الحجاب والنقاب ومسيلمة الكذاب .؟!

خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قد يخيل للقاريء إنني ضد كل من تحجب أو تتنقب .. هذا أمر يتعلق بالحرية الشخصية والقناعات وحق الإعتقاد
وكل حسابه على ربه .
لست في هذا الوارد إطلاقا ً ولكنني أتابع وأسمع وأشاهد كل هذه الضجة والحوارات والنقاشات والتكفير والتأمين والزندقة والتمريق .
إن المدقق في كل هذه الزوبعة والعاصفة وهذا الكم من الغبار المثار سيكتشف أن هناك مجموعات متخصصة بالصفير لقطعان الأغنام وتنبيهها كلما خرجت من هذه المعمعة لتعيدها إليها بنفس الحدة ثم تبدأ بالجري حسب رغبة الرعاة والكلاب النابحة المحيطة بها وهي تعتقد أنها ستذهب بها إلى الجنة علما ً بأن منتهاها في المسالخ وتحت سكاكين قصابيها ونصابيها ومحتاليها .. لتقدم لحومها بالنتيجة على موائد الرعيان ومطبليهم من دعاة السكس وأفلام البورنو والستربتيز الإيماني أوي .. من ثلاث رضعات مشبعات إلى الدخول بطفلة ولو كان عمرها ثلاث سنوات " قالها أحد المعتوهين من هؤلاء المؤمنين على شاشة البي بي سي ". وكلابهم وثعالبهم والذئاب الغبراء القادمة من خلف البحار .
هؤلاء الدعاة الأدعياء بالتحالف مع أنظمة القطع والبتر وحز الرؤوس وهش القطعان بالعصي لكي تطأطيء ظهورها ولكي يشعر القتلة المنحرفين والمحرفين بقدرتهم وسلطتهم ويتأكدوا من حقيقة انقلابهم على رب هذه القطعان والحلول محله .
هم بصراحة يريدون إلهاء هذه الشعوب عن واقعها بفتاوى متلاحقة تضحك الثكلى وتثير أعصاب الحليم وتفقد العاقل توازنه وهو يرى ويسمع كيف يشتمونه ويستهينون بعقله وعقول البشر ولايستطيع أن يفعل لهم وبهم شيئاً
ثم يفتعلون معاركا ً مع أهل الدار والجوار وما وراء البحار دفاعا ً عن الإيمان وأي إيمان ..؟ !!
بلجيكا , فرنسا , ألمانيا , سويسرا .. تريد أن تمنع الحجاب .. فلتمنع أو تسمح ..وماعلاقتنا نحن بذلك ..؟ بلادهم ومواطنيهم وقوانينهم
والمواطن هناك قادر على الاعتراض والاحتجاج والتظاهر والعصيان ..الخ .. لاأدري ماعلاقتنا نحن بالأمر . ؟!!
هل طالبوا بمنع ارتداء الحجاب والنقاب والبرقع والعباءة هنا .. قولوا لنا ماعلاقتنا بالأمر . ؟!!ّ
ترى هل أن هؤلاء الدعاة وكلاء الله على الأرض ويحملون تفويضا ً منه وهل هو الذي أمرهم بتعميم الحجاب .؟. أم أنها لعبة النظام السياسي العربي المتخلف لكي يلهي الناس عن تخلفه ومآسيه وإجرامه وجبنه وتواطؤه بحق قطعانه .؟
هل تصدقون أن هؤلاء الدعاة يدعون فعلا ً للإيمان ..؟ هل هم خائفون على دين الله حسب وصفهم و كما يزعمون .؟! هؤلاء مادافعوا عن قضية إلا صارت مكروهة ومنبوذة من الناس هؤلاء يشوهون عقائدكم وأديانكم وأنبيائكم وكتبكم عن سابق تصور وتصميم وبإسمها يعتلون ظهوركم معنى ذلك أنهم يمارسون تخريب الفكر والحياة الأخلاقية والعلاقات الإنسانية وإذا اعتمدنا منطقهم ومفاهيمهم فهم رسل الشيطان وتابعيه .
لم نرى منهم أي اقتراب من إيمان مهما كان شكل هذا الإيمان .. بئس الإيمان الذي يبيح قتل الحياة .. هم يفتون بالقتل وتوزيع المفخخات بين الأبرياء وزادوا على ذلك بالافتاء بخيانة الأوطان وبيعها في مزادات النخاسة والعهر الوقح . ومع ذلك يتباكون على الحرية والديمقراطية والحقيقة هي أنهم يطالبون بحرية البهائم في الغابة , حرية الغرائز الدنيئة وحرية العهر والفحش بما عرفت الإنسانية من عقائد وأفكار .
لم نلمس منهم دعوة إنسانية أخلاقية تمكن هذه الشعوب التي تتشارك الأوطان من العيش بحرية وسلام موفوري الكرامة والحقوق .
وهذا هو الكفر في عرفهم والحديث عنه كفر .
يتحدثون عن الفوضى والانفلات وتدني الأخلاق في العالم وإنهم المصلحون ويتعامون عن المجتمعات المغلقة المتشددة التي أنتجوها ومايجري فيها من عهر غرائزي وارتكاب المحرمات وسفاح القربى
وجرائم الشرف لإخفاء الجرائم الأشد هولا ً من سفاح القربى .
هذه هي الحقيقة ويكفي كذبا ً تيمنا ً بمسيلمة الكذاب الذي يوالون ويتخذونه نبيا ً لهم .
وما صراخكم عن الحجاب والنقاب إلا بقصد إخفاء موبقاتكم وموبقات سادتكم من أكلة لحوم البشر . والاستمرار بتشويه صورة هذه الشعوب وانتاج الكراهية لها .
ياقطعان الغنم اتحدوا ..استيقظوا .. فإنهم يسوقونكم باتجاه المسالخ و الجحيم
ألا تشاهدون سواطير الجزارين بأيديهم وأنياب الذئاب تخرج من أفواههم
إنهم أحفاد مسيلمة ولاعلاقة لهم بأي معتقد أو فكر أو عقل أو إنسانية
أو أخلاق أو شرف أو مروءة أو كرامة .
لاعلاقة لهم بشيء مما يخص البشر إطلاقا وهم يوصمونكم بالجهل والدونية والغباء ويسفهون أخلاقكم .
أبعدوهم عنكم وأعيدوا النظر بكل شيء حفاظا ً على أجيالكم وإنسانيتكم
وإلا لا تلوموا سوى أنفسكم .
ستخرج كلابهم وتنبحنا وتقول أننا نحارب الإسلام . وهذه هي الكذبة الوحيدة عندهم تآسيا ً منهم بمسيلمة وأبنائه وورثته " لاتنسوا أن مسيلمة هو ابن المنطقة وابن نفس قبائل بني الهبلان وليس غريبا ً ".نحن لانحارب الإسلام أو أي دين آخر .. نحن نحارب التشويه والانحراف والسادية والظلم والقتلة ومصاصي الدماء وكافة أعداء الإنسانية سواء تستروا بالدين أم بالفكر .

#خليل_صارم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات