أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - سألت نزار عن سعاد الصباح وسألني عن أدونيس















المزيد.....

سألت نزار عن سعاد الصباح وسألني عن أدونيس


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 12:27
المحور: الادب والفن
    


ماذا يعني يوم 28أبريل لرعايا جمهورية الأدب ؟
أخشى أن يمضي الكثير وقتهم مكابدين في البحث عن إجابة للسؤال "اللغز" ربما دون أن ينتهوا إلى شيء ..وهذا ما يثير الحزن ! في ظهيرة هذا اليوم من سبعة عشر عاما –أتذكر- هاتفتني صديقة عمانية ..كانت حروفها الباكية تنسال عبر أسلاك الهاتف ألما ..قالت بمشقة : نزار مات !!
فجيعة رحيل نزار في ذلك اليوم بدت شبيهة برحيل العندليب الأسمر قبل ذلك بواحد وعشرين عاما.. كل أبناء جيلي في الفجيعتين توحدوا حول الشعور..بأن وجدانهم ترمل ..فكلاهما -حليم ونزار- لعبا دورا مهما للغاية في تخصيب الوجدان الجمعي للأمة بمشاعر الحب ..
كيف مرت ذكرى نزار دون أن نتذكره ولوبسطر واحد في زاوية منزوية بإحدى صحفنا ..؟
أهي خماسين الربيع العربي التي حجبت عنا حقائق كثيرة ترتبط جينيا بمسيرة الأمة ؟ أم أن مثل نزار هذا مصيره أن ينزوي ..ولايكتب له الخلود لأن شعره كما يدعي البعض ينتمي إلى هذا النوع من الأدب الذي يروج سريعا ..وينزوي أسرع ..وبالتالي لامكان له في الذاكرة ؟
أم هي مؤامرة من مشايخ التكفير الذين أفتوا حين لفظ أنفاسه في بريطانيا في 28 إبريل عام 1998 بعدم جواز صلاة الجنازة عليه ..فقام أصدقاؤه ومحبوه بأداء الصلاة في ساحة المسجد الخارجية !!
أم أن الأمة تنتقم منه لأنه قال في قصيدة بلقيس التي قتلت في حادث تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1982"
هل موت بلقيس..هو النصر الوحيد في تاريخ كل العرب؟
هل نافقته ؟
حين قصدته في مقر اقامته بفندق انتركونتننتال مسقط خلال زيارته لسلطنة عمان في منتصف تسعينيات القرن الماضي كانت أوراقي متخمة بعشرات الأسئلة ومقصدي هو مقصد أي صحفي تتاح له فرصة لقاء مع شاعربقامة نزار قباني ملأ بقصائده الدنيا صخبا وضجيجا على مدار نصف قرن ..كان مقصدي حوارا صحفيا بالمعنى المتعارف عليه لمجلة المنتدى الاماراتية.. أسأل و يجيب ..مدركا أن إجاباته قنابل تقض مضجع الأوساط الثقافية ..لكنه ولسبب أجهله وربما كانت تلك طريقته في التحاور مع الصحفيين خلع عني صفة الصحفي وجعل من الحوار حديثا بين صديقين وكم كانت سعادتي بالغة بما حدث ..فما أن أعود الى أسئلتي ويبدأ هو في الإجابة حتى ينتهي بسؤال يوجهه لي ويترقب إجابتي باهتمام ..
لكن البداية كانت عاصفة ..ربما لم أكن موفقا في اختيارها ..إلا أنها خشيتي كصحفي أن يداهمنا سريعا ما يشغله عن الحوار فينصرف عني ..لذا ألقيت بقنبلتي :
-لاأدري ..هل لديك علم بما يتردد عن الشاعرة الكويتية سعاد الصباح ؟
سألني في اهتمام : ماذا يتردد؟
انتابني شيء من التردد ..لكنني تغلبت عليه وقلت :
-أن أشعارها في الحقيقة هي أشعار نزار قباني ..أعني .. ؟
قاطعني بشيء من الغضب:
-لماذا تستكثرون أن يكون بيننا شاعرة عظيمة ؟!
فاجأني بسؤاله ..إلا أن الله ألهمني إجابة بدت مرضية أو مخرجا لي من مأزقي ..قلت :
-ربما لأن المرأة العربية عبر التاريخ أجادت دور الملهمة أكثر من دور المبدعة !
هز رأسه فيما يبدو أنه موافقة على ما قلت ..ولم يعلق مما منحني أن أقود الحوار بعيدا عن حقل الألغام هذا ..
سألته عن قصيدة النثر.. وبالطبع كان من الطبيعي أن يتطرق الحديث الى أدونيس فسألني :هل تعجبك أشعاره ؟
قلت :هو يزف القصيد عروسا لشيخ القبيلة ولاأحد سواه ..أما أنت فتزفها في تمام بهائها لكل أفراد القبيلة ! ..
بدا سعيدا بما قلت..ها أنا أنجح أخيرا في أن أمحو أي كدر سببته له بسؤالي عن علاقته بسعاد الصباح ..الا أن إحساسا بالقلق راودني من أن يكون ما سقته من اجابة نفاقا !
لكن هذا إحساسي الآن ..وذكرى رحيله السابعة عشر تلفحنا برياح الألم ..وإحساسي الآن كان احساسي دوما ومنذ سنى المراهقة .. وحين كنا نتبادل بلهفة دواوينه في المرحلة الثانوية والجامعة ..حتى الذين لاناقة لهم في الشعر ولاجمل كانو يشاركوننا ذات الشعور الاحتفائي بكل جديد لنزارقباني ..وبأنه شاعر الأمة ..كل الأمة شبابها وشيوخها ..رجالها ونسائها ..صفوتها وعوامها .. فهل كان إحساسنا صادقا ..أن نزار بالفعل يكتب شعرا جديرا بالاحتفاء !
البعض يشكك!
يقينا طرح سؤال على تلك الشاكلة من وجهة نظر الكثيرين يبدو استفزازيا وربما جنونا..أبعد تلك الامبرطورية الشعرية الهائلة التي شيدها صاحب القصائد المتوحشة عبرجغرافيا الوجدان العربي من المحيط الى الخليج نشكك في شعرية ما كتب !
بعضهم فعلها ..والمثير أنهم نقاد كبار ..فإن كان البعض قد اكتفى بالتهامس فهناك من جهر بما لديه ..
مثل الناقد الدكتور ماهر شفيق فريد الذي أخرج نزار من زمرة الشعراء حيث قال في كتابه :الواقع والاسطورة – دراسات في الشعر العربي المعاصر " :حين يوضع شعر نزار في ميزان النقد العلمي الصارم سيتبين ان أغلبه متواضع القيمة.. أوله كآخره بلا نمو يذكر..ولا مكان له في ديوان الشعر الخالد باستثناء اربع أو خمس قصائد..
ويستطرد شفيق في معرض حكمه القاسي قائلا : ان نزار قباني لن يدوم دوام السياب ولا عبد الصبور ولا حجازي ولا خليل حاوي ولا حتى أمل دنقل.. فهو لا يملك العمق الفكري ولا البراعة التقنية ولا القدرة على التطور الذي يميز عمل هؤلاء الشعراء.. وراء بريق ألفاظه.. ثمة افتقار الى المعنى..او معنى بالغ السطحية ..وركاكة فكرية إن جاز التعبير.
ويسوق أيضا الناقد جهاد فاضل أراء شبيهة في كتابه "
نزار قباني: الوجه الآخر" ..بل أنه يتهم نزار بالسطو على قصائد شعراء فرنسيين وينسبها الى نفسه مثل قصيدة "إفطار الصباح".. ل"جاك بريفير"
وتكتسب أراء الناقدين الدكتور ماهر شفيق وجهاد فاضل أهميتها من أنهما يضعان النص تحت المجهر الفني وليس المجهر الأخلاقي ..فكثير من النصوص في عالمنا العربي قد لاتحول جودتها الفنية دون أن تساق الى مقصلة التأويل الأخلاقي .. وكان نزار قباني وعبر نصف قرن ضحية التأويلات الأخلاقية ..حيث يرى نفر غير قليل من الأمة أن في شعره مروقا عن القيم الدينية ..
على أية حال ليس التأويل القيمي ما يعنينا الآن ..بل ما يقوله شفيق وفاضل ..فهل شعر نزار بهذا القدر من الرداءة الفنية ..؟ لو كان الأمر كذلك ..فلم راج وشاع بما لم يحظ به شاعر معاصر ؟
الرائج والأجود
يدفعني هذا الى أن أستحضر من الذاكرة ما قاله الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور في مقال له
بصحيفة الأهرام إن الأدب الرائج لايعني بالضرورة أنه الأجود ..
الا أن عصفور يحذرنا من أن نتخذها بديهية مسلم بها.. أن كل ماهو رائج ليس الأجود فنيا .. فكثير هي الأعمال التي راجت وكانت على قدر عال من الجودة الفنية
ولو لازم كل النقاد خندق ماهر شفيق وجهاد فاضل لاستسلمنا لأرائهم بأن نزار بنى مجده على أنغام آهات الغوغائيين ..! الا أن آخرين - أيضا نقاد كبار - يرون ما لايراه شفيق وفاضل ..
فالناقد المغربي الدكتور نجيب العوفي يذهب في دراسة له الى أن "نزار" كشاعر حداثي يورط الحداثة والحداثات والحداثيين ويضع الجميع في مأزق. ويقول العوفي "كثرة كثيرة من الشعراء العرب على توالي العقود الزمنية الشعرية، تعاملوا مع الشعر والحداثة الشعرية بنوايا مسبقة وبمرجعيات وخلفيات مستحضرة سلفا، فكان هناك مشروع نظري وجملة مبادئ نظرية هي التي تؤهل للدخول في حمى الحداثة.. ثم يجهد الشاعر نفسه من أجل أن يصوغ نصوصا على مقاس تلك المشاريع والمبادئ الأولية الموضوعة سلفا ..ولقد أجهز هذاعلى كثير من النصوص الشعرية المحسوبة على الحداثة.. وخنق فيها بعض مكامن الحيوية والحرارة..وهو ما انتبه إليه نزار قباني بطريقة عفوية وتلقائية.. ولكنها طريقة معززة كذلك بثقافة أدبية ولغوية وتاريخية رفيعة.. فحرر تجربته الشعرية من كثير من المسوح الثقافية والأقماط المعرفية والطقوس الاستعارية والمجازية .. لهذا كانت نصوص نزار الشعرية عارية وتلقائية.. يتطلع نزار من خلالها نحو الحداثة الشعبية لا الحداثة النخبوية .. لأن الحداثة الشعبية "يمكنها أن تخترق وتتواصل مع الناس وتصبح جزءا من الفلكلور الشعبي ..
وما كنت قد قرأت هذا الذي كتبه العوفي حين التقيت بنزار في مسقط .. لذا يمنحني كلامه هذا إحساسا بانني لم أنافق شاعرنا الكبير حين قلت له أنه زف القصيد عروسا بهية للأمة كلها .. ! بل وأمنح ظهري الى ما يقوله شفيق وجهاد .. وأستعين بما قاله عصفور.. فمن الأدب الرائج – كثير - ماهو جيد .. بل فائق الجودة .
.وأظن أن شعر نزار جدير بأن يبند تحت هذه الفئة " شعر فائق الجودة " !!!
ومع ذلك تكاد ذكراه تذبل في وجداننا ..فهل قارئة الفنجان أنبأته بهذا ..أن الأمة التي انتشت بأشعاره عبر نصف قرن ستلفظه من ذاكرتها بعد وفاته بأسابيع !!
محمد القصبي



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قرأ النجار وثابت تاريخ الصحافة العالمية ؟
- تحية لسلماوي ..المثقف الدور
- خمس دقائق ..الريشة والقلم ..ونشوة الانستولوجيا !
- ألهذا كثرت معارك أبي همام ..ألهذا كان حظه من الشهرة قليلا ؟!
- هل يترشح الكاتب العماني سعيد العيسائي في انتخابات البرلمان ا ...
- الأوبرا المصرية تبدأ مبكرا احتفالاتها برأس السنة بحفل تحييه ...
- رسالة بين العواطف و العواصف نحوا...
- المماثل والمغاير لمؤتمراتنا الثقافية في مؤتمر المنصورة
- بروليتاري آخر من مهمشي جمهورية الأدب يسقط ولاأحد يدري.
- ربع قرن على زلزال صاحب الآيات الشيطانية..هل يحصل على نوبل ؟!
- موروثات فذ السؤال....
- لن أحب إسرائيل حتى لوكنت أكره حماس !
- الجرف الصامد ليست اختبارا للسيسي
- فابية عبد الناصر وطريق السيسي الثالث
- في مصر ينتشر دين المشايخ وليس دين الله !
- الكلمة العليا في الإخوان الآن لسيد قطب !
- مايحدث في العراق صراع قوميات تحت عباءة مذهبية
- كل مصائب مصر سببها وزارة التلقين
- مصر المتعبة بدون عروبتها
- رسالتي الأخيرة ربما ..فصل من كتاب -الأنثى الحلم -


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - سألت نزار عن سعاد الصباح وسألني عن أدونيس