أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ضرورة العودة إلى العلمانية...















المزيد.....

ضرورة العودة إلى العلمانية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضرورة العودة إلى العلمانية...
مناقشات تدوم من سنة بين صديق سياسي سوري عتيق, بعثي قديم مخضرم, وعلماني (غير أكيد) لأنه يؤمن بضرورة مراضاة الأكثرية المسلمة في سوريا, بأحقيتها بأسلمة نظام الدولة, فيما إذا جرى استفتاء بتعديل القوانين, إن جرى استفتاء, وإن تعدلت القوانين... يعني العودة إلى مبدأ دين الدولة الإسلام.. والابتعاد, كما كان يأمل العقلاء والمفكرون.. بأن الدولة المستقبلة الجديدة.. يجب أن تصبح " علمانية " والتي تبقى النظرية الوحيدة لتأمين المساواة الكاملة لجميع المواطنين, بحقوق المواطنة.. وانصهار جميع السوريين بالوطن السوري الموحد.. وإعادة بناء الوطن الذي تشتت وتفجر.. وما زال يتشتت ويتفجر.. ويموت فيه كل يوم.. بـــشــر... بـــشـــر أبرياء.
نظرية الأكثرية والأقلية, موروث عثماني, ما زال ساري المفعول, تابعه الانتداب ومعاهدة سايكس بيكو الحزينة.. ثم تابعتها جميع الحكومات السورية, بعد الاستقلال. ولم يظهر سياسي شجاع واحد من ذلك التاريخ حتى هذا اليوم, يبدي صراحة تغيير هذا القانون, بالمبادئ التي لم يدافع عنها, غير زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي, أنطون ســعــادة (1904ـ 1949) والذي عبر عن المواطنة.. ونادى بالعلمانية... ولكنه اعدم في لبنان غدرا, بعد محاكمة كراكوزية من حكومة رياض الصلح في بيروت بتاريخ الثامن من تموز 1949. ومن ثم تشتت أتباعه وسجنوا وأعدموا بمنتصف الخمسينات من القرن الماضي, إثـر عملية اغتيال عدنان المالكي المركبة المفتعلة, المنظمة من قبل المخابراتي السوري العتيق عبد الحميد السراج.. ومن ثـم عادوا إلى السطح, مناصرين للسلطة الشرعية..بسنوات الحرب الخمس الأخيرة.. ولكنني لم أسمعهم مرة واحدة يتكلمون عن أية محاولة لسن قوانين حديثة علمانية لسوريا المستقبل.. أيضا لمراضاة الأكثرية المسلمة.. وخاصة بعد سيطرة داعش وحلفاء داعش وحاضنات داعش, على قسم كبير من المناطق السورية.. وإقامة خلافة إسلامية فيها.. حيث يطبق محاربو هذه الخلافة الآتين من ثمانين دولة بالعالم.. أبشع الجرائم ضد الإنسانية, باسم الشريعة الإسلامية.. ورغم تكاثر فظائعهم ضد الشعب السوري بالآلاف.. من النادر جدا أن يعبر أحد من الأنتليجنسيا الإسلامية أي انتقاد صريح واضح ضد جرائمهم.. ورغم تعدد المؤتمرات من حكومات إسلامية تدعي محاربتهم.. على الورق طبعا.. لــم نــر حتى هذا اليوم أية واحدة من هذه الدول الإسلامية, تقوم بأي دور فعال أو أبة نتيجة إيجابية على الأرض.. متابعة باستمرار تسهيل مرور المساعدات والعتاد والدعم اللوجيستي والمقاتلين الجدد.. يوميا إلى هذه الخلافة الداعشية على الأرض السورية والعراقية.. كالولايات المتحدة الأمريكية التي خلقت أولى تنظيمات هذا البعبع.. ورعته دول نفطية كالمملكة الوهابية وأمارة قطر.. وفتحت له تركيا جميع أبوابها ونوافذها وخنادقها ومعابرها.. وهي اليوم نفس الدول التي تقيم المؤتمرات في عواصمها, وتفقع التصريحات الطنانة.. بأنها تحارب الإرهاب.. يا للغرابة والعجب.. ويا للعجب والغرابة.. والناس تصدقها.. والغلابة تصدقها.. حيث أن هذه الدول التي خلقت الإرهاب وربته بأحضانها ومخابراتها وأموالها ونفطها, وأنظمتها الدينية.. والتي تملك المال والسلاح.. تملك بنفس الوقت أقوى وسائل الإعلام والكذب والدجل.. لأنها تسيطر على جميع حبال الدين, وبناء الجوامع الإسلامية في العالم كله.. المملكة الوهابية وأمارة قطر.. مولت جميع التنظيمات الإرهابية.. ومولت أكبر الجوامع الإسلامية في العالم.. وخاصة بجميع الدول الأوروبية وفي أستراليا وكندا.. حيث نظمت لهذه الأقطار خلال الستين والخمسين سنة الأخيرة, هجرات جاليات إسلامية بالملايين.. إلى دول " علمانية " تؤمن السلام وحرية الممارسات الدينية لجميع الأديان.. ومن هذا المنطلق تعامت عن حماية جذورها الأصلية وثقافاتها وحضاراتها.. وتركت للجاليات الإسلامية ممارسة عاداتها وتقاليدها.. دون أن ترى أن هذه العادات والتقاليد صارت تتمادى على الشرائع والقوانين المحلية.. ولما أرادت أن توقف هذا التمدد.. مثل مظاهر الحجاب والنقاب.. بقوانين تمنعها لأنها منافية لحقوق المرأة مثلا.. أو لأسباب أمنية.. وظفت هذه الجاليات الإسلامية أشهر المحامين المحليين (بأموال سعودية وقطرية طبعا) للمحافظة على الحجاب والنقاب.. تحديا للقوانين المحلية.. حتى أن العديد من مشايخهم المستوردين من دول المغرب العربي ومن تركيا وبعض البلدان الإفريقية الإسلامية.. أفتوا لهم أن الشريعة الإسلامية, فوق كل القوانين والشرائع المحلية.. وألا طاعة سوى للشريعة الإسلامية التي تبقى فوق كل القوانين... وبالطبع كان المعترضون من المتمسكين بالحجاب والنقاب يحتمون وراء القوانين العلمانية التي تؤمن حماية الممارسات الدينية!!!...
لهذا السبب, أصبحت أخشى على الجذور العلمانية في أوروبا, ومن انتشار فتاوى دينية تحاربها.. وأخشى استيرادها مع جاليات الهجرات من البلدان الإسلامية التي تصدرها.. وتصدر معها شرائعها وعاداتها وتقاليدها...
*********
ــ أسواق النخاسة
سوف تجتمع هذا اليوم بمجلس الأمن, دول (صديقة) لسوريا, ودول تنظر إليها على الخارطة فقط.. لتقرر مصيرها.. ومستقبلها.. ونوعية سلطتها.. ومن يترأس قيادة هذه السلطة. يعني بعد سبعين سنة من (الاستقلال) عدنا إلى نقطة الصفر.. وبعد خمسة وتسعين سنة.. عدنا إلى أسوأ من قرارات سايكس ـ بيكو التي فصلت آنذاك ما يرغب المندوب الفرنسي والمندوب البريطاني بخارطة الشرق الأوسط... وها هي سوريا والمنطقة كلها, يتاجر بها بأسواق نخاسة جديدة. لا يمكننا فيها حتى أختيار أدنى الخطوط لمصيرنا وحياتنا وحرياتنا وقوانيننا ودساتيرنا..
كل هذا يقرره الروسي والأمريكي.. كل هذا يعرضه سعودي وإيراني.. كأننا أكياس بطاطا زرعت وقطفت في حواكيرهم...
فقدنا استقلالنا.. وفقدتا روحنا وحرياتنا... وماذا تبقى من استقلالنا وروحنا وحرياتنا... وأكثر من نصف البلد متفجر مهدم وأنقاض وأنقاض.. ونصف شعبه أموات وجرحى ومعاقون ومهجرون ومحرومون من أبسط وسائل العيش الطبيعية وأدناها...
سوف يقول لي كالعادة غالب (اصدقائي) كفا تشاؤما يا رفيق... وأنا أجيبهم كفاكم شفطا لكوكايين آمالكم العرجاء... وانظروا لواقع (الخازوق) الذي يجلسونا عليه.. وأنتم ترددون حسنا.. حسنا.. وتصفقون كأنها انتصارات ورفع رايات وعنتريات... وأنا أقول وأردد لكم ما قاله أنطون ســعــادة من زمن طويل جدا ولم تسمعوه :
" إذا لم تكونوا أحرارا.. من أمة حرة.. فحريات الأمم عار عليكم... "
وأنا أضيف رغم غضب (أصدقائي) وتشكيلات جمع شملهم في الصالونات وفي المطاعم ذات الصحون المنفوخة العرمة.. بأن هذا المشرق الذي كان مهد الحضارات الإنسانية وخالق أولى الأبجديات.. لن يصل إليوم بعد كل هذه الأزمات التي تفجرت بكياناته ومزقتها.. إلى الاستقرار والأمان والتطور الإيجابي, ما لم يتخلص نهائيا من عصبياته وتجزيئاته الطائفية, بانيا دساتير حضارية حقيقية علمانية.. ترتكز على قاعدة المواطنة الكاملة لجميع المواطنين.. وإبــعــاد الدين عن كل مجالات السياسية والدساتير التي تساوي جميع المواطنين بالحقوق والواجبات.. دون هرميات طائفية بكل مسؤوليات السلطة.. كلها دون أي استثناء... كما يجري بجميع الدول الحديثة المتحضرة.. وأن تلغى كلمات الأقلية والأكثرية, من جميع دساتير سوريا المستقبل وقوانينها وأعرافها.
*************
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ الاتحاد الأوروبي وتـــركـــيـــا
بعد الاتفاق (اللاإنساني) الذي جرى أخيرا بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول اللاجئين المكدسين بتركيا. والمليارات التي سوف يدفعها الاتحاد الأوروبي (رغم إعلانات طفره) إلى تركيا التي تتاجر باللاجئين وتستعملهم كمواد مفاوضة لطلباتها التجارية وأسواق نخاستها المعهودة.. وبظهور أولى شروط مراضاتها.. بدأت تجهز مراكز حجز Centres de Rétention تكدس فيها مئات اللاجئين وعائلاتهم فيها.. بإجراءات تعسفية واسعة, سوف تشمل كل الذين يتحضرون للهجرة بظروف صعبة وباهظة التكاليف, كما كان يجري.. وما يزال بواسطة مهربين ومافيات معروفة.. وبمباركة وتسامح من السلطات الأمنية التركية وحكوماتها خلال السنين الخمسة الماضية من الحرب على الأراضي السورية...
تغيير جديد بالبرامج والبوصلة التركية.. حسب الأوامر والأعداد والمتاجرات التي تصدر من الاتحاد الأوروبي في بروكسل عامة.. ومن برلين خــاصــة.. بخصوص المتاجرة بملايين اللاجئين.. وخاصة أعداد اللاجئين السوريين.. حسب المد والجزر والمفاوضات (السياسية والتجارية) التي تجري حولهم في نيويورك وفي عواصم الاتحاد الأوروبي.. أو في الرياض والدوحة.. وجـوكر بالمصالح التركية ومطامعها الشرهة بالمنطقة!!!...
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا







#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفر...بصفر...
- صديقتنا... المملكة الوهابية... وتجارات أردوغان...
- أبناء جلدتي.. كالعادة صامتون.. غائبون!!!...
- رسالة إلى زوجتي.. وأصدقائي... وخواطر انتخابية فرنسية...
- خمسة سنوات مضت...
- مرة أخرى.. إسمعوا هذه الصرخة.. يا بشر.
- خلاافات عائلية صغيرة وكبيرة.. محزنة.
- هل تربح - داعش - المعركة ضد الديمقراطية؟؟؟!!!...
- تفجيرات... وتحديات... وقرف من السياسة...
- الموت... موت الآخر... وسياسة الأرض المحروقة...
- ماذا بعد يوم الجمعة 13 نوفمبر تشرين الثاني 2015؟؟؟...
- خواطر فرنسية... بعد الجرائم الداعشية...
- إرهاب داعش.. يتحدى ويخترق أمن وحريات العالم...
- كلمة تعزية إلى رفيقة من اللاذقية... إثر التفجيرات الآثمة على ...
- رسالة إلى صديق إنتاج - باب الحارة -... وعام الغش يتوسع...
- الواقع كما هو...
- تهديدات ضد قناة -الميادين-... وضد السلام والاستقرار في العال ...
- عودة إلى صديقي -الغاندي-... تفسير و توضيح...
- رد بسيط إلى الصديق الطيب - الغاندي -*
- إسمها ريحانة جباري...وماركة لاجئ سوري...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ضرورة العودة إلى العلمانية...