حرباء الإخوان .

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 5024 - 2015 / 12 / 25 - 20:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

حرباء الإخوان (1)
حتى لاننسى ولنحافظ على ذاكرتنا .
بدأ الإخوان المسلمون المرحلة الأولى بعد أحداث الثمانينات بالتظاهر بأنهم فصيلان مختلفان وقالوا إن من قاموا بالعدوان والجرائم في منتصف السبعينات وعقد الثمانينات هم فصيل متمرد يقوده مروان حديد وأنه لاعلاقة لهم به . وهكذا بدأوا كمسالمين فاتجهوا نحو السيطرة على قسم من الصناعة وإنشاء مؤسسات تجاريه كبرى محمولين على كتل ماليه هائلة .كان لها عدة أهداف .
الأول هو اجتياح السلطة والحزب عبر ركوب القطار بدلا ً من مواجهته والاصطدام به فقد استوعبوا الدرس .
الثانية وهي اجتياح الطبقة الفقيرة بإغرائها ماديا ً لتحويلها ولو شكليا ً بحيث يقدمون صورة للعالم أن الشارع يقف معهم ويتبعهم وإضفاء طابع الأسلمة على سوريا وفق رؤيتهم . وهذه مارسوها بعدة طرق . الإغراء والإكراه الغير معلن لكنه كان واضحا ً للعيان لمن يريد أن يعرف . والاستعانة ببعض السلطة عبر صداقات نسجت بهدوء مع بعض الأدنياء بحيث أظهروا الدعم المعنوي الذي يحتاجه الفقراء عبر الإخلال بالعدالة المطلوبة اجتماعيا ً الأمر الذي اكسب بعض رموزهم والمتولين على إدارة مؤسساتهم هيبة مضافة للقدرة المادية .
لقد كان همهم إفساد مايمكن إفساده من مؤسسات الدولة والسيطرة عليها عبر توفر البيئة المناسبة للفساد بوجود أغبياء وأدنياء يملكون سلطة مطلقة هنا وهناك . وهكذا بدأ النخر في جدران الدولة بهدف إضعافها بحيث لاتصمد في المرحلة الأخيرة التي كان يجري الاستعداد لها منذ لحظة انتهاء أحداث الثمانينات . يؤكد ذلك المنشآت المذهلة التي اكتشفت في السنوات الخمس الأخيرة للعدوان ومن بينها الأنفاق المعدة بأساليب هندسية متطورة ومزودة بكافة وسائل التهوية والإنارة على سعتها التي تستوعب حركة السيارات في قسم منها وعلى طريقة نفق المانش . !! ألا تحتاج لوقت طويل يمتد لسنوات وسنوات . (وليس كما يقال أنها منذ مابعد حرب تموز 2006) . يضاف إلى ذلك مستودعات مخفية وموزعة في غالبية المحافظات تحتوي على أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية تبين فيما بعد أنها مرسلة من السعودية وبعض دويلات الخليج
إنها نفس الجهات التي زعمت الجنوح نحو السلمية والتصالح مع المجتمع ولكن ( على طريقتها ) .
في الحقيقة أن هزيمتهم في أحداث الثمانينات كانت هزيمة في حقيقتها لأمريكا وإسرائيل ومحورهما وطلب من خلال مخطط الانتقام المعد بدقة وإتقان وخبرات عاليه من قطر وتركيا وكما تأكد فيما بعد كسب ثقة القيادة السوريه والشعب السوري عبر إظهار الدعم لشعارات وثوابت سوريا والقوى الوطنية . فقد أظهرت كل من تركيا وقطر كافة أشكال الدعم والاحتضان للمقاومة ونهجها حتى صار شعار ( شكرا ً قطر ) منتشرا ً في كل مكان . فيما كانت تركيا اردوغان تسعى للاستيلاء على شعارات المقاومة والمشروع الوطني في المنطقة .
لاننكر أنهم قد تمكنوا من كسب ثقة القوى الوطنية في المنطقة . ومن هنا بدأت المطالبة بالعفو عن الاخوان والغاء القانون القاضي بتجريم الانتماء لهذا التنظيم .
وعندما صدر القرار بذلك كانت الاستعدادات قد اكتملت للبدء بتطبيق برنامج ما سمي ( الربيع العربي ). متكئا ً على نجاحات سابقة ومنها اجتياح العراق والسيطرة على أفغانستان .وتمدد أمريكا في أواسط آسيا واقترابها من حدود الاتحاد الروسي والصين .
لقد اكتملت في الأعوام 2008 و 2009 الاستعدادات لشن هذه الحرب وسط استعدادات تركية سعودي خليجية وبادارة اسرائيلية مباشرة
وكان ابرازها اكمال طابع الأسلمة الذي عملوا عليه منذ التسعينات للفت الانتباه عما يجري تحت الأرض .
فقد كانت هناك مجموعات نسائية مهمتها الجولات على البيوت لتشجيع النقاب والحجاب مقابل دعم مادي للأسر الفقيرة واقامة الحفلات التشجيعية لكل من تقبل بارتداء الحجاب وكانت هناك مؤسات تجارية في حمص وحماه تقدم الاجهزة المنزلية الكهربائية والمفروشات بتسهيلات غير طبيعية وغير معقولة كمساعدة .
بنفس الوقت كانت هناك مجموعات نسائية تجول في الشوارع مهمتها مضايقة الفتيات السافرات معتمدين أساليب ضغط معنوي غير قابلة للاحتمال حتى ترضخن وهذا الأسلوب استعمل في المدارس الاعدادية والثانوية .
وكان آخر ماحرر زرع شاخصات على جانبي الطريق الدولي تحمل شعارات إسلامية لتكمل رسم هذا الطابع وكان واضحا ً وتبين فيما بعد ان جزء من الطريق الممتد من ادلب باتجاه حماه يرسم حدود امارة اسلامية ظهرت فيما بعد .
اذا ً فقد ظهر على الأرض أجزاء من مخطط التقسيم وسط غياب وعي الجهات المختصة الغارقة في العسل ووهم الأمان. وبعضها ارتبط بعلاقات محرمة مع مؤسسات هؤلاء التجاريه .
- يتبع .

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات