإنتاج على نطاق متسع. وهو ما أظن أن ماركس التفت إليه بذكاء، وبصفة خاصة حينما رفض فكرة الاكتناز/التسليف، أي رفض إخراج أحد أجزاء الرأسمال من دائرة الإنتاج؛ فوجد بين يديه القيمة الزائدة في أنقى صورها. فطبقاً لفرضيتنا بأن الرأسمالي بدأ عملية الإنتاج بـ 10 وحدات، وأن قيمة الناتج الكلي تساوي 32 وحدة، فماركس سوف يستخدم 10 وحدات من الـ 32 وحدة من أجل تجديد الإنتاج، أي سوف يدفع الأجور وقدرها 4 وحدات ويخصم تكاليف صيانة الرأسمال الثابت والرأسمال الدائر 6 وحدات، وبالتالي سيجد بين يديه الـ 22 وحدة الزائدة في أنقى الصور. وبالتالي سيرى القيمة الزائدة بمنتهى الوضوح. أما ريكاردو الذي استقبل فكرة "القيمة التي يضيفها العمال" من آدم سميث وتقبلها كمعطى دون أن يثيرها من خلال المناقشة كعادته مع جُل أفكار سميث، إلا حينما استبعد الريع من مكونات القيمة؛ فقد رأى أن القيمة تنحل فقط إلى مقابل العمل الحي أي الأجر، ومقابل العمل المختزن أي الربح، وهو يستبعد الريع ابتداءً من التزام حاسم بقانون القيمة؛ فهو لا يدخل في حساباته إلا الأشياء الَّتي كانت نتاج العمل مثل المواد والآلات والعمل نفسه، أما الأرض فهي مستبعدة لأنها لم تكن نتاج العمل؛ إذ وفقاً لافتراضنا سوف يبدأ الرأسمالي بـ 10 وحدات من الرأسمال، وحينئذ سيفحص ريكاردو التوزيع الأولي لتلك الوحدات على مستوى القيمة، وليس مستوى النفقة، بمعنى أنه يطرح على نفسه السؤال، وصولاً لقيمة السلعة، ما الأشياء الَّتي هي نتاج العمل؟ وحينئذ يجيب: المواد (2 وحدات) والآلات (2 وحدات) والعمل (4 وحدات). ومن ثم فإن قيمة السلعة هنا ستكون (8 وحدات) أما نفقة إنتاجها(*) ستكون (10 وحدات) وبالتالي فإن "القيمة التي يضيفها العمال" سوف تنحل إلى أجر للشغيلة وربح للرأسمالي. أما الريع فهو يبحثه على مستو مختلف يخضع لقوانين موضوعية مغايرة. في جميع الأحوال لن يمكن حساب الربح إلا بعد خصم إجمالي تكاليف الإهلاك للآلات والمباني، والمواد بالطبع. أي أن صيانة الرأسمال الأساسي والدائر تحسب ضمناً عند الكلاسيك بافتراض الرأسمال المسلَّف والاكتناز بقصد التراكم الرأسمالي، من القيمة الزائدة المنتجة مجدداً؛ لأن الرأسمالي لن يتنازل عن جزء من ربحه الصافي من أجل تجديد الإنتاج. بل ولن يمكن حساب الربح الصافي إلا بعد خصم الريع والفائدة والضرائب الحكومية والادخار وما عسى أن يخصصه الرأسمالي من أجل تجديد إنتاجه على نطاق أكثر اتساعاً. أما ماركس، فقد رفض، ابتداءً من استبعاد فكرة الاكتناز، انحلال القيمة الزائدة إلى أجر. وقرر، في البداية. بداية نقده للبناء النظري للكلاسيك، أن الشغيلة لا يشاركون
الرأسمالي في القيمة الزائدة الَّتي أنتجوها؛ فالعامل عقب أن ينتج معادل قيمة قوة عمل (الأجر) ينتج قيمة زائدة لا يشترك فيها بنصيب مع الرأسمالي. ومن هنا لا تنحل القيمة الزائدة عند ماركس إلا إلى ربح وريع وفائدة. والرأسمالي على هذا النحو، سوف يتنازل، وفقاً لماركس، عن جزء من ربحه إلى مالك الأرض في صورة ريع. كما سيتنازل عن جزء آخر إلى الرأسمالي المالي في صورة فائدة. ولكن، من الملاحظ أن هذا النظر في التوزيع عند ماركس لا يصمد كثيراً حين تجديد الإنتاج على نطاق متسع؛ إذ سوف يتم، بالتناقض مع ما بدأ به ماركس نقده لسميث وريكاردو، استخدام جزء من القيمة الزائدة الَّتي أنتجها الشغيلة في صورة أجور تُدفع للشغيلة الجدد. ومن ثم يختفي الحديث عن انحلال القيمة إلى ربح وريع وفائدة، ولم يعد الآن لدينا، حين تجديد الإنتاج الاجتماعي، إلا انحلال القيمة الَّتي يضيفها العمال خلال عملية الإنتاج إلى قيمة زائدة. هذه القيمة الزائدة تستخدم كلياً في تجديد الإنتاج البسيط، وجزئياً في تجديد الإنتاج على نطاق متسع. وهي حين تستخدم على نطاق متسع إنما تنحل إلى أجور وأرباح. أي كما انتهى الكلاسيك. وريكاردو بالأخص. وعلى الرغم من أن الاقتصاد السياسي الكلاسيكي لا يفرق، كما نعرف، بين العمل وقوة العمل، ويقسم الرأسمال إلى أساسي ودائر، إلا أن الفكرة المتعلقة بالناتج الزائد بفضل العمل الإنساني تظل صحيحة، وحينما يتلقف ماركس فكرة القيمة الَّتي يخلقها الشغيلة، يعيد طرحها بعد إعادة النظر في أمرين: أولهما: أن الرأسمالي يشتري قوة العمل، وليس العمل. ثانيهما: أن الرأسمال ينقسم إلى ثابت ومتغير، بدلاً من التقسيم الكلاسيكي إلى أساسي ودائر. بيد أن النتائج في التحليل النهائي واحدة: قوة عمل غير مأجورة. قيمة زائدة تستخدم في تجديد الإنتاج الاجتماعي. طبقات لا تشارك في الإنتاج وتستحوذ على النصيب الأكبر من هذا الإنتاج.



#محمد_عادل_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاصة في المسألة السودانية
- الموجز في تاريخ الاقتصاد القياسي
- نقد الاقتصاد السياسي: مقدمة الطبعة الخامسة
- ما القيمة؟
- أقدم ديموقراطيه في التاريخ، للباحث محمد عبد الحق
- هيكل الصناعة العسكرية في إسرائيل، للباحث هاني محمد وصفي
- نماذج تجديد الإنتاج عند كارل ماركس، للباحثة سحر حنفي محمود
- الاقتصاد في العالم الشرقي القديم، للباحث محمد عبد الحق
- لماذا اتخذ ماركس من إنجلترا حقلاً للتحليل؟
- الشركات دولية النشاط، للباحث أحمد مجدي الشرقاوي
- مقال: المقريزي، للباحث محمد جابر عامر
- ألفريد مارشال
- جون مينارد كينز
- الخلاصة في الإقطاع شرقاً وغرباً
- منهجية فهم التاريخ الاقتصادي
- التكون التاريخي لتخلف أمريكا اللاتينية
- تاريخ ضائع
- التبادل متكافيء
- أرسطو (المنطق، والقانون، والاقتصاد)
- محاضرات مدرسة الإسكندرية (6)


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد عادل زكي - النظرية العامة للتوزيع في الاقتصاد السياسي