أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)














المزيد.....

بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 12:13
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أشهر زوجتي وأنا نعد قولاً وفعلاً للإجازة التي سنمضيها في رحاب الوطن الغالي سوريا الخضراء، وتحت مراوح اللهفة نحلم بنفض غبار الصحراء عن قلوبنا ونعد الروح بنشوة لقاء الأحبة من أصدقاء أهل وأهل أصدقاء.
لم ننم ليلة أزوف موعد الإجازة، حتى حقائبنا كان تضحك فرحة بفجر العيد كالأطفال، وسيارتنا الصغيرة الجميلة ازدادت بياضاً وجمالاً.
على الحدود السعودية، لم أطفئ محرك السيارة، وبقيت وراء المقود فشباك السيارة يبعد أقل من طول الذراع عن شباك الموظف السعودي المبتسم بلطف ومحبة، حيث تناول أوراقنا من الشباك وبلمح البصر أنجز المطلوب وابتسامته لم تفارق عينيه وشفتيه وهو يقول:" إجازة سعيدة تروحون وتعودون بالسلامة".
وعلى الحدود الأردنية لقينا المعاملة ذاتها تقريباً، ولكن للأمانة ليس كما هي لدى الحدود السابقة، حيث جرى تفتيش شكلي للأغراض :هل معكم أجهزة كهربائية؟ وكان جوابنا كافياً.
لا مجال للمقارنة بين حداثة الطرق السعودية وتخلف الطرق الأردنية، حيث لم نسمع أنين سيارتنا إلا على الأخيرة.
على حدود الوطن الغالي، بعد أسئلة وتنقلات مملة من حارس إلى موظف إلى عسكري عرفت أين علي أن أتوقف : هناك عند "أبو البيجاما الذي يشرب المتة"وحين وصلت إليه،وكنت الزبون الوحيد المزعج (نحو الثانية عشرة منتصف الليل) ترجلت من السيارة وبكل مودة واحترام ألقيت التحية وبعد عدة قرقعات من كؤوس المتة رد بعض الشاربين التحية، وقال أبو البيجاما بنبرة جافة وخشنة فيها حشرجة مدخن :"روح وقف سيارتك هونيك والحقني".
مشيت وراءه كالكلب، أتوقف حين يتوقف وأمشي حين يمشي ، كان لدي نصائح من مواطني المسافرين قبلي: كن مطيعاً ترتح، لا تسأل، لا تناقش، نفذ ولا تعترض، هذا أولاً وثانياً نفذ أولاً، وإلا يمكن لأصغر موظف ممتعض منك أن ينقعك ساعات طويلة وأن يفلش أغراضك غرضاً غرضاً.
كان الموظف أبو البيجاما يطلب مني وأنفذ: صرّف مبلغ كذا ادفع كذا وكنت أفعل وأمامه أوراق يكتب عليها وراء كوته الصغيرة،لم أر حرفاً مما كان يكتب، وحين ناولني الأوراق،قال اذهب إلى المكان الفلاني ادفع كذا ثم امض أوراقك من الضابط وعد إلي، وأخذت الأوراق ، فلم أر أي طابع ولا أي رقم يشير إلى أي مبلغ دفعته، لكني تذكرت كلام مواطني المسافرين أنهم يعطوني دفتراً للسيارة يصلح لدخولها أربعة أشهر في الوطن الغالي، بينما أبو البيجاما أعطاني أوراقاً فقط، وحين سألته عن الدفتر أجاب وكأني أكلت أموال الذي خلّفه: ما في دفتر.
كان الضابط مهذباً وقال : ماذا لديك؟ قلت: بعض الهدايا وأغراضنا الشخصية، فقال : الله معك واكتفى بإلقاء نظرة عابرة.
كنت منهكاً وأنهكتني معاملات حدود الوطن الغالي أكثر.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة
- الفاسقة
- الرسالة
- الأقوى من الحبّ
- وجدتها....وجدتها.
- غبار نجمي
- يا لها
- أغمض عينيك ..قل لا واتبعني.
- حين انتظرتكِ
- أعاصير صامتة
- أجمل باقة من لبنان
- حول مقالة متى يكون الغرب آمناً؟
- كل الفصول خضراء
- بالرئيس الإيراني الجديد يكمل النقل بالزعرور
- أيها العطار الفتى!!
- رسالة ثانية إلى الأستاذ خالد الأحمد
- الإصلاح قضية وطنية - في السلطة والمعارضة إصلاحيون وفاسدون
- خطوة في الاتجاه الصحيح


المزيد.....




- اعتقالات إسرائيلية لمسنين وأطفال في يطا وبيت أمر بالخليل
- قوات الأمم المتحدة في لبنان: تعرضنا لإطلاق نار إسرائيلي ونطا ...
- اعتقال مسن وسيدة و4 أطفال فلسطينيين في الخليل
- عشرات المغاربة يتظاهرون رفضا للتطبيع مع إسرائيل في الذكرى ال ...
- منسق الشؤون الإنسانية في غزة: المجاعة مستمرة.. وإسرائيل تواص ...
- شاهد.. لحظة اعتقال والد منفذ عملية بيسان في قباطية
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات وتنكيل وتحقيقات ميدانية في ب ...
- جيش الإحتلال الإسرائيلي يقوم بمسح منزل منفذ العملية بين بيس ...
- آليات الاحتلال الإسرائيلي تطلق نيرانها تجاه خيام النازحين ف ...
- شرطة الاحتلال: اعتقال منفذ عملية الطعن والدهس -احمد ابو الرب ...


المزيد.....

- اتفاقية جوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة وانعكاسا ... / محسن العربي
- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)