أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - صوماليين يتخوفون على اللغة العربية1-2















المزيد.....

صوماليين يتخوفون على اللغة العربية1-2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5018 - 2015 / 12 / 19 - 03:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجذور

لم تكن اللغة العربية بأي حال من الأحوال كلغة لصوماليين القاطنيين في شبه الجزيرة الصومالية تاريخياً, إلى أن حضور اللغة العربية إلى هذا البلد أخذ تدرج تاريخي مع القدوم المتكرر لجماعات عربية قدمت ما بين اليمن والخليج العربي, وكان العامل الديني ممثلاً بحضور دخول الإسلام إلى الأراضي الصومالية كدافع لانتشار اللغة العربية, فليست هناك دلائل تاريخية توضح انتشار العربية قبل اعتقاد الصوماليين بالإسلام, وهو ما لم يؤذي إلى حضورها في الأوساط الصومالية, رغم مجاورة جزء كبير منها مع شبه الجزيرة العربية.

العربية والإسلام

ويستشف منه أن ماهية هذه اللغة قد أرتبطت بالعقل الجمعي الصومالي بالعلاقة العضوية بين العربية والإسلام وهو ما أدى إلى انتشار العربية على الصعيد المعرفي وليس من منظور التدوال اليومي, وأسفر عبر التدرج التاريخي إلى مشاركة المفرادات العربية في القاموس اللغوي الصومالي, وساهم في هذا الصدد المهاجرين العائدين من المنطقة العربية إلى الصومال خلال العقود الستة الأخيرة وهي الفترة الحقيقية التي أخذت معها الكثير من المفرادات العربية محل مثيلاتها الصومالية وهذا بدوره ينطبق على أثر اللغات الإنجليزية والايطالية على اللغة الصومالية.

وعند تتبع تاريخية اللغة الصومالية يتجلى أنها كانت ذات تفاعل مع اللغات الكوشية منها الأورومية والاريتيرية وقد كتب المناضل الاريتيري الراحل عثمان صالح سبي, كتاب تحدث فيه عن تلاقي المفرادات الصومالية والاريتيرية(لا يحضرني إسمه حالياً), وفي الاتجاه ذاته فإن اللغة الصومالية بفرعها "البانتو" والذي يبدو أنه قد أنتهى إلى الإنذثار شاركت مفرادتها مع اللغات الجماعات النيلية في منطقة القرن الافريقي, كما ينطبق ذلك على اللغة الفرعونية والتي جمعها الكثير من المفرادات مع الصومالية.

مما يؤكد أن العامل الديني الحضاري قد أوجد للغة العربية وضعية مميزة بين الصوماليين وذلك بعد أنتهى الإسلام كمرادف للعربية, وبتالي يستشف من جملة اللغات المشار إليها أنها قد أخذت منحى اجتماعي منطقي مع السيرورة التاريخية والتفاعل المشترك ما بين الصوماليين وأقرانهم في شرق أفريقيا بما في ذلك مصر القديمة, مما أفضى فيما بعد بفعل الإسلام الاجتماعي أن أخذت العربية الحضور المميز لدى الصوماليين رغم عدم حديثهم عامتاً بالعربية.

تاريخية العربية في الصومال

ومن ثم أنتهت اللغة العربية إلى ذات الأولوية مقارنتاً مع اللغات الآخرى التي قدمت إلى الصومال, والملحوظ تاريخياً أن اللغة العربية لم تنتشر كما تم بعد ميلاد الدولة الصومالية في عام 1960 والجيبوتية في عام 1977 وهذا يسري بدوره على الأقاليم الصومالية الخاضعة لدولتي إثيوبيا وكينيا, وسبب ذلك أن هذه المراحل تشكل فترة انتشار التعليم النظامي والذي انتشر في الأراضي الصومالية بصورة منهجية.

وخلال القرون االثلاثة عشر الأخيرة ولاسيما قبل حضور الاحتلال الأوروبي إلى الصومال الطبيعية, ظلت اللغة العربية بأداة الكتابة الوحيدة ما بين النخب الصومالية الدينية وطلابة العلم نظرا لكون أن المعرفة الأساسية في تلك الفترات تمحورت في دراسة الدين الإسلامي, مما أسفر عن ظهور كم كبير من المؤلفات باللغة العربية, إلى أن واقع الأمر لم يخلق مطلقاً مجتمع صومالي مستعرب وتعرض لتعريب, فمنحى التعريب بين الصوماليين يجسد الغرابة في ظل مجتمع يمثلك تراثه اللغوي التاريخي والمستقل عن مثيله العربي.

لدى يمكن القول أن البيئة الاجتماعية الصومالية لم تكن مهيئة لتعريب ولن تكون كذلك في ظل وجود لغة صومالية أصيلة وحجم حضورها الاجتماعي لا يتماشى مع محدودية حضور اللغة العربية في الصومال أكان تاريخياً أو حاضراً بحيت تنتهي إلى أفاق تنتهي بالتعريب, وانطلاقاً من ذلك فإن من يؤكد على ضرورة التعريب والذي يعني إحلال اللغة العربية موضع قرينتها الصومالية, فهو يعلن الاعتداء على الهوية الصومالية وأهم مقوم تاريخي واجتماعي لها وهو اللغة الصومالية.كما أن محاولات الخلط بين التعريب,الترجمة ونشر الإسلام, تمثل صيغ تحايل على الدور الطبيعي للغة الصومالية.

تقدم اللغة العربية في الصومال

وفي حين كان الصوماليين خلال انتشار الإسلام في الصومال على قدرة ووعي عالي على التمييز ما بين القضايا الثلاثة المشار لها ويجسد ذلك أن اللغة الصومالية ظلت كاللغة المتداولة اجتماعياً كلسان للقوم, بينما شكلت اللغة العربية كابجدية للمعاملات الدينية والتجارية, وفي حين أن الصوماليين كانوا عملياً قد فعلوا قضايا الترجمة ونشر الإسلام إلى أنهم لم يتجهوا اطلاقا لتعريب والذي كان سيأتي على كيانهم الإنساني جملتاً وتفصيلاً, وحالهم في ظل ذلك التصور هو ما جرى مع الكثير من الشعوب الأفريقية والتي أتخذت اللغة الفرنسية لها على حساب لغاتها الأصلية, وهو الأمر ذاته الذي أفضت إليه ممارسات ما عرف بالخلافات الإسلامية في بلاد كثيرة وجاء على حساب غير مسلمين وغير عرب.

التجربة الصومالية التاريخية تؤكد أن اللغة الصومالية لم تكن قط كعائق للإسلام في الصومال, حتى خلال إعلان تكريس النظام الصومالي والذي كان قد أتخذ النهج الماركسي اللينيني خلال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي, فقد أعتمدت اللغة العربية كمادة أساسية في اطار التعليم النظامي, ناهيك عن حضورها كمادة رئيسية في كلية الصحافة والدراسات الإسلامية ناهيك عن وجود مدارس عربية, وفي ظل المقارنة فإن تلك الفترة شكلت من أبرز الفترات التي أنتشرت فيها اللغة والثقافة العربية في الصومال لاسيما بالمقارنة مع المراحل التاريخية التي سبقتها, هذا إذا تم النظر إلى الأمور على مستوى الحسابات والنتائج الملموسة وبمعزل عن الخطاب الأيديولوجي, كما أن ذلك ايضاً ينطبق على واقع اللغة العربية في الصومال وجيبوتي خلال ال25 السنة الأخيرة.

وإذ أكد غياب التعريب تاريخياً عن قدرة الإسلام في الانتشار بين الصوماليين بكل سلاسة, فما مبرر تكريس التعريب في الحاضر؟!

تبرير التعريب

هناك من يبرر أن تعريب قد حصل تاريخياً في الصومال, ولكن هذه الاشارة تخلط ما بين تعريب ممنهج وهو أن تأخذ كلمة عربية محل مثيلاتها الصومالية وهو ما لم يحدث, بينما التعريب المقصود به يثمتل في أن هناك كلمات عربية كثيرة قد دخلت إلى القاموس الصومالي إما بفعل التلاقح اللغوي الطبيعي أو بفعل وضع معنى كلمة عربية لمادة ما لم يكن متعارف عليها تاريخياً في الصومال, وبالمحصلة فإن مثل هذه الأمور متعارف عليها و لا تشكل بإشكالية للغات عادتاً بقدر ما تعني أنها اضافة إنسانية معرفية.

أما التحجج بدور اللغة العربية بين الصوماليين ففي المحصلة الطبيعية فإن الأمر يستدعي أن يكون هناك حضور محدود للغة العربية وبمعنى أن لاتأتي على حساب اللغة الصومالية وأن لا يخلط بينها وبين الدين الإسلامي إلى في ظل نطاق التصور المنطقي, وضرورة الحفاظ على الهوية الصومالية بشقها التاريخي الاجتماعي(التراث التقليدي) والذي تشكل اللغة الصومالية من أبرز ركائزه.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم مع رجال الدين
- التعبير وحاجز التقية
- في الصومال الكيل بمكيالين!
- فنانين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 2-2
- قراءة لمذكرات داعية 3
- التعريب بين الصوماليين 2
- التعريب بين الصوماليين
- نحو إعادة صياغة الشرق الأوسط 1
- اقتراح لعشيرة الحوار المتمدن
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي3-3
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي2-3
- تسيس الدين وراء فتاوى البلاوي1-2
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي7
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6
- كلنا.. سياد بري
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي5
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي4
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي3
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي2
- عشيرة واق


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - صوماليين يتخوفون على اللغة العربية1-2