يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 12:39
المحور:
الادب والفن
دورِيٌ سوريُّ جميلٌ ، أطهر من أستار الكعبة !
شيءَ لـه ما لم يشأ ،
حطَّ في المدرسة القريبة مِنا ..
فائز يبكي في الساحة وحيداً ، يبحثُ في الوجوه عمَّنْ يعرفه ،
يَنتِفُ لُعبَةً من قماشٍ بلا رأس ،
فائز لا يعرف الألمانية ،
جيءَ بندى تستعلم منه عن سبب بكائه ...
قال: " كَسَّحونا من بلادنا... وما بعرف أيش بَدّي هون !
ما عاد لِيَّ إصحاب ولا بلد ، ما بفهم عالناس .. ولا الناس فهمانين عليِّ !"
حاولت ندى جبر خاطر الصغير :"سأُساعدك وستتعلّم الألمانية بسرعة ويكون لك أصحاب هنا !"
" ولِكْ شو بدّي بألمانيا ! بَدّي إصحابي ، وبدّي بَلَدي!!" صاحَ فائز بلوعة ، وهو يضربُ الأرض
بقدمه حيث إختلَطَت دموعه بما يجري من أنفه .
بَكَتْ بُنيَّتي وهي تحكي لي ما عاشته في المدرسة ، تَدَحرَجَت دمعةٌ على خدّي ...
ولما رأت دمعتي ، سألتني :" بابا .. أتعرف فائز ؟!"
قلتُ أعرفُ عشرات الآلاف من فائز وأهل فائز والعالم الوغد يتفرّجُ عليهم !
:" لماذا لا يأمر رئيس العالم ، ذلك الصيني ، بوقف الحرب والقتل هناك ...
سأكتب له رسالة على موقعه في الفيسبوك ..!!"قالت مُنفعلَةً*
قلتُ لا نفعَ ولا رجاءَ من قوّاد العالم ، لأنه يذبحُ حتى الرضيعَ بأبتسامته الصفراء !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* كانت تقصد الكوري ، بان كي مون الأمين العام للأمم المستوحدة ، الذي يسيرُ على خطى
سلفه الغاني ، كوفي عنان حينَ تسبَّبَ من قبله في تجويع أطفال العراق وموتهم .. وها هو
الذليلُ لواشنطن لا يكترث لموت السوريين ...
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟