أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - الفرصة الذهبية














المزيد.....

الفرصة الذهبية


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن يوماً السياسة الخارجية، من حيث الجوهر،إلا انعكاساً حقيقياً للسياسة الداخلية،مهما أخذت العلاقة بينهما من مظاهر التناقض والتنافر،وفي سوريا كانت السنوات الخمس الماضية مثالاً ساطعاً على هذه الحقيقة.
حين جاء الرئيس الشاب بشار الأسد إلى السلطة،بدأ انفتاحاً حضارياً في الداخل والخارج،وحظي بدعم داخلي وخارجي،ولكن القوى المحافظة داخل السلطة،التي اقتضت مصالحها المافياوية البقاء على أصفاد سوريا،وانغلاقها،وعزلها عبر استمرار قمع الشعب، ومواجهة العالم وتحدي مسارات التطور في كافة أرجائه،قامت تلك القوى بإقناع الرئيس أو بإجباره على الارتداد داخلياً وخارجياً.
كان ربيع دمشق يعني نهضة المجتمع السوري من سباته الذي دام نحو أكثر من ثلث قرن،وتجديد السلطة وأسلوب الحكم ،أي بداية مرحلة جديدة حقاً لسوريا،عاجلاً أو آجلاً كانت هذه المرحلة ستبدأ.
كان من العار أن يزج برموز ربيع دمشق في السجون بعد أن بدأت سوريا بغسل عار الاعتقال السياسي وسارت في هذا الطريق شوطاً بعيداً.
كان من العار أن تقمع المنتديات و بعض هوامش حرية التعبير بعد أن أعلنت سوريا عزمها على المصالحة بين السلطة وقوى المجتمع السياسية والثقافية والشعبية عموماً،حتى كان ترقب صدور قوانين خاصة(كقانون الأحزاب مثلاً) بهذه المصالحة،خبزاً يومياً، ولكن لم نحصد سوى خيبة الأمل.
كان من العار أن يبقى الجيش السوري في لبنان الذي استعاد عافيته وبنى دولته وحرر أرضه،وبقيت معاناته من الحلف القذر بين عصاباته وعصابات المخابرات السورية.
كان من العار البحث عن أزلام وعملاء صغار لبنانيين وتنصيبهم في الدولة اللبنانية والبرلمان،وإدارة الظهر لرجال كبار فعلاً كرفيق الحريري،مهما كان الخلاف معه.
كان من العار أن يوظف النظام السوري نفسه مديراً لحملة "انتخاب" الرئيس اللبناني،لحود،الذي ملأت فضائحه وفضائح أولاده(كوبونات النفط) وأنسبائه ولزوجة شخصيته وسائل الإعلام،وهو يتبجح:"لا أريد شيئاً لنفسي".
كان من العار أن يعود النظام السوري القهقرى لدعم النظام العراقي الساقط بالضرورة،والذي لم يرحم سوريا وشعبها طوال فترة حكمه،من السيارات المفخخة وأشكال الجريمة المتنوعة،وبدعوى دعم مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق،كان الدعم السوري مباشرة أو مداورة، يصب في طاحونة حثالات الإرهاب الأصولي التي تجمعت من سائر أرجاء العالم،لتقتل المدنيين والعزل وتعلن جهاراً نهاراً أنها ضد الديمقراطية وضد الدولة الحديثة ومع دولة الخلافة ...وضد الشيعة الروافض وإلى ما هنالك من النعرات ومشاريع الحرب الأهلية.... وأخيراً ضد الاحتلال الأميركي،وبالفعل كانت ومازالت النتائج مطابقة للتصريحات حيث مقابل كل جندي أميركي يقتل أكثر من مائة عراقي.
كان من العار أن ينحط إعلامنا الرسمي إلى درجة الكذب الصريح، حيث نكذب على العالم الذي يعرف أننا نكذب، ونعرف أنه يعرف،ونستمر بالادعاء أننا لا نقوم بما نقوم به،حتى لم يعد أحد لا من شعبنا ولا من غيره يصدق حتى نتائج اليانصيب المنقولة على الهواء مباشرة.

لو استمر ربيع دمشق، لو خرجنا من لبنان بشرف وبرائحة طيبة،واعترفنا من تلقاء ذاتنا بلبنان دولة حرة مستقلة،وتبادلنا التمثيل الدبلوماسي،واعتذرنا للشعب اللبناني و كسبنا صداقته وثقته، وعقدنا أمتن الروابط مع رجالاته الكبار والعصريين كرفيق الحريري وغيره مهما كان الخلاف معهم،وليس مع عملاء صغار مستعدين ليكونوا موظفين وإمعات لغيرنا كما لنا.
لو تعاملنا بتناغم وحكمة مع اللعبة الدولية في العراق وفي فلسطين،كما فعلنا مع تركيا،ثم على هذه الأرضية الصلبة في الداخل، وفي هذا الجو السلمي في الخارج،انصرفنا إلى مشاكلنا وقضايا شعبنا الاقتصادية والسياسية والثقافية،في إطار تنمية شاملة لقدراتنا الوطنية،وإنجاز الاستحقاقات الوطنية الكبرى المعطلة منذ عقود،كنا اليوم في وضع مختلف جذرياً، عما نحن فيه اليوم، حيث علينا أن نقوم بكل ذلك "صاغرين"وبأكلاف مضاعفة،بكل أسف .
كل ذلك كان واجباً وممكناً وواضحاً جداً،ولو تقاطع مع مصالح الشيطان لا يهم،لأنه قبل كل شيء لمصلحة وطننا وشعبنا،قبل الجميع، لكننا لم نفعل إلا العكس،وكأننا كنا بمنتهى القصدية "نوزّ على خراب عشنا" ولماذا؟؟ فقط لأن مافيا ما تتناقض مصالحها مع كل ذلك،وهي التي ورطتنا فيما نحن فيه.

اليوم، لم يفت الأوان،ربّ ضارة نافعة،فقد أصدر السيد رئيس الجمهورية مرسوماً يقضي بتشكيل لجنة مهمتها العمل والتحقيق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري،مؤكداً استعداد سوريا للتعاون التام مع لجنة التحقيق المنبثقة عن الأمم المتحدة،في شأن القضية نفسها.
رغم أنه لم يعد ثمة هامش للمماطلة التي وسمت السنوات المنصرمة،وأفقدت العالم وقبله شعبنا الثقة بكل وعد وكل لجنة وكل ما يصدر عن النظام،فإن المطلوب اليوم،أكثر من عدم المماطلة، وأكثر من التعاون في قضية الحريري،وأكثر من جميع المطالب المتعلقة بالسياسة الخارجية،إن المطلوب تغيير شامل في سياسة الداخل والخارج وفي الوقت نفسه.

إن الخطوة الأولى هي إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، ولاسيما رموز ربيع دمشق،وإطلاق حرية الرأي والتعبير وتشكيل المنتديات والجمعيات والأحزاب،وكف يد الأجهزة الأمنية نهائياً عن المجتمع والسياسة، فهي من أوصلتنا إلى الكارثة،وذلك كخطوة نحو بناء دولة عصرية ومعارضة عصرية أيضاً.

بالأمس لم يستطع الرئيس الشاب شل هذه المافيا،هل يتمكن اليوم من ذلك؟ إنها الفرصة الذهبية.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظروا من يتكلم!!
- اقطعوا السلسلة!!
- أهون الشرّين/أقل الكلفتين!!
- انخطافات
- سوريا بريئة......لو كان الجناة سوريين.
- فوق الحريق يغنون
- إعلان التغيير الديمقراطي أم الإسلامي؟
- تأويلات ميتة لانتحار راهن.
- هل يشكل الانتحار حلاً؟
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 3
- .بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 4
- وردة القلب
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن 2
- بين دهشة الغربة ومألوف الوطن(1)
- أيها الطائر...
- الظل والمسرح
- أيتها الغابة
- الفاسقة
- الرسالة
- الأقوى من الحبّ


المزيد.....




- مشتبه به يرمي -كيسًا مريبًا- في حي بأمريكا وضابطة تنقذ ما دا ...
- تعرّف إلى فوائد زيت جوز الهند للشعر
- مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم ...
- مسؤول إسرائيلي: العملية العسكرية في معبر رفح لا تزال مستمرة ...
- غارات جوية إسرائيلية على رفح.. وأنباء عن سماع إطلاق نار على ...
- من السعودية والإمارات.. قصيدة محمد بن راشد في رثاء بدر بن عب ...
- شاهد.. أولى الدبابات الإسرائيلية تسيطر على الجهة الفلسطينية ...
- هل انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى السودان؟
- فيديو: ارتفاع حصيلة القتلى جرّاء الفيضانات والأمطار في كينيا ...
- فيديو: آلاف المجريين يخرجون في مظاهرة معارضة لرئيس الوزراء ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - الفرصة الذهبية