أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - مايحدث في العراق صراع قوميات تحت عباءة مذهبية















المزيد.....


مايحدث في العراق صراع قوميات تحت عباءة مذهبية


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 07:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دوما كان العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة لقمة سائغة للفوضى التي أوصلته إلى حافة الانهيار بسبب الغباء ..
غباء رئيسه الراحل صدام حسين أولا حين زج ببلاده في حرب مع إيران أطلق عليها قادسية صدام معتقدا أن ضعف طهران بعد ثورة آيات الله ..ودعم واشنطن له عقب فشل عملية تحرير الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية بطهران سيجعل الدولة الفارسية صيدا سهلا لقواته ..لكن الأمريكان أرادوها حربا لاستنزاف قوى الدولتين لصالح إسرائيل ..حتى أنها ساعدت العراق بالمعلومات وصور الأقمار الصناعية كما عقدت صفقة الأسلحة الشهيرة مع طهران والتي بعد الكشف عنها عرفت باسم فضيحة إيران كونترا ..وتم بمقتضاها تزويد القوات الإيرانية ب3000صاروخ تاو مضادة للدروع وصواريخ هوك المضادة للطائرات . بواسطة إسرائيل !! وقد شارك في إنجاز الصفقة خلال مباحثات جرت في باريس صيف عام 1985
جورج بوش الأب حين كان نائبا للرئيس الأمريكي رونالد ريجان ورئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن الصدر وبن ميناشيا مندوبا عن الموساد الإسرائيلي الذي تكفل بنقل الأسلحة من إسرائيل إلى إيران ..وقد انتهت الحرب
بنصر لصدام لامعنى له ..
..لكنه ظن أنه خرج من هذه الحرب بعد أن خلع عليه الإعلام العربي لقب حارس البوابة الشرقية بطلا قوميا ومفوضا من الأمة ليفعل أي شيء ..ولم يكن أي شيء هذا مثلا ضد إسرائيل .. العدو الأول في العقل الجمعي العربي..لو فعل هذا ..وحتى إن لامه بعض أشقائه في العواصم العربية فلأنه مثلا لم يوفق في اختيار الوقت الملائم أو لم يراع الظروف الدولية ..لكن صدام سعى إلى غزو الكويت في 2أغسطس عام 1990 .. متجاهلا الدعم القوي الذي تلقاه خلال حرب الثماني سنوات مع إيران من الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر ..حتى أن الكويت فتحت له موانيها وأراضيها ..وكان مايتراوح ما بين 500إلى 1000 شاحنة ثقيلة تمر يوميا من الكويت إلى العراق محملة بكل ما يحتاجه العراق من دعم .. مما عرضها لهجمات إيرانية ..بالإضافة إلى القروض التي قدمتها دول الخليج بدون فوائد والتي تقترب من 25مليار دولار .. والغريب أنه رأى في غزو الكويت ما يستحق أن يتنازل من أجله عن المكاسب التي حققها من حرب الثماني سنوات حتى أنه فجأة أفرج عن الأسرى الإيرانيين ..وتخلى عما يقرب من 2500كيلومتر مربع من الأراضي الإيرانية التي احتلتها قواته .

لقد فعل صدام بغزوه دولة عربية شقيقة ما لم يفعله أي حاكم
عربي من قبل ..حتى عبد الناصر الذي شطرخطابه السياسي الأنظمة العربية إلى تقدميين ورجعيين ..لم يقدم على عمل مثل هذا ..بل إن الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم حين هدد في يونيو 1961 بضم الكويت والتي تنتمي طبقا لتقسيمة عبد الناصر إلى المعسكر الرجعي تصدت له القاهرة بقوة ..بل وكان الانسجام بين الموقفين المصري والسعودي داخل الجامعة العربية وخارجها سببا محوريا في فشل مخطط قاسم ..وفي انسحاب القوات البريطانية من الكويت والتي حشدتها لندن لمواجهة التهديدات العراقية.. ..إلا أن صدام بغباء فعلها ..لينفض من حوله عرب الخليج الذين دعموه بقوة خلال حربه مع آيات الله ..
ودفعهم الخوف من حماقاته أن يشاركوا في التحالف الذي قادته واشنطن ضده ..ولو تحلى صدام بشيء من الحكمة السياسية وأظهر لعرب الخليج أن العراق قوة لهم لاعليهم ضد أطماع القومية الفارسية التي ازدادت شراهتها لابتلاع المنطقة بعد وصول آيات الله للحكم ..لاتخذمجلس التعاول الخليجي موقفا واضحا وجليا ضد مخططات بوش الإبن لغزو العراق في إبريل عام 2003
غباء بوش
والحرب التي شنتها الولايات المتحدة أيضا على العراق تنم عن قدرغير مسبوق من الغباء السياسي.. لاعهد للإدارة الأمريكية به منذ تورط الرئيس الراحل ليندون جونسون في فيتنام..خلال ستينيات القرن الماضي ..
فإذا كانت أدبيات الخطاب السياسي للبيت الأبيض تظهر طهران كأحد أركان محور الشر في العالم ..فها هو الغزو الأمريكي ينتهي بتسليم العراق بعد الإطاحة بنظام صدام لقمة سائغة لطهران .. وحين تجذر صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها يوم 19يونيو للمأساة العراقية بالقول بأن قرار غزو العراق لم يكن بسبب الخطر الذي يمثله على جيرانه بل بسبب رغبة ادارة الرئيس الامريكي السابق حي دبليو بوش بالتباهي بقوة الولايات المتحدة بعد سلسة من الهزائم بدءاً من الثورة الايرانية الى تدمير برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر..قول مثل هذا ينم عن أن عقلية بوش الرعناء أدت بقراراتها الحمقاء إلى كارثة شرق أوسطية ليس من المستبعد أن تؤثر سلبا على المصالح الأمريكية نفسها..! فتقسيم المنطقة إلى 100 إمارة إسلامية سيحيل الشرق الأوسط إلى فوضى ..وبرك من الدم لن تجف ولو بعد مئة عام ..وهذا لايصب في صالح الغرب ولاأبناء المنطقة أنفسهم .

الغباء الإيراني كالأخواني
ومسلسل الغباء في العراق ليس فقط نجومه صدام وبوش ..بل آخرين ..
فطهران أيضا وبغباء تحسد عليه ..فعلت في العراق ما فعله الأخوان في مصر ..حيث السعي المحموم للإقصاء والتمكين .. إقصاء الخصوم ..وتمكين أبناء العشيرة من مفاصل الدولة ..وخصوم طهران في العراق القوى السنية والأهم العروبيون..أما أبناء العشيرة الذين ينبغي تمكينهم ..فهم الشيعة ..وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أداة طهران لتحقيق مخطط الإقصاء والتمكين ..وبأسرع ما يمكن..فاتبع سياسة قمعية لملاحقة خصومه لاتقل وحشية عن سياسة صدام حسين .. والهدف تحويل العراق إلى مقاطعة !في إطار امبراطورية فارسية..المتداول عنها حاليا ماأسماه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في حديثه للواشنطن بوست في ديسمبر 2004 بالهلال الشيعي ..ولاأظن أن طموحات إيران الفارسية تتوقف عند حدود الهلال الشيعي الذي يشمل إيران والبحرين والعراق وسوريا ولبنان ..وإلا لماذا يثيرون القلاقل في اليمن ..ويبحثون عن نفوذ لهم في السودان وفي دول حوض النيل ؟
شهادة جندي أمريكي
وهذا ما كشف عن بعض منه الجندي الأمريكي شيلسي مانينغ في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز..حيث قال
بينما كان العسكريون الاميركيون متفائلين بالانتخابات البرلمانية في العراق في 2010 مؤكدين انها ساعدت في جلب الاستقرار والديموقراطية كنا نحن المتمركزون هناك نرى واقعا اكثر تعقيدا".
فالتقارير العسكرية والدبلوماسية التي كانت تمر عبر مكتبي كانت تتحدث بالتفصيل عن قمع وحشي للمنشقين السياسيين من قبل وزارة الداخلية والشرطة الاتحادية، باسم رئيس الوزراء نوري المالكي..وأكد مينينغ أن المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب في اغلب الاحيان ويقتلون..وذهب مينيغ إلى مدى أبعد بقوله أنه
"صدم بتواطؤ الجيش في الفساد في تلك الانتخابات"، مشيرا الى ان "كل هذه التفاصيل المقلقة مرت بدون ان تلتقطها وسائل الاعلام الاميركية".
وينتهي مانينغ إلى أن الأمريكيين يتعرضون للكذب مجددا فيما يتعلق بالشأن العراقي !
ومانينغ كان محللا لدى الاستخبارات الاميركية ..وكان يعرف باسم برادلي .. ويقضي حاليا عقوبة السجن في فورت ليفنورث بكينساس لمدة 35 عاما بتهمة تسريب 700ألف وثيقة سرية الى موقع ويكيليكس،..



ومثل صدام عززت سياسات المالكي من نزعة العنصرية المذهبية الأمر الذي جعل أهل السنة في العراق يتوقون للخلاص..حتى لو كان على أيدي الشيطان داعش !!
على المالكي أن يرحل
ورغم ما أبداه الأمريكيون في البداية من حذر عقب صدمة استيلاء داعش على الموصل ..إلا أن الأصوات ارتفعت الآن في واشنطن مطالبة برحيل المالكي
حتى أن السناتور الجمهوري جون مكين دعا الرئيس أوباما الأسبوع الماضي إلى إبلاغ المالكي أن وقته انتهى !
وقالت السناتور الديمقراطية ديان فاينستاين‭-;-‭-;-‭-;-‭-;- ‬-;-‬-;-‬-;-‬-;-رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ "بصراحة.. حكومة المالكي يجب ان تذهب إذا أرادت أي مصالحة."
وقال وزير الدفاع تشاك هاجل في جلسة بالكونجرس "هذه الحكومة الحالية في العراق لم تنجز مطلقا الالتزامات التي قطعتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع السنة والأكراد والشيعة."
في حين أشار المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى إن المالكي لم يفعل ما فيه الكفاية "ليحكم بطريقة تتسم بالشمولية وعدم الإقصاء ..وقال كارني :إن المالكي أسهم في خلق الأزمة التي نشهدها اليوم في العراق.
ولكن هل تنحي الملكي يعيد العراق والمنطقة إلى جادة الصواب ؟
أظن أن الأمر كله يرتبط بنوايا إيران ..ولاتشير الدلائل إلى أن طهران ستتنازل عن نفوذها في بلاد الرافدين وتقبل بعراق لكل أبنائه ..بل تريده عراقا فارسيا تحت عباءة شيعية . .
وقد أعلن العميد كيومرث حيدري، نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني في مؤتمر صحفي إن القوات البريّة بالجيش الإيراني تراقب كل التطورات في العراق ولديها الاستعداد التام للقيام بالعمل العسكري، عندما يأذن لنا القائد العام للقوات المسلحة وقادة الجيش القيام بواجبنا القانوني".
وأضاف أن "الجيش الإيراني كثّف انتشاره على الحدود الغربية للبلاد، بهدف السيطرة الكاملة على الوضع بالعراق، وأنه مستعد للتدخل العسكري حال واجهنا أي تهديدات"، بحسب ما نشر موقع "العربية نت".
وتنفي إيران رسميًا حضورًا عسكريًا لها بالعراق، لكن تقارير من داخل إيران تشير إلى وجود استعدادات عسكرية للجيش والحرس الثوري في المناطق الحدودية المحاذية للعراق، وقيام الحرس الثوري بتعبئة الرأي العام حول ضرورة التدخل الإيراني في العراق، بحجة الحفاظ على المصالح الشيعية، وحماية إيران من تهديدات خارجية محتملة..
وبدأت مراكز التسجيل للمتطوعين الذين يريدون الذهاب للقتال في العراق، في أنحاء مختلفة من ايران، حيث سجل آلاف المتطوعين أسماءهم تحت شعار الدفاع عن المراقد الشيعية في العراق.
غباء الغرب مجددا
لكن مسلسل الغباء يضم نجوما آخرين ..ومن وجهة نظر رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير ارتكب الغرب خطأ فادحا ..هذه المرة .. بعدم التدخل في سوريا .. ويطالب بلير في مقال له على حسابه الشخصي بسرعة التدخل في العراق ..إلا أن الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك يرى في مقاله بالإندبندنت أن أي تدخل عسكري في سوريا كان سيأتي بمقاتلي داعش الذين يجوبون العراق ويقفون على اعتاب بغداد حاليا، وقال إنه من السهل جدا أثناء التجول في مدينة حلب أن تتخيل الوضع الحالي في العراق، فالقوات السورية تسيطر على نقاط التفتيش في المدينة التي تحولت إلى اطلال فيما يتواجد المسلحون فقط على بعد لا يتجاوز 200 متر من مناطق السيطرة الحكومية.
مكاسب كردية
ومن المفارقات كما نرى أن ثمة قوى إقليمية تكن الكراهية لداعش باعتبارها جماعة إرهابية إلا أنها تنظر للانتصارات التي حققتها داعش بعين الرضا ..
كالأكراد في شمال العراق ..هم يرون الأمر من زاوية أخرى ..أن الرياح الآن مواتية لتحقيق حلمهم بالانفصال التام وإقامة دولتهم المستقلة في إقليم كردستان وعاصمتها الغنية بالنفط كركوك ! وهذا ما يؤكده الكاتب البريطاني مايكل بينيون في مقال له بالتايمز حين يؤكد
أن العنف في العراق وحالة الفوضى التي تشهدها شمال البلاد، وفر فرصة ثمينة للأكراد للحصول على استقلالهم الكامل عن بغداد، وتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم "كردستان".
وبحسب بينيون فإن المقاتلين الاكراد استولوا على كركوك التي تعد من أغنى المدن العراقية بالنفط والتي ينظرون اليها باعتبارها عاصمة بلادهم المستقبلية، كما أن البيشمركة " الجيش الكردي" على أهبة الاستعداد لمواجهة أي اعتداء من قبل قوات الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) التي تتجه الى الجنوب باتجاه بغداد.
ويدعم الحلم الكردي أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي تتخبط في مشاكلها ليس بمقدورها حالياً منع الأكراد من بيع البترول في السوق المفتوحة.
ويحث الكثيرون في اربيل عاصمة اقليم كردستان، رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني بإعادة رسم حدود الاقليم الذي فرض عليهم من قبل بريطانيا وفرنسا والامبراطورية العثمانية واعلان انفصال اقليمهم عن الدولة العراقية في ظل حالة الهلع التي تعيشها بغداد ووسط الانتصارات التي تحققها (داعش) على الأرض..
وبالطبع لاداعش ولاالمالكي ولاالسنة في العراق كما يقول الكاتب البريطاني سيتقبلون فكرة استقلال الأكراد في شمال العراق..
لكن هل هؤلاء يملكون القوة التي تمكنهم من كبح جماح الأكراد ؟
سؤال لم يجب عليه " بينيون " ..وأظن أنهم لايملكون القوة ..لكن قوى أخرى مثل تركيا وإيران سوف تتعرض مصالحها في المنطقة للضرر ..لذا ستواجه المشروع الكردي بصرامة ..فإقامة دولة كردية مستقلة قد يحفز الأكراد في الدولتين للمطالبة بالانضمام إلى الدولة الجديدة ..والمطالبة قد لاتتوقف على الوسائل المشروعة من برلمان وإعلام ..بل قد يصل الأمر إلى مظاهرات في الشارع واضطرابات ..وأعمال عنف وربما حروب أهلية !


لكن هل يتلقى شياطين داعش دعما من قوى عربية لمواجهة الورم الإيراني في سوريا والعراق ؟
الإسم يغضبهم
قبل الإجابة على هذا السؤال ينبغي أن نجيب على سؤال آخر :ماذا تعني داعش في خرائط الفوضى الشرق أوسطية الآن ؟

يتألف اسم "داعش" من الأحرف الأولي لاسم التنظيم "الدولة الاسلامية فى العراق والشام". وراج هذا الأسم فى الاعلام نظرا لسهولته فى تمييز تلك الجماعة عن الكثير من الجماعات الجهادية الأخرى. الا أن التنظيم يكره أن يطلق عليه اسم داعش. وهدد الصحفيين والمواطنيين فى المناطق التي يسيطر عليها بتوقيع عقوبة على من يستخدم هذا الأسم .
وطبقا لتقرير بثته شبكة بي بي سي فقد انسلخ تنظيم " داعش " عن تنظيم القاعدة في العراق العام الماضي.. ومنذ ذلك الحين تنصل التنظيم من القاعدة، وأصبح واحدا من الجماعات الرئيسية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا كما حقق مكاسب على الأرض في العراق.
وليس معلوما حجم هذا التنظيم لكن يعتقد أنه يضم الآف المقاتلين ومن بينهم الكثير من الجهاديين الأجانب.
ويقول مراسلن إعلاميون إنه يبدو أكثر تفوقا مقارنة بتنظيم القاعدة كأخطر جماعة إسلامية في العالم.
ويقود التنظيم أبو بكر البغدادي، ولا يعلم عنه أي شئ سوى الاعتقاد في أنه ولد في سمراء، شمالي العاصمة العراقية بغداد، عام 1971 وانضم إلى المعارضة المسلحة التي اندلعت في العراق بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
ويعتبر البغدادي قائدا ميدانيا وخبيرا تكتيكيا، إذ يقول المحللون إنه جعل التنظيم أكثر جذبا لشباب "الجهاديون" مقارنة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري.
ويعتقد الباحث البريطاني بيتر نيومان، "جامعة كينجز كوليدج لندن"أن نحو 80 في المئة من المقاتلين الغربيين في سوريا انضموا إلى التنظيم.
ويزعم التنظيم أن لديه مقاتلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والعالم العربي والقوقاز.
وعلى نقيض جماعات المعارضة المسلحة الأخرى في سوريا، يسعى تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام لتكوين إمارة إسلامية تمتد من سوريا إلى العراق.
وحقق التنظيم نجاحات عسكرية كبيرة، ففي شهر مارس عام 2013 سيطر على مدينة الرقة السورية، التي كانت أول عاصمة إقليمية تسقط في قبضة المعارضة السورية المسلحة.
وفي يناير 2014، استفاد التنظيم من تنامي التوتر بين الأقلية السنية في العراق والحكومة التي يقودها الشيعة من خلال السيطرة على مدينة الفلوجة ذات الأغبية السنية في محافظة الأنباء غربي البلاد.
كما استولى على قطاعات عريضة من مدينة الرمادي، وانتشر في عدد من المدن القريبة من الحدود التركية والسورية.
بيد أن سقوط الموصل في قبضة التنظيم في يونيو كان بمثابة صدمة للعالم أجمع.
وقالت الولايات المتحدة إن سقوط ثاني أكبر المدن العراقية في قبضة "داعش" يشكل تهديدا على المنطقة بأكملها..
وسعى أبو بكرالبغدادي إلى الاندماج مع جماعة جبهة النصرة، الا انها رفضت تلك الصفقة، ومنذ ذلك الوقت تعمل كلتا الجماعتين على نحو مستقل.
وحث الظواهري تنظيم الدولة الاسلامية على التركيز في العراق وترك سوريا لجماعة جبهة النصرة، غير أن البغدادي ومقاتليه يتحدون زعيم تنظيم القاعدة علنا.
وفي يناير 2014 شن مسلحون من جماعات إسلامية وجماعات تدعمها دول غربية هجوما على التنظيم في مسعى لطرد المقاتلين الأجانب بالجماعة خارج سوريا.
من يمول ؟
فمن أين يستمد هذا التنظيم تمويله ؟
ليست ثمة إجابة محددة ودقيقة في هذا الِشأن ..إلا أإن صراعات بهذا الحجم الذي يخوضه تنظيم داعش في حاجة إلى تمويل ضخم لاتقدر عليه إلا أجهزة مخابرات دول معنية بالصراعات في المنطقة ..وقد يشير البعض بإصبع الاتهام إلى المملكة العربية السعودية ..على طريقة فتش عن المستفيد !! وقد وجه المالكي اتهاما صريحا بذلك للرياض ..وبالطبع المملكة والدول الخليجية ..وكل العرب ..جميعنا نشعر بالمرار من الأحوال التي آلت إليها العراق الشقيقة من سيطرة فارسية على غرف صناعة القرار بها ..لكن هذا لايعني تقديم الدعم لتنظيم إرهابي مثل داعش ..
وقد أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وبشكل واضح في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة يوم الأربعاء الماضي أن "داعش " تسعى إلى تدمير العراق ...

ولايعقل أن تكون تلك رؤية المملكة للتنظيم الإرهابي ..ومع ذلك تقدم له الدعم..حتى لو كان الصراع الذي تخوضه هذه الجماعة ضد المخطط الفارسي في العراق ..
لكن ربما ثمة أجهزة استخباراتية دولية أوإقليمية تقدم الدعم لسبب أو لآخر ..
كما أن العباءة المذهبية التي يدار في إطارها الصراع داخل العراق وسوريا ..قد تحفز أثرياء من الخليج بعيدا عن حكوماتهم إلى تقديم الدعم للتنظيم - من وجهة نظرهم - نصرة للإسلام..كما أن هناك أيضا الدعم الداخلي حتى من ضباط سابقين في جيش صدام ....كل القوى والتيارات التي أقصاها المالكي بسياساته المذهبية الضيقة التفت حول تنظيم داعش ليس إيمانا بمبادئه بل كراهية في المالكي..,والتنظيم بدوره يروج لنفسه على أنه منقذ سنة العراق من الحكومة الشيعية العميلة .

صراع قوميات لامذاهب

أيا كان الأمر فلاينبغي للعرب ان يشاركوا في مسلسل الغباء هذا من خلال الزج بأنفسهم في صراع طائفي ..نزول العرب إلى الميدان ..يجب ان يكون من منظور قومي ..أي أنه صراع عربي فارسي ..وأن القومية العربية لم تفرق في أقطارها بين شيعي وسني ..إيران تريد أن تجر المنطقة إلى صراعات طائفية ..والهدف تحقيق اطماع فارسية محضة .. لقد حذر
• وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في افتتاح الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاسلامي يوم الأربعاء الماضي

• من حرب اهلية في العراق بسبب اعتماد الحكومة العراقية أسلوب طائفي وممارسة " الإقصاء " لا يمكن التكهن بانعكاساته على المنطقة ..وثمة تصريحات وبيانات شبيهة صدرت في عواصم عربية وخليجية ..أي أن العرب لايؤسسون لموقفهم من منظور طائفي ضيق ..بل من منظور قومي ..وتلك رؤية صحيحة ..
• لذا فإن نزع فتيل هذه الحرب ليس في يد المالكي ..بل في إيران ..وعلى الإيرانيين أن يستوعبوا أن زمن التمدد الفارسي انتهى ..وأن العرب لن يتعاملوا مع مخططاتهم في المنطقة من منظور طائفي كما ترغب طهران ..بل من منظور قومي ..أي أن سياساتهم في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان تهديد للأمن القومي العربي ..
• وأظن أن رؤية مثل هذه حين ترسخ في العواصم العربية فسوف تجد دعما قويا من القاهرة مع ضخ الدماء مجددا في القومية العربية من منطلق أن كل الآخطار التي تحيق بجغرافية الوطن الكبير لايمكن مواجهتا قطريا ..بل من خلال نظام عربي قوي ضخت فيه ثورة 30 يونيو في مصر دماء الحياة مجددا مع الدعم القوي الذي تلقاه المصريون من أشقائهم في الخليج ..
وفي هذا الإطار يمكن لمصر أن تسهم بقدر ما يتوافر لديها من إمكانات ..فقط من منظور عروبي وليس طائفي .. للحفاظ على وحدة الجغرافية العراقية وبما يساعد على حماية النسيج الوطني للشعب العراقي بكل ما يحتشد من أديان ومذاهب وعرقيات ..إن ذلك ينسجم تماما مع روح المادة الأولى من الدستور المصري والذي أقره المصريون في يناير 2014 حيث تنص على أن "الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها.." ..هذا هو الطريق الوحيد الذي لاطريق سواه للوقوف مع الشعب العراقي الشقيق بكل أطيافه .. والدور المصري حتمي بالتنسيق مع الأشقاء في الخليج العربي ..خاصة وأن بعض المصادر تؤكد أن أمير التنظيم أبو بكر البغدادي يرى ان سيناء جزء من الشام ..كما أنه يسعى إلى ضم أنصار بيت المقدس لتنظيمه

..وإذا كانت الدولة المصرية خالية الآن من وباء داعش فليس مستبعدا أن يسعى قادته إلى إيجاد موطن قدم لهم في مصر ..وأكدت مصادر أن أمير التنظيم أبو بكر البغدادي يسعى لضم «أنصار بيت المقدس» التابع لتنظيم القاعدة إلى صفوف حركته، في محاولة لاستغلال التنظيمات الصغيرة كوسيلة سياسية وإعلامية في إطار الصراع الدائر بين داعش وبين زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وقد دعا أحد أعضاء حركة "داعش"، المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة قائلا: "هيهات أن يطبق الإسلام في مصر بغير جهاد طويل ومرير..".

وذكر معهد الأبحاث الأمريكي " جيت ستون انستيتيوت " أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أصبح يهدد بشكل مباشر العديد من المناطق في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأردن وقطاع غزة وسيناء ولبنان.
أي أن داعش تضع على أجندتها سيناء، ويعتبرونها جزءاً من بلاد الشام
..ولايجب أن نستخف بأحلامهم أن تنضم مصر إلى دولتهم ..لتصبح الحرف الخامس ل"داعش !!..فتتداول بين الإعلاميين "داعشم " !
وتنسيق القاهرة مع العواصم العربية التي لم تتلوث غرف صناعة القرار بها بنفوذ الإرهاب وحده الذي يمكن أن يلغي وجود داعش وكل التنظيمات الإرهابية من فوق الجغرافية العربية نهائيا .! وما لايقل أهمية سيكون التعاون العربي خاصة في المعترك العراقي رسالة قوية إلى طهران لاتزيد عن أربع كلمات : انتهى الدرس يا غبي !
فعلى طهران أن تعي الدرس جيدا ولاتنسى أن تشكيلتها الديموغرافية هشة كقطعة البسكويت ..فالفرس طبقا للمصادر الرسمية وهي غير دقيقة لأسباب قومية يمثلون 51%
من السكان
البالغ عددهم قرابة 70 مليون نسمة، في حين يشكل الأذريون 24% والجيلاك المازندارنيون 8% والأكراد 7% والعرب 3% واللور والبلوش والتركمان 2% لكل منهم، وبقية العرقيات 1% من السكان. .. ومجتمع مثل هذا يبدو مثل قطعة البسكويت ..من السهل تفيتيته ..!



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل مصائب مصر سببها وزارة التلقين
- مصر المتعبة بدون عروبتها
- رسالتي الأخيرة ربما ..فصل من كتاب -الأنثى الحلم -
- على السيسي أن يلتزم بلاءات الشعب الثلاثة
- لماذا يكون مسرح الثقافة الجماهيرية خشنا ؟
- عودة ناصر في نسخة محسنة عبر صناديق الاقتراع
- درويش وعزة بدر وأنا ..يالها من قصيدة خالدة !
- الصبر ليس الحرف الوحيد في أبجدية المصريين
- سؤال أماني فؤاد الصعب وإجابتها الموجعة
- أفكار عضو منتسب بوشائج الحب لجمعية الكتاب العمانيين
- هل ينصف مهرجان مسقط موسيقى الأفلام ؟
- الزدجالي ..الأب الروحي لمهرجان مسقط محاصر دائما بالشكوك
- هل مازالت حواء العربية مزنزنة في علبة مكياجها ؟
- مالم تقله النساء
- المصالحة الوطنية بين الحتمية والإمكانية ..في ندوة بجريدة الم ...
- سيدي الرئيس المرتقب ..عليك الاختيار ..إما شعبك الذي يحبك أو. ...
- لماذا يكره الأخوان الجيش المصري؟
- أكذوبة كافكا الصهيوني
- مؤامرة الشعب ومؤامرة الجماعة
- فضيلة التساؤل التي تغيب عن ثقافتنا العربية !


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - مايحدث في العراق صراع قوميات تحت عباءة مذهبية