أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - دخلوها فأفسدوها














المزيد.....

دخلوها فأفسدوها


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 13:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لكل مهنه ثوابت وأخلاقيات وسلوك يتميز بها (أهل الكار) , ومن بين المهن التي تميزت بثوابت في العراق (التجاره) حيث عُرف عن التجار العراقيين الحرص على توفير كل جديد في سوق العراق وبما يتناسب مع مستوى مداخيل ألناس في كل حقبه زمنيه , كما تميزوا أيضا بالذهنيه التجاريه القائمه على أساس تحقيق ربح معقول في سوق يشهد تنافسا بينهم على جذب اكبر عدد من الزبائن مع توفير السلع بمواصفات جيده ومن مناشيء عالميه معروفه (ماركات مشهوره) مثل ألأقمشه الصوفيه ألأنكليزيه والسجاد ألأيراني والزجاج الياباني والسيارات ألألمانيه ...الخ , وحين دخلت الدوله على خط التجاره شهد السوق العراقي تطورا نوعيا في توفير العديد من السلع الجديده كألأجهزه الكهربائيه والمنزليه والملابس وغيرها من مستلزمات الحياة اليوميه , كما إن الدوله من جهه وأصحاب الرساميل المحليه (البرجوازيه الوطنيه) من جهة أخرى دخلا في ميدان التصنيع وبمواصفات عالميه وتحت رقابة (التقييس والسيطره النوعيه) ضمانا لجودة المُنتج وتحديد كُلف ألأنتاج ووضع هوامش ربحيه بسيطه لاتتجاوز 10% من رأس المال مع ضمان إنسيابية التسويق من خلال أسواق حكوميه أو تعاونيه أو قطاع تجاري خاص وتسهيل وصول المنتج والمستورد لكل مواطن عراقي وبالتقسيط المريح مع عدم فرض فروقات بألأسعار , ف (أورزدي باك) والمنافذ التعاونيه والسوق المحليه إشتركوا جميعا في نجاح هذه المهمه , ومنذ الزمن الملكي الى الجمهوري بكل مراحلهما كانت هذه القواعد معمول بها خدمة للمواطن العراقي رغم إختلاف الرؤى الفكريه وطريقة إدارة الدوله بين المنهج الليبرالي (الرأسمالي) القائم على (الخصخصه) وأقتصاد السوق في العهد الملكي الى المنهج الأخر الذي طبع الزمن الجمهوري بطابع (شبه إشتراكي) كانت الدوله مساهم ورقيب نشط في هذا المجال , وقد برزت على ساحة العراق ألأقتصاديه ألتجاريه العديد من ألأسماء التي سيخلدها التاريخ بما تميزت به من علميه ودرايه وإخلاص ومهنيه وحُسن إداره , كما إن الذهنيه التجاريه سجلت في ذاكرتنا المحليه مايُدلل على ذكاء في التعامل مثل التاجر الذي كان يبيع سلعته (المفرق) بسعر (الجمله) ويكون مكسبه ألأكياس التي يبيعها على تجار الحبوب فيضمن سرعة بيع وتحقيق ربح بسيط ,ومن بين ماتميز به تجار ذلك الزمن هو كفالة العديد من العوائل الفقيره وألأيتام وألأرامل ومنهم المرحوم (داود ابو التمن) التاجر البغدادي المعروف ولاتخلو مدينة في العراق من نسخه لأبو التمن في حنوهم ورعايتهم للمعوزين .
ومن الثوابت المعروفه منذ تأسيس المملكه العراقيه إن الساسه كانوا ينأون بأنفسهم عن ممارسة النشاط التجاري دعما لنزاهة الرقابه وحيادية السلطه بين التاجر والرقيب مما يضمن لكليهما وضع مهني مناسب تكون فيه الحكومه مرجعا وليس شريك , في الزمن الحالي أصبح السياسي تاجر ومقاول, وهذا ما أدى لتدهور وضع السوق وإنهيار ثوابته بأيدي من كنا نأمل بناء العراق على أيديهم , ضاعت الرقابه والتقييس والسيطره النوعيه وغزت السوق سلع من مناشيء غير موثوقه وبمواصفات دنيا يطلبها التاجر من جهة التصنيع وأختفت المنافسه الشريفه ليحل بديلا عنها ألأحتكار المشرعن والمدعوم من رجالات الحكومه وصار بيع التقسيط يفرض سعرا أعلى على المبيعات وتحول السوق الى آفه شرهه تبتلع مدخولات الناس بدون رحمه .
قيل لأحد العقلاء إن(الشيخ فلان) دخل السوق تاجرا فقال : (خرب البيع والشراء لأنه سيحرم الحلال ويحلل الحرام بما يضمن ارباحه ) ... أعتقد إن (خراب) سوقنا سببه من دخلوه فأفسدوه وكأن رواتبهم العاليه وإمتيازاتهم الكبرى ومفاسدهم التي أتت على مافي بيت المال غير كافيه .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع دويلات الطوائف
- حين (يَبيضُ) البَغلْ
- ألحرباء
- نفطنا وعِجل (إسريح)
- ومن (الطرشي) ماقتل
- ألمُعطِلون
- ملوك ومماليك الفوضى العراقيه
- ألعراق ... ألترقيع وأجزاء الحلول
- أيها ألأسكافي ... هنيئا لك بالحسين وهنيئا للحسين بك
- أعاجيب الزمان بين الحكومة والبرلمان
- (طرشة زنبوره)...
- على وشك الضياع
- نحن والناس من حولنا
- (قرضة عياش)
- علوش وسنة... (البلابوش)
- خلاصتان من رحيل مسؤول
- ألخطف والنصب وإنتشار المخدرات ...
- ماذا وراء ذلك ؟؟؟
- عودة الصحاف وزيرا ...
- ألمدارس ...(1)


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - دخلوها فأفسدوها