أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!














المزيد.....

أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال أن العاقل ليس من يميز بين الخير والشر فقط، وإنما من يميز بين أهون الشرّين.
لنفترض أن ميليس وتقريره ضد سوريا كلياً، وأنهما يفتريان علينا تماماً، والهدف أن الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة،لها مطالب محددة،ولنفترض أن هذه المطالب مجحفة بل لنفترض أنها مهينة.
هذه الافتراضية مبالغ فيها،لأنها مطلقة، بينما الواقع لا يعترف بالمطلقات التي تخترقها العوامل النسبية،لاسيما في عالم السياسة.
لكن سنقبلها جدلاً وخدمة لمنطق النقاش الذي يحاول البحث عن صوت العقل،ونناقشها على ضوء الواقع الملموس،دولياً وإقليمياً ومحلياً.
في الواقع الحق هو القوة، فمن يملك هذه الأخيرة، هو من يملك الحق،حتى لو لم يعترف به الآخرون، والقوة بعناصرها المختلفة هي مع ميليس وتقريره،لأنهما يمثلان المنظمة الأممية، وهكذا يخرج ميليس وتقريره، من إطاريهما ويمتلكان الشرعية الدولية،أي القوة ويجردان كل معاد أو رافض لهما،من أي عناصر القوة،ويعزلانه ويضعانه في مواجهة العالم،هذا إذا كان بالأساس،يملك شيئاً من عناصر القوة،ولم يكن أصلاً معزولاً، وهذا هو حالنا بكل أسف،أي حال سوريا.
وبناء على الافتراضية عينها،إذا كانت العملية(تقرير ميليس وربما هناك من يقول الجريمة كلها مرتبة ومدروسة) كلها مؤامرة لضرب سوريا،فهل على سوريا الانجرار إلى تسهيل تنفيذ العملية/المؤامرة،وبأقصر الطرق؟
إن أقصر الطرق هو وضع أنفسنا في وجه العالم،أي وضع أنفسنا في قلب الهدف الذي تسعى إليه المؤامرة،وأيضاً وفق الافتراضية نفسها.
ما لم يعد خافياً على أحد،أن وضع سوريا دولة وشعباً بالغ الإنهاك ومن المستحيل أن نواجه العالم وقراراته،حتى إذا كانت الوحدة الوطنية في أسمى معانيها،لأن المسألة لا تتعلق برغبات أو أخلاق أو مشاعر،رغم دور كل هذه العناصر في أية معركة، لأن المسألة جوهرياً، تتعلق بالقوة المادية،بكافة روافدها،الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية،والحال أن وضع سوريا،يدعو للرثاء في كل شيء،بما في ذلك الوحدة الوطنية،المفتقدة بشكل كبير،بل إن ثمة احتقانات تغلي كالمرجل،ما إن يرفع الغطاء حتى نرى عجائب الطائفية وسمومها بدءاً من الجيش وليس انتهاء بأصغر مؤسسة، إضافة إلى تغلغلها في نسيج المجتمع،ناهيك بالقنابل الأخرى من مشاكل مكبوتة منذ دهور كالقضية الكردية وسواها.

إن الخيار العاقل الوحيد(هناك مروحة من خيارات الحماقة لا حصر لشفراتها التي تفرم سوريا فرماً كنظام وشعب)هو التآلف مع العالم،بل لنسمِّ الأمور بمسمياتها،الرضوخ للعبة الدولية سلمياً ودبلوماسياً، أي للتعاون المطلق مع القرارات الدولية والهيئات المخولة بذلك، والكف إعلامياً وعملياً،عن الحقن ضدها أي ضد العالم أي في النهاية ضد أنفسنا،لأن ما سوف يقرره العالم سينفذ إما برضانا وإما رغم أنوفنا،وأولئك المفترون أو الواهمون بيننا الذين يدعون للمقاومة والمواجهة،أي للتدمير الشامل،لا يفكرون بوطن ولا بموازين قوى فعلية، ولا بتغيرات العالم والمنحى الأساسي الذي ينحوه شئنا أو أبينا، ظالماً كان أو عادلاً.

حسناً أن أعلنت وزارة الخارجية أنها مستعدة للتعاون من جديد مع لجنة التحقيق، ولكنه إعلان يعرج لأنه فعلاً يسير على رجل واحدة، حيث يرافقه حملة نارية على اللجنة وتقريرها، وتجييش إعلامي مضاد، لا يمكن إلا أن يتناقض كخطاب إعلامي مع خطاب التعاون،وليس المطلوب ألا تنتقد سوريا ما لا تراه صحيحاً في التقرير أو غيره، لكن المطلوب أن تعطي الخبز للخباز،أي أن تدع المختصين القانونيين والدبلوماسيين يقومون بذلك وليس أنصاف المثقفين من مطبلين ومزمرين يهيجون في الصحف والشوارع بالسباب والشتائم،لأن كل ذلك سيزيد الطين بلة،وكله سيقيد ضدنا في ذاكرة العالم،لمزيد من العزلة والإدانة.

آن لهذه البلاد أن تضع السياسة في مكانها الذي يحتله البوليس،وأن تضع القلم والكومبيوتر والعلم والمعرفة في أمكنتها التي تحتلها الأقبية وأدوات التعذيب، وأن تضع القانون والدستور الحديثين بدل المكابرة والاستبداد والغرور الفارغ.
مرة أخرى وعاشرة........وألف، أصحاب العنتريات هم أول الفارين بما خف حمله وغلا ثمنه، والشعب الذي لا يجد أجرة النقل الداخلي سيتحمل الكارثة في رحيل أولئك، كما تحمل كارثة مجيئهم، وهذا ما يمكن ويجب بالعقل تفاديه، أو على الأقل الحد من أضراره.
هذا المخاض الجديد للبلاد، لن يكون بلا ضريبة،لكن العاقل من يميز بين أقل الكلفتين،بين نهاية مرعبة وبين رعب لا ينتهي.
نور الدين بدران.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انخطافات
- سوريا بريئة......لو كان الجناة سوريين.
- فوق الحريق يغنون
- إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة
- الفاسقة
- الرسالة
- الأقوى من الحبّ
- وجدتها....وجدتها.
- غبار نجمي
- يا لها


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!