أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - المرأة و شطحات المرآة














المزيد.....

المرأة و شطحات المرآة


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 5025 - 2015 / 12 / 26 - 00:35
المحور: الادب والفن
    





https://www.youtube.com/watch?v=R7fbSp4RYNM

المرأة وشطحات المرآة...

في بيت الدعارة المنزوي خلف سوق–الخردة- تقطن الهاربة اسرار ابنة الفقيه يقظان ..و ككل ليلة ماجنة تأخذ كامل زينتها ..ما أجملها و هي تهيئ نفسها للزبناء...
صامتة تجلس متأملة صورتها في المرآة المتشققة عن خطوط تتعرج أديمها الصقيل ..

كم كانت تجيل النظر في هذه الخطوط المتكسرة التي لا تقبل الانحناء.كندب تزين وجه المرآة التي تتكلم بلسان ما انطبع عليها من آلاف الصور هي لوجوه راحلة ووجوه أخرى بعدها تشق رحلة العمر إلى حيث ما شاء الله من التعمير طولا أو قصرا .. انها ببساطة الفهم المغلوط لغة المرآة العاكسة للوجوه و الأقنعة إلى أن يكتب الله لها الإتلاف و إتلافها قدر اسود لا يرحم تاريخها التليد الذي يمتد ضاربا في أعماق الأيام المحبلة بالسرديات المفتوحة على كل الأغراض ...
ما اجل الحكمة التي لا تستشف إلا بما تودعه المرأة للمرآة من أسرار صادقة حميمية بالغة الحساسية..

و اليوم تتساءل عن سر تشققات المرآة المنمقة تموجاتها و هي المصونة بين أهداب أفراد العائلة الكبيرة و من من بين هؤلاء كان سبب كل او بعض هذه التشققات التي بخست قيمتها كتحفة في أعين الناس و الزبناء؟؟

لم يفلح ذكاؤها من فك شفرة الشقوق المتناهية الدقة .. و لا كيف قد تخول لنفسها تأويل شطحاتها إلى ما به قد تهتدي إلى حقيقة تلك الطلاسم المدمية ..
كم كانت دوما تتبع بحركة أصبعها في تحد سافر تعرشاتها المثيرة شكلا هندسيا يجسد بفنية هيروغليفية رسما لخريطة لا مفاتيح لها ..و تعيد نفس السؤال أمام تهكم المراة صاحبة اللغز المدفون في نقطة ما من تلك التواشيح الهندسية :
-- ترى كيف حدثت مثل هذه الشقوق الجميلة ؟؟؟..هتف هاتف في نفسها قائلا :-- بل متى.. و اين... ؟؟؟؟

كان يخيل إليها انه متى أطبقت جفنيها على المرود للاكتحال..تسمع داخل الشقوق عينها - قعقعة السيوف ..تهليلات و تسبيحات مؤثرة..إيقاعات على الدفوف و أغاني العبيد الشجية ..الإيماء و الغلمان تؤجج حماسة الحرس بأناشيدهم الملحمية و هم يحيطون في رحلة الشتاء و الصيف و في أعماق الصحراء قوافلهم التجارية ..

كم كانت تتناهى أصوات استغاثة لأقوام من نفس دينها و اللغة التي فطرت عليها .. هناك ما وراء البحر المدرك بهدير الموج الواقر في إذنيها ..هناك عند رأس المرآة دلالة على اتجاه الشمال ..ر أس اسود داكن يعلوه النحيب الخافت آهات حارقة ....سواد لم يفلح معه أي مطهر لمسحه عن اديم المرآة. انه وشمها في مدامع الزمن .. زمنها المخصية هوامشه.. .

لقد كانت تشك في أمرها.. فهل غيرت المرآة وظيفة المر أة التي تسكنها آ دمية حسناء عاقلة من عاهرة الى عرافة .. ؟؟تحس بعوالم مخفية حولها عبر رموز و علامات لا تفقهها
فما بال صوت يأتيها دما تترجرج فيه قواميس آ ل يعقوب حقدا على عزل من جنس هويتها لاذنب لهم إلا مطلب العودة ارتباطا بالأرض.. .
ليالي حمراء ستقضيها رغم ان الدم المسفوح جهة اليمين دلالة على الشرق قد تسعر اقتتالا قض مضجع الجميع ...هذا مالا تعلمه بائعة الهوى إلا ما غقلت عن ذكره قصاصات الأخبار المعلبة كما أفصح بهذا الراوي الضليل ..و اخيرا كباقي الاشباح التي حارت في امر الحكمة التي ترافق السيدة من خلال مرآتها يتساءل:
-- من هذه المرأة الشمطاء التي تتفرس مرآتها / خريطتها الزجاجية الشفافة عن رؤى صدوقة ..و ما سر هذه المرآة العجيبة التي أهديت إليها يوم العقد عليها باعتبارها آنئذ من أثمن ما يمكن أن يهدى للمرأة نفائس ناذرة.. .
.و ما اسعد ها حالا تلك التي تحصل عليها ... و يمعن الراوي في الاجابة عن تساؤلاته المؤرقة ..:
-- لعلها تكون اعتماد الرميكية الملكة الجارية زوجة المعتمد بن عباد الذي ضيع بعشق الهوى هاوية الملك و الزوجة رغم ما تتمتع به من قدر بالغ معرفة بالشعر و الأدب و فنون السياسة ومع ذلك كان الانهيار فكانت ذلة العرض مصاحبة للرعية على أشكالها ... لا.. لا ربما زينب بنت إسحاق النفزاوية التي تعاقب على زواجها منها عمر اللمتوني و ابن عمه بعده /يوسف بن تاشفين إنها الزوجة المليحة التي شاركته في الحكم و ادارة البلاد و بعد وفاته كان الانهيار التام لمشروع الامة تحت سيادة المرابطين ....من يدري قد تكون سهى عرفات الم يشك في امرها كونها من ساهمت و بمؤامرة غادرة من تسميم رمز فلسطين المفدي الم تتزوج بعده السيد الطرابلسي بعدما طاب لها المقام بتونس التي وهبتها جنسية البلد ..و لم لا تكون الخاتون عصمة الدين فهي الأخرى قد تعاقب على زواجها قائدين كان الأخير منهما صلاح الدين الأيوبي ...أو أخريات ممن يرشقن النظرات في اديم المرايا بحثا عن سر إثارتهن لصيد رجال العزائم ....
لم تمت كل هؤلاء النساء إنهن أحياء في تشققات المرآة اذ يتناهى صراخهن إلى حدس المتأملة وحيا.. إنها اختصارا لوثة الحضارة الساقطة في دهاليز النسيان....إنها المرآة التي تهشمت من كل الجوانب فتشظت مسوخا كل الوجوه و الصور.. فبلغة المرآة نكتشف المحيط بتكامل الحواس الا حاسة التاريخ التي تملكها المرأة آلة سحق للكلمة الموحدة.. تكسير للارادة الفاعلة.. تقطيع للخرائط المقدسة و اجتثات للهوية التي هي عقيدة المصير المشترك لطرق ضل منها المفترق..
https://www.facebook.com/mohamed.elkasbi



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبان يوسف ..وزير الثقافة الموازي !
- معالي وزير الثقافة :هل صليت على النبي اليوم ؟ ! رسالتكم -معا ...
- حروف باهتة...
- بعد ربع قرن..كارثة غزو الكويت مازالت بدون توثيق
- ويكليكس ..موقع إعلامي ..أم جهاز مخابرات ؟
- سألت نزار عن سعاد الصباح وسألني عن أدونيس
- هل قرأ النجار وثابت تاريخ الصحافة العالمية ؟
- تحية لسلماوي ..المثقف الدور
- خمس دقائق ..الريشة والقلم ..ونشوة الانستولوجيا !
- ألهذا كثرت معارك أبي همام ..ألهذا كان حظه من الشهرة قليلا ؟!
- هل يترشح الكاتب العماني سعيد العيسائي في انتخابات البرلمان ا ...
- الأوبرا المصرية تبدأ مبكرا احتفالاتها برأس السنة بحفل تحييه ...
- رسالة بين العواطف و العواصف نحوا...
- المماثل والمغاير لمؤتمراتنا الثقافية في مؤتمر المنصورة
- بروليتاري آخر من مهمشي جمهورية الأدب يسقط ولاأحد يدري.
- ربع قرن على زلزال صاحب الآيات الشيطانية..هل يحصل على نوبل ؟!
- موروثات فذ السؤال....
- لن أحب إسرائيل حتى لوكنت أكره حماس !
- الجرف الصامد ليست اختبارا للسيسي
- فابية عبد الناصر وطريق السيسي الثالث


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - المرأة و شطحات المرآة