أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - نهاية سنة حزينة... خواطر بدون معايدة...















المزيد.....

نهاية سنة حزينة... خواطر بدون معايدة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5030 - 2015 / 12 / 31 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نــهــايــة ســنــة حــزيــنــة...
خــواطــر.. بدون مــعــايــدة...

بعد اغتيال الإعلامي الوثائقي السوري نــاجـي جــرف, المعارض للسلطة السورية وخلافة داعش, برصاصة غادرة واحدة من الخلف من مسدس كاتم الصوت, بمدينة غازي عنتاب التركية, يوم الأحد27 ديسمبر كانون الأول 2015..قصة مبهمة مكركبة تدعونا للتساؤل, وخاصة بعد تبني داعش لعملية الإغتيال.. وعلى الأراضي التركية التي تراقب أجهزة مخابراتها المعروفة, جميع أوكار الدبابير لديها.. وحتى خارج حدودها.. أينما توجد جاليات تركية بالعالم.. أينما تحركت هذه الدبابير... وخاصة بعد أن حصل ناجي جرف على فيزا لجوء لفرنسا عائلية... وبالتحديد عندما نعرف أن جميع الوثائق التي قام بتسجيلها وتصنيفها ونقلها السيد ناجي جرف, عن فظائع داعش بمدينة الرقة السورية وغيرها...
السؤال اليوم من هم منظمو الجريمة ومن هم المستفيدون من كتم صوت السيد ناجي جرف, فيما لو لــجــأ إلى فرنسا, وما هي الوثائق الثبوتية التي كان سوف ينقلها معه من جرائم حرب وفظائع ضد الإنسانية, تدان فيما بعد بمحكمة الجنايات الدولية. أم أن السيد جـرف كان ضحية جانبية, لتنفيذ ــ مسطرة إرهابية ــ إضافية لتخويف كل من يريد أن يفضح جرائم الخلافة الإسلامية الداعشية... وهل كان من الممكن تدبير هذا الاغتيال الشنيع, لهذا المخرج الإعلامي الوثائقي.. من غير معرفة جهابذة المخابرات التركية.. ومعلمهم السيد أردوغان وقبضته الحديدية الظلامية... وإن كان لا يعلم.. فهذا يعني أن داعش تتحداه على أرض امبراطوريته العثمانية.. بأنها بعد فرنسا.. وبعد بلجيكا.. وبعد أمريكا.. داعش تتحدى عرابيها وحماتها وأصدقاءها وأعداءها.. ولم تعد ترتبط بأية تعهد أو صداقة أو ممول... يعني البعبع قد خرج من الــقــمــقــم.. ولم يعد يضبطه أي رادع... معتبرا كل البشرية.. كل الآخرين أعــداءه... واغتيالهم حلال مباح!!!.......
هذه السنة.. هذه السنة اليائسة البائسة الظلامية.. كما السنوات العشرة التي سبقتها.. لم تكن سنوات أمان وخير للعالم.. بل كانت سنوت شــر وضيم وظلام.. سنوات حـرب وغزو واغتصاب.. سنوات تجارة بــشــر.. أنها سنوات تجار الحرب والبؤس والجرائم ضد الإنسانية.. سنوات مزقت وفرقت الإنسان عن الإنسان.. حيث هيمنت الهلوسات والقتل والاقتتال باسم الدين الأفضل وممثليه على الأرض.. حروب شعوب ضد شعوب لتثبت أفضليتها وخصوصياتها وتحببها عند الله.. فرمت دماء شعوب وأطفال عند أقدامه.. وصارت عادة قتل الآخر صــلاة... كرهت أيام هذه السنة ولياليها وتفجيراتها واغتيالاتها الجماعية والفردية.. كما كرهت صراخ وصلاة القتلة.. وأصوات تمجيدهم لإلههم بعد ذبح كل ضحية...
سنة 2015 اليائسة البائسة هذه التي ستموت غدا.. لن أحزن عليها ولن أرثيها., ولن أودعها.. ولن أشــارك أي من أصدقائي بالتهاني المرائية الروتينية المعهودة.. يكفيني منها حتى أكرهها كل الموات الذي حملته داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش وحاضنات داعش ببلد مولدي ســـوريــا.. تكفيني جريمة اغتيال صحفيي شارلي هيبدو Charlie Hebdo بشهر كانون الثاني منها, وجريمة باريس الجماعية التي ذهب ضحيتها 132 قتيل بريء وحوالي 360 جريح يوم الجمعة 13 نوفمبر منها.. ما زال عدد منهم بالمستشفيات الباريسية... وما نتج بسببها من قوانين طوارئ تهدد الديمقراطية الفرنسية التي تعودنا عليها... وكل التهديدات التي ما زالت تطلقها داعش باتجاه فرنسا وأوروبا, والتي بدأت تــغــيــر كثيرا من حياتنا اليومية.. ونظرات الفرنسيين لغالب الأجانب العرب والمسلمين.. وحتى الذين ولدوا على أرضها هم وآباؤهم وحتى أجدادهم..... لهذا السبب لن أنعي هذه السنة اليائسة البائسة.. وهذا المساء عندما سوف يظهر رئيس هذا البلد السيد فرانسوا هولاند François HOLLANDE الذي أردد كما رددت آلاف المرات بكل كتاباتي.. بأنني لا أبدله (البلد وليس مسيو هولاند) لقاء الجنة الحقيقية.. عندما سوف يظهر على شاشة التلفزيون, حتى يهنئنا بنهاية هذه السنة وحلول السنة الجديدة.. سوف اطفئ الجهاز حتى نهاية كلمته التي تدوم من خمسة دقائق حتى عشرة.. سوف أغلق الجهاز.. كما أفعل من سنتين, بعدما صوتت له بالانتخابات الرئاسية.. بشهر أيار 2012 حتى لا يستيقظ نــدمــي لأنني صوتت لـه.. وعملت ساعيا وجاهدا للتصويت لــه... يا ألف ندمي اليوم على سياسته الداخلية والخارجية.. وخاصة بالملف السوري حيث يستمر بسياسة التبعية للسياسة الخاطئة للولايات المتحدة الأمريكية... وجـل ما أخشى أن يــعــاد انتخابه بشهر أيار 2017.. لغياب الشخصيات أصحاب الكاريزما الضرورية المرشحة لهذا المنصب الهام بــفــرنــســا.......
*********
كتبت صديقتي الرائعة نـسـريـن بـــدور, على صفحتها الفيسبوكية الكلمات التالية عن مدينة مولدها حــمــص هذه الكلمة الصرخة التالية :
"الإرهاب المزدوج...
البكاء محرم في شرعه كما هو الاعتراض...والشكوى خطيئة...!!
كيف لها أن تقول ما يجول في رحم اشتياقها؟ وهي الحبلى بالقهر والحزن والحب...كيف لها أن تسرد قصة وطن تسكنه الخطيئة و العهر باسم الدين والسياسة...؟!
أما آن لتلك المدينة الثكلى أن تطلق...وإن كانت تخاف الرجم وهي الحبلى بلا دنس...؟!"
يا صديقتي.. يا صديقتي كم كنت أتمنى أنا أكون أنا من يصرخ هذه الكلمات.. كم كنت أتمنى أنا من ينعي مدينة حمص الحزينة, والتي عبرت بها عشرات المرات أيام فتوتي وشبابي وقضيت بها عدة أيام, زمن الخدمة الإلزامية الإجبارية.. قبل انتقالي إلى دمشق وقطنا والقنيطرة.. وبعدها إلى مكان مظلم معتم من أبشع أيام حياتي السورية... أذكر جمالها وطيب شعبها.. وخاصة لا أنسى جمال نسائها... وعندما أرى صور تفجيراتها وخرابها وحزنها ومواتها.. أريد أن أصرخ بوجه العالم الحيادي المرائي الصامت هناك وهنا.. لماذا؟؟؟... لمــاذا؟؟؟... ماذا فعلتم بهذا البلد الذي كان قلب الحياة والجمال والأمل؟؟؟... ومن ســوف يحاسب القتلة... وهم اليوم المنقذ والحاكم والقاتل... وداعش يــنــخــر قلبها.. والذئاب حولها تنتظر تقسيم لحم وعظام الجثة...
يا حمص.. يا طيبة.. يا مدينة صديقتي.. ومدينة أهل صديقتي.. وبعض القليل من ذكريات شبابي.. كرهت هذه السنة وموتها ونهايتها.. من أجلك.....
*************
عـــلــــى الـــهـــامـــش :
ــ بــلا عــنــوان
لا يهمني على الاطلاق كيف ستنتهي هذه السنة... الانتقال من العتمة إلى الصباح.. وعودة العتمة بالمساء.. يوم كبقية الأيام ينتهي ولا تنتهي معه حسابات الخراب والموت للسنة المنصرمة.. كلها مثل التي سبقتها.. حروب وأديان.. وأديان وحروب.. حتى تزوجت الكلمتان بعضهما.. وسوف تتابع الحروب... مثلما بــدأت منذ خمسة عشر قرن.. خلافات على تفسيرات ووراثات وأحقيات وأفضليات عند الله.. ولم تنته ولن تتوقف هذا المساء أو مساء إضافي آخر.. حروب غبية ككل الحروب.. لأنها خلقت حتى تتابع... وحتى يعيش الخلفاء والسلاطين وخصيانهم... اليوم الدين والبترول تحالفا مع العتمة والعولمة.. لمتابعة بــيــع الــديــن والــبــتــرول.. وعادت خطب التبشير بنخاسة البشر وتحليلها وتوثيق الغزو وقتل البشر... هناك من سوف يرقصون بالشوارع.. وهناك من سيرقصون على أجساد البشر... هل نحن بالقرن الواحد والعشرين؟... أم أننا عدنا لقرون الكهوف والحروب الغاباتية الحيوانية...ولكل منهم أعلامهم السوداء.. وإلــهــهــم!!!...
في بــاريــس.. هناك من يتساءل... هل نشعل الأضواء بساحات الشانزيليزيه Champs Elysée هذا المساء ونرقص ونشرب؟؟؟.. أم يجب أن نبقى محجوزين داخل بيوتنا المحصنة.. خشية الإرهاب الداعشي الإسلامي؟؟؟.. سؤال يطرح بعديد من وسائل الإعلام الفرنسي... والأجوبة السلبية والإيجابية متساوية.. يعني أن مدينة النور.. بــاريــس.. بدأت تخشى خفافيش الظلام... رغم احتياطات السلطة بعشرات الآلاف من رجال الأمن لحمايتها... يعني أن خفافيش الظلام.. قد ربحوا معركة إضافية ضد النور.. ضد السلام.. ضد الــتــآخــي.. وخاصة الديمقراطية الآمنة... يعني غيروا حياتنا... وهذا أحزن نــهــايــة ســـنــة!!!...
ــ أمــنــيــة
لدي أمنية أخيرة, بمناسبة نهاية هذه السنة اليائسة البائسة الحزينة.. وحتى بكل مناسبة.. وبدون أيــة مناسبة.. وهو أن تتوجه كل الشعوب العربية والإســلامية, نحو العلمانية.. لأنها آخــر أمل لها أن تخرج من أزماتها ونكباتها وحروبها الغبية... أمنية صعبة التحقيق... ولكن.. من يدري؟؟؟... من يـــدري؟؟؟...
بانتظار الأيام التي تعبر وتمر...........
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم... كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا










#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصرت داعش؟... لتسقط داعش...
- العيد... وعن اللاجئين أيضا...
- جواب آخر... دفاعا عن العلمانية...
- ضرورة العودة إلى العلمانية...
- صفر...بصفر...
- صديقتنا... المملكة الوهابية... وتجارات أردوغان...
- أبناء جلدتي.. كالعادة صامتون.. غائبون!!!...
- رسالة إلى زوجتي.. وأصدقائي... وخواطر انتخابية فرنسية...
- خمسة سنوات مضت...
- مرة أخرى.. إسمعوا هذه الصرخة.. يا بشر.
- خلاافات عائلية صغيرة وكبيرة.. محزنة.
- هل تربح - داعش - المعركة ضد الديمقراطية؟؟؟!!!...
- تفجيرات... وتحديات... وقرف من السياسة...
- الموت... موت الآخر... وسياسة الأرض المحروقة...
- ماذا بعد يوم الجمعة 13 نوفمبر تشرين الثاني 2015؟؟؟...
- خواطر فرنسية... بعد الجرائم الداعشية...
- إرهاب داعش.. يتحدى ويخترق أمن وحريات العالم...
- كلمة تعزية إلى رفيقة من اللاذقية... إثر التفجيرات الآثمة على ...
- رسالة إلى صديق إنتاج - باب الحارة -... وعام الغش يتوسع...
- الواقع كما هو...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - نهاية سنة حزينة... خواطر بدون معايدة...