أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - أغمض عينيك ..قل لا واتبعني.















المزيد.....

أغمض عينيك ..قل لا واتبعني.


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح أن الأوضاع العربية والمتخلفة عموماً بحاجة إلى التخريب مادياً والتحقير معنوياً وثقافياً.
هذا الصحيح يبقى ناقصاً ويصبح خاطئاً،إذا لم يكن تخريباً من أجل البناء وتحقيراً من أجل الرفعة والسمو.
لكن السمة المشتركة بين سلطات ومعارضات الأوضاع القائمة، سواء في الواقع الفعلي أو في الخطاب النظري(بمعظم فروعه المعرفية مع استثناءات نادرة في مجال الأدب والشعر خاصة) هي الرفض وجبهاته العريقة.
السلطات والأنظمة تتذمر من الهيمنة والغطرسة الخارجية، بينما تقهر وتتغطرس على معارضاتها وشعوبها وتحتقرها وتزدريها، وهكذا تتذمر المعارضات من الأنظمة وهيمنة أجهزتها وغطرستها، وهذه المعارضات لا تجد أمامها من تقمعه وتزدريه سوى محازبيها وقواعدها إن وجدت، وكما الأنظمة تتعامل مع المشاريع الخارجية، بمنطق مدارس اللاهوت في القرون الوسطى:نعم-نعم أو لا-لا،تتعامل المعارضات، وبالفعل كما يكون السيد يكون العبد،إلا أن الفرق الجوهري هو أن للخارج مشاريعه الحضارية ومخططاته السياسية الكبرى،ورؤاه الاستراتيجية سواء كانت ضدنا أو لصالحنا أو أعجبتنا أو لم تعجبنا،وهو يوظف القوة في خدمة السياسة لتنفيذ تلك المشاريع المدروسة، بينما ليس لأنظمتنا ومعارضاتها سوى الشعارات الفارغة والجوفاء، واللاعقلانية واللاواقعية،وسياستها وقوتها في خدمة صراعاتها الصغيرة والتافهة حول مكاسب أكثر صغاراً وتفاهة.
هناك أغنية أو معزوفة التباهي والتفاخر: "لن يمر أي مشروع لا نوافق عليه" فقدرتنا خارقة على خلق وصناعة المستنقعات (كأنها مجالنا الحيوي) كي يغرق فيها أصحاب المشاريع الكبرى، فالمرور ممنوع ، ولو ترانزيت.

وموهبتنا رفض المشاريع سلفاً، والحكم عليها بالإعدام، ووصمها بأحكام قيمة جاهزة، إذا لم تكن كمشاريعنا طوباوية، ذات عناوين إطلاقية طنانة ورنانة، كأن نوحد العرب في دولة واحدة أو المسلمين في أمة واحدة هي خير الأمم قاطبة،أو أن نرسي(سابقاً) ديكتاتورية البروليتاريا أو(حالياً) نبني الديمقراطية بقرار أو اعتصام أو شعار كرمي إسرائيل طعاماً لسمك البحر الأبيض أو الأحمر لا أدري.....إلخ.

عادة لا يشعر المشاغب بالخواء والقلق والفراغ التي تعشش في أعماقه كالبوم في الخرائب،وربما لا يدري لماذا يكره التفكير والمفكرين والقراءة والجهود الفكرية عموماً، ولا يعترف بكل ذلك أصلاً،وربما لذلك هو كثير الحركة المجانية والجعجعة بلا طحن، حيث ثمة طاقة يجب تحريرها بأية طريقة فيكون الهدم والتخريب والعرقلة أفضل مواهبه ونشاطاته،لانعدام حاجتها لطاقة التفكير أو حاجتها لها بالحد الأدنى.
المشاغب طارئ وعابر وإن مكث فمكوثه مؤقت، ولكن نتائج تخريبه ربما تبقى بعده، لكنها تزول بقوة البناء وفعله ومنجزاته.
ربما ينطق المشاغب ببعض الحقيقة، كأن يقول هذا المشروع الذي أرفضه ظالم، ولكن لا يقول ولا يهتم بما هو البديل الواقعي والعادل، ولا يفكر به إذا طرحه الآخر، بل ينصرف وفق أفكاره الثابتة، وبدفع من تثبيتاته الطفلية أو العقائدية أو ما شابه إلى المقاومة بحماس منقطع العقل وجهاد شديد الانفجار،لا يرده عن سعاره خراب البصرة ولا العراق كله.
بنظر المشاغب كل مدير عدو مبين، فكيف إذا كان العدو فعلاً مديراً؟ لذلك فبدل "أعرف عدوك" شعاره اقتل مديرك،هذه الوصلة تقوده إلى نهاية خطه البياني، وتظهر حقيقته كاملة وعارية بعد اكتمال نموها، فيكون العدو الحقيقي له هو كل صاحب مشروع للبناء، بغض النظر عن المشروع وأهدافه.

الأطفال يجب أن يذهبوا إلى المدارس والحدائق والملاعب، وليس إلى رمي الحجارة والتفخيخ وحرق الإطارات.
والمدارس والحدائق يجب إيجادها وزيادة عددها وليس تدميرها.
الشباب يجب أن يمضوا إلى الجامعات والبحث والتحصيل، إلى الورش والمزارع والوظائف، وهذه يجب أن توجد وتتسع وليس العكس.
المواطنون يجب أن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع وينتخبوا ويُنتخبوا، وهذه يجب أن تحمى وتحرس وتصان وليس العكس.
العدو يجب أن يقاوم بالعلم والعمل، والوطن يبنيه أبناؤه العاملون الواعون والمتعلمون والأحرار والمتحضرون الذين ينشدون الحياة وثقافتها، والثقافة وحياتها، الواعون لحقوقهم الإنسانية(*) وواجباتهم،ولم يبنَ وطن حسب علمي بالناحرين والمنتحرين.
وكأمثلة فقط :ليس الانسحاب الإسرائيلي من غزة مؤامرة صهيونية أميركية، بل هو خطوة على طريق وجود وبناء واستكمال الدولة الوطنية الفلسطينية.
ليس مساواة حزب الله بالقوى اللبنانية الأخرى أمام القانون أي بتسليم سلاحه للدولة اللبنانية وتحوله إلى حزب سياسي ليمارس دوره الوطني ضمن اللعبة السياسية اللبنانية كبقية القوى،ليس ذلك حطاً من دور المقاومة ولا نكراناً لتاريخها ومآثرها، فكثير من القوى اللبنانية حملت السلاح في وجه إسرائيل وطردتها من بيروت وغيرها من المناطق ولم يكن حزب الله قد ولد بعد، وهذه القوى اليوم عزلاء من السلاح، ويجب أن تبقى كذلك، مادامت الدولة موجودة، وحينما يقتضي الواجب ولا تكون الدولة على مستوى المسؤولية، سيكون لكل حادث حديث.
وليس نقد وإدانة الأفعال والنشاطات الإرهابية وفضح القوى الصدامية والزرقاوية وجرائمها تواطؤاً أو تعاوناً أو قبولاً باحتلال العراق.
وليس المطالب الديمقراطية والليبرالية لبعض القوى في سوريا(لبعض وليس لكل) هي بإيعاز أميركي أو خارجي، وإن كان بعضها كذلك فهو أبعد ما يكون عن الديمقراطية، لأن هذه الأخيرة لا تبنى لا من الخارج ولا بقوى الخارج وإن كانت تحتاج إلى بعض الدعم الثقافي والمادي.

جرب اليابانيون الكاميكاز الأول: الانتحار، وكبّدوا العدو(الولايات المتحدة) خسائر رهيبة، وكانوا يظنون أنهم ينتحرون في سبيل اليابان، لكنهم اكتشفوا أنهم بانتحارهم ينحرون اليابان، لذلك اتجهوا إلى "كاميكاز" من نوع آخر، إلى العلم والعمل، استسلموا لاتفاقات مذلة، تخلوا عن إلههم (الإمبراطور) واكتشفوا طريق المقاومة الحقيقية والمجدية والفعالة، واليوم يتجاوز العجز الأميركي في الميزان التجاري أمام اليابان أكثر من 100مليار دولار سنوياً.


(*)وهي حقوق أكثر مما يراها نائب رئيس مجلس الوزراء السيد الدردري "... كالطعام والصرف الصحي...إلخ وليس الإضراب و التظاهر"حسب تعبيره الذي بخل بكلمة فقط التي لو وضعها لتغير المعنى كله، ولكن على ما يبدو،لا يريد ذلك.
في الوقت نفسه، أشك وربما لا أصدق أنه يريد مواطنيه بشراً يأكلون ويتغوطون فقط، ويكفيهم ذلك في التعبير عن أنفسهم كمواطنين صالحين معادين للإمبريالية العالمية والأحلاف الاستعمارية التي تريد النيل من صمودنا وتاريخنا التليد.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين انتظرتكِ
- أعاصير صامتة
- أجمل باقة من لبنان
- حول مقالة متى يكون الغرب آمناً؟
- كل الفصول خضراء
- بالرئيس الإيراني الجديد يكمل النقل بالزعرور
- أيها العطار الفتى!!
- رسالة ثانية إلى الأستاذ خالد الأحمد
- الإصلاح قضية وطنية - في السلطة والمعارضة إصلاحيون وفاسدون
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- تحية إلى حكم البابا ويعرب العيسى و أساتذتهما......
- اقرأ ثم اكتب لنغتني معاً
- تبييض السجون تبييض للوجوه
- النعامة
- حزب البعث والدولة السورية
- أوراق توت من نوع خاص
- كيف تكون محترماً ومحبوباً في مقالة؟
- عاد الجنرال الهرم ورحل المثقف الشاب
- عند عبد الحليم الخبر اليقين
- دخان أسود


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - أغمض عينيك ..قل لا واتبعني.