أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - لا وطن بلا حرية














المزيد.....

لا وطن بلا حرية


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1371 - 2005 / 11 / 7 - 08:51
المحور: حقوق الانسان
    


-1-
أحد أصدقائي مدير ناجح،بعثته الشركة التي يعمل فيها إلى اليابان في إطار زيارة عمل،لكنه هذه المرة،كان شبه مذهول ليس من ابتكارات اليابان في التكنولوجيا،كما هو معروف،وإنما في السياسة،وهو الذي لم تدع له مشاغله وقتاً للاهتمام الكافي بغيرها.
قال:" اليابانيون يعملون بأنظمة دقيقة،كالكومبيوتر،حتى أن التزامهم بالقوانين وانضباطهم بالنظام يوحيان بأنهم غارقون بالروتين ومملون جداً،لكني في أحد الأيام فوجئت بوضع مختلف بل بالغ الغرابة،فقد كانت سيارة تحمل مكبر صوت،وتسير ببطء شديد في شارع رئيسي،وكان حولها جموع تواكبها،وكان هذا كله مخالفاً حسب علمي للقانون أو على الأقل لقانون السير،بل كان الأكثر دهشة في الأمر،أن الشرطة اليابانية كانت ترافق الموكب ببطئه المثير،ولأني لم أفهم كلمة مما يصدر عن ذلك الموكب،أبديت دهشتي وسألت عما يجري،فقيل لي:هذا الموكب يعود للمعارضة التي يحق لها بعض الاستثناءات،وبالفعل وعكس ما يخطر في البال، كانت الشرطة تحمي المعارضة، لكن أيضاً ضمن القانون".
-2-
نسيت اسم رئيس الوزراء البريطاني الذي لم يكن سعيداً جداً بفوز حزبه للمرة الثانية أو الثالثة في الانتخابات،لأنه حسب قوله:"أخاف من أن تنسيني السلطة كيف أكون معارضاً".
المعارضة هناك العين الأخرى للمجتمع،سلطة احتياط،وفي كثير من الديمقراطيات،يخصص لدعمها من موازنة الدولة،وهي عموماً المستشار غير الرسمي للسلطة،وآثارها واضحة في معالم السياسة والمجتمع.
-3-
المعارضة هنا هي الشيطان الرجيم، والسلطة هي الرحمن الرحيم، والشديد العقاب، ومالكة الجحيم والنعيم،والتي تجل عن الخطأ.
يحق للسلطة أن تلتقي سراً وعلناً بالأمريكيين والإسرائيليين وبمن تشاء،وهذا كله لخدمة الوطن وقضاياه،ولا يجوز لا سراً ولا علناً لأي معارض أن يلتقي أياً من أولئك لأن لقاءه بهم بالضرورة ضد الوطن وقضاياه،تماماً كما يفعل الرب الطاغية،فكل شيء من لدنه رحمة،حتى لو كان زلزالاً أو بركاناً يشرد ويقتل،وكل شيء من معارضته هو رجس من عمل الشيطان،حتى لو كان نشوة كأس أو رعشة حب،أو قصيدة.
هذه هي السلطة بمرآة نفسها.
لا تختلف صورة المعارضة بمرآتها الخاصة،كثيراً.
فالسلطة شر مطلق،المعارضة خير مطلق، والحال أن كلا المطلقين لا وجود لهما في عالم الحقيقة.
-5-
المسؤول عن خرافة المطلق هذه،جناحاها،فالسلطة اللاعنة تكرس ذلك عبر سجونها وكتابها ومخابراتها،والمعارضة الملعونة،تكرس الفكرة عينها، بتقمصها الآية السلطوية نفسها،بشكل معكوس،وبالطبع لا لقاء بين مطلقين،لأننا في عالم نسبي.
-6-
لست خائفاً على سوريا من الخارج، ولا معوّلاً عليه في نهضتها،دون نفي أثره في الأمرين، وهو في الحالتين (أثر الخارج) آني،مهما كان دراماتيكياً،أو بدا نوعياً،لأن الحكم في النهاية، لن يكون إلا لهذه البنية السورية مجتمعة بسلطتها و معارضتها، كمحصلة قوى.
-7-
عويل بالمناسبة وبكاء وصوليّ على الديمقراطية وحقوق الإنسان، ندب استبدادي ولطم منافق على الخوف من الاحتلال والخطر الاستعماري على الوطن المحدقة به الكوارث،هذه عناوين متنوعة لفساد شامل عميق الجذور،في مجتمع لم يكد يعرف السياسة حتى سحقتها قوى الاستبداد المسلحة بالخرافة والتعذيب والتضليل،ولم يكد يحمل جنين المؤسسة، حتى خنقته براثن العسكر والمخابرات والعقائد المحنطة،لأنه ابن حرام،من سفاح مع الأجنبي.
-8-
تخوين متبادل،يعني الجميع خونة.
-9-
ليس للفساد وطن،ولا حرية للعميل.
-10-
المشكل والحل في الداخل، وعودة إلى البداية،اليابان كغيرها،أبدعت كل ما هو خاص بها،وكانت ككل شعب مبدع،متفردة أيضاً باستقلالها وديمقراطيتها ونهضتها الشاملة..



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد سلتنا بلا عنب
- إلى من يهمه الأمر
- الفرصة الذهبية
- انظروا من يتكلم!!
- اقطعوا السلسلة!!
- أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!
- انخطافات
- سوريا بريئة......لو كان الجناة سوريين.
- فوق الحريق يغنون
- إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - لا وطن بلا حرية