أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - رسالتي الأخيرة ربما ..فصل من كتاب -الأنثى الحلم -















المزيد.....

رسالتي الأخيرة ربما ..فصل من كتاب -الأنثى الحلم -


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


ليست كلماتي هذه فيض عفوية كومبيوترية .. ككل رسائلي السابقة..
أعني أنني لم أجلس هذه المرة أمام اللاب توب وأترك أناملي تضغط على الحروف حتى و الظلام يلف المكان..دون أن تبصر هوية الحروف وأرسل ما كتبت أيا كان إليك .. بل هي – كلماتي هذه ..بعضها تحديدا- سيل إحساس بالقهر كاد يسحقني وأنا في الشارع..
بالفعل كان هذا شعوري وأنا أسير في شارع النزهة متجها إلى مستشفى الجلاء سيرا على قدمي .. كان هذا صباح الأحد ..أحسست بثقل ما بداخلي حتى أني عجزت عن السير..هل أعود إلى منزلي وأجلس أمام الكومبيوتر لأكتب ؟!وتلك لم أقو عليها ..أسندت ظهري إلى الحائط ..جدار شركة القاهرة للمبيعات ..سحبت قلما من جيبي ..وما كان معي أوراق ..فقط أشعة مقطعية تختفي داخل مغلف ضخم ..وبدأ القلم يتحرك على ظهرالمغلف..مرتجفا ..
-أنت أرهقتني ..
تلك عبارتي الأولى..وماذا بعد ؟
لاشيء .."نبش فراخ" ..حتى حين حاولت أن أعيد ما كتبت مساء على الكومبيوتر شعرت بكثير من المكابدة في قراءة ماكتبت ..لكني أعلم ماتضج به السطور التي شوهت مغلف الأشعة .. موار من المشاعر المشتتة ..الغضب ..بل القهر ..كلاهما معا ..كبرياء المجروح .. هوان من يمنح بسخاء ليتلقى بجفاء ..لوم ..بل ازدراء لذاتي التي قبلت من العشق فقط ..أن تحِب ..دون أن تحّب ..
ذات رجل ارتضى أن يلعب دور مهرج الملكة .. وبعد ذلك "هو وحظه" ..قد تمنحه الملكة ابتسامة رضا ..أو تركله بقدمها ..فإن كانت ابتسامة.. يهجع في مخدع شعاعها الدافيء هنيئا بنعيم موقنا بأن لانعيم لافي دنيانا ولا ما بعد دنيانا يباريه ..وإن كانت الثانية ..يمضي ساعاته يقضم أظافره في قلق صبي مراهق حتى يدميها ..باحثا ..منقبا عن حماقة قد يكون قد ارتكبها تمنح الملكة حق ركله!
ما كل هذا الهوان !
ألأنه خطوي الأول في فردوس العشق ..جحيمه ؟ وهل المحب في حاجة إلى خبرة ليدير بكياسة مشروع عشقه ؟! ..ولاأدري .. أمن سوء حظي أو حسنه أن تواتيني في خريف العمر ..حيث كل شيء هش وجاف ..ويمكن أن يقتلع مع أول هبة من ريح خماسينية .. نعم لاأنكر ..إن الله إن كان عادلا حين اختص الربيع بربع شهور السنة..فهو أيضا عادل..حين توجك ربيع الحياة ..كل الحياة ..ولست جاحدا .. أقر..نعمت بنضارة روحك ..و زهوة صروح الفكر الإنساني في فكرك ..نعمت برائحة أنوثتك ..حين تجاورنا في المؤتمر ..لكن كل حين تداهمني إحدى موجاتك الخماسينية لتقتلع كل شيء ..فلا يتبقى سوى القهر ..ومع ذلك لم أسمح في أي لحظة تنتمي لتقويمي معك - وأعترف رغم موار الداخل - أن لاتقويم لدي غير هذا الذي تشكل بحضورك المدهش – لم أسمح لسماواتي أن تغمرك سوى بضيها النبيل ..فإن تلبدت – سماواتي – فلتمطر روحك بشهد عشق لاعهد لأي أنثى بمثله ..وهل أدخر لمثلك سوى الضي النبيل ..وشهد المحب الصادق !
لكني ..وأنا أتكيء على جدار شارع النزهة .. ألحظ أنه في خضم كل هذا الموار يبدو الجلي المحدد .. أنك أرهقتني ..!
ألأنك أغلقت الهاتف في وجهي حين اتصلت بك صباح السبت مدفوعا برغبة رعناء تستبد بي منذ أن عرفتك أن ينساب صوتك وهو يطفو فوق لجج النعاس إلى وجداني!
وفي المساء ..جلست أمام اللاب توب ..لأفرغ مغلف الأشعة في ملفي السري "الأنثى الحلم " ..كلماته الآن 14147قطرة من نزف شراييني ..هو مشروع كتابي الأهم الذي ربما لن يرى النور ..
..لكنني قبلا ..مددت يدي لأدير مؤشر الراديو
لتداهمني ثومة ربما من محطة الأغاني :هجرتك !!
أغلقت الراديو وأنا أهمس في سخرية : ومن امتى كنت معايا..علشان تهجريني ..!
أضغط على ريموت التليفزيون ..روتانا ..فاصل إعلانات ..انشغلت عنه بالضغط على حروف اللاب توب لأسجل ماهو منقوش على ظهر مغلف الأشعة ..ثم أبلغك ..أبلغك بماذا ؟!!! لاأدري..
تباغتني روتانا ..
فاتن حمامة ..الباب المفتوح ..وكأنها تتآمر علي ..أترك اللاب توب ..أتأملها ..ياإلهي..! لماذا لم أنتبه إلى هذا من قبل ..هذا الشبه بينكما! .. ليس تماثلا ..بل ..أهي دقة تشكيل التقاسيم ..الأنوثة التي تفيض بقدر هائل من الرومانسية ! ..لكن وجهها مفلتر من أي إثارة ..وجهك لا ..لم يفلتر ..وجهها تشكل من الخيوط الأولى لنور الصباح وظل حبيس تلك اللحظات .. وجهك.. مثلها.. تشكل أيضا من ندى الخيوط الأولى لنور الصباح ..لكن لنزعة التمرد بداخلك ..لم تقبلي أن تظلي رهينة الخيوط الأولى لنور الصباح ..بل انطلقت تسبحين في فضاءات الكون ..لتلفحك شمس الضحى بلظاها ..لتستعر ملامح وجهك بقدر من الإثارة..لظى الضحى رغم ما خلفه في وجهك من تلك الحرقة المثيرة للتقاسيم ..تماما مثلما تفعل الشمس مع صبايا جزر هاواي ..إلا أنه أخفق في تجفيف إشراقة ندى الخيوط الأولى للصباح لتتناغم رقرقة الندى برومانسيتها..مع حرقة لظى الضحى ... في سيمفونية تتآلف ..تتوحد فيها المفارقات.
التقطت الموبايل.. أريد أن أقول لك :الفيلم الذي تحبينه وأحبه يعرض على روتانا ..
أضغط على أرقامك ..رقمك ليس مسجلا على الهاتف ..لم أسجله أبدا ..بل هو في ذاكرتي ..ملء ذاكرتي .. وتلك إحدى مفارقات تقويمي الجديد .. جدران ذاكرتي أوهى من خيوط العنكبوت ..لاتقوى على الاحتفاظ حتى برقم السيارة الثلاثي ..بأعياد ميلاد أبنائي..
صديقي رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق ..ذهبت لزيارته أمس بمكتبه ..وأسأل كالعادة عامل الأسانسير :هو في الدور السابع واللا التامن ..!
ويرد العامل مبتسما : في التامن !
يظن أنني أمزح ..أزوره مرة أو مرتين كل أسبوع ..ودائما يتوه عن خاطري ..ودائما أسأل عامل الأسانسير : هو في السابع واللا التامن !!!!
..لكن تلك الذاكرة " الغربال " تحتفظ برقمك .. ! أحاول إقناع نفسي بأن الأمر يرجع إلى سهولة الرقم ..لكن هل هو أيسر على الذاكرة من تذكر اصطحاب تقرير الأشعة ليقرأه الطبيب ..! فلم توجهت إلى المستشفى !.. نزع الطبيب الأشعة..لكن عينيه توقفتا للحظةعلى "نبش الفراخ" المكتوب على ظهر المغلف .. هل تمكن من قراءتها ؟! مط شفتيه وركز عينيه على الأشعة ..وسأل : فين التقرير ؟
أغمغم في قهر :
-التقرير ..!
- تقرير الأشعة !
شعرت بالضآلة ..أهو السن ؟أم ..أنت ؟
اعتذرت ..طلبت موعدا آخر .. وهو يدس الأشعة في المغلف ..يعاود تأمل نبش الفراخ ..ليمط مجددا شفتيه ..قبل أن يتمتم :
- أنا مسافر ..مؤتمر ..هرجع بعد أسبوعين !
وأنا عائد من المستشفى اتخذت قراري أن أنهيك من داخلي ..
لذا ما لم أقله لك سابقا أقوله لك الآن :إن كان الله منحك دماغا تبدو مثل مصنع أدوية ..من مخرجات خطوط انتاجه إن استثمرت جيدا يمكن أن يشفى العالم من أمراضه الفكرية والسياسية ..إلا أن أسفل هذا الرأس جسدا .. اهتزازاته أمواج فتنة تطغى في تأثيرها أحيانا على مخرجات الدماغ الذي يعلوه ..
وحين تحدثت في رسالتي السابقةعن نجمة الشارع والمنصات وغرفة النوم..لم أخرج عن النص ..لأنني لم أرك في هذه الحالة بعين عاشق يعلي بغير حق من شأن حبيبته ..ولاعين رجل يمضي ليله غارقا في لعاب أحلام ذكورته بافتراس أنثاه التي لايرى فيها سوى الأنثى ..بل بعين عالم يذهله ما يدركه بعلمه ويستشفه بحدسه في تشكيلك من ظواهر انسانية استثنائية ..
و.." أرجوك.. لاداع للغرور "!
وأيا كان ردك .. فهذه رسالتي الأخيرة أو حتى أكون دقيقا ..ومثلما كنت معك دائما ..أتوسل إلى الله العلي القدير أن يعينني.. فتكون .. رسالتي الأخيرة ! ..على الأقل ستكون ثمة ميزة ..أن أكتب عنك متحررا... من الخوف !



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على السيسي أن يلتزم بلاءات الشعب الثلاثة
- لماذا يكون مسرح الثقافة الجماهيرية خشنا ؟
- عودة ناصر في نسخة محسنة عبر صناديق الاقتراع
- درويش وعزة بدر وأنا ..يالها من قصيدة خالدة !
- الصبر ليس الحرف الوحيد في أبجدية المصريين
- سؤال أماني فؤاد الصعب وإجابتها الموجعة
- أفكار عضو منتسب بوشائج الحب لجمعية الكتاب العمانيين
- هل ينصف مهرجان مسقط موسيقى الأفلام ؟
- الزدجالي ..الأب الروحي لمهرجان مسقط محاصر دائما بالشكوك
- هل مازالت حواء العربية مزنزنة في علبة مكياجها ؟
- مالم تقله النساء
- المصالحة الوطنية بين الحتمية والإمكانية ..في ندوة بجريدة الم ...
- سيدي الرئيس المرتقب ..عليك الاختيار ..إما شعبك الذي يحبك أو. ...
- لماذا يكره الأخوان الجيش المصري؟
- أكذوبة كافكا الصهيوني
- مؤامرة الشعب ومؤامرة الجماعة
- فضيلة التساؤل التي تغيب عن ثقافتنا العربية !
- العروبة المنبوذة صيتا..
- اعدامات الحلم المشتبق لينا
- كلمات مجمد انساغها


المزيد.....




- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - رسالتي الأخيرة ربما ..فصل من كتاب -الأنثى الحلم -