أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى زوجتي.. وأصدقائي... وخواطر انتخابية فرنسية...















المزيد.....

رسالة إلى زوجتي.. وأصدقائي... وخواطر انتخابية فرنسية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رســـالـة إلى زوجــتــي.. وأصدقائـي...
وخواطر انتخابية فرنسية...

زوجتي التي أعيش معها منذ 56 وخمسين عاما, والتي تبقى أم الجالية السورية ــ الفرنسية في مدينة ليون الفرنسية.. تطلب مني بإلحاح, كل صباح ومساء, أن أخفف الوطء بكتاباتي, كلما احددت وانفجرت حسب الأحداث اليومية.. والتي تزداد يوما عن يوم حدة وحروبا وعنفا ومــآس... وخاصة كراهية وحقدا وتعصبا وتفجيرات طائفية بين البشر... وخاصة بعدما كل ما يحدث في بلد مولدنا.. نحن الاثنان معا... وفي البلد الذي اخترناه لأولادنا ولنا.. وحيث يعيش أحفادنا... في فــرنــســا... منذ أكثر من خمسين سنة... تطلب مني حتى كلما قرأت بعض كلماتي المنشورة.. وخاصة عندما يشكي لها من أنتقد تعصبهم الديني الداعشي... وتصريحاتهم ومنشوراتهم وأخبار جرائمهم المتكررة.. على أرض فرنسا التي اخترناها وتعلمنا دساتيرها وعلمانيتها وحرياتها وفكرها.. وعاداتها وتقاليدها, وما تضمن من حريات للإنسان...
كيف أستطيع تخفيف الوطء, ضد كل من يدعو إلى القتل وسفك الدماء والغزو.. وحرق اليد التي امتدت إليك وحضنتك وعلمتك وأمنت لك جميع الحريات والمساعدات الاجتماعية.. لك ولعائلتك ولأولادك.. وأنت تريد غزوه وتفجيره وقتل أولاده.. لأنـه كافر ـ حسب أيمانك المتعب المطعوج ـ... كيف تريدني أن أخفف الوطء عن هؤلاء القتلة الذين روعوا بــاريــس عاصمة الدنيا وحرياتها... كيف تريدني تخفيف الــوطء عن داعش وأبناء داعش وحاضنات داعش وحلفاء داعش, والذين فجروا بلد مولدي وقتلوا أهلي وروعوا شعب البلد الذي ولدت فيه... واليوم يحملون شريعتهم وأذاهم وإرهابهم, إلى البلد الذي اخترته وطنا وأهلا ومبدأ وفلسفة ونظام حياة.. لعائلتي وترعرع فيه وتعلم وتثقف كل أولادي وأحفادي.. وسوف يلد فيه قريبا ابن كبيرة أحفادي... ولا أرغب أن ينتشر بــه سـرطان هذا الإرهاب الداعشي ولا شريعته, ولا أعلامه السوداء ولا دعاياته المسمومة.. لا... لا... لا... لن أخفف الوطء بقناعتي بأن هؤلاء ومن يحضنهم ومن يبشر بتعاليمهم وشريعتهم.. هم خطر الحاضر والمستقبل لا على ســوريـا وفرنسا.. فــقــط... بل على البشرية جمعاء.. يجب على دول العالم بأســرها أن تحاربهم.. كما تحارب السرطان منذ اكتشافه.. لأن خطرهم يفوق أخطار السرطان ألف ألف مرة... لأنهم لا يؤمنون سوى بقتل الآخـر.. ولا يحبون حتى حياتهم... ولا يرغبون أي شــيء.. سوى الالتحاق بحوريات الجنة.. ولا أي شــيء آخر... ولا يحترموا أيا من شرائع وقوانين الإنسانية... وكل من يتساهل معهم, ومن يتشارك معهم بأية وسيلة, ومن يحضنهم ومن يحالفهم.. وخاصة من يمولهم أو يتاجر معهم.. شــريك يدان بجريمة ضد الإنسانية...
جميع أصدقائي وغير أصدقائي, وخاصة زوجتي.. يعتبرون أن داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش, بأي مكان بالعالم.. وهم اليوم موجودون بكل مكان بالعالم... انــهــم خطر متحرك ــ بكل حرية ــ بكل مكان بالعالم. ولهذا السبب يطلبون مني تخفيف الوطء.. وحتى إلغاء الوطء كليا.. ونسيان داعش كليا... خشية علي... تصوروا ما معنى تعميم هذا الطلب يا أصدقائي.. ويا غير أصدقائي.. ويا بشر... يعني هيمنة النازية الإســلامية المتطرفة على العالم دون وقوف بوجههم وفضحهم ومقاومة أذاهم... هكذا سيطر هتلر وحزبه ونازيته على ألمانيا وعلى العالم بالثلاثينات من القرن الماضي.. بحزب لم يتجاوز ببداية البدايات, سوى بضعة مئات من الأعضاء... وبعدها أرعبوا ألمانيا بكاملها ومن ثم سيطروا عليها.. وحاولوا السيطرة على العالم بأسره... لأن غالب الألمان خافوا وصمتوا.. وخاصة البورجوازية وحتى الأرستقراطية والطبقات الرأسمالية الألمانية... صمتت وراقبت بالبداية... ومن ثم شــاركت وأيدت ومولت... ورأينا أهوال النازية بعدها بمنتصف القرن الماضي.. وملايين الضحايا التي سببتها بالعالم كله...
استيقظوا يا بشر العالم... يا دول العالم... يا شعوب العالم... الداعشية الإسلامية أخــطــر ألف مرة من النازية.. لأنها تعتقد أنها تعمل بإرادة ربانية لتوجيه العالم كله.. بالقنبلة, بالسيف, بالصاروخ, بتفجير الذات, بالاغتيالات الجماعية والفردية, بحرق البشر, وتفجير كل آثار الحضارات والديانات الأخرى... نحو الإســلام الكامل الوحيد الصحيح... وهكذا عملت النازية بالقرن الماضي...
حذرا.. حذرا وقوة يا بشر.. الصمود لا يكفي.. العمل.. والعمل الموحد.. لجميع القوى الإنسانية والعلمانية والمتحررة بعالمنا اليوم.. تــجــاه هذا الخطر.. حفاظا على حضاراتنا وإنسانيتنا..............
*************
عـــلـــى الـــهـــامـــــش :
ــ تــســونــامــي هيمن على فــرنــســا
الجبهة الوطنية Le Front National

نتائج الدورة الأولى لانتخابات المناطق Les Régionales أعطت النسب الأولى لحزب الجبهة الوطنية Le Front National, للمرة الأولى بتاريخ فرنسا منذ منتصف القرن الماضي, حتى مساء البارحة.. علما أن نصف عدد من يحق لهم الانتخاب لم يتوجهوا إلى صناديق الانتخاب يوم البارحة الأحد السادس من ديسمبر ــ كانون الأول 2015.. وسوف نرى فيما كانت الدورة النهائية والثانية الأحد القادم سوف تغير أي شــيء من هذه العاصفة اليمينية المتطرفة...
الأحزاب اليمينية.. الأحزاب اليسارية والوسط.. وخاصة حكومة مانويل فالس ورئيس الدولة فرانسوا هولاند... مهزوزون.. مسطومون.. مصدومون كليا.. تصريحاتهم البارحة مساء مضطربة فارغة.. لا يعرفون من يتنازل لمن.. ومن يتوحد مع من.. حتى يجابهوا تسونامي الجبهو الوطنية التي تديرها السيدة Marine Le PEN ابنة الزعيم السياسي الهرم المخضرمJean-Marie Le PEN والذي ما زال يتدخل ويصرخ ويحرك الأوراق ويهدد الأحزاب التقليدية, متهما إياها بالتنازل عن كل مبادئ الجمهورية والثورة الفرنسية وتاريخ فرنسا وحضارتها... وحزبه الذي تديره ابنته محاولة تبييض سمعة حزبها العنصرية الراديكالية, تجذب وتستقطب العديد من الجامعيين والكوادر... وخاصة بعد الاعتداء الداعشي على باريس والمجزرة التي أوفعتها.. بالإضافة إلى الاعتداء على صحفيي ورسامي شارلي هيبدو... واضطراب احزاب اليمين واليسار.. وخاصة الحكومة (الاشتراكية) الحالية.. والتي لم تعد تحمل أي أثر من مبادئ الاشتراكية.. بإيجاد حلول مقبولة جذرية.. ضد انتشار الإرهاب الإسلامي في فرنسا خلال السنوات الأخيرة.. وأن حزب الجبهة الوطنية هو الذي يعرض حلولا جذرية متطرفة (جــدا) لها.. مما يستقطب لها غالب الراي الفرنسي العادي, والذي بدأ يتململ بفترة البطالة والفقر المنتشرة وإغلاق المؤسسات والمصانع.. واتهام الجاليات الأجنبية والإسلامية منها.. بأنها تسبب العديد من المشاكل بالمناطق التي تتجمع فيها, وما يحدث بالجوامع الإسلامية وخطب أئمتها المختلفة.. ضد (الــكــفــار) من أصحاب البلد. مما يخلق جوا غريبا من هيمنة أفكار العنصرية, ونجاحها بهذه الأجواء المضطربة, وفقدان الحلول الاجتماعية والاقتصادية, وسهولة الاختلاط والاندماج والعيش المشترك... مما أدى ــ على ما اعتقد ــ إلى هذا التسونامي من نجاح حزب الجبهة الوطنية.. بالدورة الأولى لانتخابات المناطق الفرنسية الجديدة.. والتي قد تؤدي إلى اكتمال هذا النجاح بالدورة الثانية الأحد المقبل 13 ديسمبر ـ كانون الأول 2015....................
ومن الجدير بالتذكير, أن هذا الحزب هو الوحيد من الأحزاب الفرنسية التي تدعم السلطة الحالية السورية ورئيسها.. منذ بداية الأحداث في سوريا من خمسة سنوات.. حتى اليوم.
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة سنوات مضت...
- مرة أخرى.. إسمعوا هذه الصرخة.. يا بشر.
- خلاافات عائلية صغيرة وكبيرة.. محزنة.
- هل تربح - داعش - المعركة ضد الديمقراطية؟؟؟!!!...
- تفجيرات... وتحديات... وقرف من السياسة...
- الموت... موت الآخر... وسياسة الأرض المحروقة...
- ماذا بعد يوم الجمعة 13 نوفمبر تشرين الثاني 2015؟؟؟...
- خواطر فرنسية... بعد الجرائم الداعشية...
- إرهاب داعش.. يتحدى ويخترق أمن وحريات العالم...
- كلمة تعزية إلى رفيقة من اللاذقية... إثر التفجيرات الآثمة على ...
- رسالة إلى صديق إنتاج - باب الحارة -... وعام الغش يتوسع...
- الواقع كما هو...
- تهديدات ضد قناة -الميادين-... وضد السلام والاستقرار في العال ...
- عودة إلى صديقي -الغاندي-... تفسير و توضيح...
- رد بسيط إلى الصديق الطيب - الغاندي -*
- إسمها ريحانة جباري...وماركة لاجئ سوري...
- عودة إلى اعتذار وتوبة طوني بلير... وهامش حقيقي حزين آخر...
- Statut quo... وضع بدون تغيير...
- ملاحظات عابرة.. عن أبناء جلدتي.. وعن مشيخة قطر.
- بورصة اللاجئين... وعن الإعلام الغربي...


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى زوجتي.. وأصدقائي... وخواطر انتخابية فرنسية...