أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6















المزيد.....

معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إيران واحدة من أهم مستوردي الفاكهة الصومالية وبالذات الموز (مادة سريعة التلف) بجانب السمسم وغيره، مما يضمن لها ارتباط النخب المالية بها إن عاجلًا أو آجلًا". (1)

تقليديا أرتبطت تجارة الفاكهة الصومالية بايطاليا تحديدا وفي فترات ما مع بعض دول الخليج العربي ومصر, وظل الجانب الإيطالي المحتكر لصادرات الموز الصومالي, ناهيك عن مزارع كثيرة للموز في الصومال, ولم يحدث تاريخيا أي استنكار ملموس لقوى الإسلام السياسي الصومالي تجاه هذا الاحتكار والسبب أن هذه القوى تؤمن بمضمون التقاليد الراسمالية ذاتها, وقد جنى الإسلام السياسي الصومالي خلال مرحلة انهيار الدولة الصومالية من عائدات تصدير الموز إلى ايطاليا وغيرها, رغم قلة الكميات المصدرة مقارنة مع مرحلة الدولة الصومالية.

وفي حين يحذر الكاتب فهد ياسين من العلاقة التجارية بين الصومال - إيران ومن ظهور نخب تجارية صومالية مرتبطة بإيران وفي مقابل التغاظي عن الكثير من رجال الأعمال والعناصر المرتبطة مع جهات خارجية عدة أصبحت تسيطر عبر قنواتها المحلية على الاقتصاد الصومالي الهش في عائدتها المالية, حيت يرضخ هؤلاء الصوماليين لدوائر خارجية وعلى حساب مصلحة بلادهم العليا في سبيل الحصول على عائدات تقل كثيرا عن أسعار المبيعات الحقيقية ومن خلالها يبخسون المزارع ومربي الماشية في الصومال لصالح مستغلين في ايطاليا وبعض دول الخليج واليمن, فهل النخب التي ستظهر من ناتج العلاقة التجارية مع إيران ستكون في المحصلة أسوأ من مثيلاتها المرتبطة تجاريا مع هذه البلدان؟! فمن مصلحة الصوماليين وجود اسواق عديدة لمنتجاتهم.

"توريد بعض أصناف المحروقات عبر طرق سرية وبأسعار منخفضة يتم التعاقد بها مع التجار الموالين لها".(2)المعلوم أن التجار الصوماليين والذين يسوون المحروقات من إيران ليس لهم رائحة محددة بقدر ما هم مزيج من أهل المصلحة وبما فيهم تجار مرتبطين بالإسلام السياسي, خاصة وأن هذه التجارة مربحة في ظل الحصار الاقتصادي على إيران والحصول على هذه المحروقات بأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق, وبتالي فإن الناقمين على إيران ذاتهم يستفيدون من هذه التجارة بصورة مباشرة.

"تستفيد إيران من فرص جذابة لها في الصومال، حيث الأهمية الجغرافية وموقعها من القارة الإفريقية، وقربها إلى الأحداث اليمنية، وكل هذه العوامل مجتمعة تجعل دولة طموحة مثل إيران تسعى لاقتناص الفرص المتاحة؛ مما يوفر لها البيئة المناسبة لوضع خططها للوصول إلى أهدافها".(3)

حتى الحاضر من منظور حساب الفائدة والخسارة لم تستفيد إيران سياسيا واقتصاديا من علاقتها مع الصومال بقدر ما قدمت من جانبها ولاسيما في فترة تاريخية تعاني فيه من الحصار الاقتصادي وفي ظل تواضع كم شحنات الوقود المصدر من جانبها إلى الصومال عبر ااسلوب بدائي وقائم على تهريب الوسطاء وبأسعار متدنية, أما على المستوى السياسي فإن القرار السيادي الصومالي مسيطر عليه من قبل الدول المعادية لإيران وبتالي فأنه لن يكون لها مؤطئ قدم سياسي خلال الأمد المنظور.

وعلى الصعيد الإقليمي فإن الحضور الإيراني في الصومال غير قادر على تجييره لصالح خدمة جماعة الحوثي في اليمن وبما في ذلك الجانب اللوجستي نظرا لوجود كل القوى الغربية المعادية لإيران في السواحل البحرية الصومالية, ناهيك عن وجود إدارات محلية مرتبطة مع هذه القوى في المناطق الساحلية الصومالية المطلة على بحر العرب وخليج عدن, وعليه يمثل مثل هذا التحذير بتهويل سياسي له أبعاده الغير بريئة ويشكل تقوب على قميص صاحبه.

وفي المنطق السياسي أن الدول لا تركز جهودها في أوقات شدتها على مناطق ليست ذات مصالح مباشرة لها, حرصا على جهودها وقدراتها ولم يتم أي تواصل بين إيران والقراصنة الصوماليين لتعطيل مصالح خصومها في الممرات المائية الصومالية وبتالي فإنها لم تستغل حتى هذه الورقة, ومن المؤكد أن إيران ترغب في خلق مصالح لها في الصومال, إلى أنها حتى الراهن لم تتجه للممارسات غير مشروعة وهو ما يحسب لها.

مجرد القول"غياب المنافس العربي الحقيقي في المشهد الصومالي خاصة في المجال السياسي والدبلوماسي، وبعد تضييق الخناق على المؤسسات العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول".(4) من السذاجة قراءة المعطيات والمشهد الصومالي بالصورة المقدمة, فهذه المقارنة عبثية في ظل تقدم الحضور العربي في الصومال مقارنة مع مثيله العربي, فهناك أدوار إمارتية,قطرية,سودانية,سعودية,كويتية,جيبوتية, وتتراوح بين السياسية,الاقتصادية,الاجتماعية والعسكرية, كما أن مرحلة الحضور الإيراني قد بدأت في عام 2011 وبتالي فإن القنوات المرتبطة بهذه الدول العربية كانت حاضرة خلال الفترة 2001 - 2015, فلماذا هذا التحجج والتحامل على الحضور الإيراني؟!

خاصة وأن مؤسسات عربية عملت في الصومال في ظل الغياب الإيراني تم تصنيفها كجهات مرتبطة بالإرهاب العالمي, والصومال كبلد عانى كثيرا ولا زال كذلك يعاني من التطرف الديني والإرهاب ذو صلة بجهات رسمية وغير حكومية قادم من دول عربية تعاني هي ذاتها من هذه الظواهر, وإن كان ذلك يتم برعاية أنظمتها فيما له صلة بالصومال.

والقول أن"الفقر والجهل، وحاجة المجتمع إلى الدعم التعليمي والإغاثي، والترحيب بكل من يبذل جهدًا لسدِّ هذه الحاجات الاجتماعية دون النظر إلى خلفيات مقدِّم الدعم".(5) يعتبر مقولة أريد بها الباطل, خاصة وأن الفترة التاريخية ما بين 1975-2015 تؤكد أن ما وصف بالدعم التعليمي والإغاثي المقدم عبر المؤسسات الرسمية والغير الحكومية في المملكة العربية السعودية,السودان عمل على زعزعة أمن واستقرار الصومال ونتج عنه موجات من التطرف الديني والإرهابي وإحداث شرخ كبير في بنية المجتمع الصومالي, وهو ما لم يراه المجتمع الصومالي من إيران رغم كل تطرفها وإرهابها المصدر إلى الخارج.

والسؤال هو هل يقبل الإسلام السياسي الصومالي المخادع بالقبول بمعايير قانونية وأخلاقية تشمل لتعاطي مع كل الجهات الخارجية ذات الصلة بالصومال؟ أم أنهم لا زالوا يرغبون في تكريس الإستثناءات؟

البحث عن المزيد من السيطرة والقول "لضعف إمكانيات المؤسسات الدينية في الصومال، وهو ما يفتح الطريق أمام أي طرف آخر للاندماج في المجتمع".(6) ترى ما هي الإمكانيات التي لا زالت تغيب عن المؤسسات الدينية في الصومال وبمعنى أصح مؤسسات الإسلام السياسي, فهم يسيطرون على المساجد,المدارس,الجامعات والإغاثية وغير ذلك, فهل الرغبة تتمحور في أن ينتهوا كدولة موازية أو أكبر من مؤسسات الدولة الصومالية الهشة والتي يسيطرون عليها حاليا؟!

الحاجة ومصلحة الصومال العليا تقضي بتفكيك دولة الإسلام السياسي الصومالي الغير المعلنة, لا بتكريسها وتقويتها, بغية إيجاد مجتمع صومالي معافى من أثار التطرف,التكفير والاستغلال ومتصالح مع ذاته ومع العالم, دور العبادة والتعليم يجب أن تتحرر من الكهنوت وتعود كبنى اجتماعية مستقلة وتخدم الحاجات الحقيقية للمجتمع الصومالي وبمعزل عن واقع التقسيم على الولاء والاستقطاب والذي فرضته أدبيات الإسلام السياسي الصومالي.

"غياب الرؤية الحكومية عن الوجود الإيراني في البلاد خاصة نواحيها الاجتماعية والسياسية والعقدية، وربما يكون تصريح عمدة مقديشو (حسن محمد المشهور بمونغاب) حول تلقيه شكاوى من هيئة علماء الصومال تتحدث عن انتشار التشيع بين الشعب تعتبر الكلمة الأبرز التي تصدر من الحكومة الحالية".(7) هل يرى الكاتب ما لا يراه الصوماليين وحكومتهم؟ أم أنه يلعب على الورقة الطائفية الرابحة للبعض في الفترة الأخيرة؟

وبشأن القول أن عمدة مقديشو تلقى شكاوى من هيئة علماء الصومال, فهذه الشهادة برمتها مجروحة فالمتلقي والمرسل كلاهما طرفان متطرفان ويمارسان الاستبداد السياسي والديني, فالعمدة من حسن محمد من رجال تنظيم الدم الجديد المتطرف دينيا والمستبد سياسيا وهو كذلك على المستوى الشخصي, والهيئة تجمع التناقضات الاجتماعية والسياسية وهي تسيئ إلى ذوات علماء الصومال وتشكل مؤسسة كهنوتية استبدادية لا يليق بها تمثيل الدعاة المسلمين, فهي واقعة تحت سيطرة تنظيمات متطرفة دينيا وسياسيا وارتباطتهم الخارجية لا تخدم مصلحة الصومال.

من الغرابة التشكيك بالصوفية والقول في "وجود الطرق الصوفية التي تكون مدخلًا مقبولًا لربط العلاقة بينهما، خاصة أن القاسم المشترك بين الطرفين كراهيتهم للفكر الوهابي أو السلفي المنتشر في أوساط الصوماليين".(8) المعلوم أن الصوماليين قد جربوا كل من الصوفية والإسلام السياسي وكانت حصيلتهم من الطرف تلقي الدعوة الإسلامية والتعليم بمعزل عن التكفير وبغض النظر عن مأخذ إتخاذ الكثير من الصوفية للخرفات كمسلك ووجهة دينية لهم ويشاركهم الإسلام السياسي في هذا البعد, إلى أن الصوفية لم تنشر التطرف الديني,التكفير والإرهاب والعمل على تسييس الدين واستغلاله لحاجة سياسية مقارنة مع الإسلام السياسي المستميت في ممارسة ذلك.

لدى ليس من الغرابة في أن تكره الصوفية تحديدا الفكر الوهابي والذي جاء على الوجود الصومالي وخلق مجتمع مشوه بعيدا عن ثراته التاريخ الإيجابي وكرس مفاهيم اجتماعية وسياسية بعيدة عن الإسلام, خاصة وأن هذا الفكر العقيم قد تجسد في الصومال مع واقع الفراغ السياسي, أما عن وجود علاقة بين إيران والصوفية الصومالية فتلك حالة حشد سياسي إنتفاعي, خاصة وأن طهران كان بإمكانها إن أرادت أن تحشد لمواجهة الفكر الوهابي في البلاد أن تنفق عليه الكثير من الإمكانيات, وبتالي فإن محاولة دفع الصوفية في اتجاه إيران من قبل الإسلام السياسي سيعود في نهاية الأمر على الأخيريين بما لا يسرهم.

الهوامش:

- فهد ياسين,الدور الإيراني في الصومال البحث عن موطئ قدم,مركز الجزبرة لدراسات,18 أغسطس 2015.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا.. سياد بري
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي5
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي4
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي3
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي2
- عشيرة واق
- معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي1
- حشود شوق مزاجي
- الصومال: المصالحة اجتماعية والتسوية سياسية
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 3
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 2
- بدايات عسكر الصومال وصراعات نظامهم 1
- افغانستان وأوروبا لمواطنتهن المسلمات ولغيرهم
- حوار حول الصومال
- مقديشو والذاكرة1
- ماهية نُخب صومالية 1-5
- الصومال وجدل الفيدرالية والمركزية 3
- المثقف جيلدون.. ورؤيته الغير موفقة
- كراهية غير موضوعية لسياد بري 2
- هل أغتال الشباب سلفادور كولمبو؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - معاداة صومالية لإيران من منظور طائفي6