أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - صوماليين يتخوفون على اللغة العربية2-2















المزيد.....

صوماليين يتخوفون على اللغة العربية2-2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 07:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



ما بين الحرف العربي والاتيني

رغم محدودية كم الكتابات في الحسابات الأرشيفية وإن كانت العربية اللغة الأكثر كتابتا بامتياز مقارنة مع غيرها في الفترة التي سبقت الدول الوطنية - الصومال وجيبوتي- ومحدودية أعداد المتحدثين الصوماليين بالعربية خلال مسيرة الحضور الاسلامي في الصومال الطبيعية, إلى أن العربية كتابتا جسدت تلك اللغة الانسانية التي عبر من خلالها الصوماليين عن ذاتهم الجمعية لكتابة تاريخهم واعتقادهم الديني.

وقد تواصلوا عبرها مع محيطهم الإقليمي في جنوب شبه الجزيرة العربية كما تؤكد نماذج مراسلات أعيان منطقة شمال شرقي الصومال(محافظة بوصاصو) مع آل القاسمي في الخليج العربي أو مراسلات السلطان محمود علي شيري(سلطان قبيلة ورسنجلي) مع ممثل الملكة البريطانية في مدينة عدن, وينطبق ذلك ايضا على مراسلات الحركة الوطنية الصومالية(الدراويش) مع دول الاحتلال الأوروبي لصومال أو المكاتبات التي تمت في نطاق الحركة ذاتها ومع محيطها الصومالي ايضا.

وعلى السياق ذاته فإن حزبي الرابطة الاسلامية وجامعة الشباب الصومالي في عقد الخمسينيات كانا قد رفعا شعار تبني العربية كلغة رسمية في البلاد ناهيك عن وجود عدد من الصحف الصومالية والتي كانت تصدر باللغة العربية في مدن هرجيسا ومقديشو, ومع حلول عام 1963 تمت مداولات في اطار الحكومة الصومالية للكتابة وللانضمام إلى جامعة الدول العربية وكان من ارهاصات تجسيد ذلك النظر إلى اللغة العربية كابجدية رسمية وإن لم يحدد الاستقرار عليها أنذاك في ظل حضور الأبجدية الاتينية والممثلة باللغتين الايطالية والانجليزية, بينما كان امر الأبجدية الاتينية ماثلاً في أوساط الصوماليين في جيبوتي وأقاليم شرق أفريقيا(كينيا) والأمهرية في صومال أوجادينيا.

الحاجة إلى أبجدية

وما هو جدير بالاشارة أن الصوماليين لم يكونوا في وضعية البحث عن لغة بديلة لصومالية بقدر ما كان الأمر محصورا في تكريس أبجدية يجتمع عليها الصوماليين لكتابة لغتهم الصومالية, والتوجه لتعريب لم يكن قائما بل كان على غرار التجربة التاريخية لشعوب الإيرانية والتي اتخذت دولتها العربية كابجدية للكتابة وبمعزل عن التعريب, إلى أنه في الواقع الصومالي لم يكن هناك تصورا بعد في المرحلة التي سبقت إنقلاب عام 1969 لحدود ماهية كتابة اللغة وإذا ما كانت المناهج التعليمية في حال إتخاذ العربية كلغة رسمية, أن تصبح مناهج التعليم العربي هي المعتمدة في البلاد.

العربية لغة رسمية في الصومال

بالإنضمام إلى الجامعة العربية في عام 1974 أتخذت جمهورية الصومال الديمقراطية - العربية كلغة رسمية وكرست في اطار ذلك بعض المراسلات والمعاملات الرسمية وجزء من مناهج التعليم بالعربية خاصة مع اعتماد الأبجدية الاتينية في عام 1972 حيت حسم إتخاذها تجاوز استخدام اللغتين الايطالية والانجليزية كابجديات للمعاملات الرسمية في مؤسسات الدولة وقطاع التعليم العام والذي تم صوملته(توطينه) وتم تجاوز الأبجدية العربية ايضا, إذ تم ذلك في ظل مداولات وجدل ما بين مجموعة من المثقفين الصوماليين والذين ضمتهم لجنة رسمية تم تعيينها من قبل الحكومة الصومالية, وبعد حالة شد وجذب بين أعضائها تم إعتماد الأبجدية الاتينية في مقابل أبجديات أخرى تم تنحيتها جانبا في نهاية الأمر.

وترسيخ تلك النتيجة غير مستحب من قبل انصار الأبجدية العربية والذين يرون الأمر انطلاقا من عاملين هما, تاريخية حضور الأبجدية العربية بين الصوماليين والرابطة ما بين اللغة العربية والاسلام, وبغض النظر عن هذه التحفظات إلى أنه لا يمكن إغفال أن قضية إعتماد الأبجدية الاتينية قد تمت في ظل مناخ عمل أخذ على عاتقه الدراسة والتمحيص ووجود تعدد الخيارات التي تم النظر إليها جملتا, ونظرا للحسابات المالية والفنية رسى قرار اللجنة على إتخاذ الأبجدية الاتينية كحروف للغة الصومالية وتمت جهود واسعة لتجسيدها على المستويات الرسمية والاجتماعية.

وقد كانت تلك المحصلة بعملية لقطع الطريق على تكريس التعريب بين الصوماليين, فاعتماد الأبجدية العربية كان سيؤذي حتما إلى تعريب الصوماليين وكان سيتجاوز حدود إتخاذ العربية كابجدية, مما كان سيفضي إلى ظهور أجيال صومالية متعربة من خلال مدخل التعليم النظامي والذي كان سيخلق في المحصلة هواة كبيرة بين الأجيال الصومالية والإنتهاء على غرار التجربة السودانية والتي جاءت اللغة العربية فيها على حساب اللغات السودانية الأصيلة, وبتالي فإن إتخاذ الأبجدية الاتينية حقق حالة توازن ما بين اللغة الصومالية كحافظة للهوية الصومالية والعربية كأداة لتواصل مع التراث الاسلامي والثقافة العربية.

جذور دوافع التعريب

الدلالات تشير بأن انصار التعريب في عقدي الخمسينيات والستينيات أنطلقوا من مبرر التمايز عن الاحتلال الأوروبي ودولتي إثيوبيا وكينيا اللتان تسيطران على أراضي ومجتمع صومالي, وكانوا يرون أنذاك بأن إتخاذ الأبجدية العربية عامل لحفظ الهوية الصومالية الاسلامية من تأثير التغريب,الأمهرة تحديدا, لاسيما وأن نخب صومالية كانت تتداول استخدام اللغة العربية على الصعيد الثقافي, وفي ظل مقارعتهم للاحتلال الأجنبي كانت رؤيتهم تتمحور في القطيعة الثقافية مع الأبجدية الاتينية حفاظا على الهوية الصومالية الاسلامية, إلى أن تلك الاشكالية التاريخية لم تعد حاضرة في الصومال مع كتابة اللغة الصومالية عام 1972 بينما استطاعت جيبوتي تجاوز تلك الاشكالية بعد الاستقلال عام 1977حتى في ظل إعتماد اللغة الفرنسية رسميا, ويمكن القول لاعتبارات سياسية تنطلق من الحفاظ على التوازنات القومية الصومالية - العفرية تشكل الفرنسية كلغة جامعة للمكون الاجتماعي في جمهورية جيبوتي.

غياب التعريب لن يؤثر على الاسلام

أكدت التجربة التاريخية بين الصوماليين والذين اتخذوا الأبجدية الاتينية في عموم الصومال الطبيعية أن تعاطيهم مع هذه الأبجدية في اطار الاستخدامات الرسمية,الثقافية والاجتماعية أنه لم يؤثر على الدين الاسلامي وحضوره في جوارحهم, وقد أستطاعت تجربة صوماليو جمهورية جيبوتي إحداث حالة مواكبة وتوازن ما بين اللغة الفرنسية والصومالية وبما حفظ هويتهم الاجتماعية.

وهذا ماثل بدوره في ظل تجربة صوماليو الدولة والذين لم يؤثر تعاطيهم للأبجدية الاتينية على هويتهم الصومالية والتي يشكل الاسلام بأحد أعمدتها, فحضور الاسلام بين أوساط القومية الصومالية لم يتأثر اطلاقا بتجاوز الأبجدية العربية والتي لها حضورها في الحقلين الدعوي الديني و الكثير من مؤسسات التعليم الأهلي لاسيما في المرحلة التي تلت انهيار الدولة الصومالية عام1991, وليس من المنطق إحلال التعريب بين صوماليين يمتلكون أداتهم اللغوية تحت مبرر الحفاظ على الدين الاسلامي والذي يؤكد على التعددية اللغوية والثقافية بين الناس, ولم يكن اللسان الصومالي تاريخيا بمعيق لانتشار الاسلام بين الصوماليين الذين كانوا الدعامة الأساسية لنشر الاسلام في إقليم القرن الأفريقي.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوماليين يتخوفون على اللغة العربية1-2
- يوم مع رجال الدين
- التعبير وحاجز التقية
- في الصومال الكيل بمكيالين!
- فنانين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 2-2
- قراءة لمذكرات داعية 3
- التعريب بين الصوماليين 2
- التعريب بين الصوماليين
- نحو إعادة صياغة الشرق الأوسط 1
- اقتراح لعشيرة الحوار المتمدن
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي3-3
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي2-3
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي1-2
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي7
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6
- كلنا.. سياد بري
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي5
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي4
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي3
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي2


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - صوماليين يتخوفون على اللغة العربية2-2