أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - فتوى التحشيد الطائفي و-داعش- طارئان...فمتى ما خرج الطارئان فسيكون العراق وشعبه بألف خير.














المزيد.....

فتوى التحشيد الطائفي و-داعش- طارئان...فمتى ما خرج الطارئان فسيكون العراق وشعبه بألف خير.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر العراق من أكثر البلدان تنوعا بالأعراق والأديان والطوائف والمكونات والتي شكلت بجموعها فسيفساء بلاد الرافدين، وأجمل لوحة شهدها تاريخ الشعوب من حيث التجانس والتصاهر والتآلف والتلاحم والمساهمة في بناء حضارة العراق التي لا تدانيها حضارة، تجمعهما هوية ومظلة واحدة ومصدر قوتهم وتوحدهم وإبداعهم عنوانها الوطن والمواطنة والانتماء والولاء إليه، هكذا عاش العراقيون لآلاف السنين....
بعد الاحتلال الذي باركته وشرعنته المرجعية هبت رياح صفراء عاتية تحمل معها غبار وسموم الفرقة والبغضاء، تحركها زعانف الغدر والحقد دخلت على ظهور دبابات قوى الشر، التي كانت تحلم في تقطيع لحمة الشعب العراقي، من اجل إضعاف وطن وشعب كان يمثل العقبة الكئود أمام مشاريع وأطماع دول الاحتلال والإمبراطوريات في هذا البلد ، فلم تجد إلا أن تنثر غبارها الآسن وترسل سهامها الحاقدة على تلك اللوحة الجميلة والفسيفساء الرائعة، لتغير من جماليتها وتقطعها وتمزقها، فكانت السياسة الطائفية التي انتهجتها الحكومات التي تسلَّطت بفتوى مرجعية السيستاني التي ألزمت الناس بانتخابها هي السلاح الفتاك الذي اعتمدته من اجل الوصول إلى هدفها وتحقيق مشاريعها الخبيثة، فتسلَّطت وسادت سياسة وثقافة القمع والإقصاء والتهميش، وسُحِقت ثقافة المواطنة والتعايش السلمي،
وتحكَّم قانون الغاب فكان القتل والخطف والتهجير والاعتقال والتعذيب والحرمان هو نصيب من لا ينبطح للاحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام وفساد وحكومات طائفية ومرجعيات كهنوتية ومليشيات قرمطية، ومحتل اخطر أشرس يتمثل بإيران التي لم تنفك عن تغذية وتعميق وتكريس الشحن الطائفي واللعب على أوتاره، وهكذا صارت تحكم العراق ثقافات هجينة دخيلة وطارئة عليه، ولما خرجت مجموعة من المحافظات التي وقع عليه الظلم والحيف لم تجد أذان صاغية تستمع لمطالبها المشروعة وإنما كانت لغة القمع والمكابرة والعناد هو الصدى الذي يرجع إليها جوابا على مطالبها، ولم تتحرك المرجعية باعتبارها صاحبة القول الفصل والمسؤولة عن تسلط تلك الحكومات ولم تضغط عليها لتلبية مطالب المحافظات السنية المشروعة إلى إن آلت الأمور أن سقطت مدينة الموصول على يد "داعش" الذي كان يتغذى على السياسة الطائفية المتبعة في العراق،
وكان سقوطها عبارة عن مسرحية كوميدية تستحق جائزة الأوسكار، وبدلا من أن تصحح الحكومة والمرجعية الداعمة لها من سياستها بتذويب الخطاب والمنهج الطائفي، بادرت إلى خطوة زادت في الطين "بلة"، حينما أطلقت فتوى الجهاد الكفائي، في خطوة تعد خروجا عن أدبيات نفس المرجعية وإيديولوجيتها كونها تعتبر الجهاد مُحرَّما في زمن الغيبة، فكانت تلك الفتوى فتوى تحشيدا طائفيا، لأنها زادت وعمَّقت وكرَّست من الاحتقان الطائفي الذي يسيطر على المشهد العراقي وأشعرت الطرف الآخر انه هو المستهدف منها، مما دفع "داعش" إلى التمدد أكثر واستقطاب الآخرين، فراح المقاتلون يتوافدون إلى العراق تحت ذريعة حماية ونصرة أهل السُنة،
في حين أن أهل السنة صاروا بين مطرقة "داعش" وسندان مليشيا الحشد التي وجدت من تلك الفتوى الغطاء والمؤمن الشرعي لممارسة أقبح الجرائم بحق العراقيين خصوصا أهل السنة ومن لا ينبطح للمشروع الإمبراطوري الإيراني كما الحال مع المرجع الصرخي ومقلديه، يضاف إلى ذلك أن الفتوى زجت بالكثير من المغرر بهم في معارك خاسرة ومجازر طاحنة، وأما صاحب الفتوى وأولاده وحاشيته ووكلاؤه وسياسيوه فهم في نعيم، والعراقيون في محرقة الاقتتال، والواقع الملموس والمعاش يغنينا عن الإسهاب والبيان أكثر، فلا الفتوى أخرجت "داعش" أو أوقفت تمدده، ولا التحالف ولا هم يحزنون، بل إنها عمَّقت تواجده وزادت في تمدده كما أسلفنا....
فالفتوى وما أفرزته من تداعيات ونتائج كارثية وفي طليعتها المليشيات التي صارت هي من تتحكم في صناعة القرار السياسي والأمني وغيره ومصدر تهديد للسلم المجتمعي في العراقي خصوصا، و قوة تهديد لدول الجوار والمنطقة تحركها إيران، و"داعش" الذي أنتجته السياسات الطائفية القمعية التهميشية في العراق، وتكاثر وتفقس أكثر وأكثر ببركة فتوى التحشيد الطائفي، فالفتوى و"داعش"، طارئان هجينان دخيلان على العراق وشعبه ولا خلاص ولا نجاة إلا بخروج الطارئان من العراق وما افرزاه من مايكروبات جرثومية وطفيليات تتغذي على دماء العراقيين الأبرياء، كما قال المرجع العراقي الصرخي في معرض قراءته وتحليله وتشخيصه لفتوى التحشيد خلال اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية فكان مما جاء فيه :
((...الكلام كثير وخلاصته ما قلناه سابقا، إن الفتوى ولدت ميتة، وان الفتوى القاتلة هي "داعش"، و"داعش" هي الفتوى القاتلة، وان الفتوى الطائفية هي "داعش"، و"داعش" هي الفتوى الطائفية، وان "داعش" طارئ على العراق (كذلك الفتوى وأصحاب الفتوى) كذلك الفتوى طارئة على العراق، ومتى ما خرج الطارئ والطارئ خارج العراق وكفوا أيديهم عن التدخل في شؤون العراق فسيكون العراق وشعبه بألف خير وإلا من سيء إلى أسوأ...)).



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون... وخيار إدامة زخم التظاهرات، أو الإبقاء في قيود ا ...
- السيادةُ جنازةٌ يُشيّعها قاتلوها.
- أنشد ياقباني: نازحون في الوطن...
- آني عراقي آني*** خل يطلع الإيراني.
- ما وراء تدفق أكثر من مليوني إيراني للعراق.
- إلا كفيل!!!،... إلا إيراني.
- تساؤلات موضوعية بين خروج الحسين... والزيارة الأربعينية.
- إنْ لَمْ يَكُنْ خروجكم على نهج الحسين، فلا مُبَرر لرفع شعاره ...
- الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء...
- الإرهاب الفكري يولد الإرهاب الدموي.
- التمدد الإيراني بين صمت المجتمع الدولي وتغييب سُبل إيقافه.
- الولاء للعراق هو أساس مشروع الخلاص.
- المرجعية الانتهازية.. والثورة الحسينية.
- اعتقالات عشوائية للوطنيين...وحرية وتسلُّط للمليشيات والمُفسد ...
- أيها العراقيون الحل بين أيديكم فلا تضيعوه...
- التغيير الجذري لكل المُتسلطين نهاية الفساد وبداية الخلاص.
- رشوة -رامسفيلد- فتحت أبواب الفساد في العراق على مصراعيه.
- عراق يعجُّ بالحكماء والمحنكين... والعيش في جحيم!!!.
- العراق بين مَن يضحي لأجله... ومَن يعيش على جراحاته.
- الإجرام والقبح والفساد ليخجل من أفعال منتحلي التشيع والتسنن.


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - فتوى التحشيد الطائفي و-داعش- طارئان...فمتى ما خرج الطارئان فسيكون العراق وشعبه بألف خير.